في ميناء العاصمة، لمع ضوء سحر الإنتقال الأبيض كاشفا عن ثلاث شبان، الفتاة القصيرة باشرت في نقل رسالة المعلم شيان لهم
" عدو عدونا هو حليفنا، مهمتكم هي مساعدة الساحر الذي يسعى خلفه مستخدموا الظلام، لكن كونوا أذكياء إذا وجدتم أن الآوان قد فات فتراجعوا فورا "
دو باي يعرف طبيعة مدربه و قد توقع أنه سيقول شيئا كهذا، لكن المشكلة الآن أين عساهم يجدون من يبحثون عنهم في مكان كهذا.
إكتظ هذا الجانب من الميناء بسفن الصيد، يمكن رؤية الصيادين المشغولين بتحميل شبكاتهم و أدواتهم ، صناديق الأسماك في كل مكان و التجار و الزبائن يتجولون بينها .
لا شيء غير اعتيادي هنا و لا أثر لأي قوى روحية أو مانا في الأرجاء
" في هذا الإتجاه ، هناك هالة مشؤومة تصدر خلف ذاك المتجر "
كعادتها ليان تمكنت بسهولة من استشعار هالة الظلاميين ، قدراتها في تمييز مختلف الطاقات هي السبب الرئيسي لضمها في هذا الفريق، لكن لم يكن هناك أي شيء في المكان الذي أشارت إليه
"سحر الأبعاد، إنه سحر عالي المستوى لا شك أنهم استخدموا أداة سحرية "
راحت سو تستكشف المكان بحثا عن نقطة ضعيفة في الحاجز الفاصل بينهم و بين البعد الذي صنعه الظلاميين ، بعد مدة عثرت على البقعة المطلوبة.
لمعت سبابتها بضوء أصفر و راحت ترسم في الهواء دائرة سحرية ، و هي تشرح فكرتها
" يمكنني التشويش على سحر الأبعاد بسحر الإنتقال خاصتي لصنع ثغرة نمر عبرها "
ما أن أنهت كلامها حتى نشأ صدع حول الدائرة فاتحا شقا عموديا بها، دو باي كان بالفعل مبهورا بما فعلته و بالشق الذي كشف عن مظهر مغاير عما حولهم
" علي الإعتراف ، أنتم السحرة لديكم بالفعل خدع مذهلة "
عبر الشباب عبر الحاجز البعدي ليجدوا أنفسهم وسط أرض مليئة بالمستنقعات، اعتمادا على مقدرة ليان توجهوا نحو الشرق ، بعد مدة قليلة كان بإمكانهم رؤية عمود مشكل من هالة حمراء قاتمة ارتفع عاليا ليشق السماء، حتى أن غيوما سوداء برقية اجتمعت حوله تلك بالتأكيد وجهتهم.
إختبأ الثلاثة خلف أحد التلال ليراقبوا من بعيد،أربعة أشخاص بعباءات سوداء حاصروا العمود من كل جهة، و قد تقاطعت هالاتهم و اتحدت مع عمود الهالة الأحمر.
" انظروا هناك و سط العمود ..... هناك شخص وسط العمود .... إنهم يحاولون ختمه "
بصعوبة بالغة يمكن رؤية ظل شخص يقاوم بلا هوادة داخل الهالة الحمراء الخانقة
تان سو أدركت الوضع من أول لمحة، مستخدموا الظلام أحاطو بالساحر من الإتجاهات الأربعة و هذا العمود هو نوع من سحر الختم، حيث سيتم استنزاف قوته و بعدها سجنه أو حتى قتله.
لقد فات الأوان على مساعدة هذا الساحر، التفت سو إلى رفاقها قائلة
"لنعد أدراجنا فقد فات الأوان على إنقاذ....."
لم تكمل كلامها حتى لمحت وجه دوباي يفيض غضبا و قد انطلق كالبرق نحوهم و هالة من الصقيع غطت كل موضع قدم يطؤه .
" ما الذي أصابه ؟ "
سو سألت، و جواب ليان كان سؤالا مختلفا
" مستحيل، كيف يعقل أنها هنا ؟ "
بالرغم من أن أصحاب العباءات رأوه قادما لكن إنشغالهم بختم الساحر جعلهم عاجزين عن الرد سريعا ، ليستغل الوضع مرسلا رماحا جليديا
أحدهم رد على الفور بجدار ناري، مما تسبب في ذوبان الرماح فتشكلت سحابة ضباب غطت المكان ،في نفس اللحظة نشر دوباي صقيعه على الأرض مجمدا الجزء السفلي لثلاثة منهم
دوباي لم يهاجم من تجمدوا و لا اقترب من الغامض وسط العمود ، هو فقط استمر بالركض مباشرة نحو الشخص الرابع.
رفع قلنسوة العباءة كاشفا عن وجه مألوف مع عيون فارغة و ملامح شاحبة
" سول..... هل تسمعينني ، استفيقي .... استفيقي "
استمر دو في الصراخ و هز أكتاف سول يائسا، في نفس الوقت انتقلت الفتاتان عنده ،محرتتان قوتهما استعدادا لمواجهة الظلاميين الثلاثة الذين حرروا أنفسهم في هذا الوقت
" إذا دميتي الجديدة هي رفيقتكم، يؤسفني أن أنقل لكم الأنباء السيئة لكنها مجرد قشرة ..... جسد بلا وعي "
كشف المتحدث من الظلاميين عن وجهه القبيح و راح يلعق شفتيه محدقا بليان و سو
" سيكون لدي المزيد من الدمى الجميل...... فلتصبحوا غذاءا لقانون الظلام خاصتي"
من كف يده انطلقت عدة خيوط سوداء ، و قد التفت على نفسها و راحت تتموج كانت أقرب لجذور شجرة إلا أنها كانت تبدوا حية.
*كرااك*
تشققت الجذور، و سقطت أرضا بعد أن غطاها الجليد
" أعد إلي سول "
دوباي الذي ظهر من العدم أمامه أمسك بشدة يده محولا إياها إلى قطعة باردة من الجليد، عيونه أطلقت صقيعا أبرد من جليده الذي كان عاجزا عن إطفاء نار غضبه
" ما الذي تنتظرونه ساعدونـ.... "
مستخدم الظلام صاحبالوجه القبيح راح يستنجد برفيقيه، لكن مظهرهما و قد أصبحا تماثيل من الرماد أرعبه.
في اللحظة التي توقفوا فيها عن تزويد عمود الهالة الأحمر بطاقتهم، الساحر المحجوز داخل العمود استغل الثواني التي منحه إياها دو باي لينفذ هجومه الناري ساحقا نحوهما .
في لمح البصرإثنان من مستخدمي الظلام أصبحا جثثا متفحمة.
كان هذا دليلا واضحا على قوة هذا الساحر، الذي اجتمع ضده أربعة أشخاص لا لقتاله بل ليقوموا بختم قواه
للأسف بالرغم من ذلك فيبدوا أن الأوان قد فات، و الساحر لا يزال عاجزا عن تحرير نفسه.
لوهلة تنفس مستخدم الظلام الأخير الصعداء برؤية أنهم نجحوا في ختم الساحر الغامض، لكن الصقيع الذي تغلغل إلى عظامه ذكره أنه لا يزال الوقت مبكرا للإحتفال، التفت في رعب للشاب الغاضب الممسك بيده ليتفاجأ بمظهره الذي تغير.
خلف دوباي ارتفع جناحين عملاقين من الجليد و قد انعكس ضوء العمود الأحمر عليهما فبدو كجناحي إله الموت، لمسة صقيع و احدة منهما كافية لإرسالك للعالم الآخر
حتى رفيقتاه أخذتا خطوة إلى الخلف، لم يكن هذا مظهر دو باي المألوف و لا هالته، و كأن وحشا بداخله قد استيقظ ،ليان همست في خوف
" هالة دو باي...............إنها تتحول إلى السواد "
"*** أعدها ***"
صرخت دو باي هزت الأرجاء و أوقعت قلب مستخدم الظلام، كان لا يزال بإمكانه رؤية يده تتفتت و تسقط أصبعا بعد أصبع، جليد هذا الفتى كان يمتلك قوة مرعبة تفوق قانون ظلامهم
" لا أستطيع، كان هناك ختم آخر على عقلها، و هي قامت بكسره عنوة ........ و ذلك أدى إلى تحطم وعيها "
* اااااه *
صرخ الظلامي ألما و و قع على الأرض يتخبط كدجاجة مذبوحة، بعد أن حطم دو ذراعه المتجمدة.
استمر الجليد في تغطية كامل جسده،لكن بطريقة ما كان لا يزال واعيا و قادرا على الإحساس بالألم، قطعة بعد قطعة تحطم جسده إلى أشلاء مختبرا أسوء ميتة قد يتخيلها.
بخطوات بطيئة دو باي الذي انتشرت علامات الحريق على صدره بفعل الصقيع الذي انتشر، احترق من شدة البرودة نتيجة تحرير هيئته التي كانت مقيدة في تابوت دفعة واحدة.
سار الفتى نحو معلمته و صديقته هان سول التي أصبحت جسدا بلا وعي
ضم الفتاة إلى صدره و بصوت حزين لكنه يفيض بالعزم راح يعدها
" أعدك، سأجد طريقة لإستعادتك و لو كلفني هذا حياتي".
بدى و كأن دو باي أصبح ناضجا فجأة، لا مظهره و لا ملامحه و لا هالته بقي نفسها.
" أيها الصغير دو باي ، عليك العثور على صاحب الختم الآخر على عقلها، لكن لا تبني قصر من الرمال فاحتمال عودتها ضعيف جدا "
تفاجأ الجميع كيف أن الساحر المسجون في عمود الهالة نادى دو بإسمه
"أعرف أن ما سأطلبه منك هو أنانية مني خصوصا بعد مصابك، لكن أرجوك أنقذ إبنتي ،أخت صديقك.... الصغيرة مي "
ما أن انتهى الرجل من جملته حتى اختفى العمود و كذلك الساحر معه، ليظهر مكانهما مكعب أحمر يميل إلى السواد مطابق تماما للذي يحمله جين.
المكعب الذي بحثوا طويلا عن معلومات تفيدهم في ما يستخدم و لم يعرفوا عنه شيئا ، اكتشفوا الآن أنه يستخدم لختم المخلوقات الحية.
حجز مخلوق حي في مكعب فضائي هو أمر مستحيل، لكن على ما يبدوا فهذا المكعب الأحمر صنع خصيصا لهذا الأمر.
مع المكعب كانت هناك تميمة ، عليها رسمة رجل بمظهر وقور. تجمد الدم في عروق دو باي عندما رأى الصورة على التميمة، الآن أصبح متأكدا من هوية صاحب الصوت
" مستحيل....... إنه هو، زوج والدة جين الساحر العظيم سي مار "
سحر المكعب الأحمر كان قويا لدرجة سجن شخص برتبة ساحر عظيم كسي مار.
===========================
تأليف:Magicien