" تشوي، تشوي.............استيقضي أرجوك لا تموتي ، لا تحمليني هكذا الذنب "
" هذا مؤلم.................، جين أتذكر يوم لقاءنا، كانت تلك أول مرة أقوم بشيء جنوني و غير منطقي لكن بطريقة ما كان ذلك أفضل شيء قمت به في حياتي القصيرة "
" لا تقولين شيئا كهذا...........ستكونين بخير"
بصوت ضعيف و متقطع أكملت تشوي وداعها
" يومها خسرت أخي الوحيد.............لكنني سعيدة اليوم أنني لم أخسر أخا آخر هذه المرة"
" حمقاء، لماذا تقولين هذا..........ستكونين بخير، سنزور قارة الأوريس معا للبحث عن أخيك ، لا يجب أن تموتي من أجل شخص مثقل بالذنوب مثلي "
استمر جين في مناجاة صديقته ، لكن بلا فائدة ......................... الساحرة اللطيفة لي تشوي فارقت الحياة.
جثة لي تشوي التي لا تزال دافئة بين يدي جين، كان يحدق بهان سانغ راغبا في تمزيقه مليون قطعة لكن للأسف جسده المتضرر كان عاجزا عن الحركة.
" سانغ ما الذي فعلته ؟ "
صرخ المبعوث مستنكرا،ليرد عليه حفيد الملك بلا مبالاة و كأن يداه لم تتلطخ بدماء فتاة بريئة
" إن كنت تفكر في سول، فلا تقلق فقد تحطم الرابط الذي كان بينهما"
عيون المبعوث اتسعت في غضب و هو يحدق في وجه سانغ و من ثم إلى جثة تشوي
" ماذا؟، هي من قفزت أمام الرمح؟....... لكن لا أحد سيعترض طريقي هذه المرة "
ظهر سيف في يد سانغ و راح يخطو نحو جين مع عيون تلمع بنشوة بقاءه على عرش التصنيفن لكن و قبل أن يضيف خطوة أخرى تجمد في مكانه
كفأر حقل يحدق بعيون أفعى و قد أدرك نهايته بقي متسمرا بلا حراك، أحس فجأة بالدم الدافئ ينفجر كالشلال من رقبته و بروحه تنسحب ببطئ من جسده
" أحموا حفيد الملك "
صرخ أحد الجنود، ليقفز هو و إثنان آخرين و قد أحاطوا به صانعين حاجزا بينه و بين الشاب الذي لا يزان يحضن بحرقة جثة رفيقته .
تراجع سانغ و قد شحب وجهه من الرعب بضع خطوات ،و راح يتلمس رقبته بحثا عن الوريد الذي تم قطعه
"ما..... ما كان ذلك؟ ،وهم هل كان ذلك أحد أوهامه "
عقله أدرك أن رقبته لا تزال سليمة في مكانها، لكن جسده كان لا زال يرتجف و يأخذ خطوات إلى الخلف، و لم يتوقف إلا بعد أن سمع صوت الجندي يحادثه
"ذلك ليس بسحر ...............إنها نية قتل ، شيء لا يكتسبه إلا من استحم في بحر من الدماء "
تفسير الجندي لم يكن منطقيا، فخصمه فتى في الخامسة عشر فقط، لكن مع خبرته الطويل فإن حدسه لن يخونه و يده التي ترتجف ممسكة بمقبض السيف أكبر دليل على ذلك.
الوحش الجريح هو الأكثر خطورة، و أول من سيقترب من هذا الوحش الكسير سيكون ميتا لا محالة.
لا تهديد ، لا وعيد ، فقط وهج عيون قرمزية غاضبة و نية قتل ساحقة كأن ملاك الموت قد نزل إلى الساحة تركت سانغ و حاشيته غارقين في عرقهم البارد عاجزين حتى عن التنفس.
صر سانغ على أسنانه حتى وخصمه خائر القوى لا يزال عاجزا أمامه، و في النهاية و كأي جبان أخرج عشرات الأسلحة ليهاجم عن بعد.
في هذه اللحظة اليائسة التي فقد فيها جين الأمل و مع الحزن الذي يقطع قلبه لفقدانه تشوي، سول و سي مار، لمعت التميمة ذات نقش الطائر بالضوء الذهبي ليغلف جين بالكامل قبل أن يختفي عن الأنظار دون أن يخلف أي أثر.
------------------
فتح جين عينيه ليجد نفسه وسط ظلام دامس، بطريقة ما وجد أنه استعاد طاقته الروحية و استرجع حيويته .
بدى الأمر و كأنه داخل سحابة سوداء ليس بإمكانه رؤية حتى يده، لكن عندما حاول التركيز اخترق بصره السحابة ليرى خلفها حدودا حمراء قاتمة شكلت مكعبا ، قبل أن تتسع عيناه من المفاجأة
" إنه المكعب الأحمر، أنا داخل المكعب ! "
لم يستطع جين معرفة كيف وصل إلى هنا، و لم يكن أمامه سوى أن يحدق في هذا السواد حيث الظلام يحيط به من كل زاوية ، لكن ذلك لم يكن أحلك من الفراغ الذي إستولى على قلبه في هذه اللحظة
" لماذا.... لماذا يحدث هذا معي؟ لماذا كل من أهتم بشأنهم يتعرضون للأذى ؟"
صمت جين لثواني عندما لمعت الإجابة في عقله
" أيعقل أن كل ما حدث هو بسببي عودتي في الزمن ، و تغييري لمجرى التاريخ"
* باف باف باف *
صوت غريب صدى في المكان
" لقد اكتشفت الأمر بنفسك أنت أذكى مما ظننت ، نهر الزمن لا يحب أن يتم العبث به، و دائما ما يحاول أن يجرف بعيدا المسؤولين عن ذلك "
من وسط الظلام سمع جين صوتا يخاطبه، لكن بدل أن يرتعب أو يهلع، كان سعيدا و كله حماس و كأنه وجد الحل السحري لجغل كل مشاكله تختفي، بهدوء غريب راح يحدث صاحب الصوت
" أخيرا قرر صانع لعبة الزمن و مالك التميمة أن يظهر نفسه، بسرعة أخبرني عن خطوتك التالية ،مهما كانت لعبتك فسأربح فيها و في المقابل"
صمت جين لحظة ثم أضاف بصوت عميق
" أنت تعرف ما هو المقابل ؟"
منذ وصول جين إلى هذا الزمن بعد قتله لسيده الملقب بالوباء، أدرك أمرا واحدا لماذا لم يحاول الوباء العودة إلى هذا الزمن، مع خبرته و معرفته كان قادرا على أن يحكم كل من قارة البشر و جزيرة الأسلاف معا.
بعد سلسلة من الحوادث كالتصاق التميمة به أينما ذهب و اختفاء الكتاب الذي استخدمته تشوي لاستدعائه لهذا الزمن عثر على الجواب.
الأداة السحرية التي تحمل شكل تميمة عليها رسمة طائر و التي تمكن مستخدمها بالقفز في الزمن، أدرك أن للتميمة مالكها الخاص.
الوباء لم يجرؤ على العودة بعيدا في الزمن، لأنه كان يخشى قوى صاحب التميمة الأصلي.
لكن الأمر مختلف معه فصاحب التميمة لم يحاول مطلقا إيذاءه و هذا يعني أنه في حاجة إليه، على هذا الأساس راهن جين بكل شيء كي يعود في الزمن مرة ثانية و يغير مصير من يهتم لأمرهم.
* باف باف باف *
للمرة الثانية سبقت النغمة الغريبة الصوت الغامض
" ليس سيئا ، أنا أحب الأذكياء ، لقد راقبتك طيلة هذه المدة و أنت بالفعل مختلف عن الذين سبقوك، سأمنحك مهمة إذا نجحت فيها سأمنحك خمس دقائق لتغيير مصير من فقدتهم "
ارتعش جسد جين من الفكرة، خمس دقائق حياة صديقته لي تشوي ، هان سول ،سي مار و حتى عائلته مرتبط بعودته في الزمن خمس دقائق.
" ما هي المهمة ؟"
" و ماذا تعتقد أنها ستكون؟، إنها أكثر شيء تجيده............ عليك إغتيال شخص من أجلي، الشخص الذي سجنني في هذا المكعب اللعين "
" ومن يكون هذا الشخص ؟ "
بعيون تملأها العزيمة ، سأل جين كائنا من يكون فهو سينفذ المهمة و ينقذ رفاقه و عائلته.
في هذه اللحظة لمع ضوء ذهبي مبددا الظلام أمام أعين جين، ليتفاجأ بمظهر اعتاد على رؤيته عشرات المرات من قبل، إنه الطائر الأسود المرسوم على التميمة.
تحدث الطائر بلسان البشر
"بف بف بف، أنا ((المخلوق السامي و سيد الزمن، الكائن المقدس سفاري)) يتم سجني في هذا المكعب اللعين لعهود ، على ذلك الوغد اللعين أن يدفع الثمن حياته مقابل ذلك "
جين كان مصدوما من هذا الطائر المتحدث ، أدرك أخيرا أن ذلك الصوت الغريب الذي كان يسمعه بين الحين و الآخر هو تغريدة هذا الطائر الغريب، بسرعة استعاد هدوءه و سأل ثانية
" هلا تكرمت بإعطاء اسم الوغد اللعين الذي سجنك "
"بف بف بف،(( أيها البشري الأوريس الساحر المقاتل سيد الكرة ))لا تقاطعني و أنا أنفس عن غضبي......"
"ها.... سيد سفاري كونك تمتلك لقبا سخيفا كهذا، لا يعطيك الحق لنعت الآخرين بألقاب طويلة سخيفة"
بالرغم من أن جين دائما ما يقوم بمنح ألقاب سخيفة للآخرين، لكنه راح يتذمر من هذا اللقب الطويل بشكل سخيف، إلا أن الطائر لم يبالي و استمر في الصراخ و اللوم لبعض الوقت قبل أن يهدأ أخيرا
" بف بف بف ............. مهمتك هي إغتيال المدعو بــ
******** المقاتل العظيم ،الحارس المبجل ، محطم الأغلال و الطباخ الأول....... أشتيريا ******
حرفيا سقطت فك جين ليلامس الأرض و اتسعت عيونه لأقصى حد و راح يردد كالمعتوه
" ما...ما...ما...ماذا........ أشتيرياااااااا ".
============================
تأليف:MAGICIEN
SAFARI IS BACK
ما رأيكم في ذلك؟؟
-------------------------
شباب هذا هو آخر فصل في هذا الموسم، و سأنقطع عن كتابة هذه الرواية لبعض الوقت بسبب بعض الإنشغالات، فأرجوا أن تستمتعوا بالفصل،و لا تبخلوا في الردود.