لا أحد في العالم يعرف ماهية المكعبات الفضائية الحمراء و أصولها مثل زي يون الساحرة العظيمة من مملكة الجوهرة السماوية،فقد ضاقت مرارة هذه الأدوات الروحية التي كسرت ظهورهم في حربهم ضد الظلاميين الذين استغلوها لأسر المقاتلين و استخدام قوة أصدقائهم و حلفائهم ضدهم
" أش..... تيريا...." همست زي يون بالإسم و عقلها يسأل ألف سؤال و سؤال
'هل هو بالفعل نفس الخالد المذكور في الأساطير منذ مئات السنين، قد يبدوا هذا جنونيا لكنه الأمر الوحيد الذي يفسر المعرفة و القوة الغير مفهومة التي يمتلكها و التي أطاحت بكل هؤلاء الخبراء'
*كااااااا*
في هذه اللحظة هدير الوحش المدوي قطع سلسلة أفكارها
التفت الجميع صوب الصوت الذي أصبح كنذير الشؤم بالنسبة لهم، في كل مرة سمعوه إلا انتهى الأمر بكارثة أدت بآلاف الأرواح.
من وسط الأخدود العميق الذي تشكل بفعل الزلزال السابق، ارتفع قوس ضبابي أسود بارتفاع عدة أمتار، ذلك الضباب الأسود كان فقط جزءا صغيرا من هذا المخلوق العملاق الذي كان في سبات لمئات السنين
" ظل تنين السماء "
هتف مقاتل في ذهول، و هو يحدق بمخلوق الظل المهيب، كذلك كان الحال مع البقية الذين اتسعت عيونهم إلى أقصاها
تنين الظل هذا هو ما جمع سبعة عشر مقاتل و ساحر في هذا المكان، من العدم ظهر هذا الشاب في مملكة الجوهرة السماوية قبل شهور ليسحب وحشا مشابها من أرضها فأدى ذلك بزلزال خسف بالمملكة و ما عليها، كان ذلك ظل تنين الأرض.
بعدها بفترة وجيزة كرر فعلته في مملكة الأنهار اللامتناهية ففاضت الأنهار و ابتلعت المملكة ، و ذلك هو تنين الماء.
ليس هذا و حسب حتى حجارة الطاقة و ينابيع مياه الخريف المستخدمة لرفع طاقة المبتدئين فقدت قوتها و أصبحت مجرد أحجار و مياه عادية.
عندها تم الكشف عن نقاب أحد ألغاز عالم البشر و فهم الجميع أخيرا المغزى من أسماء المعاهد الثلاثة التي تم تأسيسها منذ القدم.
ركيزة الممالك الثلاثة و أساس بنيانها هو في الحقيقة عبارة عن ثلاثة وحوش ظلال تنين تغفوا في سبات طويل في عمق سحيق تحت أرض كل مملكة.
وريد الطاقة التي تحررها هو السبب في تشكيل حجارة الطاقة و ينابيع الخريف و منصات الهواء الثقيل و التي هي حجر الأساس لكل ساحر و مقاتل مبتدئ كي يترقى إلى عالم الروح.
و كأن الدمار و هلاك الآلاف الذي حل بالمملكتين لم يكن كافيا، ها هو الشاب الغامض يدمر أيضا مستقبل الجيل القادم من المقاتلين و السحرة، فبدونهم لن تصمد البشرية أمام إجتياح الوحوش و الحروب المستمرة.
هذه هي الحقيقة و هذا هو جحيم المستقبل الذي ينتظر أمة البشر،
و لذلك إتحد أشهر المقاتلين و السحرة، أو بالأحرى ما بقي منهم متناسين مشاكلهم و خلافاتهم لإنقاذ آخر ممالك البشر و آخر مورد طاقة متبقي ألا و هو منصات الهواء الثقيل.
لكن حتى و مع اجتماعهم، كانت النتيجة نفسها مثلما هاجموه متفرقين من قبل، توفي البعض و أصيب البعض إصابات بالغة أخرجتهم من المعادلة،و ها هو الآن ظل التنين الأخيريظهر على السطح في النهاية.
اسودت وجوه الجميع، و لعنوا سرا كلا من هذا الشاب الغامض و الملك السماوي الذي استفزه.
بالرغم من أنهم لا يعرفون سبب العداء بين الملك السماوي و هذا الشاب، لكن جبروت هذا الملك أدى في النهاية إلى هلاك البشرية جمعاء.
بينما الشاب الذي لم أنه المقاتل الأسطوري أشتيريا كان مستمتعا بملاح الفشل و الكآبة التي ارتسمت على وجوه الحاضرين، فرراح يرفع من أمالهم ثانية و كأنه يرغب في تعذيبهم لمدة أطول
" كي لا تقولوا أنني لم أعطيكم فرصة لنجاتكم ، ما رأيكم في تحدي صغير ؟"
ابتسامة ساخرة ارتسمت على وجهه و هو يحدق بوجه المقاتل السماوي ملك الجزر الطائرة ليكمل حديثه
" ألست أقوى مقاتل و أفضل موهبة ظهرت في المئة سنة الأخيرة بعالم البشر، ما رأيك أيها السماوي أن تثبت ذلك و سأدع جزرك العزيزة تحلق في الهواء "
بالطبع لا يملك الملك السماوي فرصة ضد هذا الشاب و ألم إصابته من آخر مواجهة خير دليل على ذلك، لكن إذا كان المتحدي شخصا آخر فيستحيل أن يخسر
"و من عساه يكون المتحدي ، أبين الخونة من هو قادر على مجابهتي؟"
تماما كما تنجذب العثة إلى النور ، إلتف حول هذا الشاب الذي أعلن رغبته في تدمير هذا العالم، العديد من الأشخاص فطالما سحرت القوة الرجال و النساء على حد سواء.
لكن لم يتوقع أن يكون من بين من نعتهم الملك السماوي بالخونة، مقاتل يلفت إنتباهه ففي النهاية هو المقاتل السماوي الوحيد الذي ظهر للوجود منذ مئة سنة.
" أنا"
من السماء جاء الحواب و المتحدث شاب يمتطي وحشا طائرا،الشاب الأسمر صاحب الشعر الأشقر غطى وجهه بقناع أبيض و نزل رفقة وحشه إلى ساحة المعركة
النازل من السماء ترك الجميع في حالة ذهول ،ليس كونه على بعد خطوة من الإختراق إلى عالم السماء الأولية بل بسبب مطيته و التي لم يرو مثيلها
" غريفين !!!!"
جسد أسد و رأس صقر مع جناحين عملاقين من الريش الأبيض، و حش الغريفين الأسطوري هو مطية الفتى الذي إختاره أشتيريا ليكون خصما للملك السماوي.
قد تعتبر مخلوقات الظل مخلوقات أسطورية، لكن كان هناك شهود عيان أكدوا على وجودها في الأطلال القديمة لكن بالنسبة لوحش الغريفين فلم يسبق لأحد أن رآه في الواقع، حتى ظن البعض أنه مجرد كائن خرافي.
" صحيح أنه أقل منك بمستويين لكن لا تستهن به ، في النهاية هو أقوى بشري في هذا العالم السخيف "
أشتيريا أشار إلى الشاب المقنع على انه البشري الأقوى، و هو بذلك يقل من قيمة الملك السماوي الذي تم منحه نفس اللقب، من الجلي أنه عازم على أن يحطم كل شيء ذو مغزى يتعلق بملك الجزر الطائرة حتى ألقابه.
في الوقت ذاته لفت إنتباه الملك السماوي نظرات الساحرة زي يون إلى الشاب الأشقر
" هل تعرفينه؟"
" إنه من وضع حدا لمستخدمي قانون الظلام، بعد أن تصيد قوادهم الواحد بعد الآخر "
في الحرب الأهلية التي اندلعت في مملكة النجمة السماوية ، تمكن مستخدموا الظلام من بسط نفوذهم على أكثر من نصف المملكة تقريبا، لكن فجأة و دون سابق إنذار إنقلبت الموازين و عصفت الرياح بسفينة الظلاميين و أغرقتها
هزيمة الظلاميين السريعة بقيت لغزا غير مفهوم لبقية الممالك.
كلام الساحرة زي يون كان مليئا بالمشاعر المتضاربة، و هذا جعل الحاضرين يتساءلون عن ال السبب الذي جعل منها تعامل البطل الذي قضى على الظلاميين و أعاد السلام للملكة بهذا الجفاء، استشعرت زي يون المغزى من نظراتهم فأجابت
" و هو نفسه من قام بقتل كل فرد من العائلة الملكية، من فيهم الملك هان سانغ"
هان سانغ، بعد أن تم أسر والدته السيدة الأولى من قبل الظلاميين و وفاة جده الملك تربع هذا الأخير على عرش الملك، و باستخدام موارد القصر و كنوزه ارتقى بسرعة إلى عالم الإنصهار وبمجرد اختراقه لهذا العالم فإن
هيئته المعروفة بالسلاح اللانهائي، ارتفعت قوتها لعنان السماء و بسببها تم قمع زحف الظلاميين لبعض الوقت.
لكن لاحقا وجد مقتولا رفقة ابن عمه الساحر الخبير هان جيان، و نخبة من الحرس الشخصي بطريقة أقل ما يمكن وصفها بالمروعة.
" سيدتي زي يون، سعيد برؤيتك ثانية "
بصوت بارد كالجليد تحدث الفتى و هو ينزع قناعه كاشفا عن وجهه
" للأسف أنا غير قادرة على قول نفس الشيء لك......................دو باي"