" أشتيريا.......... إن كنت تتساءل عن سبب قدومي إلى هنا، فذلك لأني أحمل رسالة إليك من صديق قديم"

كلمات جين أدخلت الجميع في إضطراب،لحد الساعة الأغلبية لم يكن لديها علم بشخصية المقاتل الذي جلب البلاء على عالم البشر، و من البعض كان لديه شكوك في صحة الأمر، لكن كلام جين الذي لم يكن بالرغم من ضعف تدريبه و صغر سنه فتا عاديا ذكر أنه رسول صديق قديم لأشتيريا.

التفت الجميع إلى الشاب القصير ذو الشعر الأسود منتظرين هل سيؤكد صحة هويته أم يكذبها

في اللحظة ذاتها اختفى جين عن البصر ليظهر أمام الملك السماوي و تماما عند الجزء الصغير المكشوف من الدرع الذهبي الذي يرتديه، لمع قوس مضيء و مر خنجر جين على رقبة الملك في محاولة لقطع الشريان السباتي، بالطبع الدرع الذهبي لم يكن دفاعه الوحيد فمن عادتي المقاتلين تغطية أجسامهم بهالتهم الخاصة و التي تعمل كدرع خفي ، تلويحة تاي جين بالكاد تركت خدشا على رقبة الملك.

حتى و لو كان الملك السماوي متضررا بشدة و بالكاد يقف على قدميه نتيجة تحطم هيئته الروحية، فمن سيمتلك الجرأة على محاولة إغتيال مقاتل من عالم السماء، و الذي جسده الأعزل وحده يعتبر سلاحا فتاكا.

لكن و كما يقول المثل القتال و القتل أمران مختلفان، الهجوم لم يهدف إلى ضربة قاتلة بقطع الشريان السباتي كما اعتقدوا، بل ليجد السم المغمور في الخنجر طريقه إلى مجرى الدم

و مهما كانت قوة السماويين فهم في النهاية بشر و لديهم نقاط ضعف.

السم جرى بسرعة إلى قلبه و لم يكن هناك أي وقت لإجراء مضاد، فظهرت عروق سوداء على وجهه و تشكل الزبد الأبيض في فمه ليقع ملك الجزر الطائرة ، المقاتل السماوي جثة هامدة.

القتال و القتل أمران مختلفان ،لطالما سمع الكثيرون هذه العبارة لكن اليوم فقط فهموا مغزاها، صحيح ان الملك كان متضررا، لكن خدعة الفتى من عالم النشوء و توقيته هي ما جعلت الأمر ممكنا.

عندما ذكر اسم أشتيريا، عيون الملك و كل انتباهه توجه نحو الشخص المقصود، و جين لم يدع تلك الثانية تضيع ، و في لحظة انتهت الرجل الأسطورة ميتا من قبل من اعتقدوه مجرد نكرة.

عندما أفاق الجميع من هول الصدمة و حيرة ما حدث، كان جين محاطا بعشرات العيون الحاقدة، و لو أن القتل عن طريق النظر ممكن لتوفي جين مئة مرة.

**** أيهـــــــــا اللعيــــــــــــــــــــــــــــن ***

لم يأتي الصراخ من أفواه أتباع الملك أو رفاقئه في السلاح الغاضبين ، فمن سبقهم في ذلك كان عدو الملك أشتيريا بحد ذاته، كان صوت صراخه مرعبا أكثر من هدير تنين الظل نفسه، و هالة الموت خاصته تجسدت على شكل حاصد أرواح وضع منجله على رقابه ما جعلهم على وشك الإغماء

مع هذا التجسيد لينة القتل أصبح الشك في أنه أشتيريا يقينا لا مجال فيه للسؤال.

" كيف تجرؤ أيها اللعين على أخذ فريستي مني؟؟؟؟"

---------------------

كل حرف من فمه كان مشبعا بنية القتل، كل خطوة قام بها هزت الأرض و كل نظرة من عينيه جمدت الأجساد و ألقت الرعب في القلوب، أقوى المقاتلين و السحرة في كل الممالك تثاقلت أنفاسهم و ارتجفوا عاجزين على البقاء واقفين أمامه.

القوة التي قمعهم بها أشتيريا قبل وصول جين إلى ساحة القتال ما هي إلا غيض من فيض طاقته الحقيقية.

الفتى المجنون كتب إسم الملك السماوي في مذكرة الموت الخاص بأشتيريا و هذا هو المعنى الحرفي لإغضاب حاصد الأرواح.

لو قام أشتيريا بتمزيق جسد جين ألف قطعة فلن يطفئ ذلك نار الغضب المتقدة بصدره ، التي كان بالإمكان الإحساس بها مع كل خطوة يخطوها نحو جين، لكن هذا الغضب لم ينسيه أن ليس جين وحده من عليه دفع ثمن التدخل في مخططاته

" من هذا الصديق الذي ذكرته سابقا ؟"

أخرج جين من مكعبه تميمة و رماه نحو أشتيريا و الذي التقطها ليتفحصها قبل أن يتفاجأ

" سفاري أيها الطائر اللعين.... "

* يا نهر الزمن اللامتناهي ، فلتتوقف بأمر الكائن المقدس *

من الرياح التي حركت أغصان الأشجار، إلى الطيور المحلقة بالسماء إلى المقاتلين و السحرة الذين وقفوا وسط ساحة القتال إلى الضباب الأسود الصادر عن وحش الرتبة السابعة ظل التنين

كل شيء توقف عن الحركة.

تلك هي بطاقة جين المخفية، قوة الطائر المقدس العظمى إيقاف الزمن.

صحيح أن مدة هذه القدرة لا تتجاوز نصف دقيقة، لكنها في يد قاتل محترف كافية للإطاحة بأي خصم مهما بلغت قوته

بما أن مدة تقنية إيقاف الزمن قصيرة، فيجب أن يكون الهدف واقف أمامه لحظة تفعيلها ، لذلك قام جين بقتل الملك السماوي مجبرا أشتيريا للقدوم إليه بقدميه

كما تقطع السكين الزبدة، كان جين يشعر بسيفه المسموم يخترق صدر أشتيريا و يمزق اللحم و العضلات وصولا إلى القلب

العملية كانت سلسة و مختلفة عن أي إغتيال قام به من قبل، حتى هو تأثر بقدرة إيقاف الزمن و لذلك الطعن كان بطيئا و استشعر كل مرحلة منها لم يكن هناك حتى نقطة دم واحدة.

ترك جين السيف في صدر أشتيريا و اخذ قلادته من يده و تراجع بضع خطوات للخلف

*سبلاش *

عاد الزمن لمساره الطبيعي و شلال الدم إنفجر من صدر الرجل الأسطورة

أما بقية الحاضرين فراحوا يفركون عيونهم قبل أن يحدقوا في بعضهم البعض في ذهول

قبل لحظة كانوا عاجزين عن التنفس بسبب نية القتل التي أصدرها أشتيريا و الآن هناك سيف مغروز بصدره

الرجل الذي ظهر من العدم و دمر مملكتين بمفرده،الرجل الذي لم يتمكن أسطول من أقوى المقاتلين و السحرة على لمس شعرة من رأسه يقف هناك جثة هامدة.

"جين كيف فعلتها ؟ "

سؤال زي يون لم يلقى إجابة فهذا الأخير كان مشغولا بالتحدث مع المكعب الأحمر الذي في يده

" حسنا أيها الطائر الثرثار ، إنه دورك من الإتفا......"

*فششششش*

الكلمات تجمدت في حلق جين و هو يسمع صوتا غريبا يصدر من جسد أشتيريا، عندما دقق بنظره كان بوسعه رؤية بخار أبيض يتصاعد من المكان الذي إخترقه السيف و الدم الأحمر الذي كان ينهمر على الارض أصبح أسودا كالقطران.

" ما هذا بحق الجحيم ؟؟"

قشعريرة باردة اجتاحت ظهر جين، حتى عنقه كان يخزه ، حدسه أنبأه بإقتراب كارثة و في اللحظة التي تلتها عرف طبيعة الكارثة.

يد أشتيريا ارتفعت لتمسك بمقبض السيف و تسحبه ببطئ

*كلانج

صوت اصطدام السيف بالأرض كان مدويا نتيجة صمت الجميع طبعا، و كذلك صوت الأزيز الغامض رفقة الدخان الأبيض المتصاعد من أثر الجرح الذي راح يلتئم بسرعة عجيبة

" هذا كان مؤلما، لقد كلفنتي خمسين سنة من حياتي تقريبا هذا إن لم نقل مئة "

أمال أشتيريا رأسه و هو يحدق بفك جين الذي وقع أرضا

" لست الوحيد الذي يملك في جعبته بعض الخدع المذهلة، و الآن أين توقفنا..... تذكرت لقد وصلتني رسالة سفاري و الآن أيها المرسال أبلغه الرد "

*بام *

جين شعر أن مطرقة وقعت على صدره و ليس لكمة، حتى مع جسده المعدل تحطمت عظامه بقسوة ،و اجتاح ألم لا يوصف جسده .

تجاهل جين ألمه و لوح بخنجره،تفادى أشتيريا الهجمة بالرجوع إلى الخلف مما منح زي يون الفرصة لإطلاق هجوم من طيور البرق السحرية مما أجبره على خلق مسافة بينهما

" جين انجوا بحياتك سأقوم بعرقلته، و أنتم أيها الحمقى إلى متى ستبقون تتفرجون ؟"

صرخت زي يون بالجميع، و هي تحاول كسب الوقت لإنقاذ جين لكن عقول الجميع كانت في فوضى من سرعة تتابع الأحداث الغير منطقية، و أيضا هذا الفتى قتل ملك الجزر الطائرة للتو.

هذا من جهة و من جهة أخرى ما عساه يتغير و خصمهم يملك وحشا من الرتبة السابعة طوع بنانه

" لم يعد اللهو معكم ممتعا، ظل تنين السماء لبي النداء و اتبعني "

* كوااااااا ع*

موجة الهدير المدوي هزت الأرض تحت الجميع كما انشقت الأرض مشكلتا أخاديد خسفت بعضا من المقاتلين إلى الفراغ، القوة التي كانت ترفع الجزر إلى السماء راحت تتلاشى شيئا فشيئا و هذا يعني أن الجزر ستهوي الواحدة بعد الأخرى قريبا جدا.

إنهار الجميع في يأس ، خصمهم لا يزال حيا بعد أن تلقى طعنة في قلبه و الملك السماوي جثة هامدة و التنين الذي هو أساس وريد الطاقة الذي يغذي المملكة سيسرق منهم

" إنها النهاية، لقد خسرنا "

-------------------------------

2018/12/09 · 1,813 مشاهدة · 1244 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024