إنهار الجميع في يأس ، خصمهم لا يزال حيا بعد أن تلقى طعنة في قلبه و الملك السماوي جثة هامدة و التنين الذي هو أساس وريد الطاقة الذي يغذي المملكة سيسرق منهم
" إنها النهاية، لقد خسرنا "
تماما كما حدث في الممالك السابقة، تحرير وحش ظل التنين المختوم بأعماق الجزيرة أدى إلى كارثة طبيعية لا طاقة لهم بها، و إذا استمرت الهزات الأرضية أكثر فستتفتت الجزر المعلقة بالهواء إلى أشلاء حتى قبل أن تهوي إلى أعماق البحر.
" زي يون و باقي السحرة ما الذي تنتظرونه قوموا بختم ظل التنين، أما المقاتلين هاجموه كي تضعفوه، أنا سأعطله"
وسط قمة اليأس ، جاء صراخ تاي جين مفاجئا الجميع الفتى أبيض الشعر و بعد أن تلقى ضربة مباشرة من الرجل الذي يقتل من لكمة واحدة لا يزال على قيد الحياة بعد، و بدلا أن يفر بجلده هو يلقي بالأوامر و يهاجم ثانية.
لم يكن أمام المقاتلين الذين فشلوا في فعل أي شيء يذكر سوى تنفيذ كلامه، و بالرغم من إصاباتهم وقفوا ليشنوا هجوما مشتركا على ظل التنين.
تلك الطريقة الوحيدة لحفظ ماء وجههم، فلا يوجد مجنون غير جين سيفكر في مواجهة هذا الوحش الخالد حتى بعد أن فشلت ورقته الخفية في القضاء عليه.
حالة جين لم تكن جيدة فبالرغم من جسده المعدل إلى أنه كان يعاني بشدة، و لم يكن أمامه سوى استخدام الحيلة لكسب الوقت.
بسط جين ذراعه و ألقى بسحر ضوء ليعمى بصر أشتيريا ثم ناور بسرعة مقتربا منه محاولا تنفيذ هجوم جديد بخنجر مسموم .
*طاخ *
حتى و هو لا يبصر رد أشتيريا بركلة ألقت جين ليتدرج عدة مرات على الأرض،هجومه المضلل فشل و تلقى بدل عنها ضربة حطمت ضلوعه.
لكن جين ليس بالشخص الذي يتلقى ضربة دون سبب
" ما هذا الشيء الملتصق بقدمي ؟ "
حدق أشتيريا بإستغراب في الورقة الملصقة بإحكام في قدمه، قبل أن يرى الإبتسامة على وجه جين
*بووم*
إنفجار من سحر ناري عالي المستوى إندلع في جسد أشتيريا بالكامل
"قلت أن الهجوم السابق أخذ مئة سنة من حياتك، إذن....
شد جين على صدره و قد طغى عليه آلام إصابته لكنه تكابر على الألم صارخا
" فكل ما علي فعله هو الإستمرار في قتلك حتى تنتهي كل سنوات حياتك ، أنا لن أخسر أمامك"
موت أشتيريا هي فرصة جين الثانية التي لن يضيعها، فرصة إنقاذ رفاقه و عائلته من خطه الزمني و إنقاذ قلب دو باي من الغرق في الظلام، هذا القتال هو معركة يجب الفوز فيها مهما كان الثمن.
" هذا ساخن بعض الشيء "
*تاك تاك تاك *
شعلة النار كانت تخبو شيئا فشيئا و الواقف وسطها كان يصفق ببساطة يحلل ما حدث مستمتعا بالأمر
"جميل ، لم يكن الضوء هو الإلهاء بل استخدمت نفسك كتضليل ........حركة جيدة لكن للأسف سحر اللفافة ضعيف جدا"
للمرة الثالثة ألقى أشتيريا مديحا على مسامع جين،مظهرا إنبهاره بخدعة التظليل ، هذا المديح دليل على إعجابه الشديد بجين و لو التقو في ظروف مغايرة لاختلفت الأمور الآن.
ببطئ انطفأت النيران، و بالطبع لم تترك النيران حتى خدشا على المقاتل الأسطوري ، إلا أن جين كان يبتسم في هدوء
" من الطبيعي أن أحاول خداعك بهجوم زائف، لكن لا سحر الضوء و لا هجومي كانا التظليل، التظليل الحقيقي هو سحر النار"
*سويييش*
في اللحظة التي أعلن فيها جين أن سحره كان مجرد وسيلة للإلهاء، لمع قوس أبيض صنعه سيف ضخم خلف أشتيريا ليفصل جسده عن رأسه.
وقع صاحب السيف على ركبتيه بعد ان استنفذ كل قواه في تنفيذ هذا الهجوم
" تلويحة مذهلة ..................جلالة الملك السماوي "
الملك الذي يفترض به أنه مات بسم تاي جين لا يزال على قيد الحياة، بل الأكثر من هذا أنه قام بتنسيق هجوم مشترك معه.
لم يكن من السهل التسلل خلف أشتيريا، فحواس هذا الأخير ستجعلك تعتقد ان هناك عيونا خلف رأسه، لكن عندما كان وسط النيران لم يتمكن من سماع خطوات الملك الذي انقض عليه من الخلف.
" كيف لا يزال حيا؟، ألم يقم الفتى بتسميمه؟"
تساءل أحد المقاتلين نيابة عن البقية، لتجيبه زي يون و قد تسبب الاستهلاك المفرط للمانا في محاولة ختم ظل التنين بظهور زرقة تحت عينها من شدة الإرهاق
" الملك لديه مقاومة جيدة ضد السموم، لقد تظاهر بالموت و انتظر الفرصة المناسبة بطلب من الفتى "
عندما كان جين تحت جليد دو باي، تحدثت زي يون معه تخاطريا، لتتفاجأ بأنه ليس حيا و حسب بل يطلب منها أن تقنع الملك بمساعدته.
على عكس المرة الماضية، و مهما كانت قدرة التجديد خاصته فلا مجال لينجو أشتيريا بعد أن تم فصل رأسه عن جسده، ليس هذا و حسب بعد موت أشتيريا هدير ظل التنين هدا أخيرا و يبدوا أنه لم يعد يقاوم الختم.
" هل انتهى الكابوس؟، هل انتصرنا حقا و أنقذنا المملكة؟"
غير مصدقين الأمر كانت عيون المقاتلين و السحرة تشع بالفرح ، و قد ضرفت بعض الدموع
.
.
.
.
.
" لا تكونوا سخفاء، بالطبع لم ينتهي الأمر "
الصوت البارد ذو النبرة المتعالية، حطم كل أحلامهم و جعل القشعريرة تجتاح الجميع و قد وقف شعر أجسادهم، غير مصدقين التفتوا صوب الصوت الذي يعرفونه جيدا و حفر عميقا في ذاكرتهم
عند أعلى التلة كان يقف الشاب قصير القامة أسود الشعر مع جرح أحمر على رقبته، لا إراديا التفتوا إلى أين يفترض به أن قد فصل رأيه عن جسده.
على الأرض حيث كان كل من أشتيريا و جين واقفان، كانت لا تزال الجثة و الرأس مكانهما لكنها لم تكن لأشتيريا بل لشخص آخر.
" اوه أتتساءلون ما حدث، إنها تقنية استبدال مع بعض الوهم ،حسنا................ من شدة إعجابي بخطة ثلجي الشعر، لم أستطع المقاومة و جاريته في لعبته، أعني لا أحد منكم يستطيع لومي الفتى هناك مذهل لأبعد الحدود، حتى و مع امتلاكه قدرة الطائر المقدس المذهلة، رسم خطة إحتياطية في حالة الفشل، لو كان أحدا غيري لكان ميتا بالتأكيد، أعني.............."
*طاك، طاك ، طاك *
لم يستطع اشتيريا سوى التصفيق كعادته تعبيرا عن إعجابه بمهارات جين في التخطيط.
" يا فتى أنت تروقني أكثر و أكثر، لكن ما رأيك بأدائي ألم يكن تمثيلي رائعا، خصوصا عندما تظاهرت بالغضب لقتلك للعبتي المفضلة"
الملك السماوي كان يحدق بتعبيرات يصعب فهمها و لم يكن بوسعه نطق حرف من شدة تعبه، هو فعلا أصبح لعبة في يد أشتيريا و في كل مرة يجعله يرفع آماله قبل ان يرميه في غياهب اليأس.
جين هو الآخر بدأ الياس يتسلل إلى قلبه، هذا الوحش ليس قويا بشكل جنوني و حسب بل هو داهية و لا شيء يمر تحت ناظريه، لكن ..........
" الطعنة في قلبك كلفتك مئة سنة، فكم كانت كلفة تقنية الإستبدال تلك؟ "
كلام جين أصاب الصميم، الأمر لم يكن مجرد سحر عادي هو اقرب إلى شعوذة او سحر محرم على صاحبه دفع الثمن غاليا عند استخدامه.
" أحب الناس الذين لا ييأسون عندما لا تجري الأمور على هواهم،فأمثالك سيبنون عالما جديدا من الأنقاض و أنا أرغب في رؤية البشر يحطمون بعضهم البعض "
أدرك الجميع شيئا واحدا ، أشتيريا لن يهنأ له بال قبل أن يحطم هذا العالم و قبلها سيقتل أمل البشري الوحيد هو الفتى أبيض الشعر الذي اعترف أشتيريا نفسه به.
" على الفتى أن يعيش"
" اللعنة ، ما الذي تنتظرونه ، هجوم"
عندما يكون الأمل تكون الشجاعة، هذا الشاب الغريب بطلا هو أملهم و هذه المرة لن يستسلموا ليأسهم
*هيا *
صرخ الجميع رافعين من حماستهم،و قفزوا نحو معركتهم الأخيرة .
و ذلك هو آخر ما رآه في رحلته إلى المستقبل فبعد الضرب الذي تلقاه من أشتيريا و بعد أن استهلك كل قوته و قبل أن يفقد وعيه ظهر شق أسود في الفضاء و إبتلع تاي جين.
خسرت البشرية معركتها للنجاة لكن و من مقياس آخر و بوجود مسافر في نهر الزمن فقد يتغير التدفق ثانية إلى مجرى جديد.
===============
في صحراء إفريقيا
اهتزت الخيمة المنصوبة وسط ظلمة الصحراء الباردة، قبل أن يظهر شق أسود في السماء، و يقع منه شخص ما
خرج عجوز ضخم من الخيمة راكضا، إلى الشاب الذي اكتسحت حمرة الدماء ثيابه
" أنت بخير، لا تقلق...........الإنتقال في الأبعاد تكفل بعلاج جروحك"
" أنت..........كيف تعرف لغتي؟"
" لقد كنت في إنتظارك...........طيلة هذه السنين"
"مستحيل إنه أنت.................
" أجل انا هو مؤسس الأوريس......"
"الأرضي العضلي المهووس بالشقر؟ كيف لا تزال على قيد الحياة"
" ما مشكلتك؟، من كل ألقابي الممنوحة لي إخترت هذا اللقب السخيف، و عن كيفية لا أزلا على قيد الحياة، فالسفر في الزمن، ينشئ شيئا ما، أو ترابطا ما.............. لا أدري قم بسؤال الطائر عندما تراه............ لا علينا أنت واجهته أليس كذلك؟"
أجاب الفتى و في عينيه نظرة رعب و هو يتذكر كيف أشرف على الموت منذ دقائق
" أنت سبق لك و أن واجهته أيضا.................لا أنت تعرفه حق المعرفة"
" أجل ، و لم أتمكن من إيقافه أيضا، بل لم أتمكن هناك فرصة منذ البداية ...........قوته شيء يفوق كل المعايير، لكني أعرف الطريقة الصحيحة لإيقافه، أيها الفتى لديك مهمة مستحيلة "
" ليس ذلك بجديد علي، لكن أولا ماذا كان يعني لك ذلك الشخص"
" .......................لقد كان يوما ما صديقا"
===========================
===========================
تأليف: Magicien