حدثٌ ما قلب المملكة رأسا علي عقب. وعم الخوف والفزع في أرجائها.



ما الذي حدث بالضبط؟


ومن المتسبب فيه؟


تساءل الجميع؟ ولم يجب أحد.



لكنَّ آثار حدث جلل بدت واضحة في كل مكان.



ففي الشمال.


وفى قلعة العدل التي اشتُهِرت في الماضي بالقوة والصلابة. وحُكي عنها دورها في مساعدة المملكة بالكامل منذ وقت طويل.



جَدٌ وحفيدٌ يتناقشان.


الحفيد ناباكو زعيم أسرة ناباكو بالشمال. والمعروف بشخصيته اللينة , ومبادئه المبنية علي أن العدل هو الوسيلة الوحيدة لحكم الأسر والممالك.



والجد الأكبر هيو. الذي تخطي الثمانين من عمره. الرجل الذي عرف بلقب الأقوي في شبابه. حكيم وماكر. هدفه الوحيد المتبقي له في الحياة هو ضمان استمرار حُكم أسرته للجزء الشمالي من المملكة. أو ربما كان هذا هدفه طول حياته.


" جدي مالعمل؟ هل سنقف هكذا متفرجين دون حراك ؟ " تساءل ناباكو المضطرب وهو يهزُّ رجلة بسرعة دليلا علي عدم تملُّكه لنفسه لكن هيو وبصوته الهادئ الرزين قال:


" إهدأ ناباكو. إهدأ. في هكذا مواقف مالذي يجب أن تفعله بالضبط؟ "



" آه آ- " تلعثم ناباكو قليلا فأجابه الجد سريعاً


" نحلل! فهنالك نقلة جديدة علي الرقعة. نقلة قوية. الأقوي منذ عقود! وبعد أن نحلل؟ "


قالها الجد العجوز موجها نظره نحو حفيده الجالس علي كرسي الزعامة غارقا في هوْلِ اللحظة



أخذ ناباكو نفسا عميقا.


وقام من علي عرشه وخطا بضع خطوات نحوه جده الواقف أمام شباك ينظر للسماء.


وبعد أن جفف عرق وجهه قال


" نحضر الرد ! "


" أحسنت. يبدو أنني علمتك جيدا. لكن أن تكون أكثر هدوءاً ولا تفزع . لن أكون دائما هنا لأوجهك. بسرعة تقمص دور والدك الراحل. واصنع من نفسك خليفة حقيقيا. فتصبح مثلا أعلي لإبنك ماركو من بعدك "



ونتج عن هذا الحوار نقاش آخر قام كل منهما بإبداء رأية في الحدث. وحضروا الرد المناسب!



***



وفي الجنوب وما أدراك مالجنوب!



أرض مملكة الجنوب وملكها السيد كانتي,




" آه ممتاز . أليس الاستجمام أفضل شيء في العالم الجو أصبح هادئا بشكل غريب لكنَّى أراهن أنكِ تقضين وقتا ممتعا في السماء"


قالها ناظرا للوحة معلقة علي الحائط مكتوب عليها بخط ذهبي رفيع المستوي كلمة (سيدة الطب) وتظهر صورة فتاة شابة ذات شعر أزرق خلاب. ولكن وقت استجمام كانتي تمت مقاطعته. فقد وصلته سريعا رسالة روجر القادمة من العاصمة.


" سيد- سيدي! سيدي ! أخبار عاجلة. "



" ما الذي يزعج استجمامي؟! "



" سيدي! أخبار عاجلة من العاصمة وصلت عبر التليكوير, أرسلها السيد روجر. أرجوك انزل حالا. "



"ماذا ؟ تقول رسالة من روجر؟! أحضر الرسالة ولا تقم بتحويلها. وأحضره إلي. "



" من تقصد؟ "


" أهنالك غيره! أحضر شادو إلي حالا .أسرع مايك! "



" أووه يبدو أننا قد بدأنا! "



وهكذا تحرك الجنوب هو أيضا. كانوا فزعين بشكل كبير لسبب يبدو كبيرا بنفس الدرجة. فيا تري ما هو. وما محتوي الرسالة القادمة من العاصمة؟



***


2018/03/31 · 338 مشاهدة · 444 كلمة
Odacchi
نادي الروايات - 2024