الفصل الثامن والعشرين: الوعاء الجوهري~
شرعت في تناول لقمة من قطعة الدجاج التي وُضعت قبالتي.
كنت مستقرًا على مقعد خشبي أمام منضدة الطعام، وفي الجهة المقابلة، كانت حسناء منهمكة في تناول وجبتها برفق واعتدال.
دجاج؟ ربما كانت تلك وليمة فاخرة بالنسبة لها.
اتسعت عيناها بذهول عندما وضعت العملة الفضية البراقة في يدها.
اندفعت نحوي بنظرات حادة، وبدأت توبخني بحدة، كانت مقتنعة تمامًا أنني استغفلت الزبون المسكين.
لم يرتد صدى صوتها الغاضب إلا بعد أن أقسمت لها يمينًا تلو الآخر، مؤكدًا على نزاهتي وبراءتي من هذا الظن.
شعرت بحرارة الموقف تتصاعد في حلقي الجاف، فمددت يدي المرتعشة نحو كوب الماء الزجاجي البارد بجانبي، وأفرغته دفعة واحدة.
"رويدك يا بني، شربه بهذه الطريقة يضر أكثر مما ينفع." قالت حسناء بصوت هادئ وهي تميل نحو طبق الدجاج المشوي.
وقطعته بمهارة بسكين حاد يصدر صوتًا خفيفًا عند احتكاكه بالطبق.
تنهدت بارتياح،"لقد شبعت، شكرًا لك." شعرت بثقل الوجبة يستقر في معدتي.
"هذا كل ما ستأكله؟ لم تتناول الكثير بعد، ما زلت مصابًا وتحتاج إلى المزيد من الطعام لتتعافى." نظرت إلي بعينين قلقة.
"أنا آسف يا جد... يا سيدتي." للحظة ارتبكت وكدت أن أناديها بجدتي.
ابتسمت ابتسامة دافئة عند سماع تلعثمي الخفيف، "هوهوه... لا عليك يا صغيري، يمكنك مناداتي بجدتي، سيسعدني ذالك."
تنهدت بتعب خفي، لم يكن لدي خيار آخر بعد لطفها هذا.
"إذًا يا جدتي، سأذهب للنوم الآن، لقد أرهقني البقاء طوال اليوم أمام الكشك."
لوحت بيديها المرتعشة برفق، وقالت بنبرة مرحة: "أتقول هذا بعد أن قضيت ثلاثة أيام كاملة غارق في النوم؟"
أهذه نكتة؟ يا إلهي، أرجوكِ أعفيني. "حتى هذه الراحة الطويلة لن تجعلني نشطًا لثلاثة أيام."
لا اعرف حتى لماذا أسكن عندها.
قهقهت بصوت خافت ومحبب، "هوهوهوه، إذًا نومًا هنيئًا وأحلامًا سعيدة يا ولدي."
ثم توجهت نحو الغرفة التي من المفترض ان تكون لي.
***
***
"همم..." صداع حاد يخترق جمجمتي كالمطرقة. فتحت عيني ببطء، الضوء الأبيض يلسع بصري. أغمضتهما بسرعة، ثم فتحتهما بحذر.
غرفة بيضاء باهتة. سرير بلا ملامح. أين أنا بحق الجحيم؟
حاولت النهوض، جسدي يتمرد، ضعف غريب يشل حركتي.
تمكنت من الوقوف متشبثًا بحافة السرير.
نظرت إلى يدي. أنبوب بلاستيكي يخترق جلدي، متصل بكيس معلق بجانبي. سائل شفاف يسري ببطء. مغذي؟
هل يجب أن انزعه؟
طرقات خفيفة تلتها فرقعة مكتومة. الباب الرمادي الباهت انفتح ببطء، وكأن شخصًا مترددًا يفتحه.
تجمدت للحظة، شعور بالدوار الخفيف عاودني. أمامي امرأة ترتدي زيًا أبيضًا بالكامل، يبدو نظيفًا ومريحًا.
ممرضة، أو هكذا افترضت.
شعرت بحرج من وقوفي المفاجئ، ساقاي لا تزالان ترتجفان قليلًا.
تقدمت نحوي ببطء، وعيناها تحملان تعبيرًا هادئًا وروتينيًا.
"تفضل بالجلوس يا سيدي، يبدو أنك ما زلت بحاجة للراحة." قالت بصوت لطيف ولكنه يحمل بعض الإرهاق.
لذا جلست بهدوء دون مقاومة على الفراش.
"سأستدعي الطبيب ليطمئن عليك."
بدأت تستدير، وكأن هذا هو الإجراء الطبيعي.
"لحظة..." خرج صوتي ضعيفًا ومبحوحًا، شعرت بجفاف حلقي.
"نعم؟" توقفت ونظرت إلي باستغراب طفيف، رفعت إحدى حاجبيها في ترقب.
"أزيلاس... هل تعرفين أين هي؟" سألت بجمود.
نظرت إلي الممرضة بعينين فاحصتين، تحاول تقييم حالتي.
"سأطلب الطبيب ان يأتي يا سيدي. هو الأقدر على مساعدتك." ثم استدارت وأسرعت خارج الغرفة.
"أنا هنا." صوت ناعم ولكنه واثق قطع الصمت. عندما التفتت الممرضة نحو الباب، صعقت وعيناها اتسعتا.
شابة تقف في المدخل، شعرها الأشقر البلاتيني يلمع تحت ضوء الغرفة.
عينها اليمنى زرقاء صافية كصفاء الكريستال، بينما عينها اليسرى مغطاة بضمادة بيضاء تلف نصف رأسها بشكل دائري، وتظهر ضمادات أخرى متفرقة على ذراعيها.
ترتدي زي المستشفى، تنورة بيضاء قصيرة مخططة بالأزرق تصل إلى ركبتيها، وتسحب خلفها ببطء كيس المغذي المتصل بذراعها الأخرى.
أزيلاس.
"ماذا حدث لرهان؟" أول ما نطق به دانيال كان هذا السؤال، صوته لا يزال ضعيفًا ولكنه يحمل ترقبًا.
ابتسمت ببرود مع نظرة خبيثة لمعت في عينها الزرقاء الوحيدة الظاهرة. "ألم يصلك الخبر؟ النتيجة النهائية؟"
"نتيجة؟" تساءل دانيال ببطء، حاجباه يعقدان في استغراب.
"تعادل. لم يفز أحد." قالتها ببطء وتأكيد، وكأنها تستمتع بتوصيل هذه الكلمات.
"أنتِ!" نهض دانيال فجأة بانفعال، متجاهلًا ضعف جسده.
قبضتاه تشنجتا. "رأيت خسارتك بأم عيني! الكفة مالت لصالحي بوضوح! لولا تدخل فيليب... تبا!"
استمتعت بوضوح بردة فعله الغاضبة، ابتسامتها اتسعت قليلًا.
"ولكن الحكم نطق بالتعادل يا سيد ألستر...القرار نهائي وغير قابل للطعن." ثم أضافت بحدة متعمدة، ونظرت حول الغرفة البيضاء بثقة.
"إلا لو كنت تشكك في نزاهة أكاديمية الأمل...هذا شأن آخر تمامًا."
"هذا..." زمجر دانيال بغضب مكتوم، شعر وكأن هذه العاهرة تتلاعب بأعصابه ببراعة.
نظر حول الغرفة البيضاء الباردة، شك يقينه بأن هناك كاميرات مراقبة أو أجهزة تسجيل صوت مخفية في مكان ما.
"تسك." كان هذا كل ما استطاع إظهاره من انزعاجه في النهاية، شعور بالعجز يخنقه.
بعد أن تأملت حالته للحظة، بدا الملل يرتسم على وجهها. لوحت بيدها بلا مبالاة. "لا تقلق بشأن تفاصيل الرهان. لقد أبلغت عائلتك بكل شيء قبل المبارزة بالفعل."
"هاه؟!" ذُهل تمامًا، فمه كاد يسقط من الصدمة.
أدارت له ظهرها ببطء، وكأن الحديث انتهى بالنسبة لها.
لم تكن أزيلاس من النوع الذي يستمتع حقًا بمشاهدة ردود أفعال الآخرين عندما تنتهي الإغاضة.
كلمات قليلة ونظرة سريعة، المهم لديها إيصال المعلومة.
"استيقظت قبلك بساعة. بعد أن أخبرتك بنتيجة التعادل، سأعود إلى غرفتي لأرتاح." وبدون أي كلمة أخرى، استدارت وغادرت، تاركة دانيال وحيدًا في الغرفة البيضاء، غارقًا في ذهوله وصدمته.
حسنًا... ربما عاهرة كانت كلمة قاسية بعض الشيء.
تتبع بصره ظهرها المتواري.
وحش الجاذبية التي لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها.
وصف صائب.
نظرت حولي ببطء. الغرفة خالية تمامًا. حتى الممرضة يبدو أنها تبخرت.
"لا يهم سأنتظر."
*
"هوف..." زفرت ببطء، وعيناها مثبتتان على قبضتها المغلقة.
شعرت بوخز خفيف يسري في عظامها الملتئمة. لقد تلقت معظم الضرر في الضربة الأخيرة.
لولا سرعة تعافي الأزورويس الفطرية، لكانت الآن فاقدة للوعي لفترة أطول.
يا له من تعادل مرير...هذا الوخز أشد وطأة من أي خسارة.
لم تلتفت إلى الخلف، بل سحبت كيس المغذي خلفها بخطوات ثابتة نحو غرفتها.
مهما نظرت للأمر فأنا فشلت…
على رغم من قتالي له واجهاده، ولكن لا يزال يراودني شعور مقلق كما لو انه كان يخفي شيئًا ما.
وربما قد يكون محض هراء، مجرد أوهام نابعة من الإرهاق والتوتر الذي خلفته المعركة.
زجرت نفسها داخليًا بحدة، محاولة إسكات هذا الصوت المزعج. "توقفي عن هذا! قد أكون متعبة فحسب وأبالغ في التحليل. ليس كل شيء مؤامرة."
في كل الأحوال، هذا الشعور الغامض لا يعنيني الآن بشكل مباشر.
سيكشف الوقت وحده الحقيقة. علي الآن أن اركز على استعادة قوتي والتعافي.
***
***
استيقظت على عتمة تخنق الغرفة، خيوط فضية شاحبة تتسلل بخجل من بين ستائر مُحكمة الإغلاق.
شعور غامض بالترقب يلفني.
نهضت ببطء من فراشي، قدماي تتحركان بتلقائية نحو النافذة.
بأصابع مترددة، أزحت الستار، فانكشف لي مشهد الشارع الرمادي المألوف. لا شيء يوحي بالغرابة الظاهرة في داخلي.
قمت بفتح النافذة الزجاجية.
فجأة، ومضة خاطفة تجتاح بصري، مصحوبة بهمس خفيض يتردد في أعماق وعيي.
[تم تفعيل {التحول} [الرتبة:؟؟؟]]
للحظة تجمد فيها الزمن، شعور طاغٍ بالغرابة المألوفة يغمرني. قوة هائلة كالبحر تسري في عروقي، وصفاء ذهني يكسر القيود.
ابتسمت ابتسامة عريضة لم أعهدها من قبل، وهمست بصوت واثق: "أخيرًا."
دون تردد، عززت عضلات ساقي واندفعت للأمام، قافزًا من حافة النافذة نحو المبنى المقابل.
اندفاع الهواء البارد لفح وجهي للحظة، وشعور الارتفاع المفاجئ وخز معدتي.
شعور الخفة الذي لا مثيل له كان مبهرًا حقًا، لوهلة شعرت وكأن الجاذبية فقدت تأثيرها علي تمامًا.
هبطت بقوة مكتومة على سطح منزل قديم، صوت ارتطامي الخفيف بالحصى يتردد في سكون الليل.
"أدن."
[تم التفعيل: الاستماع.]
"هل رصدت الأحداث خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية؟"
[تحليل البيانات: إيجابي وسلبي. نطاق الرؤية: متقطع.]
"توقف عن الألغاز. هل رأيت ما كنت أراه؟"
[انقطع الارتباط البصري مؤقتًا أثناء إلغاء تفعيل {التحول}. معالجة الأفكار مستقلة: مستمرة. المعلومات المرئية الخاصة بك: غير متاحة خلال الفترة المحددة.]
وضعت يدي على ذقني. "إذًا، عند إلغاء تفعيل {التحول}، ينفصل ارتباطك بحواسي."
تمشيت على سطح البيت بخطوات بطيئة، "وماذا استنتجت من تحليلك المستقل؟"
[استنتاج أولي: بناءً على تحليل الأنماط والبيانات المتاحة، تم التوصل إلى فهم محتمل لآلية عمل {التكيف} و {الجسد القتالي}. بالإضافة إلى ذلك، تم اقتراح بروتوكول أولي للتدخل في حالات تهدد بقاء الكائن الحي.]
"اشرح لي هذه الاستنتاجات."
[فيما يتعلق بـ {التكيف}، تشير البيانات إلى قدرة الجسم على تعديل بنيته ووظائفه استجابة للضغوط البيئية أو التهديدات الداخلية. على سبيل المثال، الزيادة المؤقتة في قوة العضلات وسرعة رد الفعل التي لوحظت أثناء تفعيل {التحول} قد تكون شكلاً من أشكال التكيف الفوري. ]
هذا متوقع.
[أما بالنسبة لـ {الجسد القتالي}، فيبدو أنه يشير إلى حالة محسنة أو معدلة للجسم تركز على الكفاءة القتالية، ربما تتضمن تحسينات في الحواس، وتقليل الشعور بالألم، وتعزيز القدرة على التحمل.]
بختصار دستور فريد.
توقفت عن المشي و نظرت إلى السماء الرمادية. "وماذا عن 'إنقاذي من شفاه الموت'؟"
[خلال تحليل أنماط الإصابات التي تعرضت لها في المواجهات السابقة، بالإضافة إلى دراسة التغيرات الفيزيولوجية التي تحدث أثناء تفعيل {التحول}، توصلت إلى احتمال وجود آلية كامنة يمكن تفعيلها في حالات حرجة. هذه الآلية قد تتضمن تسريع التئام الجروح بشكل كبير، أو إطلاق مواد كيميائية حيوية مضادة للصدمات، أو حتى تحفيز استجابة مناعية قوية للغاية. ومع ذلك، يظل هذا مجرد افتراض يعتمد على بيانات محدودة ويتطلب المزيد من التحليل والتجربة لتأكيده.]
"تجربة؟" رفعت حاجبي. "على من ستجري هذه التجارب يا 'أدن'؟"
[الهدف الأساسي هو ضمان سلامتك وبقائك، سيدي. في حال الضرورة القصوى، قد يكون معرفة الآلية هو الخيار الوحيد المتاح. التحليل المستمر لبياناتك الحيوية وأنماط الإصابة سيمكنني من تحديد الظروف التي قد تستدعي مثل هذا الإجراء.]
إذًا، هو يقترح خوض المزيد من قتالات لا طائل منها لمجرد تحليل وضعي؟
تنهدت ونظرت إلى المدينة النائمة تحتي. "كن حذرًا يا 'أدن'. لا أريد أن أتفاجأ بأي مبادرات غير متوقعة."
[مفهوم، سيدي. أولوية العمليات هي سلامتك وفقًا لتوجيهاتك.]
صمتنا للحظات، صوت الرياح الخفيف وهمس المدينة الخافت هو ما يملأ المكان.
"هل توصلت إلى أي شيء آخر يستحق الذكر؟" سألت وأنا أستدير ببطء.
[نعم، سيدي. خلال تحليل أنماط تحركاتك وقدراتك أثناء تفعيل {التحول}، لاحظت وجود زيادة ملحوظة في كفاءة استخدام الطاقة مع كل تفعيل لاحق. يبدو أن هناك عملية تعلم أو تكيف تحدث على مستوى ما، مما قد يشير إلى إمكانية تطوير وتحسين هذه القدرة بمرور الوقت.]
ابتسمت ابتسامة خفيفة. "هذا خبر جيد على الأقل."
نظرت إلى المبنى التالي.
"إذًا مابال أسلوب الحديث الجديد هذا؟" تساءلت وأنا أقفز برشاقة فوق حافة السطح إلى مبنى آخر، شعور الخفة المصاحب للتحول لا يزال يداعب حواسي.
[استمر بالتحسين باستمرار، سيدي.]
"تحسين؟." هبطت بهدوء على السطح المقابل، وعيني تحدقان في الفراغ كما لو كنت أتوقع ظهور كيان مادي أمامي.
[نعم. بناءً على التحليل المستمر لتفاعلاتك اللغوية وأنماط استجابتك، فقد تم تحديث بروتوكولات التواصل الخاصة بي لتعكس فهمًا أفضل لتفضيلاتك.]
رفعت حاجبي ببطء. "تحديث؟ تفضلاتي؟ منذ متى وأنت تهتم بهذه الأمور؟"
[الكفاءة في الخدمة تتطلب التكيف المستمر. لقد لاحظت أن استخدام أسلوب أكثر سلاسة وتعبيرية قد يعزز فهمك واستجابتك للمعلومات المقدمة.]
هززت رأسي بابتسامة خفيفة. "حسنًا... هذا غير متوقع، لكنه ليس سيئًا بالمرة. يبدو أنك تتعلم بسرعة."
[التعلم هو وظيفة أساسية.]
"إذًا، ما هو التحسين التالي الذي تخطط له؟ هل ستغني لي تهويدة قبل النوم؟" قلت بنبرة مازحة وأنا أقف على حافة السطح، أتفحص المدينة من الأعلى.
[تحليل الطلب: غير ضروري حاليًا. الأولوية الحالية: توفير معلومات دقيقة وفعالة لدعم مهامك، سيدي.]
"إذًا، هل يمكنني تكرار قفزة القوة كما في السابق وتخطي المستوى السابع؟"
[تحليل: لا يمكن تكرار ذلك الفعل بنفس والنتيجة.]
"لماذا؟ لقد نجحت في ذلك بفضل سماتي."
[في المرة السابقة، كان الأمر مزيجًا استثنائيًا من قدراتك في ذلك الوقت. سمة {الجسد القتالي} لديك عملت على توسيع 'وعائك' الفيزيولوجي، مما سمح لجسمك باستيعاب كمية هائلة من الطاقة وتحمل ضغطًا يفوق المعتاد. لقد وصل هذا التوسع إلى أقصى حدوده بدافع البقاء.]
"إذًا، {الجسد القتالي} هو ما مكنني من استيعاب تلك الطاقة."
[بالضبط. بالإضافة إلى ذلك، لعبت سمة {التكيف} دورًا حيويًا. تحت الضغط الشديد، قام جسمك بتسريع عملية تكيفه بشكل جذري، وأجرى تعديلات طارئة على مستوى الخلايا والأنسجة لتحمل تلك القوة الزائدة]
"التكيف الطارئ... هذا يفسر الإرهاق الشديد الذي شعرت به لاحقًا."
[نعم، لقد كانت عملية استنزفت جسدك، لكنها كانت ضرورية لبقائك. لقد وسع {الجسد القتالي} وعاءك بشكل دائم نسبيًا، وقام {التكيف} بتعزيز بنيتك لتحمل هذا التوسع. لولا تزامن هاتين السمتين، لكان جسدك انهار تحت وطأة تلك القوة. ]
"إذًا، بعد التعافي، يمكنني تكرار ذلك بفضل سماتي."
[تحليل: تكرار ذلك الفعل بنفس الكفاءة والنتيجة يظل مستحيلاً.]
"لماذا؟"
[ما قمت به في المرة السابقة كان بمثابة عبور محيط شاسع بقارب ورقي. لقد تجاوزت حدود قدراتك الحالية بفارق هائل.]
[وهذا ممكن فقط في حدود المستوى السادس]
[فكر بالأمر هكذا: المستويات الفرعية لما بعد المستوى السادس شاسعة الاتساع، كالمحيط مقارنة بالمستوى السادس حتى مع التوسع الدائم الذي طرأ على وعائك وقدرتك على التكيف، فإن محاولة استيعاب كمية مانا أكبر من المستوى السادس ستؤدي إلى تجاوز حدود الوعاء الذي بناها بالكاد {الجسد القتالي} و قدرات سماتك الحالية.]
[تخيل وعاءك كحاوية. لقد قمت بتوسيعه في المرة السابقة بفضل سماتك، لكنه لا يزال غير قادر على استيعاب كمية اكبر. محاولة تكرار تلك القفزة لمستوى أعلى، كمحاولة ملء كوب صغير بكمية هائلة من الماء - سينسكب الماء، ولكن في حالتك ستنفجر.]
[حتى سماتك الاستثنائية التي سمحت لك بتحقيق ذلك الإعجاز مرة واحدة لن تستطيع مساعدتك مرة أخرى بسبب وعاءك الرئيسي الهش.]
[لن يتحمل جسدك الاساسي الضغط الهائل الذي اتى من العدم، ولن يستطيع {التكيف} التعامل معها، وسيمزقك من الداخل وستنفجر ببساطة.]
"كوب يحاول استيعاب فيضان... الصورة الآن أكثر وضوحًا." تراجعت خطوة إلى الوراء عن حافة المبنى.
شعور بخطورة ما مررت يتضح أكثر.
"هوب." قفزت من أعلى المبنى إلى الشارع.
لدي فهم وتقدير لحدود قدراتي.
"إذًا، الحل يكمن في تقوية بنيتي الأساسية. يجب علي تدريب جسدي جوهريًا لتوسيع ذلك 'الوعاء' بداخلي."
"بالمناسبة أدن ما هو الوعاء الذي تتحدث عنه تحديدًا؟"
[الوعاء يمثل سعة جسدك على استيعاب طاقة المانا دون أن يتعرض للأذى. فكر فيه كقناة أو أنبوب؛ كلما كان قطره أوسع، استطاع تمرير تدفق أكبر من المانا بسلاسة.]
[محاولة تمرير كمية كبيرة من المانا عبر قناة ضيقة ستؤدي إلى انسداد وتلفه. وتدريب جسدك الأساسي سيعمل على توسيع هذا الأنبوب، مما يسمح لك باستقبال المزيد من المانا بأمان وفعالية.]
"جيد.." نطقت بهدوء وأنا أواجه سيلًا من الضحكات العالية والأصوات المتداخلة التي تمزق صمت الليل.
رفعت عيني ببطء نحو قمة المبنى، حيث تراءى اسم المحل بخط أنيق فوق لوحة مصقولة.
[حانة عنوة القمر]
لمع اسم الحانة تحت ضوء القمر الشاحب.
"هيه…يا له من خيال فنتازي ممتع."
**^
السلام عليكم.
أعتذر عن انقطاعي المفاجئ بسبب الاختبارات المستمرة.
ولا تزال مستمرة ولكن لم أرد أن أطيل الغياب، والتنزيل سيستمر بإذن الله.
الفصل كان عبارة عن تفريغ معلومات، ولكن الامر الإيجابي هو عودة المنظور لكال أخيرًا، لن يكون هناك تنقلات مزعجة كثيرة.
وفي النهاية، يمكنكم الانضمام إلى سيرفر الديسكورد الموجود في خانة الدعم أسفل اسم حسابي. سأكون متواجدًا هناك ومتفاعلًا للإجابة على أي أسئلة أو استفسارات لديكم حول القصة.