مر إلى الآن أكثر من 5 شهور منذ دخلت الغابة الكثيفة، أشجارها الشاهقة تحجب ضوء الشمس وتلقي بظلالها الراقصة على الأرض المكسوة بالطحالب.
أنا قتلت الكثير من النمور ذات الفراء المخطط، وذبحت الكثير من الذئاب ذات العيون المتوهجة كالجمر. أما السنتور، ذلك المخلوق الأسطوري نصف إنسان ونصف حصان، فلم يعد له وجود في هذه الغابة المظلمة.
لا أعرف لماذا فعلت هذا، ولكنني كرهت هذا المخلوق لأنه لم يمت بضربة واحدة من سيفي الحاد. لذلك قررت أن أخفي هذه السلالة من الغابة حتى لا أتذكر فشلي، ولسبب آخر مهم سأكشفه لاحقاً.
أنا الآن في المستوى 35، لدي جيش كبير إلى حد ما، 35 جثة كالعادة أصبحت مستوياتهم 45.
أنا أستطيع أن أرفع من مستوى الجثث بنفسي، ولكن هذا يسحب الكثير من الجواهر السوداء التي كانت تقع من السنتور، تلك الجواهر المتلألئة التي تحمل بداخلها قوة غامضة.
عندما حملت أول جوهرة، وجدت لافتة ظهرت لي: "هل تريد رفع مستوى جثة من الجثث؟"
فكرت في كلمة "نعم"، واختفت الجوهرة السوداء من يدي وأصبحت دخاناً كثيفاً مثل دخان سجائري القديمة، دخان أسود يتصاعد في السماء.
كنت أشعر بالفضول، لذلك همست: "تحليل".
الاسم: جوهرة السنتور.
تستطيع الجوهرة رفع قدرة المانا لديك ويمكن تحويلها إلى إكسير.
القدرات الخاصة: خمس جواهر تستطيع رفع مستوى لنوع من جيش الظلام.
لذلك قتلت جميع وحوش السنتور لكي أرفع من مستوى جثثي، وهذا ما حدث، تم إبادتهم تماماً.
40 نمراً أبيض، لا أعرف لماذا النمور البيضاء كثيرة في هذه الغابة، كلما أتحرك أجد مجموعة منها، فرائها الناصع البياض يتباين مع ظلمة الغابة.
الآن هي مثل الفئران الصغيرة بالنسبة لي، مع أن سرعتها رهيبة، من أسرع المخلوقات، وهي تجري تشعر أنها تحلق في السماء.
وهناك أيضاً أكثر من 20 ذئباً لليل، عيونهم الحمراء تتوهج في الظلام، وعندما نقترب من أي معركة تكون أنيابهم الحادة هي أول ما يتم إخراجه.
تلك الذئاب تحب الدماء حقاً مثل سيدها، تحب القتل وتستمتع بذلك.
أنا أملك قدرة التخاطر مع كل هذه الوحوش، تلك مهارة من مهارات المروض، أستطيع أن أجعلهم يأتون لي متى أريد، وأستطيع أن أعطيهم الأوامر الآن بسهولة.
لذلك سحبت كل الجثث بداخل نطاقي، وجعلت الذئاب والنمور تتفرق ولكن أن تتبعني من مسافات بعيدة.
همست: "السرعة الفائقة"، وانطلقت في الغابة بسرعة كبيرة، كنت أضع قوة الهاكي في قدماي لكي تزيد من سرعتي.
لكن فجأة تحولت إلى نسر كبير، وأصبحت في السماء، أجنحتي السوداء الضخمة تخفق بقوة، وأشعر بالهواء البارد يلفح وجهي.
الطيران أفضل بكثير من الجري، ولكن ما هو أفضل شيء في الطيران؟ الشعور الغريب الذي يحرك قلبي، أشعر أن لا يوجد أي شيء قادر على أن يقف أمامي.
كان الطيران بالنسبة لي منذ أن كنت في عالمي الحقيقي حلماً بعيد المنال. هل تتذكر هذا السؤال السخيف الذي كان يتم سؤالك إياه دائماً وأنت صغير: "ماذا تتمنى أن تصبح عندما تكبر؟"
أنا لم تأت لي الفرصة أن أجيب على هذا السؤال السخيف، لأن لم يتم طرحه علي من قبل. ولكن كانت إجابتي واضحة: لا، لا، أكيد لا أريد أن أصبح مجرماً.
وأنا طفل كنت أريد أن أصبح قائد طائرة، كنت أريد أن أحلق وأهرب من كل هذا، أن أصبح في السماء، أن ابتعد عن أبي وأمي، عن هذا الجحيم الذي يطلقون عليه اسم منزل، عن هذا الألم المتواصل.
لذلك عندما أصبحت رئيس عصابة، حققت هذا الحلم اللعين ولكن بطريقة مختلفة. استوليت على طائرة بالقائد، كانت طائرة خاصة ملك سياسي كنت في مؤامرة قتل.
جعلت القائد يتجه إلى ارتفاع عال جداً، أخبرته أن لا يخاف سوف أتركه حياً إن فعل هذا.
عندما وصل إلى الارتفاع الذي أريد، قتلته وأصبحت أنا القائد. كنت مبتسماً وأنا أفعل ذلك، كانت على وجهي نظرة مرعبة وابتسامة شريرة قد يسقط أحد ميتاً بسبب تلك الابتسامة.
ولكن كان هناك مشكلة، أنا لا أستطيع أن أقود طائرة.
لذلك حملت ذلك الشيء اللعين الذي يتكلم فيه قائد الطائرة لكي يستمع إليه الركاب، وقلت: "أعزائي الركاب، يعلن قائد الطائرة الجوكر أنه تبقى 3 دقائق على وصولنا إلى الجحيم، أتمنى لكم رحلة هادئة وموتاً بطيئاً، وشكراً".
قلت ذلك وحملت الباراشوت وقفزت من الطائرة، لا أعلم أين سوف أسقط ولكن أنا أحب شعور السقوط.
لذلك وأنا الآن في الهواء على مسافة عالية جداً، رأيت وحشاً جديداً، هذه أول مرة أشاهده فيه.
عيون النسر قوية حقاً، لذلك تحولت مرة أخرى وأنا في ارتفاع عال جداً إلى شكلي الحقيقي، وسقطت من هذا الارتفاع، ولا أعلم أين سوف أسقط ولكن أنا أحب شعور السقوط، أحب أن أشعر أن كل شيء سوف يختفي. وقبل أن اصل إلى الأرض تحولت إلى نسر مرة أخرى وهبطت بهدوء.
أن تشعر أنك في خطر لهو شيء جميل، تشعر أن كل الأشياء سوف تذهب ولكن بقوتك أنت فقط تستطيع أن تحافظ عليها.
الآن أنا تحركت بهدوء تام نحو هذا الوحش، هذا الوحش جسده ضخم جداً وكبير جداً، جلده السميك بلون الأرض، وعضلاته الضخمة تتحرك تحت جلده كالأفاعي، يحمل فأساً كبيراً على ظهره، وجهه قبيح إلى أبعد حد، وانيابه الصفراء تظهر من فمه بطريقة مرعبة.
همست: "الحالة".
الاسم: الأورك.
المستوى: 40.
القدرات: زلزال الموت.
إذاً هذا هو الأورك، أنا أحتاج إلى جوهرة منه، مستواه قوي جداً.
لذلك سوف أجرب قوته، استدعيت ذئباً أتى بعد بعض الوقت لأنه كان بعيداً، أمرته أن يهاجم الأورك بكل قوته.
هذا الذئب اعتقد أنه تردد لبعض الوقت، ولكن عندما نظرت له بقوة ورفعت سيفي، هو كان يعلم عقاب من لا يستمع إلى أوامري.
لذلك هاجم بسرعة، ولكن لم يستمر الأمر أكثر من 10 ثواني حتى قضى عليه الأورك بضربة واحدة، دمر جمجمة الذئب الأسود تماماً كأنه لا شيء، إن رأى أي أحد هذا المنظر لشعر بالرعب الشديد وانسحب.
ولكن أنا فعلت الشيء المناقض لهذا تماماً، ابتسمت ابتسامة مرعبة ووقفت. أنا أعلم أني عندما أبتسم هذه الابتسامة أصبح أقبح من ذلك المخلوق أمامي، ولكن ماذا أفعل؟ لا أستطيع التحكم في تعبير وجهي عندما أرى خصماً قوياً أمامي، كنت أبتسم فقط.
واقتربت من الأورك، رفعت سيفي في الهواء وأطلقت الهالة السوداء، وكنت ما زالت على وجهي تلك الابتسامة الغبية التي لا أستطيع أن أتحكم فيها، ابتسامة الموت كما يطلق عليها البعض في عالمي الحقيقي. إن رأى أحد وجهي الآن لطعن قلبه من الخوف، ولكن ماذا أفعل؟ هذه هي ابتسامتي.