التفت غريب لشادو و قال

" أما زلت تفكر في تلك الممثلة الشقراء عليك أن تتخلص من هوسك هذا يا رجل"

" لقد تحمست قليلا ، عندما حسبتها من البعد الأرضي.....، لكن عند النظر إليها عن قرب فهي أجمل من بطلة مسلسل تكساس غيرل "

"كيف تقوم بطلب الزواج من فتاة لمجرد أنها شقراء.."

"آسف على ذلك"، لكن ملامحه الغاضبة و الغيورة لم تظهر أنه آسف، في حين تذكرت أسينا كلمات شادو الغير مفهومة لتسأل

" هل كان ذلك طلب زواج؟.............أنا آسفة على رفض طلبك"

" بالطبع سترفض فمن ستقبل بهذا العجوز المهووس بالشقر" علق غريب، قبل أن تقاطعه أسينا

"لأني سبق و أن قبلت عرض شخص آخر، أنا حاليا متزوجة"

"متت ....متزوجة" تفاجأ غريب

"أجل .....لقد قبلت عرضك لي بالزواج"

"عرضي أنا.......أنا........و متى عرضت عليك ذلك" ابتسمت أسينا و قالت و هي تعد على أصابعها

" الصيد ، الطبخ و الهدية ( و أشارت لدبابيس الشعر و الملابس)، و أخيرا القوس....حسنا هو لم يكن قوسا لكنه لا زال سلاحا"

ضحك شادو حتى الاختناق، و هو يرى ملامح غريب المذعورة، ليضرب على ظهره و يقول

" إنها تعبث معك أيها الأحمق،......تشارك الطعام ، الهدية و القوس، إنها تتحدث عن الخطوات الثلاثة لطلب الزواج عند الجان......انتظر لحظة لقد ذكرت القوس"

بدأ شادو في معاينة أسينا من أصابع قدميها حتى رأسها ، ليركز كل نظره على الدبابيس

" أليس هذا نقش الوهم..................( جلده بدأ يتغير إلى الأحمر ثانية)، أنت لم تكتفي بسرقة فتاة أحلامي الأولى، أنت سرقت فتاة أحلامي الثانية أيضا ..............لا بل قمت بتحويل الثانية إلى الأولى ......"

عندما كان شادو في الأرض، كان معجبا بشكل جنوني بممثلة أمريكية شقراء عرفت بمسلسل تكساس غيرل و هي محققة شقراء بارعة في استخدام المسدسات، لكن بوصوله لهذا العالم و رؤيته لفتيات الجان الشقراوات، أصبح يحلم بأن يتزوج إحداهن.

و بالطبع غريب كان دائم السخرية منه بهذا الشأن، لكن اليوم غريب أحضر فتاة من الجان و جعلها تستخدم المسدسات.

العروق بدأت تظهر على جبين شادو ، و هالة حمراء بدأت بالإحاطة به......في حين إبتعد رفاقه من حوله ليصيح أحدهم

" القائد دخل مرحلة الهيجان ...... سيكون الوضع سيئا......ابتعدوا" صرخ أحد الأتباع بزملائه

" أنت سرقت أحلامي، دائما ما تظاهرت بعدم الاهتمام، و السخرية من فتيات أحلامي في حين تقوم بصنعهم و سرقتهم...... ثم تتفاخر بذلك أمامي......"

تنهد غريب ، و رفع كتفيه لقلة عقل صديقه و قال

" صنعهم......ما الذي تخرف به الآن........... شادو انظر إلي........ اقرأ شفاهي" و تمتم بكلام لم يسمعه أحد

في ثانية زالت الهالة الحمراء، و عاد لونه إلى طبيعته، اغرورقت عيناه بالدموع ليقفز على غريب

" صديقي أنت الأفضل، أنت الأروع.....أنت صديق حقيقي...، شباب ماذا تنتظرون هيئوا الطعام و الشراب لنحتفل بالعرسان الجدد"

استغرب الجميع هيجانه المفاجئ و هدوئه السريع، لكنهم نفذوا أمر القائد دون سؤال.

في حين كلمة عرسان جعلت غريب يقشعر، لينظر إلى أسينا و قبل أن يقول كلمة واحدة بادرته هي بالكلام

" غريب.....بخصوص ما قلته سابقا أنا أعرف أنك لم تقصد............( تنهد غريب بعد أن علم أنها تدرك أن ما فعله لم يكن طلب زواج) لم تقصد أن تنسى الأمر، لكن كنت وعدتني بتوقيع الراوي و النسخة الجديدة من كتب الحكايا"

" حقا ، أنت تقودينني للجنون......جعلت الجميع يعتقد أننا عرسان و أنت تسألين عن التوقيع"

" ربما علي الاكتفاء بالكتاب، فبعد مقابلته شخصيا لم أعد مهتمة بتوقيعه...." هزت رأسها مفكرتا

أخذ غريب يتمتم مبتعدا عنها، لا تجادل إمرة و لا تجادل أحمقا........ماذا الذنب الذي اقترفته في حياتي، ليتم إبتلائي بمجادلة إمرأة حمقاء يوميا.

ذراع قوية وقعت على كتفه، قبل أن تسحبه ضاغطتا على رقبته

" صديقي الرائع........متى ستعرفني على أخت زوجتك"

فكر غريب( و ها هو أحمق مهووس آخر، لا فائدة ترجى منه)

" لماذا كل شخص اليوم يفسر كلماتي و تصرفاتي على هواه، لقد قلت أنني أعرف سيدة شقراء معجبة بك ، و لم أذكر أخت زوجتي ...... ( أخت زوجتي ....تكررت الكلمة في عقله، في حين غطت أسينا وجهها خجلا) اللعنة حتى أنا أقول أنها زوجتي الآن.....و ما قصة الخجل معك أنت الأخرى"

الحفلة كانت صاخبة، الجميع كان محتفلا و مستمتعا، إنها نقابة الراوي المعروفة بصخبها الدائم، فجأة لمح غريب نظرة حزينة على وجه شادو ، التفت حيث كان ينظر فوجد سيدة جميلة بشعر فضي طويل واقفة في أحد الأركان

" السيد الصغير كيف حالك، التقينا مجددا"

" آريا، لماذا لم تخبري ذلك المهووس بمشاعرك بعد؟"

" سيد غريب أرجوك توقف، قد يسمعك أحدهم.............أنا لست مناسبة للقائد كما أنني لست شقراء وأكبر سنا منه، أنت تعرف، يكفيني أن أبقى بالقرب منه"

" آريا هلا شرحت لي ماذا تبدين في مثل عمري رغم أنك لست كذلك؟"

" أبي نصف جان ، و على الرغم أنني أشبه البشر أكثر، إلا أنني لا أشيخ بسرعة، فدائما مظهري سيبقى مظهر شخص بنصف عمري الحقيقي"

" آريا ، بالرغم من شعرك الفضي إلا أن القائد يصفك بالشقراء، و أنت أحد أقوى المقاتلين في هذه المجموعة"

" حسنا، هذا صحيح أيضا"

(ذلك الغبي يصيح علانية أن فتاة أحلامه هي مقاتلة شقراء و حبذا لو كانت من الجان، و هي تقول عن نفسها غير مناسبة) غريب بدأ يصر على أسنانه و اصطنع ابتسامة مخيفة على وجهه

" آريا، ذلك المهووس جنونه ازداد سوءا مؤخرا، هل من المعقول أنك تتجاهلينه "

"كل ما في الأمر أنني أشعر بالتوتر عندما يكون بقربي، لذلك أتجنبه عن غير قصد............." و خفضت رأسها خجلا

" هل هو يوم الغباء أو ما شابه، جميعكم ستقودونني إلى الجنون ........... بسبب تجاهلك له، ذلك الأحمق يعتقد أنك تكرهينه، وراح يطلب الزواج من أي شقراء يراها................و ليس أي فتاة إنه يبحث عن شقراء مقاتلة من الجان، إنه فقط يبحث عن نسخة أخرى عنك.

و أنت يا من تسمي نفسك بأقوى الرجال ألا تملك الشجاعة للبوح بمشاعرك " التفتت آريا خلفها لتجد شادو الذي استمع لكل شيء، بقي الاثنان يحدقان ببعضهما في حين ابتعد غريب عنهم ، اقتربت أسينا منه مبتسمتا

" جميل ما فعلته من أجلهما......"

" ذلك الأحمق، لم يكن ليفعل شيئا إن لم أقم بدفعه .............. الغبي لم يتغير بعد كل هذا الوقت "

" زوجي العزيز........لا تقسو عليهم" كلمة زوجي جعلت غريب ينفجر في مكانه، و قبل أن ينطق بكلمة سمع أسينا تقول

" أنا أمزح فقط...................... (لكن إن طرحت السؤال يوما....... ) " و كعادتها قالت آخر جملة بهمس غير مسموع.

2017/11/12 · 970 مشاهدة · 987 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025