* دق الناقوس ثلاث مرات دلالة على موعد عرض آخر بضاعة*
تقدمت المضيفة الجميلة و بصوت مسموع
" بضاعتنا الأخيرة، هي عبارة عن حبوب طاقة، لكن ليست أي حبوب إنها حبوب إطالة العمر قادرة على إضافة خمس سنوات إضافية لأي متدرب فنون قتالية"
التفتت أسينا إلى غريب و سألت
" إنها خمس سنوات، قد تكون مغرية نظرا لعمر البشر لكنها ، هي لا تستحق أن تكون خاتمة المزاد"
آريا كانت مذهولة و هي تسمع الخبر، لكن كلام أسينا أخرجها من ذهولها لتجيبها
" خمس سنوات، لا تستحق، ألست متدربة فنون قتالية ...... "
سؤال آريا كان فيه بعض الفضول، فهي رأت كيف كانت تقاتل باستخدام المسدسات لكنها عاجزة عن تحديد مستواها لذلك تدخل غريب في حديثهما
" أسينا من النوع الحسي،لكنها عاشت ظروفا صعبة بعض الشيء، لذلك معرفتها عن العالم الخارجي ضئيلة، فأرجو أن تهتمي بها كأخت صغرى"
عيون آريا توسعت و راحت تمتم ( أخت صغر، أخت صغرى جميلة...)، بعد أن تدخل غريب و تحسين علاقتها بشادو، بالطبع لن ترفض لغريب أي طلب، لكنها طالما تمنت أن تمتلك أختا بالنسبة لها هذا ليس طلبا ، غريب حقق لها أمنية ثانية.
" لا بأس أختي العزيزة آريا أخت الكبرى ستجيب عن كل تساؤلاتك، من سن الخامسة عشر إلى العشرين، هي المرحلة الذهبية في حياة كل مقاتل حيث امتصاص الجسد للطاقة و تخطي المستويات يكون هينا ، لكن بعدها مباشرة يصبح تخطي المستويات أمر أصعب شيئا فشيئا ، الحصول على خمس سنوات ذهبية أخرى، يعني فرصة لأن يصبح خبير فنون قتالية في سن مبكرة".
أخرجت المضيفة و ثيقة و رفعتها ليراها الجميع
" لكن شروط الحصول على هذه الحبوب ليس سهلا، فصانعها قد وضع شرطا آخر لمن يريدها، على من يرغب في الحصول على هذه الحبوب، أن يوافق على شرط تحويل العبيد إلى خدم، العقد يلزم الشاري بتحرير العبيد "
تحرير العبيد ليس بالأمر الهين، لو افترضنا أنه تم تحرير عبد، فلا شيء سيضمن بقاءه على قيد الحياة أو أن يتم استعباده من جديد، ناهيك أن الذين ولدوا في الأسر لا يملكون مكانا يذهبون إليه، فمملكتهم الأصلية ريشة القمر صرحت باستعبادهم بل هي تحوي أكبر عدد من تجار العبيد.
إضافة أن النبلاء لن يقبلوا بتحرير عبيدهم الذين اشتروهم بمالهم دون مقابل، و كون الحكومة سنت قوانين تمنع استغلال العبيد للمراهنات، و الدعارة قللت من معانات العبيد لكنه لم يقضي على المشكلة.
" ما هذا الهراء، ما معنى تحرير العبيد مقابل الحبوب أنا لست موافقا "، صرخ نبيل بملامح قاسية و هو يصر على اسنانه
" ومن سيقوم بأداء مهام العبيد اذا حررناهم ، هذا مجرد جنون"
دقت المضيفة الناقوس ، ليهدا الجميع
"أرجو الهدوء، الكيميائي صاحب الحبوب لديه نظرة مستقبلية يريد مشاركتكم فيها، ببساطة هو يريد بناء مجتمع حضاري يستطيع الجميع العيش فيه بهناء، لن يتغير شيء على النبلاء ، فالعقد يجبر العبيد على القيام بجميع مهامهم الذين كلفوا بها سابقا، باستثناء الأعمال اللاإنسانية الممنوعة قانونيا ، حتى أنكم لن تدفعو لهم أجورا قبل خمس سنوات من شراء الحبوب ، و أيضا بعد هذه السنوات الخمس كل من سيوافق على الميثاق سيحصل على خصم من عشرين الى ثلاثين بالمئة على أي حبوب تشترونها، كما أنه يعدكم مستقبلا بصنع حبوب الطاقة و حبوب العلاج من المستوى العالي"
الصمت عم القاعة ، المفاجئة حيرت الجميع لكن بالتفكير في الأمر ، فهم سيربحون الكثير و لن يخسروا شيئا
حبوب إطالة العمر ستزيد من فرص تحسين مستوى المقاتلين الصغار بشكل عام و الموهوبين بشكل خاص
خبير فنون قتالية هو كيان يستطيع تغيير مصير عائلة بأكملها، و أفضل المقاتلين و أكثرهم موهبة يصلون إلى هذا المستوى في سن الأربعين، لكن مع هذه الحبوب و تمديد الفترة الذهبية التي يكون فيها الجسد في فترة النمو قد يتمكن صاحب الموهبة الفذة أن يكون خبيرا في العشرينيات من عمره أو في الثلاثينيات على أبعد احتمال
أما العبيد فسيقومون بأعمالهم اليومية، بشكل روتيني و بعد خمس سنوات حتى ولو دفعوا لهم مقابل ذلك ، فالخصم على الحبوب عالية الجودة سيغطي التكاليف.
غريب ابتسم وقال
" الصراع بين الفاسدين و الأقل فسادا سيبدأ الآن ، يا لها من متعة"
أسينا لم تفهم ما قصده فسألت آريا ان توضح لها
" النبلاء هم اشخاص مغرورين و متعجرفين لكن بعضهم ليس بذلك السوء فالعبيد بالنسبة لهم مجرد خدم، يقسون عليهم لكن لا يعذبونهم، لكن هناك من يأخذ العبيد لاستخدام آخر للمراهنات أو لاغراض لا أخلاقية، و آحيانا ....." آريا صمتت و لم تستطع المتابعة، ليتابع شادو
" للتعذيب، بعض المنحرفين يشترون العبيد فقط ليقوموا بتعذيبهم حتى الموت"
عيون أسينا ، ضاقت و شعرت بضيق في صدرها هي تعرف ان آريا و شادو يحاولون أن يوصلوا لها الفكرة دون ذكر التفاصيل لبشاعة الأمر، بالطبع هي أخذت فكرة من حادثة الصيد السابقة، لكن ما قالوه فقط جعلها تكتئب
"متى ستنتهي معاناة أشباه البشر " تحدثت أسينا بنبرة حزينة حتى أن أنفاسها تثاقلت، لتتذكر أيام الأسر عندما سجنت بتهمة أنها مبعوثة ملكة الدمار، تلك الذكريات التي تحاول نسيانها ظهرت للسطح فجأة ، لتدخل في نوبة هلع.
غريب أمسك بيدها بقوة و بصوت دافىء و كأنه يعرف تماما ما تشعر به قال
" لا أحد سيعيش في الأسر ، لا احد سيعيش في خوف قريبا جدا، هذه هي الخطوة الأولى فحسب..(... و همس في أذنها) أنا هو الكيميائي صاحب الميثاق"
قلب أسينا بدأ يخفق بشدة ، هل لأن غريب يملك مخططا لمساعدة أشباه البشر ، أم كونه شعر بتوترها و هو الآن يمسك بيدها ، مهما كان السبب أنفاسها قد هدأت على غرار نبضات قلبها.
صاد الصمت القاعة ،الجميع كان ينتظر ما سيقوله النبلاء .
---------------------------
التأليف أمر صعب.............تشجيعكم لنا هو ما يجعلنا نستمر لذا لا تبخلوا علينا بكلمة شكر