عندما رأى قاسم والده ومدير المعهد رجعت الروح الى جسده بعد أن فقد الأمل في النجاة و بمجرد أن عاد الإحساس الى جسده زحف مبتعدا عن الشيطان الذي يهدده، لم يتحرك الشاب و لم يحاول ايقافه بل تبعه بخطوات بطيئة في اتجاه الشيوخ ،منظره وسط الحشد الراكع و الأشخاص المغمى عليهم جعله يبدوا كفارس من الأساطير خارج من ساحة المعركة منتصرا.
بوجه متورم و دماء تجري من فمه الذي فقد بضعا من أسنانه ، لكن كل ذلك الألم لم يكن في بال قاسم ، رعبه الوحيد جاء من الكلمات التي همس بها الغريب
"أبي ساعدني....إنه يتحرك.. أنا أحس به يتحرك تحت جلدي"صرخ قاسم و هو يمزق كم قميصه ليظهر وشم تنين أسود مطابق تماما للموجودة على العصا،تحرك التنين صاعدا الى كتفه ، هرش قاسم كتفه بأضافره حتى أدماه في محاولة لإيقاف هذا الشيء لكن التنين ناور أصابعه و كأنه يملك وعيه الخاص ليتجه إلى بطنه مزق قاسم قميصه ليرى التنين يلتف حول سرته ويتوقف أخيرا
"اااااه...." صرخ من شدة الألم ،عيون الكبار إمتلات رهبة، الجهل و عدم إيجاد تفسير لما يرونه جعله عاجزين حتى عن الكلام ،فهموا أخيرا سبب خوف لهب الليل و سبب تحذيراته (كيف يمكننا التعامل مع المجهول فكرة واحدة جالت بخاطرهم......الانسان يخشى ما لا يعرف"
"أيها الوغد ، ما الذي فعلته بابني......"
"اااااه... اااااه ...آآآخ ..... مؤلم....."
امتلأت الساحة بصرخات مختلفة، الطلاب مرعوبين بسبب الألم و بسبب التنين الموسوم الذي يتحرك تحت جلدهم.
"لقد وصلتم أخيرا لقد......."..توقف الشاب الملثم عن الكلام بسبب الضجة التي خلفه، التفت رافعا يده
"صمتا..." مصدرا الأمر توقفت التنانين الموسومة عن الحركة ،وتوقف الجميع عن الصراخ ليس بارادتم و لا لأن آلامهم توقفت بل لأنهم أصواتهم انحشرت في حناجرهم.....
عم الصمت المكان ثانية ، لتبقى نظرات الشيوخ الحائرة تحدق به، فهم سؤالهم حتى دون التحدث
"قبل أن أخبركم عن سبب صراخهم ، دعني أعرفكم بنفسي اولا... اسمي.... حسنا أنا ارتدي لثاما لأخفي نفسي ..سيكون غباءا إن أخبرتكم عن اسمي ...نادوني بالمقنع...أما لقبي فهو.... ..."
" شيطان التعاويذ...... قديس النقوش أو ربما يجدر بي مناداتك بالملك بما أنك تحب إصدار الأوامر ." قاطعه لهب الليل
" العنقاء مكسور الجناح يعرفني...... الملك.... لديه وقع جميل على الأذن... بما أنك منحنتي لقبا جديدا فسأخبرك سرا، تنانيني الصغيرة قادرة على تحطيم مركز الطاقة "
"هذا أسوء من الموت بالنسبة للمقاتل ،كيف تجرؤ أن تفعل شيئا كهذا لأفضل طلابنا " صاح جبل بالمقنع
"اه هؤلاء هم أفضل ما لديكم، معهدكم مخيب للآمال فعلا .. معهد العنقاء....يجدر بكم تسميته بخم الدجاج... المعلمين طيور لا تستطع التحليق إلى أعالي السماء، أما الطلاب جميعم دجاج فلم أرى سوى طائر كركي واحد (وأشار الى عابد الذي كان يقف خلف الكبار)،و دجاجة بعين صقر " و أشار الى قاسم.
ملامح قاسم تغيرت فهذه المرة الثانية التي يشير فيها الى عينه.
"دعنا لا نضيع الوقت أنا هنا لأقتص لأختي من هذه الدجاجة، إن لم تريدوا أن أحول الدجاج الموجود هنا إلى ديدان فلا تتدخلوا "
"أيها العامي الحقير ،أنا من سيقتص منك بسبب ما فعلته بابني.." تقدم ليهاجم لكن لهب الليل وقف بينهما، منذ وصولهم و هو يحاول تصيد الفرصة للهجوم لكن ليل قمعه بالقوة.
"أيها الديك توقف عن الصياح ، يبدوا أنك لا تعرف أنك تقف أمام جزار" رفع ا لمقنع إبهامه و مررها على عنقه، مما جعل الدم يغلي في عروق قبس جابر.
"إنه يستفزك عمدا لمهاجمته، لأن ضرباتك سترتد على أصحاب وشم التنين مضاعفة، تستطيع ان ترى انه لا يمتلك طاقة روحية،لذلك يريدك أن تقتل ابنك بيديك"
"يا رجل أنت تفسد متعتي بكشفك لأسراري ......، على كل حال لحسن الحظ أنني خففت غضبي بضرب هؤلاء و بمعاقبة تابعيك سيد قاسم"
ثم أخرج من خاتمه كيسا رماه على الأرض لتقع منه ذراع و قدم قطعتا حديثا الرائحة و الدم المتخثر جعلتهم يغطون أنوفهم.
"الذراع للتابع السمين،عقابا لدفعه ام ياسمين،القدم للتابع الثاني الذي هدد الجيران ومنعهم من التدخل "
رمى بعض المال على الأرض و قال" دية تعويضا عن أطرافهم التي قطعتها إن هذا ضعف ما عرضتموه على لوالدة ياسمين. بالرغم من أني عفوت عن حياتهم البائسة و اكتفيت بتحطيم مركز طاقتهم"
" أنت شخص مجنون، لن نسمح لهذا أن يمر بسهولة ، جريمتك لا تغتفر "أحكم جبل قبضته
"بالفعل أنت مجنون كلنا نعرف أن وفاة الفتاة كان حادثا غير مقصود لقد كانت في المكان الخاطىء ولا ذنب لقاسم بذلك" برر جابر مدافعا عن ابنه
"وكذلك ختم طاقة الجيل الجديد هنا و جعلهم كقمامة لا فائدة منها ، مجرد حادثة فقد كانوا في المكان الخاطىء"
أخذ الجيل الجديد كرهائن ليس ورقة ضغط عادية ببساطة انه يهدد بتدمير جيل كامل، كيف سيفسرون هذا لأولياءهم، انهم نبلاء أي انهم أشد عنادا من الطلاب نفسهم، دون نسيان من سيحمي المدينة مستقبلا ، إن ضاع جيل بأكمله.
توترههم وخوفهم كان واضحا...
" لا تنسوا من يمتلك البطاقة الرابحة هنا....لذلك أوقفوا هراءكم و دعوني أنهي ما جئت من اجله"
" و هل تتوقع منا الوقوف دون فعل شيء، غرورك فاق الحدود أيها الصغير، سنأسرك و نجبرك على إزالة تلك الختوم " رفع الشيوخ طاقتهم، ليدخلوا المعركة. لكن الفتى أمامهم لم يهتز له جفن ، واكتفى أن قال
" عين الحياة ،........"
عيون الكبار ضاقت ، وجه جابر أصبح شاحبا في حين قاسم خفض رأسه مغطيا وجهه، أشار لهب الليل للجميع بخفض طاقتهم
"أين سمعت بهته الكلمة ...."
" بما أنني لفت انتباهكم فاسمعوني جيدا ،للحصول على عشبة نادرة من نوع الجليد فانك تحتاج لدبور ذهبي بالغ ،باتباعه بالتأكيد ستحصل على بعض المكونات القيمة لكن عثورك على اللوتس الأزرق يبقى ضربة حظ.
خمس دبابير استعملت خمسة دبابير ذهبية لإيجاد عشبة اللوتس ،وعلى الرغم من ذلك كان قاسم و خدمه في انتظاري بعد حصولي على النبتة.....صدفة
بعد ذلك يصل قاسم إلى المطعم ، و على الرغم من أن متمرس قتال يستطيع البقاء لأيام دون طعام. لكنه لم يستطع صبرا سوى الدخول الى نفس المطعم الذي كنت فيه. صدفة
ومن بين كل الناس يهاجم الفتاة التي استعملت حبة اللوتس الأزرق صدفة....
،بالطبع يستطيع المقاتل الشعور بطاقة الاخرين ، لكن معرفة نوع الحبوب التي استخدمها بنظرة....قد يكون ايضا صدفة.
يمكنكم ان تصدقوا أن كل ماحدث كان مجرد صدفة، أو ببساطة قاسم يملك عين الحياة التي تسطيع تحديد طاقة الحياة للبشر و الحيوان و حتى النبات. على بعد مئة فرسخ.
متبعا طاقة عشبة اللوتس الازرق ، كان دائما خلفي حتى التقى بياسمين."
" ما تقوله مجرد حكايات من نسج خيالك، لا علم لي بعين الحياة هذه" انكر قاسم بشدة.
"لا إشارة على أن هذا الصغير يمتلك عين الحياة و لا دليل على أن الأحداث التي رويتها قد وقعت فعلا" قال لهب الليل
"هناك طريقة لإثبات براءة قاسم ، و التخلص من ختم مركز الطاقة،بل و إزالة الختم عن كل الطلاب، لكن إن كان يكذب ، فسينكشف امره"
"كيف يمكن هذا...." تساءل لهب الليل
اخرج حبة من خاتمه الفضائي و رماها إلى الكيميائي.....