في المعهد لا تزال الفوضى تسود المكان ،الطلاب من النبلاء لا زالو يتوافدون في اعتقادهم أنهم لو تمكنوا من ضربه مرة واحدة فسينتهي الأمر.اما بالنسبة للعامة من الطلبة فوقفوا وقفة متفرج و حتى لو حاولوا المساعدة فلن يقبل النبلاء بذلك
فجأة تغيرت الأجواء ،احدهم وجه ضربة قاتلة من نقطة عمياء ،إنها ليست مجرد ضربة ثقيلة التي ينفذها المبتدئين إنها تشكيل لطاقة الرياح ،أصدرت موجة قاطعة كالسيوف ستفصل رأس الشاب عن جسده
ان اصابته.
منفذ الهجمة متمرس قتال ، متمرسوا القتال على غرار المبتدءين هجومهم يحمل نفس ميزات هياتهم الروحية.
لكن المقنع استدار ملتفا في السماء ليبتعد في آخر لحظة. .... ليجد كرة نارية في وجهه ، هناك متمرس قتال آخر ينسق هجماته مع مستخدم الرياح
*بووووم* انفجار قوي دوى و الغبار غطى المكان
"هل أصابته؟" تساءل البعض.
انقشع الضباب ليظهر المقنع دون أي ضرر، و من على رقبته انقطع خيط رفيع لتسقط قلادة من اليشم الأخضر.. و قبل وصولها إلى الأرض تحركت يده لتلتقطها ، لكن الدمعة التي نزلت عند رؤيته القلادة كانت قد وصلت الأرض فعلا.
"أرأيتم إنه مجرد قرد لا يجيد سوى القفز، محاولة أخرى و سينتهي أمره" اشار مستخدم تشكيل النار ازملاءه للاستعداد للهجوم التالي.
صوته جعل المقنع يرتجف من النشوة.. و بعيون حمراء ملتهبة صرخ بأعلى صوت
"قاسم ........ يا رجل لماذا جعلتني أنتظر طويلا،.......( التفت الى الطلاب الذين حاصروه) لحظة لنتخلص من المتطفلين أولا"
قذف المقنع العصا في السماء ليمسك بالجهة التي تحوي رسم التنين جاعلا النمر في الأعلى و في لمح البصر كانت صورة النمر أمام عيني المتمرس مستخدم الرياح فما كان منه الا ان قاطعع ذراعيه في محاولة لصدها، لكنه انتهى به الأمر مقذوفا مثل الكرة.
و قبل أن يقع المقاتل على الأرض ،امسك المقنع العصا بكلتا يديه و بأقصى قوة ضرب الأرض . زلزال هز الساحة مسقطا كل الطلاب الذين كانوا حوله أرضا.
بخطوات هادئة تقدم نحو قاسم
" لماذا تأخرت في الظهور هل يمكن انك كنت مريضا ...ربما أصابك إسهال أو ربما..... عينك كانت تؤلمك؟"
تغيرت ملامح قاسم بسماع كلماته، لكنه عاد ليقف على قدميه بسرعة و يوجه طاقته لمصدر روح الشاب مخترقا إياها عنوة
"أيها العامي المعوق، كان عليك أن تعرف مكانتك و لا تقف ضد نبيل مثلي، سأحطم روحك الآن "
"مكانة ...دجاجة تتحدث عن المكانة ... هيهي هيهي ..أنا هنا لأريك أنت و نبلاءك مكانتكم الحقيقية.." رفع الشاب يده ثم انزلها و بصوت مهيب تردد صداه في الأرجاء صرخ:
"اركــــعوااا ........."
---------------------------
صور لظلال تتحرك بسرعة لتقطع المسافات في لحظة لفتت انتباه سكان المدينة الظلال كانت تتجه صوب معهد العنقاء
"اسمعوني جيدا قد يبدوا كلامي غير منطقي لكن فقد نفذوا ما سأقول و سأشرح لاحقا، مهما كان عدد المصابين ، قوموا بسحبهم للعلاج.... ، تمالكوا أعصابكم و لا تحاولوا مهاجمته " تحدث لهب الليل.
" من يكون شيطان التعاويذ هذا بحق الجحيم؟"تساءل الكيميائي
"شخص لا يجدر بك الاستهانة به".
الشيوخ ... هم كبار العائلات النبيلة، و أقوى الشخصيات في المدينة، نادرا ما يجتمعون في مكان واحد، لكن قبل أن يقتحم عابد مجلسهم، كانوا يناقشون مسألة مسابقة مملكة ريشة السماء، تولي نائب الزعيم و ذراعه الأيمن لهب الليل إدارة معهد العنقاء منذ شهور فقط و لم يتوقع تكون أول مهامه هي مواجهة تهديد يقصف بالمعهد.
وصل المدير و برفقته كل من كيميائي المعهد، كبير عائلة جبل و كبير عائلة قبس إلى المعهد و خلفهم كان عابد ، توقعوا وجود معركة طاحنة خصوصا بعد الرهبة التي أظهرها مدير المعهد، لكن على العكس، صمت رهيب كان يغطي المكان، الجميع مصدوم و صامت لدرجة أن لا احد انتبه لوصولهم.......
لكن ما إن توجهت أنظارهم صوب وسط الساحة تجمدوا هم أيضا من المنظر ، عشرات الطلاب من النبلاء راكعين و قد لامست ركبهم الأرض.
قبل قدوم الشيوخ بدقائق.......
"اركــــعوااا ........."
كلمة واحدة صرخ بها الشاب المقنع هزت معهد العنقاء لتجعل النبلاء الذين كانوا يتفاخرون بنسبهم و أموالهم يذوقون كأس المرارة التي طالما أجبروا الآخرين على تذوقها. جميعهم خارت قواهم ليقعوا على ركبهم و كأنهم ينفذون أمرا ملكيـــا.
الذين لم يشاركوا في القتال هم الوحيدون الذين لم يتأثروا بالأمر. لكن رهبة المنظر أمامهم جعلتهم عاجزين بأفواه مفتوحة .
*طااااااااخ*
صوت الصفعة التي دوت على خد قاسم،أيقضت الجميع من سباته رفع الشاب يده و قد جمع كامل طاقته في يده حتى أصبحت مضيئة لتنزل ثانية على خد قاسم الراكع، ليبصق دما ، صفعة بعد الأخرى المنظر صار رهيبا وجه متورم،أسنان اقتلعت و فم مليء بالدماء ، ناهيك عن الذل الذي يشعر به الآن ابن الآكابر، ذل جعله يتمنى الموت.
"توقف فقط توقف ، اقتلني فقط.."
"وهل توقفت عندما رجتك أم ياسمين.... لا تخيب أملي عقابك لم يبدأ بعد" ثم همس له بكلمات جعلته وجهه المتورم أكثر شحوبا.
" دع ابني ايها الوغد...." صرخ قبس جابر و قفز في الهواء ليظهر رمح ناري في السماء، لكن يدا أمسكت به من الخلف لتسحبه و ترميه للوراء، و اليد الثانية تحركت في اتجاه الرمح ليختفي في الهواء.
"ألم أطلب منكم أن تتحكموا في أعصابكم، إنهم تحت تعويذته، و أي هجوم عليه سيرتد على ابنك و الطلاب بشكل مضاعف " صرخ لهب الليل
" إبني..... " وقف جابر عاجزا بعد أن سمع ما قاه لهب الليل
"توقف حالا"
صوت اجش مهيب تردد صداه في المكان مدير المعهد حرر طاقته سيد القتال ذو المستوى الخامس... لهب الليل
" حتى وان كنا غير قادرين على مهاجمتك فلا زال بامكاننا احتجازك "