في مدينة جوهرة الشرق، حديث الساعة هو انتقاء الطلاب المتفوقين من معهد العنقاء للفنون القتالية، للمشاركة في المسابقة الوطنية لمملكة ريشة السماء، لكن داخل المعهد و حيث اجتمع كل الطلبة في الساحة لبدأ تدريباتهم الصباحية، المسابقة لم تكن محور الاهتمام الوحيد فقط كانت هناك بعض الإشاعات و الأقاويل هنا وهناك حول حادث وفاة غريبة
" هل سمعت بما حدث ،طالب من معهدا لعنقاء قتل فتاة لم تتجاوز العاشرة؟" سأل طالب يدعى عابد زميله
" آه سمعت بالأمر، يقولون أن قبس قاسم اخترق المستوى الثالث من متمرس قتال و هو في أحد القرى، و كما تعرف عندما يخترق مقاتل إلى المستوى الموالي يحرر جسده طاقة كبيرة،... و يبدوا أن الفتاة كانت مريضة لم تتحمل ذلك، المسكينة، حظها سيء"
" أعرف ما صرح المعهد به، لكني سمعت إشاعة مفادها أن أخ الفتاة صنع دواءا من عشبة اللوتس الأزرق بعد أن سرقها من يد قاسم و وفاة الطفلة كان بسبب هذا الصراع"
" قاسم شخص قاس، لكن قتل فتاة لسبب سخيف كهذا أمر مبالغ فيه، و أيضا قد تكون أنت الطالب العبقري للجيل الجديد، لكنك لا تفقه شيئا في الكيمياء لذلك سأشرح لك" نفخ كريم صدره و استرسل في الكلام
" لكي يستخدم شخص عادي عشبة طاقوية كاللوتس الأزرق فعليه التخلص من الشوائب بعد مزجها ببعض العناصر و تحويرها إلى حبة دواء من الدرجة العالية... من الدرجة العالية (اعادها مؤكدا)حتى كيمائي المعهد لن يستطيع صنعها.....
لذا رواية المعهد تبدوا أكثر منطقا، و لكن مشكلة كهذه ألن تكلفه تنحية قاسم من المشاركة في المسابقة"
"هل أنت أحمق ....القوانين لا تطبق إلا علينا نحن العامة........اما النلاء و اتباعهم يرتدون شعار الشعلة في تصريح علني بانهم فوق القانون.. ، و كأن هناك نبيل سيهتم بوفاة أحد من العامة.. سينتهي الأمر بدفع دية لعائلة الضحية كتعويض "
" آه إذا ذلك هو معنى الشعار الذي يرتديه بعض الطلاب هنا، هذا يسهل الأمر علي "
" ألا تعرف المغزى من الشعار، ما هذه الحماقة...." التفت عابد الى المتحدث ليرى شخصا غريبا، يغطي وجهه بوشاح و يحمل عصا بطول ثلاث أقدام بيده.
" أتسائل كم تبلغ دية واحد من النبلاء؟" تحدث الشاب الغريب و قد أطلق نية قتل مخيفة.
(جبر عابد) من عائلة صغيرة من العامة لم يسمع بها أحد من قبل ، لكن بمولد هذا العبقري ليرفع اسم جبر عاليا، في الثالثة عشر و قد وصل إلى المستوى الثاني من متمرس قتال، في حين أن أقرانه، أفضلهم ما زال يصارع للخروج من عنق الزجاجة
( الانتقال من المستوى الخامس لمبتدأ قتال إلى المستوى الأول من متمرس قتال) لكن ميزته الأساسية ليس قوته بل حدسه و إحساسه العاليين، حيث يستطيع تحديد قوة خصمه و ملاحظة أي تغير طفيف في طاقته بدقة متناهية مما جعله يقف على قدم مساواة مع من هم أكبر منه سنا و أكثر خبرة.
لكن هذه المرة الأولى له يرى فيه شيئا لا يستطيع تفسيره، الشاب الذي أمامه لا تصدر منه أي قوة، إنه عادي بكل معنى الكلمة لكن كل ذرة من جسده تصرخ بأن يبتعد عنه، نية القتل هذه لم يرى مثلها من قبل.
سال العرق البارد على جبين عابد، و تصنع الابتسامة سائلا باحترام
" عفوا من حضرتك؟"
استغرب زميله توتر عابد و حملق في الغريب الذي يغطي وجهه، لكنه لم يفهم شيئا. فمن العادة عليك استشعار الطاقة الحيوية للخصم قبل استشعار نية القتل.
" اوه ، يبدو أنني قابلت طائر كركي في خم الدجاج هذا؟ (نظر إلى صدره و أضاف) لحسن حظك، انت لا تحمل شعارا ، لان من يحملون الشعلة ، سأصصنع منهم دجاجا مشويا اليوم..".. ابتسامة خبيثة ظهرت على وجهه.
" ما الذي يهذي به ، هذا الفتى" تساءل زميل عابد مستغربا.
في هذه اللحظة مر بجانبهم طالب من النبلاء ليختفي الغريب من أمامهم و يظهر قبالة صاحب شعار الشعلة
" وقت الغداء، .... " رفع الشاب العصا التي يحملها و ضرب بها صدر الطالب ضربة خفيفة، و قبل أن يستوعب ما حدث طار الشاب إلى أبعد من عشرة أمتار ليقع مغشيا عليه.
في حين الشاب كان يحدق بالعصا التي يحملها وقال
"اه، إنه النمر الجانب الخطأ من العصا، سأستعمل هذا، و إلا سينتهي الأمر قبل أن يغلي إبريق الشاي" و امسك العصا من الجانب الآخر ليصبح رسم التنين في الأعلى و رسم النمر في قبضةيده.
في لمح البصر وجد الشاب نفسه محاصرا من عدة طلاب من الواضح أنهم أصدقاء الضحية ، تقدم أحدهم و كان قوي البنية و صاح
" أيها العامي الحقير ، تتجرأ على التهجم علينا ، فقط لامتلاكك سلاح روحي .. لن تخرج من هنا حيا"
" أين قاسم؟... أخبروه أن علي بابا جاء لزيارته و أحضر معه هدية" تجاهل الغريب تهديد الطالب ساخرا
"من أنت ....؟"
"انا من سأنتف ريش كل دجاجة تحمل ذلك الشعار السخيف، أقسم بعد أن أنتهي منكم لن يكون أي منكم قادرا على النظر الى النار ثانية " .
" اللعنة عليك ، إنه مجرد معتوه سأقضي عليك...." انقض الطالب على الشاب في حركة سريعة و رمى لكمة ثقيلة نحوه ، أمال الشاب رأسه قليلا لتمر قبضته في الهواء و يتلقى ضربة بالعصا على رأسه.
صرخ الطالب رعبا ، خوفا من قوة السلاح الروحي الذي قذفت طالبا قبل قليل ، لكن لم يحدث شيء لم تخلف الضربة أي أثر
" يبدوا أن طاقة سلاحه نفذت، انقضوا عليه.." تحمس الطالب القوي
بعد رؤية ذلك زال خوف الطلاب من السلاح و انقضوا عليه ، المقاتلين الروحيين هم فقط من يستطيعون استخدام سلاح روحي من مستوى عالي، أما الأشخاص العاديين يمكنهم استخدام سلاح روحي منخفض و هو بالطبع سيكون أقل قوة كما انه يحتاج وقتا بين كل هجمة و هجمة.
لذلك يحاولون إسقاطه قبل موعد الهجمة الثانية.
وسط الساحة دارت المعركة بين عشرة طلاب من النبلاء ضد شخص واحد ، المظهر كان خياليا لكمات و ركلات لا نهاية لها في اتجاه شخص و احد ، لكنها كلها مرت في الهواء، لقد كان يتفادى الضربات بأبسط الحركات و يرد لى كل هجوم بضربة خفيفة من العصا، الضربات كانت خفيفة حتى ان الأقوياء لم يشعروا بها، لكن الأضعف كانت بالنسبة لهم مؤلمة كالجحيم
عابد و زميله كريم لم يستطيعا رفع نظرهم عن المشهد و بالتأكيد لم يتدخلا لأنها مسألة تخص النبلاء.و العلاقة بينهم لطلما كانت مثل الماء و الزيت
" مذهل، مهاراته الأساسية في القتال لا توصف، لم أكن أعرف أن مهارات القدم يمكن أن تصل إلى هذا المستوى بدون طاقة روحية .. لكن ما الفائدة، إنه شخص عادي في النهاية ضربة واحدة و سينتهي أمره " ابدي كريم رأيه
عابد كان مبهورا بالمنظر فقد انظم طلاب آخرون لقتال الغريب ، و رغم هذا لم تتغير النتيجة
" إنه في سرعة مقاتل روح متمرس ، لا يمكن لشخص عادي الوصول إلى هذا المستوى .....( فكر عابد قليلا و أضاف) هل يستطيع السلاح الروحي أن يزيد من سرعة مستخدمه؟ " .
ركز نظره على العصا التي يحملها الغريب ، كانت العصا تحل أنماطا و نقوش غريبة لم يسبق له أن رآها مع صورة تنين أسود صغير في الأعلى و سلحفاة في الوسط.....و الصورة التي غطتها قبضة يده كانت صورةلــــ.............. نمر.
فجأة تغيرت ملامح عابد بدأت الخيوط تجتمع في عقل عابد، هذا الفتى جاء يسال عن قاسم، قاسم متورط بقتل فتاة ......الفتاة حصلت على دواء من الدرجة العالية ، نية القتل الساحقة، ، عصا روحية، سلحفاة و تنين....ونمر
تراجع عابد بضع خطوات وجهه أصبح شاحبا بالكامل أراد الصراخ لكن الكلمات ترفض أن تخرج من حلقه، كل ما يستطيعه هو سماع أفكاره (مستحيل ماذا يفعل هنا...اللعنة إنها نهايتنا إنها نهاية المعهد..)
رفع راسه عن العصا فالتقت عيناه بعينا الغريب ، فمكان من الأخير إلا أن وضع أصبعه على فمه و أشار له بان يبقى صامتا محققا بذلك كل شكوكه، شعر عابد بأنه سيغمى عليه...... لثواني الظلام أحاط به من كل جهة.
لكن عابد استجمع شجاعته لنطق الكلمة التي كادت أن تتسبب في إغمائه
" ابتعدوا جميعا عنه...إنه الشيطان .....شيطان التعاويذ....كلكم في خطر" تنفس عابد الصعداء بعد نطق هذه الكلمات.
" وغد أحمق كيف تجرؤ على دخول مجلسنا بهذه الطريقة" صوت شخص طاعن في السن صاح بعابد
"أيها الغر مالذي تتفوه به و كيف تقتحم مجلسنا هكذا؟" صوت غاضب آخر هز المكان.
التفت عابد حوله ليجد نفسه في مكان آخرتماما .........
"مستحيل كيف وصلت إلى هنا لقد كنت في الساحة و كنت أحاول أن أحذرهم .....أنا...في قصر الزعيم....أنا لا أفهم شيئا؟"
وقف لهب الليل نائب الزعيم و هو نفسه مدير معهد العنقاء وعلامات القلق بادية عليه،
" هل قلت شيطان التعاويذ....... "
هز عابد رأسه بالإيجاب
"أجل سيدي ....مقنع هاجم الطلاب، عندما عرفت هويته حاولت تحذير الجميع، لكن لا أعرف ما حدث و لا أعرف كيف وصلت إلى هنا"
"هون عليك أنت تحت تأثير احدى تعويذاته، ماذا عن الأساتذة الذين كانوا في المعهد "
" لا أدري، احتدم القتال و لم يظهرأي منهم "
" على الأغلب هم وقعوا تحت تأثير تعويذته أيضا، الجميع سنتحرك إلى المعهد " أصدر لهب السماء أوامره .
-----------------------
الفصل الثالث سيكون الاسبوع القادم .... انتظرونا