الجنود التفتوا إلى الشاب الذي أخفى وجهه بوشاح و يتناول الحلوى من تحته، و عيونهم تسأل عمن يكون

" او... ( أشار إلى الوشاح الذي يتلثمه) رائحة الدم تفسد طعم الحلوى في فمي لذلك أرتديه...... ولا يتجرا أحدكم أن يطلب مني الحلوى ، يكفيني الأطفال هناك قد آخذو النصف" و أشار إلى صخرة كبير

نظر الجنود إلى أين أشار، ليرو الأطفال مختبئين خلف الصخرة، أمر القائد إثنان من الجنود أن يهتموا بالأطفال ليلتفت إلى(غريب)

" لا أعرف من تكون و لا ما صنعت بهم، لكن عليك الإنسحاب ، نحن جنود المملكة سنتكفل بالباقي"

" هاهاها............ بالطبع فلتتكفل بالباقي، عليك البدأ بباقي الجثث أسفل التلة"

" اسمع أيها الفتى...." ،في هذه اللحظة القائد رأى الفتى و هو يحدق به من الأعلى رغم استحالة الأمر بسبب فارق الطول بينهما ، شعر بنظراته تخترق روحه ، كل خلية في جسده تصرخ أنه سيكون ميتا إذا أغضبه

" اسمع أنت، أنا وصلت أولا لذا أنا من سيلعب معهم أقصد ألعب بهم أولا، و الآن حان وقت الخاتمة"

نزل (غريب) و الجنود من خلفه إلى أسفل التلة ليرو ما لم يكن في الحسبان

المنظر كان مرعبا ،الأرضية قد ارتوت بالدماء ، أفراد العصابة كانوا يقاتلون بعضهم البعض، لكن ذلك لم يكن قتالا بالضبط لقد كانوا يشدون شعر بعضهم ، يخربشون و يعضون، امتلأت الأرضية بالأصابع المبتورة و خصلات الشعر المتناثرة و الأذان المقطوعة

الجنود تجمدوا في أماكنهم ، لم يسبق لهم أن راو شيئا مروعا كهذا حتى في ساحات المعارك، المعلومات أفادت بوجود خمس أسياد قتال و وخمسة عشرة متمرسين بارعين ، لكن نصفهم ميت و النصف الآخر لم يعودوا يشبهون البشر حتى.

" ماذا يحدث هنا بحق الجحيم؟ " تساءل القائد

" سيدي هناك شيء يلمع بشدة في وسط الساحة" تحدث أحد الجنود

نظر القائد إلى أين أشار الجندي ليجد عصا مغروزة وسط الساحة و تلمع بشدة.

" يكفي..........." صوت عميق اهتز له المكان، توقف الجميع ليعودوا لوعيهم، صمت رهيب ساد المكان

ببطئ الذين كانوا يتقاتلون بدؤوا يسترجعون ذكرياتهم ، ليكتشفوا فعلتهم و كيف كانوا يتصرفون ليتقيؤوا ما في أجوافهم

" هذا مقزز ..... فقط اصطفوا " عاد (غريب) من جديد يعطي الأوامر، ليتحرك من بقي منهم على قيد الحياة مسلوب الإرادة، وقف غريب بحزم أمامهم واضعا يديه خلف ظهره ليبدأ الكلام

" جرت العادة قبل أن تبيعوا العبيد أن تجروا بعض المراسيم، تقومون بضرب أحد أشباه البشر حتى الموت، كوسيلة لتعليمهم الطاعة، اليوم كما جرت العادة سنقوم بالمراسيم قبل أن يتم تسريحكم من هذه الحياة نهائيا"

سحب (غريب) الرجل ذو الندبة الذي كان زعيما سابقا و صار ذليلا الآن من شعره ليرميه أمامهم ، و بلا تردد أنزل قبضة ثقيلة على وجهه تردد صداها في المكان لتتطاير أسنانه ليعيد الكرة ثانية و ثالثة، مع كل ضربة كان بإمكانهم سماع صوت تحطم العظام، و صوت أنين مخنوق

نزع (غريب) اللثام عن وجهه و همس له في أذنه

" ها........... هل تستمتع بالأمر ، بالتأكيد أنت كذلك هذه هي القبضة التي كنت تحلم بفحصها و تشريحها"

على مرأى من الجنود الذين لم يصدقوا أن الطبيب المجنون سيد القتال ذو المستوى الخامس ، يضرب من قبل طفل هكذا، وقفوا متجمدين من الرعب

*بوم* ضربة جاءت بين ساقي صاحب الندبة جعلت الجميع يتحسس ما بين ساقيه لا إراديا

قفز القائد بعد أن استجمع شجاعته

" أيها الشاب ، توقف فورا عن هذا نحن نحتاجه حيا"

" أنا لا................... " دون أن يضيف حرفا آخر و لا حتى أن يلتفت، لم يجرؤ القائد على النقاش، و من كان سيجرؤ و هو يرى الجثة التي طحنت تحت يديه

في النهاية ألقى ضربة أخيرة فجرت صدره لتتناثر الدماء على وجهه، و يقع الزعيم ذو الندبة جثة هامدة

" ليس ثانية بعض الدماء دخلت فمي، هل أجد عندكم بعض الحلوى............... حلوى، ألا تفهمون؟ " ، هذه المرة لهجته كانت أقسى و عيونه كان أشبه بسكاكين اخترقت قلوبهم ، و وجهه كان مرعبا و قد غطت الدماء ملامحه،

طفل واحد جعل كتيبة جنود بأكملها تتراجع للخلف، نظراته أرعبتهم ليفكروا ( هل سيقتلنا لأننا لا نحمل معنا أي حلوى، هل هو طفل)

".... انقلعوا من هنا ؟"

في نفس اللحظة التي صرخ فيها ، وجد الجميع أنفسهم خارجا، الجبل ، و قد غلف بقبة بيضاء اختراقها مستحيل، و ما كانوا ليحاولوا فما صدقوا أنهم نجو من المجنون ، الذي كان سيقتلهم لأنهم لا يملكون أي حلوى ، ما تبقى من العصابة كانوا بعض المتمرسين الذين فقدوا قواهم الروحية، و حتى عقولهم.

" كيف وصلنا إلى هنا؟" تساءل القائد

" لقد كانت تلك العصا المغروسة وسط الساحة، ما إن انفجرت حتى رمتنا خارجا،أيها القائد ما كان ذلك الفتى بالضبط، أقسم أني لم أشعر بأي طاقة صادرة منه، لكني شعرت أن ملك الموت يحدق بي" تساءل الجندي

" ليس لدي فكرة، كل ما تمكنت من كشفه هو استخدامه لتعويذة ما للسيطرة على عقولهم، هل تستطيع تحديد أوصافه"

" لا يا سيدي، لقد كان يغطي و جهه بوشاح، و حتى بعد أن نزعه الدماء أخفت ملامحه"

صمت القائد لبرهة قبل أن يعطي أمر الإنسحاب، نظر الجندي الى الحبة الحمراء التي وجدها وسط الجثث، و كان قد سمع عنها من قبل، لكن راح يفكر ( و كأني سأرغب في مقابلة ذلك الشيطان............. شيطان الجبل) ليرميها بعيدا

أحد الأطفال المخطوفين حمل الحبة

" أوز.... تعال الى هنا" ما إن سمع الطفل أحدهم يناديه حتى أسرع بإخفاء الحبة في جيبه

-------

من جبل الألف ميل ، أساطير وصلت لأقصى الممالك السبع، عن مقاتل هزم سيد قتال فقط باستخدام يديه عرف بلقب أقوى الرجال ، و عن قبة بيضاء غطت الجبل و لا يمكن اختراقها.....و عن الشيطان الذي قتل من قاموا باستدعاءه.

كثيرون لم يصدقوا قصة الشيطان، لكن مجزرة جبل الألف لم ينساها أحد.

2017/12/17 · 797 مشاهدة · 894 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024