في الوقت الحاضر

عند الحاجز الذي يغطي جبل الألف ميل، دخل مجموعة من أشباه البشر الحاجز، و خلفهم (غريب) و مجموعته شعور (غريب) إنتابهم وهم يخترقونه ،شعور بمادة لزجة و باردة إلتصقت بجلدهم جعلتهم يقشعرون ، لكن سرعان ما تحسن مزاجهم ما أن شعروا بدفىء أشعة الشمس من جديد ، المنظر كان بديعا بخضرة أشجاره و صفاء سماءه توقفت (أسينا) للحظة لتمدد و تأخذ نفسا عميقا ، شعور جميل بالارتياح اجتاحها

" كانت تلك تجربة رائعة، المكان بديع أستطيع الشعور بهالة مشرقة و الحيوية تصدر منه "

"ما لا أفهمه كيف اخترقنا الحاجز بهذه السهولة ؟ إن كان المشي خلف أشباه البشر يجعلك تخترقه فلماذا لم يحاول الصيادون فعل نفس الشيء"

تساءلت (ميرنا) مستغربتا الأمر ،فمنذ سنوات و الحاجز يعتبر لغزا لا أحد تمكن من فك طلاسمه، فكيف مروا بكل سهولة

"أيتها ( النبيلة المتعالية ذات الشعر الأحمر ) أنتم استطعتم الدخول بفضلي، أنا سيد الزمن فهذا يعتبر أيضا حاجز زمني"

سفاري كان في شكل الباري و الشريط الذهبي على رأسه كان يلمع بشدة ، كانت هذه أول مرة يتحدث فيها أمام (ميرنا) و الأخوين ، صرخت الفتاة مرتعبتا و اختبأت خلف ظهر (مازن) وراحت تشير إلى الباري

"إنه يتكلم، من أين جاء هذا الباري القادر على الكلام؟ "

قفزت (أسينا) أمام سفاري و راحت تداعب رقبته مبتسمتا

" سفاري ، لما لا تبقى في شكلك الحالي اللطيف ، إنه أجمل من ذلك الطائر اللئيم"

"أنا هو أنا مهما كان شكلي، ومن تنادي باللئيم أيتها..........( الأسينا )" عيون (أسينا) كانت تلمع فرحا لأنه نادها بإسمها، متناسيتا أنه لا يستطيع تلقيبها دون كشف حقيقة أنها من الجان.

في حين امتطى (غريب) سفاري، و أخرج جبلا من الحلوى من الخاتم الفضائي، و راح يتناولها وهو يدندن .

أدرك الأخوين و (ميرنا) أن الباري هو نفسه الطائر الأسود ،الآن يفهمون سبب وجوده معهم طوال هذه المدة و سر محاولة (أسينا) التحدث معه باستمرار، لكن ذلك لم يخفف من صدمتهم وحيرتهم، فتدخلت (آريا ) في الموضوع لشرح الوضع

" سفاري كائن مقدس يستطيع تغيير شكله ، و هو سيد الزمن كما سبق و أن ذكر ، عندما يكون بكامل قوته يستطيع رؤية لمحات من الماضي و المستقبل و قد وجدكم جديرين بالثقة ، و إلا لما أسمعكم صوته .... آه و أيضا هذا حاجز زمني الوقت هنا أبطأ بثلاث مرات"

ثم التفت لـ(ميرنا) و أضافت

"(شادو) ذهب إلى والدك لطمأنته، سيبلغه بأن (غريب) أرسلك معنا إلى هنا ، لذلك أرجوا أن لا تقلقي"

" لا بأس بذلك ، لكن ماذا يحدث مع (غريب)، و ما قصة الحلوى"

تنهدت (آريا ) و هي تنظر لـ(غريب) و هو يلهو على ظهر سفاري و يغازل (أسينا) و يضحك

" إنها خدعة (غريب 1) للسيطرة على (غريب 2) ، (غريب) الأول شخص جاد ذو أهداف سامية و خطط بعيدة المدى ،لكن عندما يفقد خاتمه، يظهر (غريب) الثاني و كما ترين إنه مزاجي غير مبالي، يكون كالطفل عندما يكون سعيدا، و يبحث عن الخاتم لأجل الحلوى ، بعد مدة يعود لطبيعته، رغم ذلك احذروا فهو يصبح عنيفا عندما يغضب و لا يبالي بالنتائج و كلمة عنيف، هي تلطيف للحقيقة

أول مرة تغير مزاجه ظن (شادو) أنه يمزح لذلك قام باستفزازه، لقد كاد يقتله، لو لا جسده المميز لانتهى الأمر به ميتا ، لذا لا تغضبوه حتى يعود إلى سابق عهده"

حدق (يزن) بغضب و هو يشعر بالخيانة

" و رغم ذلك رشحتمونا لنكون تلاميذه" ،تظاهرت (آريا ) أنها لم تسمع كلامه

في حين توجه (مازن) بالسؤال لـ(ميرنا )

" كيف يعقل أن يتغير شخص لهذه الدرجة ، بسبب خاتم و كيف له أن يستخدم الإنتقال الآني ؟"

" أضف لذلك قوته الساحقة ، حتى أنه هو لم يستخدم قفازه و ناهيك عن ذلك الحيوان المقدس ، أنا سأنضم إليكما في التدريب .... الفضول يقتلني لاكتشاف سره"

عيون (مازن) كانت مشككة في قرارها لكنه لم يتدخل بسبب إصرارها ،توقف (غريب) و رفع يده

" توقفوا هذا المكان مثالي، سفاري اصنع لنا حاجزا مؤقتا سأقوم بتدريب الشباب هنا "

الشريط الذهبي على رأس سفاري بدأ في اللمعان و في ثانية ظهر حاجز أصفر أمامهم غطى مساحة خمسين متر ، القبة الصفراء كانت تمنع لآخرين من رؤية أو سماع ما يحدث داخلها

" بف بف بف .... إنه حاجز زمني مؤقت ساعة واحدة داخله تعادل يوما بأكمله"

تقدم الأخوان و (ميرنا) خطوة للأمام ، برؤية ذلك (آريا ) صرخت بـ(ميرنا )

" (ميرنا) ماذا تفعلين؟، ألم تسمعي تحذيري لن يقوم برحمتك، و لن يبالي كونك فتاة"

لكن (ميرنا) تجاهلت تحذيرها لتقتحم الحاجز ، هزت (آريا ) رأسها منزعجتا من عنادها و بعد دقيقتان خرجت (ميرنا) من الحاجز تصرخ و الدموع في عينيها لترتمي بحضن (آريا )

" لقد.... لقد...( اختنقت الكلمات في حنجرتها بسبب البكاء ) لقد كان ذلك مرعبا و لئيما ، كيف يعقل أن يسمي هذا تدريبا "

دقيقتان هي ما يعادل خمسين دقيقة داخل حاجز الزمن ، (ميرنا) لم تستطع حتى الصمود لساعة كاملة، و بعد 15 دقيقة( ما يعادل ستة ساعات) قفز (يزن) يصيح كالمجنون

" إنه يريد قتلي ، ذلك لم يكن تدريبا لقد كان حكما بالإعدام. ..... سيدتي (آريا ) ما الذنب الذي ارتكبته حتى ترموني هذه الرمية"

نظرت (أسينا) إليهم مستغربتا

" كلكم منزعجين من (غريب) الحالي، لكني في الحقيقة أفضل حالته هذه فهو يبدو مرتاح البال، ما نوع هذا التدريب يبدوا ممتعا ، أرغب في تجريبه"

في حين راحت (آريا ) تتذكر أيام نحسها بحسرة عندما تم سحبها إلى الحاجز الزمني و تحكي لـ(أسينا) عن معاناتها

" أنت لا تعرفين حقيقة (غريب2) ، عندما أذكر ذلك اليوم أرغب بدفني نفسي، تخيلي نفسك مسجونة مع وحش شيطاني يرغب بقتلك، كل هجمة هي الحد الفاصل بين الحياة و الموت،( ترقرقت عيونها بالدموع) لقد أجبرني على الإعتراف بكل أسراري مقابل السماح لي بالخروج و لأيام إستمر في إبتزازي.......... لقد عشت الجحيم يومها"

سحبت (ميرنا) قميص (آريا ) و أشارت للأمام حيث قفص أسينا داخل الحاجز و هي تبتسم، لتصرخ (آريا ) غاضبتا

" تلك المجنونة، لم تستمع لحرف مما قلته ، و فوق هذا تبتسم ........ما الممتع في مطاردة الشيطان لك لمحاولة قتلك"

2017/12/17 · 831 مشاهدة · 956 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025