بعد بعض الوقت خرج (مازن) من الحاجز و هو بالكاد قادر على الحركة
" ذلك كان جنونيا، تلك ليست سرعة بشري ،لم أتخيل في حياتي أني قد أقابل شخصا يتقن الخطوات الألف من أساسيات القديس إنها تقنية لا تقهر إنها أقرب للإنتقال الآني منها لحركة قدمين"
"أخي لقد اشترط علينا الصمود ليوم كامل، مقابل تقنية كسر عنق الزجاجة النهائي، هل هذا يعني أننا فشلنا"
" لقد نفذت كامل طاقتي و أنا أركز على خطوات البرق ، الصمود ليوم كامل مستحيل علينا حاليا"
تقنيات الأقدام، هي تقنيات تزيد من سرعة المرء بتركيز طاقته على قدميه لكن استخدامها لفترة طويلة يرهق صاحبها، و رغم أن (مازن) سيد قتال لكنه وصل إلى حدوده لذلك استغل دخول أسينا لالتقاط أنفاسه.
"(ميرنا) هل أنت بخير؟" تساءل ( مازن)
أومأت بالإيجاب و شكرته لمساعدته لها في الفرار من الحاجز، الساعة أوشكت على الانتهاء و (أسينا) لا تزال في الداخل، الشعور بالنقص لدى (ميرنا) بدأ في الازدياد لا مجال للمقارنة بينها وبين (أسينا)، لاحظ (مازن) ذلك فقال
" لا تقارني نفسك معها، خطوات البرق لا يمكنها منافسة خطوات الضوء ، ناهيك أنها من النوع الحسي "
انتهى الوقت ليختفي الحاجز، ليتفاجؤوا بمنظر (أسينا) جالسة على الأرض و (غريب) نائم على حجرها
" اشش ...............لقد شعر بالنعاس و نام فجأة"
فتح (غريب) عينيه، و عدل جلسته ليلتفت من حوله
" أين نحن آخر ما أذكره أنه تم تخديرنا، آنسة (ميرنا) ، هل أنت بخير؟ "
" لقد عاد أخيرا لطبيعته، هذا يعني أنك نسيت أسراري....... " صاحت (آريا) فرحتا، لكن نظرات أسينا الباردة لها جعلتها تصمت
" أليس من الوقاحة مقاطعة موعدنا، ألم تستطيعوا التصرف بلباقة و ترك مسافة بيننا؟"
( موعد..... اللعنة ماذا حدث في غيبوبتي )، ثم لاحظ (ميرنا) و (يزن) يختبئان خلف (آريا ) و الأرض المحيطة به عليها آثار معركة ليدرك ما حدث
" (يزن) ، استرجل قليلا على الأقل لا تزال بكامل أطرافك ، و أنت (ميرنا) على الرغم أني لا أتذكر ما حدث تماما ، فعلى الأغلب أنك تصرفت بتعالي و تجاهلت تحذير (آريا ) لك"
ذهلت (ميرنا) كيف أنه اكتشف الأمر بهذه السرعة لكنها لم تكن على استعداد لتسمع لومه
" أتحاول أن تجعلني أشعر بالسوء، لقد كنت ستقتلني" قالت ذلك و هي ترتجف، التفت غريب لـ(آريا)
" كم صمدتم داخل الحاجز ؟"
" الصغير 15 و الأكبر 30 دقيقة أما (ميرنا )..." سكتت و اكتفت برفع أصبعين
"دقيقتان،و يقال أنها أفضل موهبة في المملكة، (آريا ) تولي تدريبها قبل خروجنا من هنا عليها أن تكون قادرة على الصمود خمس دقائق على الأقل"
(يزن) خرجت أولا بالرغم انك تمتلك طاقة أكبر من أخيك لكنك تستنزفها بسرعة، أما أنت (مازن) تفكر و تحلل الأمور بشكل جيد ، لكنك دائم التردد .
( اللعنة، ألا يفترض أنه لا يتذكر شيئا............. لماذا يبدوا و كأنه يعرف كل شيء عنا) فكر (مازن) مستغربا،
(غريب) يعرف كل شيء عنهم من لقائهما الأول في مملكة ريشة السماء ، لكن هذا اللقاء مسح من ذاكرتهم . واصل (غريب) كلامه قائلا
" اعتبروا هذا الدرس الأول، في المعارك الطويلة الأمد من يحتفظ بطاقته أخيرا ،يملك الكلمة الأخيرة"
"الثاني، الدرس الأول كان عن قتال أكثر من شخص في وقت واحد" علق (يزن)، متذمرا فهو لم ينسى أن (غريب) كاد يقتله أثناء التدريب
الفتاة الأرنب (باني) التي كانت جالسة بهدوء طوال ساعة نهضت أخيرا لتحيي (غريب )
" سيدي (غريب) ، سعيدة بمقابلتك ثانية ، أرجو أن تقبل دعوتي إلى قريتنا المتواضعة"
" (باني) ، يبدو أن إكسير إطالة العمر قد نجح، أنت لا تشخين بسرعة الآن"
" هذا كله بفضلك سيدي، أنا مدينة لك بحياتي"
بعد مرور بعض الوقت وصلوا إلى الجبل ، هذا الجبل الضخم يعتبر كنزا طبيعيا لغناه بالأعشاب الطبية و مناجم حجارة الدم النادرة التي تنقي الشوائب من الجسم و تزوده بالطاقة، هذا الجبل كان مطمع الكثيرين خاصة مملكة ريشة الشمس، ولو لا الحاجز لما تخلوا عن فكرة احتلالهم.
تساءل (مازن) قائلا
" ما قصة هذا الحاجز، و من قام بإنشائه "
أجابت (ميرنا )
" إنه شيطان الجبل، أو شيطان التعاويذ الأصلي ، منذ خمس سنوات، يقال أنه قتل خمسين شخصا قبل أن يعزل الجبل و ما حوله بهذا الحاجز"
" الأصلي ، هل كان هناك شخص آخر يحمل اللقب قبل الشيطان الحالي" تساءل (مازن)
"بالطبع، شيطان التعاويذ الأصلي معروف بشراسته كما أنه أكبر سنا على الأقل هو في العشرينات أما الشيطان الحالي فظهر فقط منذ سنة فقط إنه..............."، قاطعت (باني) (ميرنا) غاضبة و قد خرجت عن هدوئها المعهود
" لقد كان ملاكا و ليس شيطانا، كيف تلقبون المنقذ الذي أنقذ العشرات من الأطفال و المئات من أشباه البشر بلقب كهذا؟"
ابتسم (غريب )، و هدأها موجها الكلام لـ(ميرنا)
" لقد كانوا عشرين شخصا، لا خمسين ، ولا يوجد إثنان مني، (باني) قد لا يكون لقبا جميلا لكنه يؤدي غرضه بفعالية "
حدق الأخوين و (ميرنا) بـ(غريب) و قد صعقتهم المفاجئة ، و على الرغم من أن ذلك يفسر الكثير لكنهما لم يتمكنا من التصديق
شيطان التعاويذ ، الوحش الأسطوري، الذي يرعب إسمه النبلاء و أشد المقاتلين هو نفسه (غريب )، و إن كانت حادثة جبل الألف ميل منذ خمس سنوات ، فكيف لا يزال في الخامسة عشر
" بف بف بف .............أنا سيد الزمن، فكروا في ما حدث بأنفسكم" تحدث سفاري و كأنه قرأ أفكارهم