قادت الأرنب (باني) الطريق حتى وصلوا إلى قرية صغيرة على سفح الجبل ، و ما إن وصلوا حتى أوقفهم شبيه بشر ذئب ، كان ضخما ذو عضلات بارزة، الفرو يكسوا جزءا من ذراعيه و سوالف عريضة على وجهه
" (باني) أيتها الصغيرة المجنونة كيف لك أن تسللي خارجا بمفردك؟، ألم نتفق على أن أرافقك"
(وولفي) لم يلق بالا لأشباه البشر الآخرين الذين جاؤوا قبلهم فهذه ليست أول مرة يأتون طالبين اللجوء ، لكن دخول البشر أمر مختلف قفز (وولفي) و قد كشف عن مخالبه وراح يزمجر في وجوههم
" كيف دخلتم هنا؟، و من تكونون؟" ابتسمت (باني) وأشارت إلى (غريب )
" سيد (وولفي) هذا هو المنقذ، السيد النبيل الذي شكل هذا الحاجز وكل الحواجز المنتشرة في جميع أرجاء الممالك السبع "
في كل أرجاء الممالك إنتشرت قصص عن إختفاء أشباه البشر دون أثر ، و لا أحد عرف سر هذا اللغز، لكن أشباه البشر عرفوا حقيقة هذا السر ، إنها حواجز زمنية أصغر حجما و شفافة لا يراها و لا يستطيع الوصول إليها غيرهم، لسنوات طويلة كانت ملجأهم من بطش البشر.
فجأة الذئب الذي كان يزمجر في وجوههم ، تغيرت ملامحه و ترقرقت الدموع في عينيه و راح ينحني
" سيدي المنقذ، إنه شرف عظيم لي مقابلتك شخصيا"
" هذا (وولفي) ، لقد كان دائما يطلب مني أن أعيد على مسامع سرد مغامراتك، إنه أكبر معجب بك"
" معجب، على حد علمي فأنا خارج عن القانون، و لست بطلا"
هنا تدخلت (آريا ) لتقول
" بخصوص ذلك،هناك مجموعة السعي نحو العدالة و هم من يجمعون العرائض لإلغاء المكافئة الموجودة رأسك، و هناك أيضا مجموعة حلفاء شيطان التعاويذ ، شباب يقفون في وجه النبلاء، إضافة إلى المعجبين الذين يطالبون من (شادو) تأليف قصة عن سيرة حياتك"
" جديا، أنت تختلقين الأمور، لا بد أنك تمزحين.......... لدى شيطان التعاويذ كل هذه الشهرة"
" أجل خاصة بين السيدات، البطل المنقذ الذي حطم قصر اللورد (هيرمن) و أنقذ الأميرة من مخالبه"
قشعريرة سارت على ظهر (غريب) بسبب تحديق (أسينا) إليه، جعلته يتجنب النظر خلفه
" معلمي ، أنا سعيد برؤيتك ثانيتا...... هل يعقل أنها (ميرنا) المقاتلة الأكثر موهبة في المملكة، من بعدي"
فتى في الثانية عشرة بأذان قط تحدث و نظرة التحدي في عينيه، إنه الفتى القط من مسابقة صيد العبيد التي حدثت منذ مدة و انتهت بوفاة الصيادين
" أيها الولد، تأدب إنهم ضيوفنا" صرخ رجل بشري قصير القامة يرتدي معطفا أبيض به
" أعذروا ولدي( كاتو) على وقاحته، كونه المقاتل الروحي الوحيد حاليا فهو متحمس أكثر من اللازم"
" حاليا، هل من جديد بخصوص أبحاثك" أومأ الرجل بالإيجاب عن سؤال غريب
الرجل القصير، هو والد (كاتو) البشري ،و هو باحث و طبيب ،جاء منذ سنين طويلة إلى الجبل من أجل تجاربه و أبحاثه و عاش مع أشباه البشر في هذه القرية ، عندما ظهر الحاجز و بدأ أشباه البشر يتوافدون على المكان تولى مسؤلية علاج المصابين و تسيير شؤون القرية، سفاري سمح له بالدخول و هو بمثابة زعيم القرية هنا، و الجميع يناديه بالطبيب.
في حين استمر كاتو بالتحديق بـ(ميرنا ) و يتفحصها بعيونه
" ما مشكلتك؟"
التفت (غريب) لـ(ميرنا )
"تلميذي يريد منافستك على لقب أفضل موهبة ، هذه فرصة لك لمواجهة تشكيل الماء"
" قد تكون محظوظا كونك ورثت الطاقة الروحية من نصفك البشري، لكن أن تحاول مواجهتي بتشكيل مخصص للعلاج أنت تبالغ في تقديري نفسك أيها الصغير"
" أيعني هذا، أنك قبلت التحدي "
تقدمت (آريا ) من (ميرنا) لتهمس لها
" إنه تلميذ شيطان التعاويذ، و يلقبونه بالوحش الصغير.......... لذلك عزيزتي (ميرنا) لا يجدر بك الاستهانة به"