مرت سنة على الحاجز، و لم يبقى في عمر (غريب) سوى أيام ، استيقظ المواطنين على هزات أرضية ، زلزال ضرب المملكة

لكن الصوت المرافق للإهتزاز ، كان صوت انفجارات و ليس زلزالا، أحدهم يحاول تحطيم القبة.

*طاخ* جزء من القبة تحطم لتعبر من خلاله طاقة خانقة ، الطاقة كانت قوية و ضغطها الساحق تسبب في إغماء البعض

" قديس.............إنها طاقة قديس"

القديس الوحيد الموجود في الممالك السبع هو ملك ريشة الشمس و هو رجل في الثمانين من عمره، لكن المهاجم كان شخصا آخر لقد كان فردا من الجان بذراع واحدة

خارج الأسوار، وقف رجل طويل القامة بلحية بيضاء و أذنين طويلتين كان ذراع هذا الرجل الأيسر مبتورا ، و من خلفه كان يقف عشرات المقاتلين بين أسياد و خبراء، مدججين بالدروع ذات النقوش ، و الأسلحة الروحية

" ذلك الحاجز متين فعلا، بالكاد حطمت جزءا بسيطا منه ، لكن هذا سيكون كافيا لإخراج الجرذ من جحره"

"أنت هو الجرذ في هذه القصة، لقد تأخرت يا رجل جعلتني أنتظر طويلا" صوت (غريب) الهادئ، حير الجان المهاجم

" تتحدث و كأنك كنت تنتظرني"

"ننتظرك، بالجمع........ "

من خلف (غريب) وقف كل رفاقه و هم على أهبة الاستعداد، حدقت (أسينا) بالقديس صاحب الذراع الواحدة لتقول

" إنه حقا هو، (إيفان) الجان الوغد الذي احتال على (أركنيا) منذ أكثر من مئة سنة ، هو لم يتغير إطلاقا"

أعقبها (شادو) بالقول

"لقد تأخرت كثيرا حتى اعتقدنا أنك خائف من المواجهة، أو أنك فقط استسلمت بعد كل ما فعلته لتغيير الزمن"

" ما الذي يحدث بالضبط هنا، من أنتم........ من تكونون؟"

" ألا يفترض بنا نحن أن نسأل هذا السؤال" ضحك (غريب) و هو يجيب عن سؤاله بسؤال آخر ليضيف قائلا

"نحن نتاج عبثك بالزمن، سيد (إيفان).......... أو ربما يجب أن أناديك الكائن المقدس سيد الزمن السابق"

عيون (إيفان) توسعت، هو لم يفهم كيف يعقل هذا، كان يفترض أن يكون هذا هجوما مفاجئا ، مملكة هانئة يتم مهاجمتها من قبل قديس، كافي بهز ثقتهم بأنفسهم و التسبب في ح الة من الفوضى و الهلع، لكن ما حدث كان العكس لقد كانوا في انتظاره. ابتسم (إيفان) و فكر أن ذلك لن يغير شيئا ما داموا لا يعرفون هدفه الحقيقي

" أنا لن اسمح لك أن تلمس شعرة من رأس (شادو) "

" هاي... تتحدث و كأنني غير قادر على الدفاع عن نفسي، أنت تتكلم عن أقوى الرجال هنا" علق (شادو) متباهيا بنفسه

ملامح الدهشة ارتسمت على (إيفان) و هو قد وجد نفسه ككتاب مفتوح كشفت كل خباياه

( كيف يعقل هذا ؟، أعرف أن معهم سيد زمن ، لكني حجبت مستقبلي فكيف عرفوا بهدفي )

في هذه اللحظة سمع الجواب من (غريب)

" ألم تحاول تدمير هذا العالم، قبل مئة سنة و النتيجة فقدت ذراعك، وبعدها سجنتك (أركينا ) معها في البعد الفضائي، أو ما يعرف بالفراغ...... لكن ذلك لم يوقفك .... استرجعت جزءا من قوتك و عدت تعبث بالتاريخ ثانية، علي الاعتراف التغييرات الطفيفة التي قمت بها عصفت بمستقبلنا، بالطبع إذا اعتبرنا اغتيال كل شخص صالح ، و نشر العداوة بين الأجناس يمكن أن نقول عنها تغييرا طفيفا"

================

قبل مئات السنين

في بعد يقع بين العوالم المتوازية، وجدت الكائنات المقدسة للحفاظ على سلامة العوالم و المراقبة، دون امتلاك الحق للتدخل إلا في حالة تهديد خارجي قد يؤدي بدمار أحد العوالم، (إيفان) كان واحدا منهم ، سيد الزمن الأول الأقدم و الأقوى ، لسنوات و سنوات كان يراقب و يراقب في انتظار مهمته الوحيدة في انتظار غير المتوقع .

إلا أن جاء ذلك اليوم، حين حصل أحد الأجناس القديمة ، فرد من الجان على سلاح سماوي له القدرة على صنع ثقوب بعدية،

و مع قدرة الكائنات المقدسة في التحول لأي وحش يوافق طاقتهم الروحية اندلع القتال على السلاح السماوي بين ذلك الجان و الكائنات المقدسة، انتهى بموت الكثير من الكائنات المقدسة و سجن بعضها في عوالم أخرى

أخيرا و بعد معركة طويلة تمكن من سجنه في الفراغ ، ليجد (إيفان) نفسه بمفرده يعيش ليراقب دورة حياة البشر و باقي الأجناس، من جديد و لا أنيس معه غير جسد الجان الذي أسره.

مرت السنون و تغيرت طبيعة الأجناس ازداد الجشع و الظلم و الفساد، كل هذا على مرأى منه دون امتلاك حق التدخل فالكائنات المقدسة تتدخل في حالة التهديدات الخارجية، و لا شأن لهم بصراع الأجناس فيما بينهم.

تدريجيا و ببطئ بدأ في كره مهمته و احتقار سكان العوالم المتوازية

( من أجل ماذا ضحينا بأنفسنا و نفي بقيتنا إلى عوالم مختلفة، من أجل الجان و غرورهم أم من أجل الأقزام و جشعهم، أم البشر و سطوتهم أم أشباه البشر و سذاجتهم، من نحمي ....... أو بالأحرى من نراقب )

في النهاية قرر مخالفة مهمته المنسوبة إليه و التدخل في مصير العوالم، مضحيا بجزء كبير من قوته قرر تدمير عالم الممالك السبع و إعادة بناءه وفقا لرؤيته.

كي ينتقل كائن مقدس من الفراغ إلى أحد العوالم، فإنه يحتاج لطاقة كبيرة، طاقة لا يقدر كائن مقدس بمفرده أن يستخدمها دون التضحية بقدراته كمتحول ، و لذلك سيطر على جسد عدوه الذي كرهه أكثر من أي شيء، و اقتحم عالم الممالك السبع

خدع (أركنيا) و جعلها تقتل عائلتها و دفع ثمن ذلك ذراعه اليسرى، لكن جنون (أركينا ) التي أعلنت حربا على الجان ، جاء لمصلحته فراح يزيد في الخلافات و الانشقاقات بين الأجناس.

حتى أنه غير من ذكرياتهم فأصبح جان الكهوف، ذوي البشرة السمراء ، وحوشا مغسولي العقول يخدمون سيدتهم ملكة الدمار، لينشب حربا راح ضحيتها الآلاف، لكن و للمرة الثانية وقع (إيفان) تحت يدي (أركينا) و لم يجد طريقة للنجاة غير أن يرمي بنفسه في الفراغ ، حتى إن كان لا يملك القدرة للخروج.

هزمت (أركينا ) ، و أصبحت أسطورة من الماضي ، لكن الخطر الحقيقي كان مختبأ لاسترجاع قوته و لا زال يتربص بهم

------

(أركنيا) التي عرفت كملكة الدمار و أكبر خطر هدد سلام الممالك السبع، هي نفسها من حمت هذا العالم ، فبسبها فقد (إيفان) قوته فانسحب للفراغ.

الانتقال للفراغ يجدد الخلايا و يسرع العلاج، و لو أن (إيفان) استبدل جسده المصاب مع شخص آخر مثلما فعل (شادو) و سفاري ، لشفي تماما .

لكن كان أعند من التخلي عن هدفه ببناء عالم يسير بمبادئه وفقا لرؤيته، و لذلك و بقدرة رؤية المستقبل التي يملكها قرر الخروج من بعده الفراغي، فقط ما يكفي ليخرب مجرى التاريخ و يصنع خطا زمنيا جديدا مرسلا عالم الممالك السبع نحو نهايته.

ما لم يتوقعه هو تدخل الأخوين سيدا الأبعاد و الزمن ( سفاري و أخاه ) ، لإيقاف خططه ، لذلك تعمد أن يحجب المستقبل،

عندما يخرج من الفراغ و لذلك كان (إيفان) متأكدا أن لا أحد ستكتشف هويته و لا ما يخطط له لكن الفتى الذي أمامه ، لم يكشف هويته و حسب بل كشف خططه أيضا.

2017/12/31 · 965 مشاهدة · 1052 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2025