منذ سنوات خلت، بعد أن انتهى غريب من التدرب على أساسيات القديس، بدأ رحلته للبحث عن خشب شجرة الحياة، و هو خشب نادر معروف بقوته و متانته، ليصل في آخر الأمر إلى قرية صغيرة بحدود ريشة البحر
شعب المنطقة معروفين ببشرتهم السمراء، و تشكيل البرق و الماء
" سنكون سعداء بانضمامك إلى مدرسة الكيمياء في قريتنا ، شخص بمهاراتك لن يجد مشكلة في تخطي الإمتحان"
تحدث شاب أسمر و هو يحاول إقناع غريب بالانضمام إلى معهدهم، بعد أن رآه يصنع حبوب ذات مستوى عالي ليقايضها بقطعة خشب
" شكرا على العرض المغري، لكني هنا من أجل خشب شجرة الحياة فقط وبما أنني حصلت عليها فعلي الذهاب"
"هذا حقا مؤسف، ضم شخص موهوب مثلك كان سيحسن من سمعة معهدنا، خصوصا بعد أن تم إكتشاف أن أحد الأساتذة هو جان ظلام متنكر"
هذه الكلمات هزت كيان غريب، فهو يعلم حقيقة جان الظلام و كيف أنهم لم يذنبوا بشيء، الأساطير التي تقول أنهم أتباع أركينا ملكة الدمار، وأنهم يسعون لإعادتها من البعد التي تم حجزها فيه مجرد هراء، لكن محاولة إقناع الآخرين بهذا أمر مستحيل
" جان ظلام، هل لا يزالوا موجودين لحد الساعة؟ أخبرني أين هو الآن ؟"
" مسألة كهذه يتكفل بها جنود المملكة عادة، لكن بما أننا بعيدون عن العاصمة فزعيم القرية إستعان ببعض المرتزقة لحراسته، يا لها من مصادفة أحد المرتزقة يمر من هنا "
ملامح (غريب) تغيرت و هو يرى المرتزق الذي أشار إليه، ليبتسم بعدها و هو قول
" فعلا، يا لها من مصادفة"
تبع (غريب) المرتزق من بعيد، حتى وصل إلى المكان الذي حبسوا فيه الجان، ما أن وصل حتى راحت شريكته تصرخ فيه بسبب تأخره، لكنها صمتت فجأة ،عندما رأت شابا يحمل على كتفه عصا خشبية و على وجهه ابتسامة مخيفة
" الحاكم و زوجته، يا لها من صدفة سعيدة التي جمعتنا اليوم"
حدق المرتزقان بوجه الشاب، على الرغم أنهما لم يتعرفا عليه لكن بطريقة ما كان يبدوا مألوفا
" ما المشكلة أيها الحاكم ، الآمر الناهي، هل نسيتني، و أنت سيدتي هل نسيت إبن المرأة التي تنكرتي على هيئتها؟"
تذكر المرأة وجه غريب لتبدأ في السخرية
" عزيزي، أنظر إنه ذلك الطفل الجبان المحب للحيوانات، لقد كبر و جاء يبحث عن انتقامه"
" آه......... ذلك الجبان من ريشة القمر،الذي قتلنا والدته......... لقد كبر فعـــــ..........." قبل أن يكمل جملته، إنقضت زوجته على غريب بهجوم من سيفها
*طاخ*
صد غريب سيفها بكفه العاري و شد قبضته ليفجرها على معدتها
*بواخ خ خ*
سقطت السيدة على الأرض و هي تتقيأ بلا توقف، عندما رأى زوجها ذلك قفز هاربا كالمجنون تاركا زوجته تحت رحمة غريمهم
"يا رجل، أين كرامتك؟"
*طاخ*
*آآآخ* صوت تحطم ركبته امتزج مع صراخه
ففي خطوة واحدة وصل(غريب) إليه ليركله على ركبته تاركا إياه يتلوى من الألم، ليعود و يمسك المرأة من فكها
" أتعلمين أن هناك شيئا مشتركا بيننا، أنتما تتقنان المستوى الثاني من أساسيات القديس، أنا أذكر جيدا قتالكما ضد والدتي، لذلك أحضرت لكما هدية مناسبة"
أخرج حبة ذهبية اللون ، ليحشرها في فمها
" لا يجوز ترك الأمور في المنتصف، قبل إنهائها ..... اسمحي لي بالمساعدة بفتح بوابة الحياة الثالثة ، صحيح أن الثمن هو عشر سنوات من حياتك وآلام فضيعة بسبب تهيج الأعصاب، لكن لا داعي للشكر"
رفع (غريب) رأسه ليجد زوجها يحدق إليه بعيون تملؤها الرعب و هو لا زال يمسك بركبته المهشمة، هو يعلم تمام معنى تهيج الأعصاب، إنه تماما كإزالة الجلد من على جسد الإنسان تاركا الأعصاب مكشوفة ، أدنى لمسة ستؤلم كالجحيم، و الألم سيستمر معهما حتى يتم إغلاق بوابة الحياة، بدون معرفة طريقة غلق البوابة، فجسدهم لن يتحمل الألم و سيموتان بالنهاية.
أخرج غريب حبة ذهبية أخرى ولوح بهاو الابتسامة المرعبة لم تفارق وجهه
"عزيزي الحاكم، بالطبع أنا لم أنسك"
داخل الغرفة، كان الرجل من جان الظلام يستمع لصراخ الزوجان، في إستغراب ليتفاجأ بالباب يفتح
"أوه....... سيد (أرميس) ، هذه فعلا مفاجأة غير متوقعة..........بالطبع أنت لا تعرفني لنقل أنني الشخص الذي حصل على حبة الذكريات بدلا عنك من المرحوم معلمك"
(أرميس) كان تلميذ الجان الذي عثر عليه (غريب) ميتا و أخذ من عنده حبة الذكريات التي جعلت منه محترفا في الطب و الكيمياء، هذه الحبة في الأصل صنها الجان من أجل تلميذه، و كون (غريب) الآن يتشارك كامل ذكريات المعلم فقد تعرف على التلميذ من أول لمحة.
" ماذا تعني بأنك أخذت حبة الذكريات، إنها تحوي أسرار و تاريخ جنسنا نحن الجان السمر" صرخ(أرميس) غاضبا
" ما حدث قد حدث، لكن بما أننا أخوة و بإعتبارنا تتلمذنا على يد نفس المعلم..."
" بالـتأكيد نحن لسنا أخوة........"
" أهذه طريقة تخاطب بها منقذك؟"
صمت(أرميس) فصحيح أنه غاضب كون إرث معلمه انتقل لشخص خارج جنسهم، لكنه لا يستطيع الإنكار بأنه كان سيرمى في السجن حتى الموت لو لم يأتي هذا الشاب ليحرره
" على كل حال، أنا لدي طريقة لتحقيق حلم معلمنا......حلم جميع الجان السمر، فما رأيك أن تساعدني في ذلك"
شعر (أرميس) بصدق نواياه ، و لعلمه أن غضبه لن يغير مما حدث قال
" هات ما لديك، إن صدق كلامك فسأكون حليفك بالتأكيد"
" أولا دعنا نلغي وجودك من ذكريات أهل القرية"
------------------
مرت سنتان على هذا اللقاء، (أرميس) الآن في ريشة الأرض فهو من تولى إنتاج الحبوب و إكسيرات إطالة العمر في غياب (غريب) كما أنه يساعد التاجر (سمران) في مسألة التكفل بالعبيد الذين تم تحريرهم و نقلهم بأمان إلى ريشة القمر
لكن هذه المرة، أرسل تابعه الخاص يحمل رسالة تحذر(غريب) من الخطر القادم إليهم............ هناك من يجمع أتباعا حوله و يخطط للهجوم على مملكة ريشة القمر