بسم الله الرحمن الرحيم


..................................................


"...رجاء, حاول تمالك نفسك"

بدلا من الابن البكر لعائلة إرينجيوم, ذهب إيان لمساعدة خادمه الذي بدا أنه عانى من إصابة خطيرة في نصفه العلوي.

بينما كان يساعده, حاول إيان استيعاب ما حصل قبل وهلة.

'فقط... دعني أعيش حياتي في سلام!'

حتى بالنسبة إلى إيان, كانت مهارات أبلوك غير عادية.

بالرغم من أن رجلا مثله حاول تركيز كل المانا.

لم يتمكن حتى من خدش رايلي.

تأمل إيان في ما يمكن أن يعنيه هذا.

إنها ليس بمسألة كمية الموهبة التي يمتلكها.

السيد الشاب بالفعل يستطيع استعمال المانا بمهارة.


انتهى إيان من تفسيره,

فكر إيان في كيفية إخراج رايلي للكمات التي قالها أثناء أرجحته لأبلوك.

كانت أيدي إيان ترتعش.

لم يستطع إخفاء حماسه.

'السيد الشاب ليس بشخص عادي, الآن, ربما كان قادرا على التحكم بالمانا الخاصة به لدرجة قدرته على خداع مقياس المانا'

'منذ متى؟'


خطرت فكرة في رأس إيان جعلت كامل جسده يقشعر.

'هل من الممكن أنه ليس بشري؟, تنين جاء إلى عالم البشر للمتعة؟'

كانت التنانين كائنات أسطورية تستطيع العيش لأكثر من عشرة آلاف سنة.

تذكر إيان بعض القصص عنهم, هم يستمتعون عندما يخالطون البشر ويفكرون بنفس طريقتهم.

وقد فكر إيان بإمكانية كون رايلي واحدا منهم قام بتغيير هيئته وحولها لهيئة الجسم البشري.

'هذه الهالة المميتة, هذه المانا... إذا لم يكن هكذا فلا يوجد أي تفسير آخر ممكن'


ومع ذلك سرعان ما هز إيان رأسه

'مستحييل'

كانت نظريته غير منطقية بسبب كونه شهد لحظة ولادة رايلي.

ولد السيد الشاب الذي يخدمه إيان من رحم إيريس.

ولم يخرج من كسر قشور بيضة.

'في هذه الحالة... السيدة إيريس؟'

'إذا كانت تنينا يعيش بين البشر, فهل ستلد نفس ولادة البشر؟'

'انتظر, إذا كانت حقا تنينا, فماذا عن سعالها الدموي لمجرد سم'

'تنين قوي يسعل الدم لمجرد سم اخترعه الإنسان؟

هل هذا ممكن؟

لأنها بشكل إنساني؟'


كان إيان يحل الأحجية قطعة قطعة استنادا على نظرياته وتساؤلاته.

'مستحيل... استلم هذه القبضة!!, إيان'

كان وجه إيان مليئا بالإثارة.

كان قلبه ينبض بسرعة لدرجة ظن بها أن قلبه سينفجر.

عموما...

كانت مختلفة عن آخر مرة انهار بها في القصر.


'الأمر المهم, كما توقعت فتخميني حول قدرات السيد الشاب لم يكن خاطئا'



باستجماع قوته, إيان استخدم ذراعه الأخرى لحمل أبلوك أيضا.


'كما توقعت, السيد الشاب لا يصدق!'

ارتفعت زوايا فم إيان مشَكّلة ابتسامة من تلقاء نفسها.

كان ذلك لكونه فخورا بسيده.

كانت الدموع تتجمع في عينيه التي تجعدت مع عمره الطويل.

'بالتأكيد! قطعا! كنت مؤمنا به! إنه السيد الذي أخدمه بعد كل شيء! قطعا!'

كان إيان يمسح دموعه لكنه توقف فجأة عن المشي.

'هم, انتظر...'

تذكر إيان طلب إيريس الذي طلبته منه.

"أرجو إبقاء هذا سرا"

على العربة, بعد ذبح العفاريت إيريس طلبت ذلك من إيان.


'الذي شاهدته بأم عيني, أحتاج لإبقائه سرا؟'

وجه إيان الذي كان متهللا فرحا, تحول فجأة إلى وجه كئيب.


"مرحبا..اعذرني"

كان إيان يسير بينما كان يساعد أبلوك وخادمه, لكنه سمع صوتا رقيقا قادما من ورائه مما جعل أكتافه ترتعد.


لم يكن مجرد صوت رقيق, بل كان عاطفيا وجميلا أيضا.

كان هذا الصوت الجميل قادما من خلفه.

تمكن من الإحساس بوجود عدد من الأشخاص لذا قام بتضييق عينيه ونظر خلفه.

كان هناك حوالي عشرين شخصا في مرمى نظر إيان.


"هم؟"

كانوا يرتدون ملابس بيضاء أو نوع من أنواع الدروع.

في لمحة, يمكنك التعرف عليهم, إنهم من معبد سوليا.

"ما الذي حدث...هوك؟!"


'هم أتباع لمعبد سوليا, ما هي أعمالهم التي يمتلكونها في القلعة التي تقام فيها بطولة المبارزة؟

ولماذا من بين الأوقات كلها, يريدون التحدث معي الآن؟'


مع عينيه الضيقة, نظر إيان نحو الأشخاص وبعدها..

"هوك!"


شهق شهقة من صدمته.

"هذا... هذا الشخص هو؟"


كان هناك شخص بحجاب يغطي وجهه.

لا, لقد كانت فتاة.

وجد إيان فتاة بدا أنها أتت مباشرة من المعبد وخلفها تجمع الفرسان المقدسون والكهنة.

"في هذا المكان..."


الفتاة التي أخفى الحجاب وجهها تكلمت.

بصوت ناعم, صدى الصوت في الممر وكأنه احتوى على قوة خاصة.

كما فكر إيان, كشخص يجب عليه تقديم الرسائل الإلهية ويعالج الناس بصوته,

أسلوب حديثها جعل إيان يشعر بالطمأنينة.


"سمعت أن الزائر الذي زار المعبد بالأمس موجود هنا"

أكملت بريسيا كاهنة معبد سوليا كلامها.

بدا وكأنها تبحث عن شخص ما.


"..."

بلع.



'لا يمكن أن يحدث,

لا يمكن أن يحدث هذا, صحيح؟'

كان إيان يسترجع الصور في ذهنه حول مشكلة المعبد بالأمس.


'تلك كانت مجرد صدفة'


تقدمت بريسيا بعناية نحو إيان.

كما لو لم يكن هناك شيئ.

سارت بريسيا إلى أن وصلت أمام إيان ثم سألت

"هل أنت بمنتصف مهمة ما؟"


"هذا..."

شحب وجه إيان.

كان هذا الخادم ذو القلب الضعيف يفكر فيما قاله رايلي بالأمس.

'آه, مهما نظرت إليك, فأنت ستبدين قبيحة كالجحيم!'


مجرد التفكير في ذلك جعل قلب إيان يدق كطفلة صغيرة.

وبسبب المأزق الذي كان فيه, بدا إيان وكأنه سيبكي في أي لحظة.

'آه, لماذا ذاكرتي جيدة؟'

قام بإلقاء اللوم على ذاكرته الحادة.



***



انتهت مباريات اليوم الثلاثة.


تمددت يدي سيرا للخلف لتحرك جسدها الذي أصبح متيبسا من الجلوس لفترة طويلة.

ثم استرخت مباشرة وعادت لوضعيتها.


شعرت قليلا بخيبة الأمل.

"كيف أقول هذا... ربما يكون ذلك لأن المتسابق الذي كنت أرغب بخسارته,

أنا أشعر بالسوء"

"هل هناك جولات ترويحية أو شيء من هذا القبيل؟"

"سمعت أنه لا يوجد شيء من هذا لقبيل في القواعد"

"هذا سيئ جدا"

ضحكت إيريس كما لو اعتقدت أنها مضحكة ثم سألت سيرا


"حسنا, هل شاهدنا كل مباريات اليوم؟

بطريقة ما, يبدو الأمر وكأنها انتهت بسرعة؟"


"نعم, لم يكن هناك العديد من المباريات اليوم بسبب حفل الافتتاح,

وأيضا كان بسبب قلة المشاركين في البطولة نسبة إلى العام الماضي.

بما أنه لن يكون هناك حفل افتتاح غدا, فسيكون لديهم المزيد من المباريات.

لم يعلمونا بهذا, ولكن أفترض أنهم سيستمرون حتى بقاء أربعة متسابقين فقط"


"همم"


"لذا, بعد غد, من المحتمل أن يعقدوا الدور النصف نهائي والدور النهائي"


"هذا منطقي"


تم الانتهاء اليوم من جميع المباريات.

بدأ النبلاء بالوقوف هنا وهناك.

سيرا وإيريس فعلوا الأمر ذاته ونهضتا من مقعديهما.


"بأي حال, كانوا مفاجئين, عائلة إرينجيوم تلك"

تمتمت سيرا وهي تنهض وتخرج من مكانها بشكل لائق.


"بهذا القدر؟"

"نعم, بالنظر إلى مهاراته نسبة إلى سنه, فإنه قريب من مستوى السيد ريان"

"هم, ماذا لو قارنته برايلي؟"

"مقارنة مع السيد الشاب؟, هم..."


عقدت سيرا إصبعها على ذقنها وأمالت رأسها.

حتى بالنسبة إلى سيرا.

كان جواب السؤال من الصعب استنتاجه بسهولة.

'عندما يتعلق الأمر بالمهارات, فإن سيدنا الشاب رايلي يتقدمه بخطوة'


سيرا تكهنت بهذا, خلافا للابن الثاني من عائلة إرينجيوم, لم يكن رايلي مشابها له في أسلوب حمله للسيف.

سيرا لم تر رايلي يحمل سيفا في القصر أبدا.

لكن رايلي لم ينصدم عند قطعه تلك العفاريت بكل سهولة.

استنادا على ذلك, استنتجت سيرا بأن هناك شيئ مختلف تماما عن رايلي.

ليس فقط أسلوبه في استخدام السيف, ولكن استنادا على المبارزة فقط, فستكون اليد العليا لرايلي بالتأكيد.

من وجهة نظر سيرا, الذين شاهدوا أسلوب السيف لكل من الابن الثاني لعائلة إرينجيوم ورايلي.

سيكون تقييمهم مشابه لتقييم سيرا.


كانت هناك مشكلة واحدة فقط.

'إنه الاختلاف في المانا'


كانت تشير إلى اختلاف المانا الذي لابد من حدوثه.

مسألة الفرق بين المواهب التي تظهر مع الولادة أمر لا يمكن أن تغيره المهارات.

كانت المواهب هي المتعلقة بالمانا.


أظهر مقياس المانا في برج السحر أن قدرة رايلي متوسطة.

بالمقارنة, يبدو أن الابن الثاني لعائلة إرينجيوم يتمتع بموهبة مانا فائقة.

كان هذا هو الشيء الوحيد الذي قاطع تقييم سيرا النهائي.


"حسنا, أنا لست متأكدة"

بسبب هذا حولت سيرا رأسها نحو رايلي لتسأله مباشرة.



"السيد الشاب, ما رأيك... هاه؟, السيد الشاب؟"

تراجعت عينا سيرا.

كان ذلك بسبب اختفاء رايلي المفاجئ, كان معهم منذ لحظات, يبدو أنه ذهب لمكان ما.


"قال بأن إيان ليس موجودا, لذا سيذهب إليه. لقد غادر قبلنا بالفعل"

"آه؟"

استنادا إلى النظرة التي يحملها وجه سيرا, كانت إيريس قد خمنت ما أرادت سيرا معرفته

وأخبرتها بالمكان الذي ذهب إليه رايلي.



"الآن بعد تفكيري بهذا, لا يزال السيد إيان..."

هل أكل شيئا سيئا؟

هل فتح متجرا بجانب المرحاض؟

بينما كانت تفكر بإيان الذي لم يتواجد معها خدشت سيرا رأسها.


'مم, هل سيكون مناسبا تجوال السيد الشاب بمفرده؟'

كانت سيرا تفكر في ضرورة توبيخ إيان لحظة عودته.

ابتسمت إيريس بلا مبالاة تجاه سيرا وسألتها

"أنت لا تعلمين؟, لربما أثناء وقت فراغه سيذهب ليجد عروسا لنفسه؟"

"..."

احمر وجه سيرا.

"ما ذكرتيه قبل قليل, أليس مزحة؟"

"..."

ابتسمت إيريس دون قول أي شيء.

هذه المرة, لم ترغب في قول أنها مجرد مزحة.


"آه,هااهاها"

في ضوء ابتسامة إيريس, بدأت سيرا بالضحك.

لكنها سرعان ما أغلقت فمها عندما شعرت بوجود الكثير أمامها,نظرت نحوهم.


"امم؟"

النبلاء الذين نهضوا للخروج من المنطقة, تجمعوا كلهم عند المخرج,

بدا وكأن أحدهم يمنعهم من العبور.


'ماذا يحدث؟'

غريب, إيريس أمالت رأسها.

قررت الذهاب مع سيرا نحو المخرج لمعرفة ما يجري.

"هاه؟ سيرا هناك, أليس هذا إيان؟"

"ماذا؟"


بالنظر إلى أكتاف النبلاء المتذمرين أمامها.

عثرت سيرا على بدا وكأنه بلا روح.

مندهش.

توسعت عينا سيرا.


"هذا... هذا صحيح؟ إنه السيد إيان. لما هو هنا؟"


'السيد إيان يحجب الطريق؟ لماذا؟ ما غايته؟

إذا كان الأمر كذلك, فماذا حدث للسيد الشاب الذي ذهب للبحث عنه؟'


كانت الأسئلة تدور في عقل سيرا.

حركت سيرا عينيها باحثة عن رايلي.

وسرعان ما وجدت أشخاصا بملابس بيضاء يقفون بجانب إيان.


"آه؟"

كانوا فرسانا مقدسين وكهنة من معبد سوليا.

ظهرت عدة استفهامات إضافية على وجه سيرا.

"نعتذر عن حجب الطريق, الآن... نحن نبحث عن الافراد من عائلة إيفيلتا"

أخيرا, من بين جميع أفراد معبد سوليا, تحدثت فتاة ذات حجاب يغطي وجهها.

لأن سيرا كانت من سوليا, تغير وجهها بسرعة عندما سمعت الصوت المألوف الذي بدا أنها سمعته من مكان ما


"يا إلهي.. بريسيا؟؟"



***



على زاوية ساحة بطولة المبارزة, انحنى رايلي على الجدار وتجنب نظرات الناس.

ثم أخرج شيئا قاسيا من جيبه.



"أنا سعيد لشرائي هذا بالأمس"

البارحة, عندما كان رايلي مع والدته في ساحة سوليا الرئيسية قام بشراء هذا من أحد الباعة, كان قناعا.

عند ارتدائه, كان يخفي النصف العلوي من وجهه.

ويمكن أيضا ارتداؤه بطريقة يغطي بها الشعر إذا وضعه في الأعلى.

لذلك كان تصميما من الخطأ تسميته بقناع كامل.


"آمل أن يواصل العمل الجيد ويغلق فمه"

تنكر رايلي بالقناع.

تذكر عائلة إرينجيوم قبل لحظة, كان يبحث عن المانا الخاصة بأبلوك.

"إذا خرجت الأمور عن السيطرة فلن يكون الأمر مريحا"

بينما تمتم بذلك.

أدار رأسه ناحية جدران قلعة سوليا.

كان الاتجاه الذي ينظر إليه هو جنووب سوليا (سوليا السفلى بناء على المترجم السابق)


"...من بين كل الأماكن.."

'لماذا تتجه عائلة إرينجيوم نحو جنوب سوليا؟'

'بما أن أحد خدمهم مصاب, ولمعالجته, يجب أن يتجهوا إلى شرق سوليا'

ومع ذلك, بالرغم من تساؤله, فإن ما أزعج رايلي أكثر هو حقيقة أنهم يتجهون إلى أبعد موقع ممكن.

شعر رايلي بالكسل.


"ياله من إزعااج"

بعد تسلقه لجدران قلعة سوليا, وضع رايلي قوة في رجليه

ثم قفز ناحية الساحة الرئيسية التي توصله إلى جنوب سوليا,

المكان الذي تتوجه إليه عائلة إرينجيوم.




..................................................................

جدولي بيكون فصل يوميا وإذا كنت فاضي بنزل فصلين.




صلوا على خير الأنام.

2018/06/29 · 2,357 مشاهدة · 1698 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024