بسم الله الرحمن الرحيم




..................................................


"أغ!..."

في مجاري جنوب سوليا.

هاميل ضعيف القلب, كان جسده بأكمله في فوضى.


'بالتفكير بأن الأربعة الذين حاولنا سرقتهم البارحة كانوا من عائلة إفليتا,

لدينا حظ سيء, أو ربما كان حظا جيدا؟!'

بالرغم من صعوبة تنفسه, إلا أنه بقي حيا ولم يُقتل.

والسبب هو رحمة خادم عائلة إفليتا عليه.

اعتقد هاميل بأنه سيموت لا محالة.

باعتبار واحتساب كل شيء, كان من الصحيح قول أن هاميل ذو حظ جيد.

"هل هذا هو الصباح.. أم المساء؟"

رفع هاميل رأسه للأعلى للبحث عن ثقب في سقف المجاري لمعرفة الوقت.

كان لون السماء مزيجا من اللون البرتقالي والأزرق الداكن.


"وصلت بالمساء, ثم استيقظت الآن عند غروب الشمس, يبدو أنني غفوت يوما كاملا.

حسنا لقد كان يوما عصيبا بالأمس"


كان جسده في حالة فظيعة, وتوجب عليه حمل بيتا المغمي عليها على ظهره أيضا.

حتى هاميل اعتقد أن قوته العقلية تستحق الثناء.


"اوو, بيتا, هل مازلت ضمن الأحياء؟"

رفع هاميل جسده الذي كان يؤلمه بالكامل, ونظر نحو بيتا التي كافح وناضل لإحضارها إلى هنا.

كانت بيتا قريبة.

"اللعنة, اللعنة, تلك الفتاة ال..."


سيج... سيج...

كانت تحاول تنظيم تنفسها.

عانت من جروح خطيرة انطلاقا من ذراعها إلى يدها, وبالنسبة للأماكن الأخرى فقد بدت بخير.


"هل أنت... بخير؟"

"هل أبدو بخير بالنسبة لك؟!"

صاحت بيتا بصوت عال.

كان صوتها مرتفعا بما فيه الكفاية لينتقل صداه من خلال المجاري.

قال شخص من جنوب سوليا رادّا على صراخها 'اصمتي' .


"اللعنة, ذراعي, و... يدي قد دُمرت.

إنها النهاية بالنسبة لي"

لإخفاء تعابير وجهها اليائس, استلقت بيتا على معدتها.

حتى لو عنى ذلك احتكاك وجهها بأرضية المجاري.

ولأنها لم تتمكن من استخدام يدها, بدا وكأنه من الصعب عليها النهوض بنفسها.

"إنها ليست النهاية, كل ما تحتاجينه هو شفاء إصاباتك في معبد سوليا"

"هؤلاء الأشخاص الأقوياء والهائلين, سيساعدونني أنا؟, مجرد شخص من جنوب سوليا؟ ها؟

أتعلم هذا ليس مضحكا حتى "

هاميل الذي لا يزال لديه أذرع سليمة على الأقل, ناضل للاقتراب من بيتا ومساعدتها على النهوض.

وجهها الممتلئ بالدموع والمخاط كان مضحكا.


"إهدئي"

بالرغم من أن وجهها جعل هاميل يواجه صعوبة في التماسك وعدم الضحك, إلا أنه تمكن من ذلك ولم يُظهر إلا تعبيرا جادا وصادقا على وجهه.


"..."

كان كل من بيتا وهاميل يحدقان في بعضهما البعض لفترة من الوقت.

نهضت أخيرا بعد مسح دموعها بكتفها.


"بيتا؟"

"الآن وقد حدث ما حدث... سأنتقم"

على الأقل, كانت ساقيها على ما يرام.

نهضت بيتا, وعلى الفور انطلقت لمكان معين.


"اوه"

عندما سمع هاميل كلمة 'سأنتقم' حاول هاميل الوقوف حتى يتمكن من إيقاف بيتا.

ومع ذلك, لم يكن قادرا على ذلك.

بعض أجزاء جسمه, ساقيه, جميعهم قد ضربوا ضربا مبرحا بواسطة ذلك الخادم العجوز,

ولازالت لم تتعافى بعد.

"بيتا, توقفي"


بما أن هاميل بالكاد تمكن من السير, ولم يستطع ملاحقة بيتا وإيقافها, لذا حاول إيقافها بالكلام.

ومع ذلك بيتا لم تتوقف.

"سيكون الأمر أسرع إذا كنتي تديرين ناديا للقمار"

بدأ صوت هاميل يصبح أكثر بعدا عن بيتا.

وإلى الآن لازالت مستمرة في طريقها.

أكملت سيرها إلى أن وصلت لإحدى الممرات وقالت

"...سأستخدم تلك القمامة"

صرخت بهذه الكلمات بصوت عال وواضح, هاميل الذي لازال يحاول إقناعها سمع تلك الكلمات

"مهلا! مهلا!"


في جنوب سوليا, كان هناك قول معروف

'إذا تم لدغك, فانتقم بلدغة أقوى'


كانت بيتا تصر على تطبيق هذه الكلمات.

كانت نية القتل تنبعث من عينيها.


"..."

مشت بيتا بعيدا إلى أن ابتعدت لدرجة لم يعد صوت هاميل يصل إليها.

أخيرا, توقفت عند ركن ما وكان هناك شخص ما ينام بقطعة قماش كغطاء له.


"...استيقظي!"


توك

ركلت بيتا الشخص النائم في الركن.

"نينياي.."

"آه..."

"مهلا, نينياي استيقظي"


'كيف يمكن لشخص ما أن ينام بسلام على أرضية حجرية؟'


بالرغم من أن بيتا ركلتها عدة مرات.

إلا أن الفتاة التي تدعى نينياي لم تستيقظ بعد.

استعملت بيتا طرف قدمها لرمي قطعة القماش التي كانت تغطي نينياي بعيدا.


"أتسمعيني؟ أنا اخبرك بأن تنهضي!"



أصدرت قطعة القماش حفيفا بسبب نسمة الرياح وطارت إلى مياه المجاري القذرة.


"...؟"


مع ذهاب قطعة القماش التي كانت تغطيها والصوت المزعج في أذنيها,

لم يسع نينياي النائمة إلا أن تستيقظ وتفرك عينيها وتنظر إلى بيتا.


"آه"


اِلتَوت تعابير وجه بيتا للحظة.

بيتا شعرت بالاشمئزاز أثناء نظرها لهذا الوجه المزعج.

كان من الجيد لو كان هذا الوجه هو فقط ما يجب على بيتا تحمله.

بل كانت أيضا تلك الرائحة الكريهة, كانت أسوأ من رائحة القمامة نفسها.


'هذا الشيء هو فتاة...'


بيتا فكرت بأنها لو كانت مكان نينياي لاختارت شنق نفسها عن عيش حياة كهذه.

نينياي سألت بيتا.

"بيتا.. لما أنت هنا؟"

كان لديها اصبعين من أصابعها مفقودين.

لن يعرف المرء أبدا إن كانت قد قامت ببيعهم أو خسرتهم بطريقة ما.

قامت نينياي باستخدام اليد اليمنى التي لا يتواجد بها إلا ثلاثة أصابع, ومسحت عينيها بها.


ما حدث لوجهها كان نتيجة لزجاجة كيميائية تحطمت في وجهها.

المادة الكيميائية جعلت جزءا من أجزاء وجهها محروقا.

بينما كانت إحدى عينيها ذا لون أبيض, وكأنها كانت عين لشخص ميت.


'الأمر مشابه لطلب معروف من شخص ميت'

بيتا حاولت إبقاء أفكارها سرا وقالت

"أنا لدي طلب أطلبه منك"

"طلب؟"

نظرات عين نينياي الميتة توجهت نحو بيتا.


مع الرائحة النتنة التي تتوجه نحوها, ابتسمت بيتا ابتسامة قبيحة وأجابت.


"نعم, إنه أمر لا أستطيع فعله بدونك"

"شيء لا يمكن القيام به بدوني؟"

"صحيح, أنت الوحيدة التي يمكنك فعلها, أنا أؤمن بك, لذا طلبت منك هذا خصيصا"

"..."

غرقت نينياي في صمت وتفكير عميق.


بلع


"إ..إذا؟"

نينياي كسرت الصمت وأمالت رأسها للأسفل وتمتمت.

"حسنا, حسنا"

وقفت نينياي ببطء.


بدت سهلة الانقياد كالأشخاص المحرجين.

"ها, هاها..."

ارتفعت شفتي بيتا.


***


في وسط الساحة الرئيسية لسوليا.

تواجد أفراد عائلة إرينجيوم الذين استطاعوا مغادرة ساحة المبارزة قبل الجمهور بصفتهم كانوا مشاركين في البطولة.

والآن, هم في طريقهم إلى جنوب سوليا.


"وذلك كان عندما تمكنت من تحريف كلا سيفيه معا بضربة واحدة, وبعدها انطلقت نحوه!"

"..."

كان الابن الثاني لعائلة إرينجيوم يتباهى بقصصه عن مبارزة اليوم بتفاصيلها المملة.

ولكنه أمال رأسه جانبا

"...الأخ الأكبر؟"

كان ذلك لأن أخوه الأكبر بدا منشغلا ويفكر بشيء ما.

كانت عيناه ميته وكأن الحياة منزوعة منها.


كانت ذراعيه متقاطعة ومشدودة بإحكام.

أمسك أبليون بكتف أخيه الأكبر وهزه بخفة, وقال

"الأخ الأكبر, هل حصل شيء ما؟"

كان أخاه الأكبر مليئا بالنشاط ومفعما بالحيوية دائما.

إنه لمن الغريب رؤيته يتصرف بهذه الطريقة.


"آه؟ أبليون..؟"

"الأخ الأكبر؟"

"لا, لا شيء, لم يحدث أي شيء"

أجاب أبلوك أخيرا ورد على أخيه الصغير وهز رأسه بقوة.


ومع ذلك, كان وجهه مليئا بالخوف.



"حدث شيء ما, أليس كذلك؟ ماذا حدث؟ أرجوك أخبرني! ألم تقل أنه من الأفضل حل المشكلات والتفكير بها معا؟"

"ألم أخبرك أنه بالفعل أنه لم يحدث شيء ما؟"

"آه؟!"


فتح أبلوك ذراعيه المتشابكة وضرب أخاه الصغير بأرجحة من ذراعه.

مع قوة أخيه الأكبر لم يستطع أبليون المقاومة واصطدم بحائط العربة.


"الأخ... الأخ الأكبر..."


ألقى الخادم الذي يقود العربة نظرة خاطفة وراءه نحو العربة.

استطاع أن يرى خادم أبلوك المصاب بجراح خطيرة.

حدث شيء ما بالطبع.

بالرغم من ذلك, لم يشرح أبلوك أي شيء.

كما لو تم غسل دماغه بواسطة شخص ما.



"إنه لا شيء, لا تشغل بالك"

مرة أخرى تشابكت ذراعا أبلوك وبدأ بالارتعاش.


***



'لحسن الحظ, الجميع مغلق لفمه'



في أعلى العربة.

اطمأن رايلي بعد سماعه للمحادثة التي بداخل العربة.

يبدو أن توضيح الأمور لهم عندما كان في قلعة سوليا أثبت فعاليته.


'إذا تحدثوا, سيكون هذا مزعج بالنسبة لي'

رايلي المتخفي بقناعه, كان على وشك خلع قناعه والعودة إلى قلعة سوليا.


'ام؟'

يمكن أن يشعر بعيون تراقبه.

ركز رايلي على الأصوات من حوله.

هناك عيون تحدق به بشكل مباشر.

بينما بدأ بالتركيز على الأصوات, بدأ بسماع شيء قريب.


"هذا هو الصبي"

"هذا القزم؟"

"نعم, السيد الشاب الذي تكلمت عنه بيتا هو ذلك الشخص"

"السيد الشاب؟ هذا القزم المرتدي للقناع؟"


'ماذا قلت؟'


تاداك تاداك

كانت العربة تسير للأمام بلا توقف.

كان هناك شخصين يقفان في طريقها.

كانا يحدقان في رايلي الذي في الأعلى كما لو كانا يحاولان اختراقه من خلال نظراتهما.


"لكن, لا أرى أي مرافقين؟ ماذا حدث للخادم والخادمة؟ وأيضا, لما السيد الشاب لعائلة إفيليتا يقف فوق عربة بهذه الطريقة؟ ويرتدي قناعا أيضا؟"


من الشخصين الذَين حجبا طريق العربة, هز أحدهما رأسه.

كان لدى هذا الشخص قطعة قماش تغطي جسمه بأكمله, هذا الشخص بدا أسوأ من مجرد متسول.


"لا أعرف لماذا, ولكن من بين جميع الأشخاص, الوصف التي أخبرتني به بيتا, هذا سيكون الأكثر شبها وقربا منه"


عربة إرينجيوم انطلقت للأمام وبعد تجاوزها الطين.

شحب وجه الخادم الذي كان يقود العربة بعد إدراكه لوجود شخصين يقفان في طريقه.

لوح لهم وصرخ.

"أنتما هناك! ابتعدوا! ابتعدوا عن الطريق!"

بدا الأمر وكأنهما لا ينويان الابتعاد.

لقد وقفوا ببساطة أمام العربة وحدقوا في رايلي صاحب القناع.


"بيتا ما خطتك؟"

الشخص المغطى بقطعة القماش سأل بيتا الواقفة بجانبه.

"أليس واضحا... في الواقع هذا أفضل, تحول الأمور لمثل هذه الطريقة"


اِلتَوت شفتي بيتا وقالت

"فقط, اقتليه"

'ماذا...'


بعد سماعه للمحادثة, كان رايلي على وشك الضحك استهزاءً بهم, لكنه فتح عينيه فجأة.


"...؟!"


الشخص المغطى بالقماشة وجّه يدا واحدة نحو رايلي.

كانت تلك يدا يمنى بإصبعين مفقودين كانا إصبع الخنصر والإصبع الأوسط.

بدا وكأن المانا بدأت تتراكم أمام تلك اليد.

تحولت في النهاية إلى ضوء لونه أسود.

(مم: حسنا, منطقيا من المستحيل تواجد ضوء أسود وإن حدث وتواجد فسيسمى ظلاما :), ولكن هذا هو ما كتبه المؤلف..)

الشخص ذو القماشة تكلم

"رمح البرق"

جنبا إلى جنب مع قول التعويذة, أصبح الضوء الأسود حادا

بعدها, انطلقت صاعقة بشكل مسمار نحو العربة.


مع ضربة واحدة, تحول الخادم الذي كان يقود العربة إلى فحم محترق.

وبطبيعة الحال, بعد أن مات السائق, كانت الخيول تندفع وتخرج عن السيطرة.

البرق الأسود اخترق الخادم ودمر الجزء العلوي للعربة.


سقط كل من أبلوك وأبليون خارج العربة وانقلبت العربة على الجانب.

بالنسبة لرايلي الذي كان في قمة العربة.


'الذي حصل للتو... لا يمكن أن يكون؟'

مع عينيه المتفاجئة, هبط على سطح مبنى قريب.


"هل أخطأت..."

نظرة الشخص المغطى بالقماش انتقلت نحو السطح الذي هبط عليه رايلي.


"اااك!"

"اااااااك!"

بسبب الحادث المفاجئ الذي حصل للتو, كان مواطنوا ساحة سوليا الرئيسية يصرخون ويهربون من المكان مذعورين.


"إنه سحر! إنه سحر!"

"شخص ما يطلق هجمات سحرية عشوائية!"

"ماما! ماما!"


كانت فوضى كاملة.

تحولت الساحة الرئيسية إلى فوضى في لحظة.


بمشاهدة هذا, رايلي عبس ونظر نحو الشخص المغطى بقطعة القماش.


'بالصدفة, هل هذا...'

تحت قطعة القماش, بالرغم من صعوبة رؤيتها بسبب الظل, إلان أن الوجه المغطى وراءها كان أسوأ من أن ينادى بوجه قبيح.


كانت واحدة من عينيه بيضاء وميتة.

بينما كان جلده أحمرا ومقشرا كما لو تم حرقه بواسطة مادة كيميائية.

ذلك كان وجه الساحر الذي ينظر إليه رايلي.


"انتظر فقط, بيتا قالت أنها تثق بي, لذا..."


ثم...


"...؟!"

تراكمت المانا وراءها, وبدأت بتحريك الضوء الأسود.

الساحرة تمتمت

"...أريد أن أريها امتناني"


بعد مشاهدته لتعويذة سحرية بحجم المبنى تعوم في الهواء.

توتر رايلي.

هو لم ير هذا النوع من الألعاب النارية قبلا, حتى في حياته الماضية.


'...أوه؟'



..................................................................


ترجمة: GhareebGH

2018/06/30 · 2,141 مشاهدة · 1696 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024