36 - أصوات انفجارات في الساحة الرئيسية (1)

بسم الله الرحمن الرحيم








..................................................



في قلعة سوليا,

وتحديدا عند المدرجات.

شرحت سيرا ما حصل لبريسيا وهي تحاول عدم إغضابها بأي طريقة.

أشارت سيرا للمقعد الذي جلس عليه رايلي مسبقا وقالت.

"مهلا, إن ما أقوله... أنه قبل لحظات من الآن, كان جالسا هنا"

"جلس هنا؟"

"أجل"


حدقت بريسيا نحو المقعد الذي أشارت إليه سيرا.

لم يكن هناك شيء سوى تلك البيرة السوداء التي شربها رايلي.


"هل تعرفين أين ذهب؟"

"هذا... قال أنه ذاهب للمرحاض"


لم تكمل سيرا جملتها كما لو أنها محرجة.

نظرت نحو إيان, لأنه قبل اختفاء رايلي كان قد أعلمهم بذهابه للبحث عن إيان.


"..."


إيان الذي ذهب رايلي للبحث عنه هو هنا الآن.

كان وجه إيان شاحبا.

لاحظت سيرا وجه إيان الأكثر جدية من وجهها, وأدركت بأنها لن تتمكن من شرح ما حدث.

لذا, هزت كتفيها.


'كما توقعت, كان ينبغي علينا جلب المزيد من الخدم...'

حاولت سيرا اصطناع الأعذار في ذهنها, وبالرغم من ذلك بدأت تلوم نفسها لسوء مؤهلاتها كخادمة.

من بين الأفراد الثلاثة لعائلة إفيليتا, كانت إيريس هي الوحيدة التي حافظت على هدوئها

وسألت بريسيا,

"الآنسة بريسيا, ماذا ستفعلين؟, هل تنوين الإنتظار؟"

"همم..."

لمست بريسيا شفتيها.



وفي الوقت ذاته, بدأت عيون سيرا وإيان بالتحرك في كل مكان.

فقد كان إيان يحرك عينيه ليجد بعض المانا التي قد يكون رايلي خلّفها وراءه.



"..."

"الآنسة بريسيا؟"

بريسيا لم تجب على سؤال إيريس وذهبت نحو المكان الذي جلس فيه رايلي مسبقا.


"هم...؟"


لعبة الإختباء والبحث,

النتيجة كانت تسعة خسائر من أصل تسعة جولات.

حتى الآن, لم ينتصر إيان في أي جولة,

ومع ذلك اعتقد أنه بإمكانه إيجاد رايلي.


كانت عيون إيان مصمّمة على إيجاد رايلي.


نظر نحو بريسيا وفكر,

'ما الذي تحاول فعله؟'

سارت بريسيا إلى مكان جلوس رايلي وحملت الكوب الذي احتوى على البيرة السوداء.

كان نصفه ممتلئا.


'هل ستستخدم قوتها المقدسة؟'

'كاهنة تمت مباركتها من قبل ارينيستا...

هل تحاول العثور على رايلي باستخدام قوتها المقدسة؟'



بتوقعات عالية, نظر إيان نحو بريسيا.



"هم"

لمست الكوب الذي حملته بإبهامها.

وضاقت عيناها.


'لا, هل توقعت أمرا خاطئا؟

بالمناسبة, لما حملت كوب البيرة من بين جميع الأشياء؟

هل تشعر بالعطش؟

هل ستشربه لتروي ظمأها؟'



كان على وشك هز رأسه...

"آه!..."


كرااش!


سحقت كوب البيرة بقبضتها.


"...؟!"


بسبب الصوت المفاجئ, إيريس وإيان وسير, وحتى الكهنة من معبد سوليا.

اهتزت أكتافهم جميعا.


"الك... الكاهنة؟"

"آه..."

كما لو استعادت وعيها للتو.

نظرت بريسيا بنظرة فارغة وقالت

"آسفة, ماذا قلتِ للتو؟"

ثم أدارت رأسها نحو إيريس وأعطتها ابتسامة منتعشة

"..."


بالنظر إلى يدها اليمنى التي سحقت الكأس باستخدامها.

كان السائل الأسود يقطر من يدها ويسقط على الأرض.

الأشخاص الذين رأوا هذا بأم أعينهم شعروا وكأنها تأمرهم بالصمت.


'كما توقعت, لقد أتت لأجل ما حدث بالأمس!'

توتر إيان.


الجو الحاد العنيف التي صنعته الكاهنة قبل وهلة,

جعل إيان يتذكر الوقت عندما كانوا في معبد سوليا.

وتذكر إزعاج رايلي لها بالأمس.



'إنها بالتأكيد لازالت غاضبة, من الأفضل أن يبقى السيد الشاب مختبئا حتى عودة الكاهنة إلى المعبد...'

في الممر المؤدي للمرحاض,

تمكن رايلي من التلاعب بابن عائلة إرينجيوم الأول وكأنه مجرد دمية صغيرة.

بالرغم من ذلك, لم يشعر إيان بالطمأنينة بسبب مؤهلات رايلي العالية.

ولكن ما فكر فيه,

هو أنه مهما كان المأزق الذي قد يصيب رايلي, فإنه لن يكون أكثر خطورة من المأزق الحالي.

قام إيان بتهدئة نفسه ثم بدأ بقراءة أعصاب الناس حوله.


"...الكاهنة!"

تم كسر الجو الصامت بواسطة الناس الذين تجمعوا حول منطقة جلوس رايلي ومصدر صوت إنكسار الكأس.



كما لو كان يركض بأقصى سرعته, كان وجه الكاهن ممتلئا بالعرق,

ثم قام بتقديم رسالة للكاهنة.

"الآن... في الساحة الرئيسية, شيء مهول..."

قبل أن ينهي الكاهن رسالته,

كان بوسعهم سماع انفجار ضخم من بعيد.

بتحديد اتجاه صوت الإنفجار,

من الممكن معرفة أنه كان قادما من الساحة الرئيسية.



* * *



كان الصوت صاخبا جدا.

شعلة الضوء الأسود الكبيرة التي قد أُنشئت بواسطة السحر,

انطلقت وارتطمت بالمبنى مما أدى إلى صوت انفجار ضخم.

"...أنقذوني!"


صوت الانفجار طغى على صيحات الناس وإستنجادهم.

قبل لحظات كانت الساحة الرئيسية مليئة بالاحتفالات والفرحة بسبب بطولة المبارزة.

والآن لا يمكن وصف الأمر إلا بكلمة واحدة ,

وهي 'جحيم'.




'قرأت هذا في الكتب فقط, هذه هي المرة الأولى التي أرى أمرا مشابها في الواقع'


تم شن هجوم سحري آخر نحو رايلي.

قفز من سطح المبنى وتفادى الهجوم.

نظر إلى المرأة ذات القماشة.

في الحقيقة, المرأة التي كانت وراء القماشة البالية, بدت طفلة صغيرة ضعيفة,

تلك الفتاة هي التي تقوم بإطلاق الهجمات السحرية.


'تبدو صغيرة'


بدت أصغر من بيرودا الذي كان مرشده في برج السحر.

مظهرها كان مرعبا.

تفادى رايلي وتجنب كل هجماتها ثم ضيّق عينيه.

'إنها صغيرة للغاية, وبالرغم من ذلك فهي قادرة على إطلاق هذا الكم من الطلقات السحرية. هل هذا ممكن؟'

فكر رايلي بتساؤلاته وشكوكه حولها.




أدرك الحرس المسؤولين على الساحة الرئيسية الوضع أخيرا, وانطلقوا نحو مصدر الطلقات السحرية.

كانوا حراسا مدرعين.

بدت عليهم الخبرة والكفاءة,

ولكن رايلي شك بقدرتهم حول إيقاف هذه الفتاة.

كان ذلك بسبب..

"من أنت؟!! إذا لم تستسلم الآن...

كواااك!"


واحدا تلو الآخر, كان الحراس المتوجهين نحوها يضربوا بواسطة هجماتها.

بعد أن تصيبهم الطلقات السحرية, إما أنهم سيتحولون لفحم محروق أو يتجمدوا مكانهم ويتحطموا ويتبعثروا مثل الكريستال.

'لن تتمكن سيرا من أن تتعامل مع هذا, يجب أن يأتي شخص ما يكون بمستوى إيان على الأقل'


حدق رايلي حوله ليُقيّم الوضع الحالي.

بالتفكير بالأمر, لازال الضرر يتراكم, وإلى الآن لم يظهر أي شخص لديه القدرة على إيقافها.


'آه, الحمقى من عائلة إرينجيوم... الآن هو الوقت المناسب للهرب, ولكنهم إلى الآن لم يتداركوا الوضع'


عندما انقلبت العربة ودمرت,

لربما ضُربت رؤوسهم أو أصيب بجراح جرّاء الهجوم السحري,

كان السيدان الشابين من عائلة إرينجيوم فاقدَين لوعيهما.


'أيجب علي إيقاف هذا؟'

تحت القناع, تعكرت تعابير وجه رايلي.

كان جميلا رؤية السحر, ولكن فكرة الاضطرار لمواجهة وحلّ الأمور بنفسه لم تعجبه.


"كرة النار"

مع قولها للتعويذة, أنشأت الفتاة كرة نارية وأطلقتها نحو رايلي.

رايلي الذي كان يراقب الوضع من الأعلى نقر لسانه وقفز إلى سطح آخر.


بووم!



مع صوت الإنفجار,

السقف الذي وقف عليه رايلي مسبقا تم إحراقه بالكامل.


'لكن, حقا... إنها تقاتل بكل هدوء'

عند وضع قدمه على سطح آخر, نظر رايلي نحو الفتاة ووجدها قد قامت بتغيير اتجاه يدها فقط.

بدا وكأنها كان على وشك استخدام تعويذة أخرى.

في هذه الأوضاع, تغيرت النظرة التي كانت في عيني رايلي.


'السحر... لربما يجب علي أن أتعلمه؟'

على الأقل, بخلاف أرجحة السيف الشاقة والمتعبة.

بدا الأمر أكثر إراحة باستخدام 'بام, بام' وإطلاق الهجمات السحرية من بعيد.

بدت أنواع السحر المختلفة مريحة أيضا.

كم سيكون جميلا أن يكون لديك القدرة للإنتقال عن بعد.


"هم"

"...الرمح الجليدي"

بينما كان رايلي مستغرقا في تفكيره.

بدأت الفتاة ذات الأصابع الثلاثة والمغطاة بالقماشة بإكمال تعويذتها وكوّنت كتلة ثلجية بحجم مبنى وأطلقتها نحو رايلي.

"كيف يتدارك ما يحدث بسرعة؟"


رايلي سلّ السيف الذي كان معلقا على خصره بيده اليمنى وأرجحه بسرعة أكبر بكثير من القطعة الجليدية التي كانت تطير نحوه.


في النهاية, القطعة الجليدية كانت قريبة جدا من رايلي.

ولكنها لم تُلحق أي ضرر برايلي.

"...؟!!"


تحت قطعة القماش, تغيرت تعابير الفتاة.

كان ذلك بسبب قَطع كتلتها الجليدية إلى النصف بلا أي صوت ثم تحطمها على الأرض.


"ما... ما الذي تفعلينه نينياي؟, أقتلي ذلك الوغد"

كان صوتها هستيريا.


"بعد قَطعه لقطعة الجليد, أدار رأسه نحو مصدر الصوت.

كان صاحب الصوت مرتعشا وعندما رأت رايلي ينظر إليها, سارت بسرعة وراء الفتاة ذات القماشة.

"آه..."

تغيرت تعابير وجه المرأة وشعرت بالاشمئزاز بسبب رائحة ذات القماشة الكريهة.


"نينياي... أسرعي فقط واقتليه... الوقت ينفذ منا, أنا أؤمن بك؟"

"حسنا, بيتا, ثقي بي. سوف أنهيه, سأقتله بسرعة"



قام رايلي بمسح بقايا الجليد التي التصقت بالسيف.

نظر رايلي إلى المرأة التي تقف خلف الفتاة بنظرة توحي بأنه يعتبرها كأنها شيء مزعج.

'تلك المرأة'


الأمر بدأ عند وصوله إلى سوليا.

كانت هي نفس المرأة التي شاهدها في 'تمثيلية السرقة'.

بل كانت أيضا هي نفسها التي حاولت استهداف أموالهم عندما كانت إيريس تستمتع بتجوالها حول الباعة.

'حقا, إن إيان وسيرا لديهما قلب كبير, كانوا لطفاء للغاية'



إذا أرادا التأكد من عدم إزعاج هؤلاء الأشخاص لعائلة إفيليتا مرة أخرى, كان يجب عليهما اتخاذ تدبير أكثر وأشد صرامة.


فكر رايلي بأن سيرا وإيان قد استبعدا فكرة أن المرأة ستكون مزعجة لهذه الدرجة,

عند إدراكه لحقيقة كونها مزعجة جدا, لم يسعه سوى التنهد.

'لا مفر من الأمر'



كان هناك شخص أمامه إذا تم تركه بحاله فإنه لن يجلب سوى المشاكل له.

لذا, لم يكن لدى رايلي سوى خيار واحد فقط.


'الآن, وقد انحرفت الأمور بهذه الطريقة, يجب أن اقوم بتنظيف هذا الإزعاج والإعتناء به'

نظر رايلي إلى السحر الذي ظهر في منتصف الهواء, ثم نظر إلى عيون الفتاة التي تلقي السحر.

كانت تثير فضوله.

باستثناء مظهرها المريع, بإمكانه رؤية عينها المختبئة وراء شعرها.

بدت عينها مألوفة لرايلي.

شعر وكأنه رآها في مكان ما قبلا.

'هل أقوم بتجربة الهروب...؟'

أخفض رايلي ذقنه بينما شد قبضته على السيف الذي يحمله.



* * *




مهمة 'إلتقاط الجاني الذي حطم صخرة قياس المانا وإحضاره على الفور'.

بيرودا الذي كان مسؤولا عن الطابق الأول في برج السحر,

كانت هذه هي مهمته التي وُكّل بها قبل الأمس.

كان للمهمة حد زمني معين وهو 'قبل أن يلاحظ الساحر العظيم أسترو الأمر'



"ها..."

كان في منتصف العشرينات.

كانت هناك حياة كاملة أمامه.

وبالرغم من ذلك بدا وجهه عابسا.


"على هذا المعدل, هل سأطرد من البرج السحري؟"

'هل سأتمكن من إنهاء المهمة في وقتها المحدد؟'

كان الجواب 'مستحيل'


كان هذا هو تفكير بيرودا.

لم يكن لديه أي تخمين عمّن كان الفاعل.

"رايلي؟ هل قلت رايلي؟ إذا كان هذا هو اسمه, إذًا ألن يكون هو رجل السيف الكسول من عائلة إفيليتا؟"


كان هو آخر زائر جاء قبل الحادثة, هو أكبر مشتبه به, منذ لمسه لتلك الصخرة بيده العارية.

لن يكون هناك حاجة للشك.

يجب أن يكون هو,

ومع ذلك, هز بيرودا رأسه.


"لا, هذا غير منطقي البتة"

بالرغم من كل هذا, إلا أن الأدلة لم تكن كافية.


"من المستحيل فعل..."

تمتم بيرودا.


كانت المشكلة أن المشتبه به الوحيد هو رايلي, وهو الشخص الذي حصل قدرة مانا متوسطة في جهاز قياس المانا.

من قصره, كان رايلي مشهورا بسمعة كسله القاتلة.

حتى أنه كان يلقب بالكسول البليد.

كانت الشائعات حول الابن الثالث لعائلة إفيليتا منتشرة على نطاق واسع.

الصخرة كانت مخصصة لقياس مانا الوحوش.

حتى أستورا نفسه لا يمكن أن يتسبب بتصدعها بلمسها.

وبالرغم من ذلك, استطاع رايلي أن يجعلها تتصدع بتحسسها فقط؟



'هذه مجرد حماقة'

أي طفل صغير سيقول نفس الأمر.


"...امم؟"


بووم!


بيرودا الذي كان في شرق سوليا, ألقى نظرة نحو اتجاه الساحة الرئيسية.

وأمال رأسه عند سماعه لصوت الإنفجار القادم من هناك.


"كرة نار؟"


بووم!


بعد سماع الصوت مرة أخرى, ضاقت عينا بيرودا.

'صوت الحريق هذا... ضجة الإنفجار هذه... إنها كرة نار بالتأكيد!!'

انحنى بيرودا على الأرض وأسند ركبتيه عليها, ثم وضع يده نحو الأرض.

وأغلق عيناه بلطف.


"بالتأكيد, إنها كرة نار!!"

باستخدام سحر الاكتشاف خاصته, أدرك بيرودا أن الضجيج الذي جاء للتو كان نتيجة لكرة النار.

وهي سحر متوسط يقوم السحرة باستخدامه.


"فاليهرب الجميع!"

"إنه ساحر! الساحر يهرب مذعورا!"

من اتجاه الساحة الرئيسية, كان الناس يفرون من تلك المنطقة.

بعد إدراكه لما يحصل, قام بيرودا بِصَرّ أسنانه.


"من هذا النذل المجنون الذي يستخدم التعويذات الهجومية بلا إذن؟"


والآن, ظهر انفجار آخر.

كانت أصوات الناس تزداد كثافة, وأصبح وجه بيرودا أكثر حدة.


"يجب علي إيقاف هذا..."


لم يكن بيرودا يعرف كيفية استخدام السحر الذي يمكّنه من الطيران.

لذا قام بتسريع خطواته.

لحسن الحظ, كانت الانفجارات قريبة منه.

"آه...؟"

أخير وصل بيرودا إلى الجحيم.

نظر نظرة فارغة بينما فُتح فمه على مصراعيه.


"هذا... هذا هو؟"



كان أول شيء لاحظه هو تلك الفتاة المغطاة بالقماشة والتي كانت تطلق التعويذات بواسطة يدها ذات الأصابع الثلاثة.


"هذا... هذا هو... لما هنا؟!"

السحر ذو اللون الأسود, الجليد, وسحر البرق أيضا, شاهدهم بيرودا بتعابير فارغة وشفتين ترتجفان.


تمتم بيرودا

"ألم يتم.. التخلص منها؟"

"كرة النار"

الفتاة التي كان بيرودا يحدق بها, بدأت باستدعاء تعويذة مرة أخرى.

بدأ بيرودا بتحريك نظرته نحو المكان الذي تستهدفه التعويذات.

ظهرت علامات الإستفهام على وجهه.


"...؟"

في ذلك الإتجاه, كان هناك رجل يرتدي قناعا,

وكان يتجنب كل الهجمات السحرية ويُحرّفها بسيفه بكل سهولة.



..................................................................




ترجمة: GhareebGH

2018/06/30 · 2,292 مشاهدة · 1887 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024