37 - أصوات انفجارات في الساحة الرئيسية (2)

بسم الله الرحمن الرحيم








..................................................


الرجل المتخفي بقناعه, قام بأرجحة سيفه مرة أخرى.

كانت أرجحة سيفه سريعة لدجة جعلت السيف يبدو وكأنه نسمة ريح مرّت.


'آه, مرة أخرى؟'


كان وجه نينياي قبيحا بالفعل, ولكنه الآن أصبح أكثر سوءا مع فشلها.

بدا مظهر السيف عاديا, كان مجرد قطعة حديد غير مرتبطة بأي قطعة سحرية.

ومع ذلك, عن طريق أرجحة السيف فقط, كان يدمر كل الهجمات السحرية التي استهدفته.


'لم أسمع سوى نظريات حول هذا, والآن يبدو أنني أشاهده في الواقع'

كانت هجماتها السحرية تتبدد لحظة إطلاقها.


سعلت نينياي.

الضوء الأسود الذي كان عائما في الهواء, إهتز.

'لا, بيتا تؤمن بي, يجب أن أريها امتناني, يجب أن أتحمل هذا...'

تدفق خيط من الدم الأسود من شفتيها.

لا تريد أن يتم ملاحظتها, قامت بمسح الدم باستخدام يدها وبدأت في إستدعاء تعويذة أخرى.

عند التفكير بالأمر, أدركت أن الهجمات السحرية الصغيرة ذات الأعداد الكبيرة ستكون أفضل من هجمة واحدة كبيرة.



"القذائف السحرية"


ظهرت العديد من القذائف السحرية في كل مكان,

ليس أمامها فقط, بل من خلفها أيضا.

كان شكلهم مثل سهام سوداء شبه شفافة.

أخذت نينياي نفسا عميقا بصعوبة, كما اهتزت يدها.

وجهها المحترق جرّاء مادة كيميائية, كان يؤلمها أكثر من المعتاد.

الأجزاء حيث تم قطع أصابعها كانت تؤلمها أيضا.


'خذ هذا!'

الوضع تغير.

قبل لحظات كانت هناك طلقة سحرية واحدة تتجه نحو رايلي في كل مرة.

والآن, انطلقت العشرات من الطلقات نحوه.

وبالرغم من كل هذا,

"هل هو سحر مختلف هذه المرة؟"


لم يكن خصم نينياي المقنع منصدما بالتغير المفاجئ في العدد.

بقي كما هو, يؤرجح سيفه بكل هدوء.

بدا وكأنه يقول أنه ليس لديه أي سبب لضرب كل تلك الصواريخ,

تهرب من عدد قليل, وحرّف طريق أخرى.


بالنسبة لتلك التي غير مسارها,

قام رايلي بتحويل مسارهم نحو صواريخ أخرى ليتغير مسارهم أيضا.


ونتيجة لخبرةالرجل بالمبارزة, كل الصوارخ السحرية التي كان هدفها هو اختراق هذا الرجل,

انتهى بها المطاف بضرب الهواء والمباني المجاورة.


"... لقد أصبحوا أخف وزنا"


بعد رقصة السيف السريعة, وبعد انتهاء الرجل من كل تلك الطلقات,

تحدث الرجل المقنع مع نينياي.

"على عكس السابق, كان ذلك سهلا جدا, أنا لا أتكلم فقط عن انخفاض عدد الطلقات,

بل كمية المانا في كل منها أصبحت أقل."

"..."


'هل تحاول إختبار قدراتي؟ أو...'

أوقف الرجل المقنع كلامه.


نظر إلى ذقن نينياي,

كانت هناك بعض الدماء السوداء على ذقنها.


"نينياي, يمكنك الإنتصار!, صحيح؟"

"..."

"نينياي, أجيبيني, أيمكنك الفوز؟"

عند سماعها لصراخ بيتا من خلفها, أجابتها نينياي.

"...نعم"


أجابت عليها بإرهاق.


كانت رؤيتها بالفعل ضبابية.


شعرت وكأنها ستنهار في لحظة, وبالرغم من هذا قالت.

"ثقي بي, المعروف الذي طلبتيه مني... سأتأكد من إنجازه"

على خد نينياي الأحمر بسبب الحروق التي أصابت خدها,

بدأ سائل أسود يتدفق ويخرج منه,

يبدو أنها عقدت عزمها.


ستقتل هذا الرجل مهما كلّفها الثمن.



***



'شيء ما خاطئ...'

ضيّق رايلي عيناه, فكر في كل الهجمات السحرية التي أٌطلقت عليه مسبقا,

وفجأة أدار رأسه.


كان هناك شيء خاطئ بالتأكيد.


تعلم رايلي أساسيات السحر من خلال الكتب.


بالرغم من سماعه بعض الشروحات عند زيارته لبرج السحر,

إلا أن هذا لايزال غير منطقيا.


'لون السحر الموصوف في الكتب لم يكن هكذا'

في كتب السحر, تواجدت الصور بها لتسهيل الفهم للقارئ, ولم تكن الصور بالأبيض والأسود,

كانوا صورا ملونة.


'ولكن هذا...'

نظر رايلي حوله لمشاهدة الآثار التي أنتجتها الهجمات السحرية.


كانت المباني تحترق بنيران سوداء.


وكانت القطع الجليدية التي ملأت طرقات الساحة الرئيسية تبعث هواء باردا من مظهرها الأسود.


كل شيء حوله أسود.


'هل هو نوع خاص؟'

كان هذا مثل الذين لاحظهم في حياته السابقة.


فكر رايلي بأولائك الذين امتلكوا الموهبة وأظهروا قدرات استثنائية,

هؤلاء الناس, كانوا تماما مثل هذه الفتاة المغطاة بالقماش التي يواجهها الآن.

كان لديها لونا أو أسلوبا فريدا من نوعه.


'بطريقة ما, يبدو أن الوضع لا يبدو جيدا'

كان رايلي ينظر حوله لمعرفة آثار وأضرار الهجمات السحرية السابقة.


والآن حوّل رأسه نحو الفتاة, لم يكن اللون جيدا,

لم يكن لونا أسودا لماعا أو حتى لونا أنيقا,

بدلا من ذلك, كان لونا مثيرا للإشمئزاز.

إنه يُذكر ب... مياه المجاري.


'يبدو أنها غير قادرة على السيطرة على المانا الخاصة بها بشكل جيد'

لم يؤكد رايلي ذلك باستخدام تفاصيل دقيقة,

كل ما في الأمر أن المانا التي في جسدها كانت مهتاجة.


خمّن أن سبب سعالها الدم هو بسبب ذلك,

وبالنسبة للون دمائها الأسود فبالتأكيد كان له أسبابا مختلفة.


"امم؟"

نظر رايلي نحو الفتاة ذات القماشة.

دقّق نظره في ذقنها مرة أخرى, ارتعشت جفون رايلي.

والسبب هو وجود خط أسود آخر ينزل نحو ذقنها.

صنع هذا الخط بواسطة الدموع.


'يبدو أن حالتها العقلية سيئة'

كانت عينيها غير مستقرتين وارتعشت باستمرار.

كانت الدموع السوداء تتدفق من عينيها.

حتى في لحظة, يمكن لرايلي أن يؤكد أن الأمر بدا غريبا.


'أظن أنه من الأفضل عدم ترك الأمور على حالها'


لم يرغب في أن تنحرف الأمور كثيرا عن مخطّطه.

شدّ رايلي قبضته على السيف.

استنادا للوضع الحالي, كان رايلي متأكدا من أن الموجة التالية ستكون أقوى بكثير من الهجمات السحرية السابقة.


"انظر هناك"

"شخص ما يقاتل"

"هل هذا يعني... لا نحتاج للهرب؟"

قام رايلي بتجهيز نفسه للهجمة السحرية التالية.


كان رايلي ينتظر الهجوم, لكنه سمع أصوات الناس, واحد تلو الآخر,

الآن كان أمام رايلي متفرجين سخيفين لم يُقدروا حياتهم.


'اللعنة...'


تحت قناعه, تعكّر وجه رايلي وهو يتذكر الماضي.

'انظروا! هناك! إنه محارب شجاع! ظهر محارب شجاع!'

'... آه... سيتم إنقاذنا الآن!'


عندما سمع رايلي هتافهم, في لحظة,

تحول مزاجه كليا للأسوأ.

على الأقل, إلى الآن لم يناديه أحد بالمحارب الشجاع في الساحة الرئيسية.

ولكن الوضع لازال مشابها جدا لوضع آخر في حياته السابقة.


'سأقوم فقط... جميعهم...'

تحت القناع, بدأت تنبثق نية القتل من عيني رايلي.

كان رايلي مدركا لهؤلاء الناس الذين يتجمعوا للمراقبة واحدا تلو الآخر.

كانت وجوههم مليئة بالتوقعات الجيدة.

كانوا يأملون أنه سيتم إيقاف الفتاة ذات القماشة.

بدأ الناس في التجمع.


'كلهم...'


في النهاية, تلاقت عيون رايلي والفتاة.

"...؟!"

من الممكن أن تكتشف الفتاة نية القتل الهائلة.

كانت في منتصف تجهيزيها لتعويذة سحرية ضخمة.

ولكن فجأة, اهتزّت كتفيها.

"...بيتا"

"آه, نعم؟"

مع صوت ضعيف,

أجابتها المرأة خلفها.



"يجب أن تهربي..."

"ماذا؟ نينياي؟ ما الذي تعنيه...؟"

"ثقي بي, صدقي ما أخبرك به, هذا الرجل, سيقتل جميع الحاضرين هنا, لذا.."

صَرّت الفتاة المغطاة بالقماش أسنانها.


بدا الأمر وكأنها انتهت من إعداد السحر.


"عند الإشارة... يجب أن تركضي, يمكنك البقاء على قيد الحياة, انت لوحدك على الأقل"

"لا, لا مستحيل..."

"كل شيء سيكون بخير, بيتا بالنسبة, حتى لو تم قتلي هنا..."

"لقد قلت أنه لن يجدي نفعا! أيتها الكلبة العديمة الفائدة!"

"...؟"


بسبب صراخ المرأة الذي لم تتوقعه, بدأت كتفي الفتاة بالإهتزاز أكثر.


"مستحيل! لايزال لديك عمل يجب إنهاؤه! لا يمكنك الموت الآن!

قبل إنهائك لعملك, لا يمكنك الموت! إذا توفيتِ الآن فلن تصبحي سوى مجرد سلة مهملات لا يمكن أن تعيد الديون والأمور الجيدة التي فعلتها لك!

هل فهمتي!؟"


بدأت شفاه الفتاة الرقيقة بالإرتعاش.


"ول... ولكن, بيتا, لقد أخبرتيني أنك تؤمنين بي! لذا..."

"لقد أنقذتك, لقد أنقذت حياتك... وبما أني أطعمتك وقدمت لك المأوى,

فأنت بحاجة للقيام بواجباتك على الأقل, أليس كذلك؟!

لما تظنين أننا قمنا برعايتك ولم نتركك عندما كنا نتقيء من النظر إليك أيتها القرف المثير للإشمئزاز؟

أنت! أنت مجرد لا شيء!"

"لا... هذا ليس صحيحا"


كان صوت الفتاة مرتعشا, تمتمت وأنكرت الكلمات التي قالتها المرأة.

تحت القماشة تلك, كان وجه الفتاة مذعوورا.

بدلا من الشعور بالخيانة, بدا الأمر وكأنها تعرضت للإستياء أكثر بسبب كلمات

مثل 'كنا نتقيء' و 'قرف مثير للإشمئزاز'

بغض النظر عن مظهرها الخارجي, لازالت فتاة في العشرينات من عمرها.


"آه... أنت.... عاهرة لعينة... لم أتعجب لكونهم طردوك من برج السحر كالكل..."

المرأة التي تقذف الكلمات المروعة صمتت فجأة

كان ذلك بسبب نية القتل الكثيفة, حتى الشخص العادي يمكنه الشعور بها,

قامت نية القتل بإرعابها.


"اييك اوو, آهه..."

تراجعت المرأة بشكل مرتعش وسقطت على مؤخرتها.

لأنها لم تستطع استخدام يديها, سقطت أرضا كانت الدموع تتشكل في عينيها.

كانت دموعها ناتجة من الخوف.


"...ينتهي الإزعاج هنا"

سار رايلي نحوهما بينما انبعثت هالة القتل منه بكثافة.

"سلة مهملات لا يمكن أن تعيد الديون والأمور الجيدة التي فعلتها لك؟

ياله من تفكير جيد"

اختار رايلي أسهل طريقة لإصمات المزعجة تلك.

رايلي رفع سيفه ليأخذ حياتها.


لم يكن لديه سبب لتركها تعيش, لقد اقتنع بأن فكرة قتلها ستساعده على النوم مساء بشكل أفضل؟

توهج سيف رايلي بالمانا.

"اوو"

الخوف خنقها, قامت المرأة بإغلاق عينيها.

كانت الفتاة تحت القماشة مذعورة,

ولكنها عضت شفتيها وأعاقت طريق رايلي .


"...عمود النار!"

قبل أن يتمكن من قول 'ابتعدي عن طريقي' قامت الفتاة بتنشيط السحر الذي أعدّته مسبقا.


تم رسم دائرة سحرية حمراء تحت أقدام رايلي, وظهر فجأة فوق التعويذة عمود نيران كبير .

'أنت مغفلة حقا...'

بداخل عمود النار, ضاقت عينا رايلي وقام بالدوران حول نفسه.

بعد خفضه للجزء العلوي من جسده, سيفه أظهر تأثيرا مثل تأثير الطاحونة الهوائية.

مع بعض الصراخ, قام بتكثيف المانا بجسده.


"...؟!"


ووووش!

بواسطة الزوبعة التي صنعها رايلي, توسع اللهب من الأسفل ثم تبدد كله في الهواء.


"ك... كيف؟"


كانت الفتاة تقف هناك بخيبة أمل على وجهها.

السحر الذي ألقته بكل قوتها, تم تبديده بقطعة حديدة.

وقف رايلي بالقرب من الفتاة ونظر إليها.


"..."


حتى بعد سماعها لإهانات مروعة من الشخص الذي تثق به, إلا أنها تدخلت وأنقذته.

شعر رايلي وكأنه ينظر إلى نفسه القديمة,

شخص أحمق ساذج يتم استغلاله.


"بيتا! اهربي... كووك؟!"

سرعان ما حولت الفتاة رأسها نحو بيتا التي سقطت على مؤخرته.

لكن الفتاة فجأة انصدمت وتوّسعت عيناها.

بجانب عاصفة الرياح التي كانت متجهة نحوها, شعرت فجأة بألم حاد في بطنها.


"أرجوك..."

انهارت الفتاة على ركبتيها, أثناء تمسّكها بسروال رايلي, سقطت للأمام.

تمسكت بملابس رايلي بأصابعها الثلاثة بشدة, ولكن سرعان ما فقدت قوتها.

رفسها رايلي بشدة حتى لا تتمكن من استعادة وعيها لبعض الوقت.


"آه..."


عند مشاهدتها للفتاة تفقد وعيها بهدوء, أعطت المرأة نظرة فارغة وبفم مفتوح مصدوم.

مع عيون مريضة بسبب الخوف, نظرت المرأة نحو رايلي.


"أنا لا أملك قلبا كبيرا, لذا محاولاتك البائسة أمامي, لن تزيدني سوى إصرارا على قتلك"

باستخدام نية القتل التي انبعثت من عيني رايلي,

هدفه تجمّد مكانه.


رفع رايلي سيفه,

وأرجحه بلا أي تردد.

"...توقف!"


ومع ذلك...

كأن السيف تمت إعاقته بشيء ما,

السيف الذي قام رايلي بأرجحته أصدر صوت 'تينج!' وكأنه اصطدم بحاجز غير مرئي.

لم يتمكن سيفه من قطع رأس هدفه.


"...؟"


عند إدراكه لحقيقة إعاقة سيفه,

قام رايلي بتضييق عينيه, وبدأ يبحث عن الشخص الذي أمره بالتوقف.

كان الرجل فوقه, كان عائما على الهواء.

كان رجلا عجوزا مرتديا لرداء بلون قرزموي وأخضر داكن مصمّمين بطريقة ما.

الرجل العجوز كان يحمل عصا صفراء اللون في يده وبأعلاها تواجدت كريستالة زرقاء مُضمّنة بالعصا.


"تسك..."

نقر رايلي لسانه.


كان ذلك لأنه لاحظ أن الرجل العجوز العائم كان يمتلك هالة استثنائية.


هذا لم يكن كل شيء.


'هل قمت بتأخير الأمور؟'

لم يكن مجرد ساحر عجوز.

من غرب سوليا وقلعة سوليا, كان هناك أشخاص بهالات قوية يقتربون.

كانوا بمستوى مختلف تماما عن الحراس العاديين.

كانوا بالتأكيد فرسانا ملكيين من قلعة سوليا.

ومن بين الأشخاص القادمين أيضا, شعر رايلي بأفراد معبد سوليا.



'هاا...'


تهكّم رايلي وتعكّر وجهه تحت القناع, لأن الوضع أخذ منحى لا يرغب به.

بمظهره المهول والمبجّل, أشار الرجل العجوز نحو رايلي بعصاته وقال

"إذا لم تفتح فمك, فلا خيار لي سوى إثبات قوتي لك"


أمام العصا ظهرت نيران حمراء.

على عكس السحر الذي استخدمته الفتاة ذات القماشة, كان لون هذا السحر مختلفا.

كانت كرة نارية.


"أنا الساحر العظيم أسترو, سأتعامل معك شخصيا"

كان الساحر العجوز العائم في الهواء مبتسما بغرور.




..................................................................




ترجمة: GhareebGH

2018/07/01 · 2,244 مشاهدة · 1784 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024