38 - أصوات انفجارات في الساحة الرئيسية (3)

بسم الله الرحمن الرحيم








..................................................



كان هناك اتصال من بيرودا.

'يبدو أنه يجب أن تأتي للساحة الرئيسية'

هز الرجل العجوز رأسه.

أنهى عشاءه على مهل,

والآن, الرجل المسن كان بالطابق السفلي لبرج السحر, يراقب نتائج حقن العقاقير العشرين.


'هيي بيرودا... أنا من النوع الذي لن يتحرك ما لم يكن الأمر غير عادي'

لقد كان الساحر العظيم الذي يمثّل ملك سوليا.

قام بتجميع ثروة عن طريق تصنيع العقاقير وبيعها, ثم استخدم تلك الثروة لأداء بعض أنواع التجارب الوحشية.

لقد اختار طريقا غير أخلاقي للوصول إلى ما وصل إليه اليوم.


كان أستورا ساحرا ذو سبعة دوائر, بالنسبة للبشر, كان مستوى لا يصل إليه إلا شخص واحد من بين آلاف السحرة.

كان لديه كامل الأحقية في رفض طلب بيرودا.

'الشيء الذي رميناه بعيدا عن برج السحر يتواجد هنا الآن!'

'ماذا؟'

أستورا الذي لم يكن يهتم سوى بخدمة نفسه, لبّى طلب بيرودا وركّز في ما يقوله باهتمام.

'كان في طريقه للموت, والآن هو يتحرك؟, هوهو, ذلك...'

جذور النبات التي كان بيرودا يستخدمها للتواصل ارتعشت.


جلس أسترو على كرسي كبير في الطابق السفلي من برج السحر,

كان يستمتع بصراخ فئران تجاربه,

والآن قام بتحريك مؤخرته.


'في هذه الحالة من الجيد أن أذهب, سيكون ممتعا تفجير الشمعة'

'لكن...'

'ام؟'

'هناك رجل يقاتل تلك القطعة الثمينة'



***



"هاه؟, إنه الساحر العظيم أسترو!"

"حسنا, كل شيء سيكون بخير!"

والآن...

أصوات المواطنين كانت تشرح الوضع الحالي.

في الساحة الرئيسية, تدخل أسترو في الأحداث.


"أنا, الساحر العظيم أسترو, سأتعامل مع الأمر شخصيا"


وصل أسترو إلى الساحة الرئيسية باستخدام سحر الطيران ووجد رجلا يؤرجح سيفه نحو امرأة مذعورة,

استخدم أسترو الحاجز الذي يُعتبر من أقوى التعويذات الدفاعية, وأوقف حركة الرجل.


'هم, ألن يتكلم؟ هل هو أخرس؟'

شكّل أسترو كرة نارية أمام عصاته, وأمال رأسه جانبا.


الرجل المقنع لم يكن خائفا بالرغم من حجم كرة النار الضخم.


'إنه ماهر جدا, الطريقة التي أسقط بسيفه السحر لم تكن عادية'

وفقا لبيرودا, كان الرجل المقنع ماهرا جدا.


كان رجلا يستخدم سيفا حديديا عاديا فقط.

وبالرغم من ذلك تمكّن من تحييد كل الهجات السحرية التي أطلقها عليها 'ذلك الشيء' الذي تم طرده من برج السحر.


"هم, أنا لا أعرف أي غبي أنت, او من أي منطقة أتيت منها"

وكأنه لم يعد بإمكانه الإنتظار, بدأت الكرة النارية أمام عصا بيرودا بالإهتزاز,

بدا وكأنه كان يجهزها لإطلاقها.

"حقيقة كونك أرجحت سيفك أمام امرأة خائفة,

وحقيقة عبثك في الساحة الرئيسية لسوليا,

أنا الساحر العظيم أسترو... بغض النظر عن هويتك, لا يمكن أن أتركك تخرج من هنا بسلام!"

بعدها بوقت قصير, أخفى أسترو نيته الحقيقية,

وابتسم عند إطلاقه للكرة النارية.

كان هدفه هو الرجل المقنع.


"ليس لدي خيار, سأتعامل مع هذا شخصيا"

طبعا, لأن نطاق انفجار الكرة النارية كبير لحد ما, كان احتمال تورّط 'المرأة الخائفة' والحاضرون بهذا أمرا ممكنا.

لكن أسترو لم يهتم لهذه الأمور.

بالنسبة له لم تهمه سلامة المواطنين,

بل إدراك المواطنين لما يحصل هو ما أهمّه.


'من المفترض أن يكون على درجة عالية من المهارة؟ أليس كذلك؟ ألا يعني هذا...'

كان الساحر العظيم الذي ينظر إليه الناس بالتعظيم والتبجيل,

يراقب بفضول الرجل المقنع.


كان الناس يراقبون الأمر وكأنه شيء مثير للإهتمام.


'المانا الخاصة به غريبة, إنه ليس مجرد شخص لا يمكنه التعامل مع المانا'

بتذكر ما قاله بيرودا, ركّز أسترو المانا في عينيه.

فعل ذلك ليلاحظ كل حركة يقوم الرجل.

وأيضا, لأنه كان خطرا إلى حد ما, أراد أن يبقى على مسافة آمنة منه.

بالرغم من أنه كان عائما في الهواء, إلا أنه لازال حذرا.


"الآن, انتظر, انظر هناك..."

"مستحيل, أهذا حقيقي, الساحر العظيم أسترو لم..."


في ضوء السحر الذي أطلقه أسترو, يدأ مواطنوا سوليا باتخاذ خطوات إلى الوراء تدريجيا.


"إذّا كان هذا كثيرا..."


وأخيرا, يمكن سماع صوت من داخل القناع.

لأن الصوت كان منخفضا, لم يتمكن أسترو من فهمه وأمال رأسه.


"امم؟"

شدّد الرجل قبضته على سيفه واتخذ موقفا لم يره أسترو من قبل.



* * *



ركز رايلي على هجمة أستروا المنطلقة من الأعلى.

وبينما ضيّق عينيه بسبب السطوع العالي, شدد قبضته على السيف بأصابعه.


'هناك ثلاث اتجاهات أحتاج إلى التحقق منها'

فكر رايلي في الأشياء التي توجب عليه فعلها,

وسرعان ما بدأ بتنفيذ تحركاته التي خطّط لها في ذهنه.


إلى هذه المرحلة, كان أول شيء سيهتم به هو كرة أسترو النارية.

'الأول'


ملأ رايلي سيفه بالمانا.

ثم مع حركة كبيرة بذراعه اليمنى, انتقل بجسده.

عندما كان يتجنب هجمات الفتاة السحرية,

لاحظ رايلي شيئا ما.

وهي أن المانا التي تستخدم في السحر,

من الممكن أن يتم تضمينها بداخل سيفه.


'سأقسمها إلى ثلاثة, ثم...'

بعد أن امتلأ السيف بالمانا,

بإمكانه أن يقطع السحر من خلال مركزه.


كان قطع السحر أو تحريفه ممكنا.

وهذا يعني إنه إن كنت على مستوى عال من المهارة,

فمن الممكن القيام بالشيء الذي خطط به رايلي .


'كلهم بحجرة واحدة...'

كان سيف رايلي يرسم خطا أزرقا بواسطة المانا التي امتلأ بها.


سيف الهالة,

كان الأسلوب النهائي لفن السيف الذي سيستخدمه المبارز الذي يعرف كيفية استخدام المانا.


"...؟!"


أسترو الذي كان يعوم في الهواء, تغير وجهه بسرعة.


كان ذلك في طرفة عين عندما قسّم رايلي الكرة النارية إلى ثلاثة أقسام.

وهذا لم يكن كل شيء.


'...يجب أن أكون كريما مع الذي صنعته!'

تغيرت مسارات القطع الثلاثة للكرة النارية وتحركوا في وجهات مختلفة.

بعد ذلك, أطلقهم رايلي بقوة.


"هذا... اللعنة!"

أسترو لعن.

لم يكن الأمر فقط لأن هجومه السحري لم يعد كرة نارية كاملة.

وليس أنه تحول لثلاثة قطع من اللهب.

بل كان بسبب أن إحدى تلك القطع متوجهة نحوه.


"...كرة الماء!"

هرع أسترو لإلقاء تعويذة سحرية لمواجهة القطعة الملتهبة أمامه.

بعد تبديد تلك القطعة, نظر أسترو حوله,

غير مدرك لما يراه.


"أ... أين؟!"

لا يزال الأمر مدهشا.


استخدم أسترو سحر الإستكشاف ونظر حوله في كل مكان.

لقد اختفى المبارز المقنع.


لقد قطع الكرة النارية لثلاث قطع وقام بتغيير مسارهم ثم اختفى بلا ترك أي أثر.


'انتظر, لقد قُطعت إلى ثلاث قطع؟!'

أستورا الذي كان عائما في الهواء.

أدار رأسه بسرعة, كان ذلك بسبب قطعة ملتهبة منطلقة نحوه من الخلف.


'إذًا ماذا حدث للقطعتين الأخرتين؟'

كانت كلتا القطعتين في اتجاه ومسار مختلف.

قام أسترو بفحص المانا الموجودة في القطعة المتوجهة نحوه,

ورفع حاجبيه كأنه يقول أن هذا أمر لا يصدق.


اتجه جزء من أحد تلك الأجزاء النارية نحو الحاجز عند مدخل غرب سوليا, حيث تواجد الحراس الملكيون.


وكان الجزء الآخر متوجها نحو قلعة سوليا حيث تواجد أفراد معبد سوليا.


'لا يمكن أن تكون...'

كان أسترو يحاول تكذيب ما أمامه.

كان يحدق بنظرة فارغة على وجهه, وتأكد من وجهة الجزء الملتهب ذاك,

كان متجها نحو ظهره.

"...؟!"


السيف الذي ترك سيده حلق نحو ظهر أسترو.

لاحظ أسترو السيف يلتف ويدور حول نفسه بسرعة كبيرة, كان السيف يقترب منه بالقوة الدورانية تلك.

توسّعت عيناه, ووضع يده نحو ظهره وبدأ في قراءة تعويذة سحرية.

"حاجز!"


وفي آخر لحظة, ظهر حاجز أمام أسترو,

ومع ذلك, لم يكن كافيا لإيقاف السيف المحمّل بالمانا.

اخترق السيف الحاجز, وواصل السيف الذي ظهر من اللامكان طريقه واخترق ذراع أسترو.

"...كووك!"

لم تكن هناك حاجة للتساؤل حول من كان يحمل هذا السيف الذي طار إليه.

يجب أن يكون هو نفسه المبارز المقنع.

بلا شك, كان رايلي.


'هذا اللعين الوقح! كيف تجرأ!'


تحولت عيون أسترو للون الأحمر, ونظر حوله للعثور على هذا الوغد.

"..."

أثناء مسحه للمنطقة حوله, قام بتخفيض رأسه للنظر أسفله, وكل ما وجده هو جثة امرأة مستلقية هناك في وسط بركة من الدماء.



* * *



"... ما هذا؟!"

على الطريق المؤدي للساحة الرئيسية من قلعة سوليا.

فزع أفراد معبد سوليا.

توقفوا فجأة وأمالوا رؤوسهم ووجدوا كتلة ملتهبة قادمة باتجاههم.

"يبدو أنها تتوجه نحونا"


"رجاء, ابتعدوا عن الطريق"

استنتجت بريسيا أن الكتلة الملتهبة القريبة لم تكن عادية من حيث حجمها.

لذا قرّرت أن يقف وراءها الكهنة والفرسان المقدسين.

"الحاجز المقدس"

ظهر ضوء ذهبي حول جسم بريسيا.


أثناء استخدامها للقوة المقدسة, ظهر حاجز مستدير كبير بما يكفي لحماية الجميع.

كان الحاجز على مستوى مختلف تماما عمّا كان يصنعه الكهنة العاديون.


"هم..."

مع توجيه يدها للأمام, وبعد تبديد الكتلة الملتهبة التي توجهت نحوهم, تجعد حاجبي بريسيا,

كان ذلك بسبب قوة الكتلة الملتهبة الكبيرة.


"هذا اللهب؟"

"يبدو أنه كان للساحر العظيم أسترو"

"الساحر العظيم, يهاجم الكهنة؟ أنّى لهذا أن يحدث؟!"

"..."


ضيّقت بريسيا عيناها وحدقت نحو السماء.

كما قال أحد الكهنة من الخلف.


تواجد رجل عجوز في السماء, يبدو أنه أسترو مستخدما لسحر الطيران خاصته.

لم تستطع فهم التعبير الذي على وجهه.


ولكنه حاليا لم يكن ينظر نحو بريسيا, بدلا من ذلك كان ينظر نحو الساحة الرئيسية.


"يبدو أنه لم يكن يستهدفنا عندما أطلق هجومه السحري"

"عفوا؟"

"بأي حال, سيكون من الأفضل إن أسرعنا إلى هناك"

وفقا للرسالة الإلهية التي أرسلت من إرينيستا,

توجّب على بريسيا أن تجد رايلي حالا, ولكنها قدّرت أن هناك مسألة أكثر أهمية منه.



* * *



في قلعة سوليا, غادر أفراد معبد سوليا وكأنه لديهم مهمة عاجلة ليعتنوا بها.

بعد ذلك, تبقّى كل من إيان وسير وإيريس لوحدهم.


سألت سيرا.

"ما الذي تحتاجه؟"

"ام؟"

"لما تبحث الكاهنة بريسيا عن السيد الشاب رايلي؟"

"...هم"

تظاهر إيان بالقيام بأعمال مختلفة وكأنه جاهل ليس لديه أي فكرة.


لم يكن الأمر وكأنه لا يعرف السبب, ولكنه كان غير مرتاح حول ذكر الأمر.

أسقط رايلي قنبلة بقوله أن بريسيا قبيحة.

قال تلك الكلمة في وجه الكاهنة التي تمثّل معبد سوليا.

حتى الملوك لن يستطيعوا قول شيء مشابه.


"...هيا, إيان؟ ما هذا؟"


في حين كانت سيرا وإيان يفكّران بعمق فيما حدث, وأظهروا نظرة فارغة على وجهيهما,

سمعا صوتا من الخلف.


"...؟!"

"آه! السيد الشاب!"

أثناء تفكيره في ما حدث في المعبد قبل أيام,

ارتعشت كتف إيان عند سماعه لصوت لا مبالي.


من ناحية أخرى, تنهدت سيرا بطمأنينة ورحّبت برايلي.

"أنت هنا بالفعل؟"

بظهور رايلي,


بدا أنه لم يكن هاربا من الكاهنة.

تغلّب إيان على نفسه وأجبرها على سؤال رايلي.

"أي... أين كنت؟"

"كما قلت لأمي, ذهبت للمرحاض للبحث عنك"


بالنظر إلى رايلي الذي كان يخدش وجهه كما لو كان غير راضٍ على شيء ما.

بدأت إيريس بالضحك.

"يبدو أنك قد أضعت الطريق, الأمر ليس وكأنه يوجد مرحاض واحد في القلعة"

كانت قلعة ضخمة.

كما قالت إيريس, لم يكن في هذا المكان مرحاض واحد فقط.

ومع ذلك, فهل يمكن أن يُضيع موقع المرحاض الذي ذهب إليه منذ لحظة؟


زمّ إيان شفتيه أثناء التفكير بالأمر.

'ظهر الفأر عندما ذهب القط'


كان رايلي, الذي غنّى أغان حول كرهه للأمور المزعجة.

إذا ذهب للكاهنة التي تبحث عنه, من الواضح أنها لن تسبب له سوى الإزعاج.

مثل حيوان له غريزة البقاء, شعر رايلي بأمر مزعج قادم نحوه لذا قرّر الهروب.

كان هذا استنتاج إيان.



كخادمة, رتّبت سيرا ملابس رايلي على الفور ونظرت نحو إيريس.

"السيد الشاب موجود الآن, هل نعود؟"

"نعم"

أومأت إيريس وبدأت بالمشي أولا.

في الساحة, حيث انتهت مباريات اليوم الأول, كان هناك زحام بسبب أفراد المعبد الذين جاؤوا.


ولكن الآن, معظم النبلاء الذي جاؤوا لمشاهدة المباريات كانوا قد خرجوا منذ فترة.

"آه... أتساءل ما هو نوع البطولة التي ستقام غدا, إني أتطلع لذلك"

"يبدو للجميع أن سيرا تستمتع بالبطولات بشدة"

في ضوء كلمات سيرا التي نطقتها بسبب عدم قدرتها على إخفاء حماسها,

كمتت إيريس ضحكتها وأجابت.


"آه, أنا آسفة, لا يجب أن أتحمّس لهذا القدر..."

"لا. لا. ما كنت أعنيه أن هذا أمر جيد"

أعطى رايلي نظرة فارغة نحو سيرا وإيريس.

وسرعان ما أدار رأسه نحو إيان.

لم يكن مؤكدا بما يفكر في تلك اللحظة, ولكنه كان هادئا خافضا لذقنه محدقا في الأرض.


"إيان"

"أجل؟"

"الشيء الذي أمرتك به سابقا, هل انتهيت منه؟"

ابتسم رايلي وسأل إيان.


"آه, إذا كنت تتحدث عن السيد الشاب لعائلة إرينجيوم... نعم.

بالرغم من أنني كنت قلقا بسبب ظهور الكاهنة في منتصف كل شيء"

قام إيان بحك رأسه ولم يكمل شرحه.


فعليا, شعر إيان بأنه لم يقم بأي شيء.

كل ما فعله هو مراقبة رايلي وهو يخيف الرجلان بهالة القتل خاصته.


انتهى المطاف به بتحريك الرجلان الّذان تجمدا مكانهما.


"...أحسنت صنعا"

بالنظر إلى إيان, ابتسم رايلي مرة أخرى.


انتقلت يده ببطء إلى جيبه الخلفي حيث قام بإخفاء قناعه.


'مهما كانت الطريقة التي أفكر بها...'

لأن التوقيت كان سيئا, اضطر رايلي إلى العودة دون إنهاء عمله في الساحة الرئيسية.

بالرغم من أنه كان مزعجا,

كان يعتقد أنه يجب أن يخرج مرة أخرى في وقت متأخر مساءً

أخفى القناع وأمسك بذقنه...


..................................................................




ترجمة: GhareebGH

2018/07/01 · 2,461 مشاهدة · 1902 كلمة
GhaareebGH
نادي الروايات - 2024