ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه روح وانغ تشين.

الفضاء من حوله كان واسعًا بلا حدود، تغمره كواكب ونجوم تلمع بضوء بارد، ومع ذلك شعر للمرة الأولى بهيمنة غامرة؛ وكأنه صار جزءًا من هذا الكون اللامتناهي، متصلًا بكل مجرة ونجم يدور في الأفق البعيد.

"هذا الحجر... لقد ربطني بهذا الفضاء الواسع. أشعر وكأن روحي أُعيد تشكيلها بالكامل! لكن مهلاً... ما هذا؟!"

تفحّص كيانه الشفاف بعينين متسعتين من الصدمة، ثم تمتم بدهشة:

"لقد أيقظتُ فتحة دانتيان خاصة بالروح! هل هذا ممكن؟!"

كان الأمر يصعب تصديقه. فبناءً على معرفته المسبقة بالرواية وذكرياته المتوارثة، لم يذكر التاريخ ولا حتى الموقر الطيفي نفسه ــ مؤسس مسار الروح ــ أنه تمكن من فتح دانتيان داخل روحه! فكيف حقق هو ما عجز عنه عظماء هذا المسار؟

"ربما... ربما ارتباطي بالموقر الطيفي رفع حظي إلى مستوى غير طبيعي؟"

توالت التفسيرات في عقله بسرعة البرق، لكنه لم يجد جوابًا قاطعًا.

"إيقاظ فتحة روحية... هذا أشبه بالحلم."

أدار بصره نحو الفضاء اللامحدود وضغط على ذهنه للتفكير بأقصى طاقته.

"لكن ما وظيفتها؟ هل يمكن أن تعمل مثل فتحة الجوهر البدائي في الجسد؟"

عندما تفحصها وجدها مختلفة تمامًا؛ لا جوهر بدائي مادي فيها، بل طاقة فضية شفافة تتخللها خيوط مظلمة غامضة.

"لا أعرف كيف أستخدم هذا الشيء... ربما وظيفتها مختلفة تمامًا عن فتحات الجوهر البدائي المعروفة."

حتى وهو سيد في مسار الروح، شعر بالعجز. "لو أن سيدًا عظيماً من هذا المسار وقف هنا بنفسه، لما فهم طبيعة هذه الفتحة. لكن ما علاقة الذرات الكريستالية الغريبة بإيقاظها؟"

كانت كل خيوط تفكيره تعود إلى الحجر الأزرق:

"الحجر... لا بد أن السر فيه! ، مهلاً .. الكتاب الذي أخذته من نعش الميراث ، ربما يحمل في طياته بعض المعلومات عما يحدث لي ، لن أتمكن من فهم شيء دون العودة لتفحص الكتاب "

حسم أمره بالعودة إلى التأمل وجذب المزيد من تلك الذرات، على أمل أن تقوده إلى طريقة للعودة إلى جسده.

---

في الساحة الكبرى لعشيرة وانغ، كانت المبارزات على أشدها.

تدفق الشباب إلى الحلقات القتالية، يشجعهم الشيوخ والقيادة العليا على رفع قوتهم. فالشباب وقود المعارك، والاستثمار فيهم يعني حماية مستقبل العشيرة.

ولذلك تم تجهيز الساحة بأفضل الموارد القتالية، ورُصدت ميزانية ضخمة لتدريب ورعاية الأجيال الصاعدة.

في ركن جانبي من ساحة النمور، وقف مجموعة من السادة الشباب يتحدثون بصوت منخفض، يتوسطهم السيد الشاب يونغ موهان، حفيد زعيم القرية السابق يونغ شان، وأقوى شاب في تل جاو بلا منازع.

كان يتمتع بمكانة تفوق وانغ تشين، ليس فقط لقوته الذهنية واستعماله المتقن لديدان الغو، بل لأنه فاز بالمركز الأول في مسابقة تل جاو الكبرى لعامين متتاليين.

قال أحدهم بصوت خافت:

«السيد الشاب موهان ، هل سمعت؟ يقولون إن وانغ تشين أصيب أثناء مطاردته لميراث خارجي.»

ضحك باستهزاء:

«همف، مجرد أحمق، ماذا توقعتم من مثله؟»

تدخل آخر:

«ألم يتعرض للهزيمة سابقًا على يد شباب مو شينغ؟ كيف لا يزال حيًا بعد كل ذلك؟!»

قهقه ثالث:

«بعض الأغبياء يعيشون بالحظ وحده! على كل حال... لم تدم خطوبته مع السيدة راو ينغ شاو.»

«وهل يليق بجوهرة مثلها أن ترتبط بحثالة لمجرد أنه ابن الزعيم؟»

«وحدك يا سيد موهان من يستحقها!»

ابتسم أحدهم فجأة وهو يشير إلى مدخل الساحة:

«انظروا... إنها السيدة راو فانغ شيان!»

بمجرد رؤيتها اشتعلت رغبة حارقة في قلب موهان يونغ، لكنه ضبط نفسه. لمس هذه الفتاة بالقوة قد يشعل أزمة كبرى مع عائلتها العريقة.

تقدم بخطوات ثابتة:

«انتظروا هنا... سأذهب لتحيتها بنفسي.»

لم يجرؤ أحد على الاعتراض. فمن يتحداه يدفع الثمن غاليًا.

وقف أمامها مبتسمًا:

«ملكة الجمال، يا لها من صدفة رائعة. يشرفنا وجودك في ساحة التدريب.»

رفع قبضتيه بانحناءة احترام.

أومأت برد بارد:

«كنت بالجوار ورغبت بالتدرب قليلًا.»

«وجودك هنا يزيد المكان نورًا. هل تسمحين لي بمرافقتك في جولة قصيرة؟»

ترددت قليلًا، ثم قالت:

«لا بأس.»

أخذا يتجولان بين الحلقات القتالية، وفي قلبها مزيج من الخجل والفخر لمرافقة الأقوى بين شباب التل.

قال فجأة:

«سمعت أنك فسخت خطوبتك مع وانغ تشين. هل هذا صحيح؟»

ارتسمت على شفتيها ابتسامة ملتوية:

«كان الزواج مجرد ترتيب بين الكبار، لكني لم أستطع تحمله. نعم، فسخت الخطوبة.»

قهقه موهان يونغ بفرح:

«ههه، رائع! كنت أستشيط غضبًا منذ اليوم الذي ارتبطتِ فيه بذلك المعتوه. كيف يمكن لجوهرة عشيرة وانغ أن تُهدَر على سكير يطارد الفتيات؟ السماء رحيمة فعلًا، لقد تخلصتِ منه!»

شعر أن الطريق أصبح مفتوحًا أمامه لنيل هذه الجنية المشرقة.

---

بعيدًا في أعماق الفضاء، كان وانغ تشين غارقًا في التأمل، يجذب الذرات الكريستالية إلى روحه بلا كلل.

مرّت الساعات، ثم الأيام، حتى بدأ يشعر باتحاد كامل مع محيطه الواسع.

وفجأة...

اهتزت فتحة دانتيانه الروحية بعنف، وارتج البحر الروحي في داخله.

طفا الحجر الأزرق من الأعماق مجددًا، وانبعثت منه أشعة زرقاء اخترقت كيانه كله... ثم فقد وعيه تمامًا!

2025/08/21 · 21 مشاهدة · 728 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025