41 - المنافسة السنوية 2 ( الأخ تشين كيف حالك)

اهتزت الساحة بدويّ الانفجار المفاجئ، وارتفع الغبار ليغطي الميدان الرملي بالكامل. وقف معظم شيوخ القرية مذعورين، والدهشة تملأ وجوههم. ساد صمت ثقيل لثوانٍ معدودة، قبل أن تعصف الهمهمات والتساؤلات بجميع أركان المدرجات.

بتلويحة من يد وانغ لي، تجمّع الغبار وانكمش ليكشف عن مشهد صادم: جسد وانغ فونغ با ملقى في حفرة مستديرة، مضرّجًا بدمائه وفاقدًا للوعي.

صرخ الشيخ وانغ فونغ غاضبًا:

"المعالِجون!"

اندفع ثلاثة من سادة الغو المعالجين إلى الساحة، ورفعوا الفتى على محفة مبطنة، ثم نقلوه بسرعة إلى الجهة المخصصة للعلاج.

"كيف فعلها؟!"

"هل هذا هو وانغ تشين حقًا؟"

انعقدت الحواجب وتبادلت النظرات، فقد كان الهجوم شرسًا ومباغتًا. لم يتوقع أحد أن يُسقط وانغ تشين خصمه بهذه السرعة وبحركة مزدوجة خاطفة.

لكنّ كثيرًا من الحاضرين لم يقتنعوا، واعتقدوا أن ما حدث لا يمكن أن يكون إلا غشًا.

فمن ذا الذي يصدق أن فتىً كهذا يملك طرقًا تكفي لسحق خصومه من دون إعداد طويل أو حركات معقدة؟

رغبت بعض الأصوات في الاعتراض واتهامه علنًا، لكنهم ابتلعوا كلماتهم على مضض. كان وانغ تشين حفيد الشيخ الأكبر، وابن الزعيم، وأي اتهامٍ دون دليل واضح قد يجرّهم إلى هاوية خطيرة.

رغم ذلك، بقيت الهمهمات متواصلة، والنظرات الحادة تتبعه من كل صوب. وحدهم بعض الشيوخ المخضرمين، ومن بينهم وانغ لي وأربعة آخرون، أدركوا أن الأمر لم يكن حيلة رخيصة. الهجوم كان معقدًا للغاية، ودلّ على دراية عميقة بطرق الغو.

مال الشيخ وانغ شيونغ نحو جاره وانغ بينغ وهمس:

"هل خمّنت؟"

أجاب الآخر بنظرة جادة:

"بالطبع... لقد استخدم حركة مزدوجة مع عدة غو من مسارات مختلفة."

ضحك وانغ شيونغ بهدوء وقال:

"ملاحظة صائبة. لقد نفذ حركة الانفجار الشارد الفوضوي بدقة نادرة. إنها تقنية مرعبة، تمزج بين قدرات ثمانية غو مختلفة. ورغم قوتها، إلا أنها عادةً بلا جدوى أمام خصوم يقظين."

توقف لحظة ثم أضاف بجدية:

"لكنها هذه المرة، تسببت في إصابات بليغة لحفيد وانغ فونغ."

زم وانغ بينغ شفتيه وقال:

"همف... غرور ذلك الفتى هو ما منح الفرصة لوانغ تشين. ومع ذلك... لا أنكر أنني مندهش من هذه الحركة."

كلماتهما، وإن قيلت همسًا، وصلت مسامع بقية الشيوخ. وانغ لي لم يكن بحاجة لتفسيراتهما، فقد فهم بدقة ما حدث. الهجوم لم يكن فخًا معدًّا مسبقًا، بل كان ضربة مرتجلة بمهارة عالية.

لقد جمع وانغ تشين بين أنواع مختلفة من ديدان الغو، من مسارات الأرض والرياح والنار والبرق والروح، ليُطلق انفجارًا منظمًا ومدمرًا. كان أحد الغو المستخدمة هو غو الرعد المتفحم، نفس النوع الذي استعمله فانغ يوان سابقًا في غابة القرود أثناء مطاردته من محققي عشيرة تي .

لكن الفارق شاسع: فانغ يوان كان يزرع غوّه في الأرض بفخاخ معدة مسبقًا.

أما وانغ تشين فقد دمجها ارتجالًا، لحظة المعركة، بمساعدة بعض ديدان الغو الأخرى كغو الجذب المعدني و غو الحفار الأزرق والجذر وغيرهم .

و بفضل إلهامه المستمر من أرواح سادة الغو الذين سبقوه في تلك المسارات، استطاع القيام بهذه الحركة بسهولة ، وعلى الرغم من انها قوية وفعالة في ظروف محددة ، لكن قليل من اسياد الغو الذين نجحوا في تنفيذها ، حيث كانت تتطلب قدرات عقلية فذة ومجهود ذهني كبير .

أما الغو نفسها فقد حصل عليها من ميراث الكنز، بعد أن نهب فتحات خصومه. كان ينوي تدمير معظمها لاحقًا، لكنه أبقاها مؤقتًا ليستغلها.

وقف وانغ تشين شامخًا وسط الساحة، شفتاه ترتسمان بابتسامة ملتوية. تمتم في أعماقه:

"مسار الروح... هو سرّ قوتي. بفضله ارتفعت قدرتي الروحية، وأصبح بوسعي التحكم بعدة غو معًا، وتنفيذ أربع مهام مختلفة في آنٍ واحد. لم يكن من الصعب أن أوجّه الانفجار بدقة حيث يقف فونغ با... مثير للاهتمام."

لإخماد الشبهات، أمر وانغ لي المنظمين بالتحقق من أرض الساحة. أطلقوا شتى حركات الكشف أمام أنظار الجميع. بعد لحظات، صرخ أحدهم:

"السيد الشاب وانغ تشين... حقق فوزًا نظيفًا!"

ارتفعت همهمة الجمهور، بينما تقدّم وانغ تشين بخطوات هادئة ليحيي الشيوخ، ثم عاد إلى مقعده.

استقبله شيانغ فاي بابتسامة عريضة:

"السيد وانغ تشين، مبارك الفوز! يا لها من قوة! هل أصبت القول في انك ستتألق حقًا في المنافسة؟ هاهاها!" ضحك شيانغ فاي بثقة

ابتسم وانغ تشين بخفة وهو يجيبه:

"يبدو أن الأمير شيانغ فاي يمتلك حدسًا صائبًا بالفعل ، ولم يكن يتحدث بدافع المجاملات "

شعر شيانغ فاي بإنقباضة خفيفة داخل صدره وتمتم في نفسه :

" هل رأى ما بداخل نواياي ؟! "

بعد أن إستقر وانغ تشين في مقعده سمع صوتًا أنثويًا يناديه من الخلف :

"الأخ تشين، مبارك الفوز. كيف حالك هذه الأيام؟"

أدار رأسه، ليجد رولا... خطيبته الأولى.

"همم؟!"

2025/09/18 · 11 مشاهدة · 689 كلمة
EL7zrd
نادي الروايات - 2025