" آنستي!آنستي!"

في الظلام الذي كانت فيه، بدأت لان نياو تسمع صوت فتاة تنادي ب'آنستي'، شعرت ان هذا الصوت مؤلوف و غير مؤلوف في نفس الوقت لذا أرادات ان تفتح عينيها لتلقي نظرة على صاحبته، لكنها وجدت نفسها خالية من القوة و كل ما شعرت به آن ذاك هو الألم الشديد الذي يسري في جميع انحاء جسمها .

مهلا! الألم؟ كان جسدها يؤلم؟ ألم تقع في هاوية الجرف بعد ان حاصرها أولائك اللعينون؟ هي متأكدة من انها ماتت لكن كيف يمكن للميت ان يتألم؟ لم تفهم لان نياو ما يحدث لكن الآن لم يكن الوقت المناسب للتفكير في هذه الامور، عليها الآن ان تفتح عينيها.

بخبرتها الطبية، علمت لان نياو من خلال الالم الذي تشعر به ان اصابتها خطيرة و اذا استمرت نائمة هكذا فقد تسوء حال جراحها اكثر.

" بووهو*صوت البكاء* آنستي..آنستي.. لا تموتي!"

استمرت في سماع اصوات البكاء و النحيب بينما تكافح هي الأخرى لتستجمع قوة كافية لتفتح عينيها.

فجأة فتحت لان نياو عينيها و نظرت مباشرة الى مصدر الصوت الذي كان يبكي منذ البداية.

رأت فتاة لها وجه لطيف لكنه اصبح احمرا و بشعا من كثرة البكاء، كان شعرها مربوط على شكل كعكتين و احدة يساراً و الأخرى يميناً،أما ملابسها التي كانت ترتديها فقد كانت غريبة، لا، لم تكن الملابس غريبة بل كانت تلك الملابس التي يرتديها الممثلون عندما يصورن فلما تاريخيا عن العصر القديم.

لاحظت تلك الفتاة أنها فاتحة عينيها، و تحول وجهها من الحزن إلى البهجة و حاولت أن تعانقها و لكن قبل أن تفعل ذلك سمعت صوت باردا.

"من انت؟"

نظرت الفتاة إلى عيني لان نياو و رأت أن عيناها باردتان و خاليتان من المشاعر و كأنها تنظر إلى شخص غريب.

'لا تقل لي أن الآنسة لا تتذكرني؟ هل فقدت الذاكرة؟'

شعرت الفتاة الصغيرة بالذعر و سألت لان نياو:

"أنستي أنا شياو لينغ خادمتك منذ الطفولة، هل أنتي بخير؟ هل تعرفين من أنت؟"

"شياو لينغ؟؟ أنا لم أسمع به من ق...!!"

قبل أن تستطيع لان نياو أنهاء كلامها، شعرت بالألم الشديد في رأسها مضيفا إليها معاناة أخرى من ألم الجراح.

أمسكت لان نياو رأسها بشدة، و شعرت و كأن رأسها سينفجر في أي لحظة، و مع ذلك فهي لم تصرخ، فبالمقارنة مع ما خاضته، لا يمكن لهذا أن يؤلم أكثر فبالمقارنة مع الألم القلبي فالألم البدني لا شيء!

"آنستي ما الخطب؟!"

لاحظت شياو لينغ وجه لان نياو المتألم، أرادت أن تساعدها و لكنها لم تعرف ماذا تفعل.

"سأذهب للتوسل للجنرال ليرسل الطبيب!!"

كانت شياو لينغ على وشك الإبتعاد من السرير للخروج من الغرفة و لكن قبل أن تفعل ذلك أمسكتها يد لان نياو التي كانت لا تزال على السرير مع تعبير مؤلم على وجهها.

" إياك أن تذهبي"

صرت لان نياو على أسنانها لتقول هذه الجملة

أرادت شياو لينغ أن تقول 'لكن' و مع ذلك قبل أن تخرج الكلمة من حلقها رأت النظرة الصارمة من لان نياوفتوقفت، تنهدت قليلا ثم قالت:

"حسنا، أمرك آنستي"

2019/12/07 · 643 مشاهدة · 460 كلمة
flamoli
نادي الروايات - 2024