فتح شين عينيه و حينها شعر بالالم في كل ذرة من جسده ثم تمتم قائلا

" هذا السقف ، لا اعرفه "

حدق الى جانبه الايسر و هناك راى فتاة نائمة بينما هي ممسكة بيده اليسرى ، و غمغم في دهشة

" هذه الفتاة ! "

هز شين راسه و تساءل في نفسه

" أين أنا ؟ ماذا حدث بعد فقداني الوعي ؟ "

غرق شين في افكاره و حينها دخل شخص من الباب ، كانت امراة ناضجة و جميلة بشكل لا يوصف ، بشعر ازرق حريري كالمحيط و عينين زرقاوتين كالموج الصافي ، كانت تحمل صحنا فيه بعض الاطباق ، ربما حمل الاطباق لا يناسب امراة بحسنها ، لكن امراة جميلة مثلها تبقى جميلة في عيون الاخرين مهما كان ما تفعل .

حدقت المراة في المشهد امامها ، شين شعر بنظرتها فحاول ابعاد يد الصغيرة لكن لم يستطع لانها كانت متمسكة فيه بشدة ، و عندها سمع صوت المراة تهمس

" لا تفعل ، لا توقظها فهي لم تنم طول الليلة الماضية "

بسماعه لهذا نظرة شين للفتاة اصبحت اكثر لطفا ، اقتربت المرأة و وضعت الصحن و جلست على كرسي قبل ان تتنهد و تقول بصوت منخفض

" يبدو انك لا تعرف كيف تتعامل مع النساء ، اه يبدو ان أختي غير محظوظة ابدا ! "

ابتسم شين بمرارة و لم يرد

حدقت فيه المراة لمدة طويلة ما جعل حتى شين الوحش القديم لا يعرف ما يفعل من الاحراج .

ابتسمت المراة الجميلة على ردة فعله ثم قالت

" هل تعرف اين انت الان ؟ "

هز شين راسه نفيا ثم رد قائلا

" هل يمكنك ان تخبريني ؟ "

لم تجب المراة على سؤاله و في المقابل سألته سؤالا اخر

" ما اخر شيء تتذكره ؟ "

و حينها فقط بدأ شين في التفكير في ما حدث ، اخر ما يتذكره هو صوت اشخاص قادمين و هرب الاشخاص من مرتزقة الذئب الحمراء ، بعدها مباشرة فقد الوعي ، و استفاق في هذا المكان .

شين اجاب بصراحة

" كل ما اتذكره هو قتالي مع الاشخاص من مرتزقة الذئب الحمراء و هربهم في النهاية "

ابتسمت المراة و سالت بفضول

" اذن كيف فعلتها ؟ "

" ماذا تعنين ؟ "

قرر شين ان يتغابى قليلا و يغيظ المرأة الفاتنة

" ماذا اعني ؟ بالطبع كيف هزمت اولئك الاشخاص؟ "

و حينها اجاب شين بابتسامة مستفزة

" لماذا علي ان اخبرك ؟ "

لم تغضب المرأة من اجابة شين لكنها ابدت عدم رضاها برفع شفتيها مظهرة تعبيرا منزعجا .

لم يهتم شين فعلا لو انزعجت المرأة ، كل ما يهمه هو معرفة ماذا حدث بعد فقدانه للوعي

لذلك سال شين المرأة قائلا

" اين انا الان ؟ ماذا حدث بعد فقداني للوعي ؟ "

نظرت اليه المرأة بجانب عينها ، قبل ان تبتسم ابتسامة استفزازية كما فعل شين من قبل و تجيبه قائلة

" لماذا علي ان اخبرك ؟ "

تفاجئ شين من هذا الرد للحظة ، و بدأ باعادة تقييم المرأة من جديد ، فهو لم يعتقد أبدا انها ضيقة التفكير الى هذه الدرجة !

ردا على استفزاز المرأة ، هو فقط ضحك ضحكة خفيفة دون ان يقول شيئا .

تصرفه هذا ادهش المرأة ، صبي في الرابعة عشر من عمره في مكان لا يعرفه و بهذا الهدوء كانه مستلقي في منزله ، هذا حقا مشهد من النادر رؤيته !

اما بالنسبة لشين ، فبعد كل الصعاب التي مر بها لملايين السنين ، لم يعد شيء ليزعزع قلبه ، حتى الالهة و الشياطين ليسوا استثناء !

بالاضافة الى ذلك هو كان متاكدا ان هذه المراة لا تضمر اي شر تجاهه ، بل بالعكس قد تكون ممتنة له لانها قد تكون احد اقارب الفتاة الصغيرة ، و لو كانت بالفعل تضمر شرا اتجاهه لكانت تخلصت منه قبل ان يستيقظ .

كل ما في الامر ان شخصيتها مميزة نوعا ما .

لذلك شين لم يكن قلقا على الاطلاق ، و ما فعله بعد ذلك صدم المرأة أكثر فأكثر .

فقد أغلق شين عينيه و لم يشغل باله بالمرأة بعد ذلك .

المرأة تفاجأت للحظة ، لكنها لم تهتم به بعد ذلك على الاطلاق ، كونها فتاة عنيدة ، هي تفهم معنى تصرفات شين ، هو ينتظرها ان تشرح له كل شيء بإرادتها ، لكنها مصرة على عدم فعل ذلك !

مر الوقت في صمت .

نصف ساعة

ساعة

ساعتان

اخيرا ، الفتاة بدات تفقد صبرها ، رغم انها عنيدة لكن صبرها محدود ، كانت تقلب عينيها في الغرفة طوال الوقت ، أكلت من الاطباق التي أحضرت ، لكن هذا الصبي امامها لا زال لم يستسلم ، لذلك نظرت الى شين لتجده مغلقا عينيه لم يتحرك انشا طوال الوقت .

حينها فقط تنهدت الفتاة ، يبدو أن صبر هذا الفتى غير محدود ، كما لو أن الوقت ينتظره ، ابتسمت الفتاة بمرارة ، و في اللحظة التي أرادت نطق كلمة

فتح شين عينيه و حينها رأت وهما كما لو ان العالم بأكمله أضاء عندما فتح عينيه ، شعرت في تلك اللحظة كما لو أن العالم سيظلم اذا أغلق عينيه من جديد .

حدق شين في الفتاة و سأل و الابتسامة الساخرة لا تفارق محياه

" اذن مستعدة للإجابة عن اسئلتي ؟ "

ابتسمت الفتاة هي الاخرى لتجيب

" في مقابل ان تجيب على اسئلتي "

" حسنا ، لكن هناك اشياء لن يكون بإمكاني الاجابة عليها "

" نفس الشيء معي ! "

" حسنا ، اود ان اسالك أين أنا الان ؟ و ماذا حدث بعد فقداني للوعي ؟ "

و حينها بدأت المرأة تروي عليه كل ما حدث منذ فقدان شين للوعي ، عندما شون لي هوارين أنقذهم ، و طلبت الصغيرة ان يحضروه لمنزلها لتشكره و وصولهم الى هذا المكان .

أخبرته بكل شيء دون أن تخفي اي شيء .

و حينما اخبرته بكل شيء سألته

" اذن من انت ؟ و كيف هزمت اولئك الاشخاص ؟ "

اجاب شين بصراحة

" يانغ شين من عشيرة اليانغ السماوية ! "

ثم واصل قائلا بتعبير بريء

" انا حقا لا اعرف كيف هزمت اولئك الاشخاص ، فقط كلما كنت على وشك ان اهزم ، اشعر بقوة تدفعني للمواصلة و هكذا تمكنت من هزيمتهم "

" هل تعتقد انني سأصدق هراء كهذا ؟ "

" و هل لديك اي خيار غير ان تصدقي ؟ "

ابتسم شين ابتسامة واسعة ساخرا من الفتاة

هذه الاخيرة غضبت الى اقصى حد قبل ان تقول متذمرة

" همف ! من يحتاج طريقتك ؟ شخص بموهبة عشر طبقات ؟ اليس كذلك ؟ اتساءل الى اين ستصل في المستقبل ، ربما لن تكون مؤهلا للعق حذائي حينها "

ابتسم شين و رد بثقة

" ربما سيكون العكس صحيح "

حدقت فيه الفتاة متفاجئة للحظة قبل ان تقول

" سأبقي عيني عليك ! "

و حينها اختفت من المكان

حدق شين في الغرفة الخالية ، و فكر في نظرة الفتاة الفضولية ، لقد راى في اعماق عينيها ، رغبة ! و اي رغبة ؟

لقد كانت الرغبة في القوة !

تلك العينان الفاتنتان ، كاي عينين في هذا العالم كانتا تخبئان خلفهما قصة ، عينا هاته الفتاة تخبئان حزنا عميقا و رغبة شديدة في القوة !

كان هذا ما اكتشفه شين بعد التفاعل مع الفتاة لمدة قصيرة

كونه شخصا عاش لملايين السنين ، اي نوع من الاشخاص لم يره ؟ اي نوع من المشاعر لم يعرفها ؟

لقد مر بكل شيء يمكن ان يمر به اي احد في هذا العالم ، لذلك صار يفهم الاشخاص اكثر من اي احد في كل العوالم .

لكنه سريعا طرد هذه الافكار التي تشتته عن هدفه الحقيقي ، فهو يسعى الى القوة .

تجربة الامس جعلته يفهم انه معرض للخطر في اي وقت ،لذلك يجب ان يصبح اقوى في اسرع وقت ممكن و الا ستكون العواقب وخيمة ، فهو بعد كل شيء لم يرد اضاعة جهوده و جهود الصبي .

هذه الحياة ستكون نهاية المشوار لذلك لن اسمح ابدا بضياعها !

ماذا لو كانت موهبة عشر طبقات ؟ و ماذا حتى و لو كنت من الفانين ؟

انا يانغ تيان الذي اخضع كل العوالم و جعل الاباطرة يرتعدون عند ذكر اسمي ، كيف لي ان اقاس بمعايير الاخرين ؟

حتى لو كانت اسوا موهبة ، الا يعني فقط بذل المزيد من الوقت و الجهد ؟

من اجل الوصول الى هدفي ، جاهدت لملايين السنين ، مقارنة بذلك ماذا يعني اي شيء ؟

ما العباقرة ؟

هم لا شيء .

أمام ارادتي ، كل العوالم ستخضع ، و كل العباقرة سيركعون !

و هذا اليوم لن يكون بعيدا !

ابتسم شين ابتسامة واثقة تخفي خلفها اكثر من معنى ، ابتسامة الشخص الذي سيغطي العالم باكمله بيد واحدة يوما ما !

2018/05/07 · 534 مشاهدة · 1369 كلمة
AKMACH
نادي الروايات - 2024