7 - غياو شياو و غياو هوانغهو

عالم الارض الخالدة هو عالم لا يعترف الا بالقوة و الموهبة القتالية ، حيث قانون الغابة يحكم و يسود ، القوة هي محور هذا العالم و هي هدف و مسعى كل شخص يعيش فيه .

للحصول على القوة يجب على الشخص ان يتدرب ، فقط بالمرور من كل انواع المحن و العقبات يستطيع الشخص أن يصبح فعلا قويا و معترفا به في عالم الارض الخالدة .

يمتد عالم الارض الخالدة لملايير الكيلومترات و يتكون من سبع قارات رئيسية و احداها قارة الارض المقدسة .

هذه الاخيرة تمتد لملايين الكيلومترات و تحتضن سبع امبراطوريات و عشرات الممالك .

في امبراطورية التنين القديم و بالضبط بمدينة الحارس السماوي ، توجد عشيرة صغيرة تصارع من اجل البقاء ، عشيرة اليانغ السماوي !

انها العشيرة التي ينتمي اليها يانغ شين و الذي يرقد حاليا بمنزل الاختين في انتظار ان يتعافى .

في قتاله ضد مقاتلي مرتزقة الذئب الحمراء ارهق شين نفسه و تعرض لبعض الجروح لذلك هو يحاول ان يرتاح قبل العودة الى العشيرة .

منذ ان ذهبت اخت الفتاة الكبيرة غاضبة ، لم تعد ابدا ، و بعد مرور بضع ساعات استيقظت الصغيرة و لا يمكن تصور كم كان فرحها لرؤية شين معافى . سألت شين عن اختها و بعد ان سمعت عن ما حدث ضحكت ببراءة و قالت : " لا تقلق حول ذلك ، انها هكذا "

ابتسم شين و اوما براسه ايجابا بينما بدا على وجهه عدم الاكتراث و كان الامر لا يهمه .

" اذن هل يمكنني ان اعرف اسمك ، ايتها الفتاة الصغيرة ؟ " سال شين

عقدت الفتاة الصغيرة حاجبيها ردا على سؤاله

شين تساءل في نفسه ' ما الخطا في ما قلت هذه المرة ؟ ربما لانني قلت انها صغيرة ؟'

بعد رؤيتها لتعبير شين الحائر ، ابتسمت الفتاة الصغيرة ابتسامة ساحرة و قالت بطريقة لطيفة " حسنا ، هذه الفتاة الصغيرة تدعى غياو شياو ، سمعت ان اخي الكبير يدعى يانغ شين ، اليس كذلك ؟ "

ابدى شين تعبير وجه غريب بعد سماعه اسم الفتاة ، و سالها : " هل انت متاكدة انك اسمك غياو شياو ام ربما اخطات في السمع ؟ "

ردت غياو شياو : " صحيح اسمي غياو شياو ، هل هناك شيء غريب في اسمي ؟ " و عندها حدقت في شين بوجه مستغرب و بعينين ترمشان بطريقة لطيفة .

شين هز راسه و قال " لا لا انه اسم رائع "

بينما كان يصرخ في نفسه ' يالها من عائلة واثقة في جيناتها ، سموها كيوت و ماذا لو ولدت قبيحة ؟ ماذا كانو ليفعلوا حينها ؟ شجاعة هاته العائلة تستحق الاعجاب '

غياو شياو قالت بفرح و بخدود محمرة : " انا سعيدة ان اسمي اعجب اخي الكبير يانغ شين "

هذا الرد الصادق و البريء جعل شين يخجل من نفسه قليلا و يضحك بمرارة في قلبه .

بعد ذلك قالت غياو شياو بجدية - رغم ان الجدية لم تناسب وجهها اللطيف - " انا ممتنة لاخي الكبير على انقاذي من اولئك الرجال السيئين " و عندها انحنت انحناءة طويلة .

وقف شين من السرير و منعها من الانحناء اكثر من ذلك و قال مازحا : " اليس هذا واجبي ؟ انا لا اتحمل رؤية فتاة لطيفة صغيرة يتم التنمر عليها من رجال اشرار "

احمر خدا غياو شياو ليصل الاحمرار الى اذنيها لتتراجع الى الخلف بسرعة مبتعدة عن يد شين التي رفعتها .

و في هذه اللحظة سمع الاثنان صوت مليء بالازدراء يقول : " همف ، يبدو انك لست مختلفا عن اولئك المتنمرين المنحرفين انت ايضا تحاول ان تستغل براءة اختي الصغيرة "

و حينها ظهرت فتاة تطفو على الهواء بعينين زرقاوين و شعر ازرق متموج ، كانت تحدق في شين بغضب لم تحاول اخفاءه .

لم يبد شين متفاجئا من ظهور الاخت الكبيرة و هذا ما جعلها تعقد حاجبيها قليلا ، و عندها استفاقت اخيرا غياو شياو و ردت على اختها : " الامر ليس كما تعتقدين ، اختي الكبيرة ، اخي الكبير يانغ شين ليس شخصا سيئا ، لقد خاطر بحياته من اجل انقاذي ! "

لم تعر الاخت بالا لغياو شياو بل وجهت نظرها لشين و قالت مهددة : " ان تجرات على فعل اي شيء لاختي الصغيرة ساقتلك ابشع قتلة "

ابتسم شين و قال " لا تقلقي ايتها الاخت الكبيرة ، انا لا املك ذلك النوع من النوايا "

و عندها وقفت غياو شياو امام شين و قالت " شين منقذي ، و لن اسمح لك بتهديده ، انا متاكدة انه مجرد سوء فهم و سنتمكن من حله بسهولة "

وجه غياو شياو اللطيف و البريء جعل كلماتها لا تقاوم لاختها و شين على حد سواء .

" حسنا يجب ان تتعرفا على بعضكم بطريقة صحيحة هذه المرة ؟ "

بادر شين بتعريف نفسه : " ادعى يانغ شين من عشيرة اليانغ السماوية "

و عندها عرفت الاخت الكبيرة بنفسها : " انا غياو هوانغهو "

عند سماعه للاسم ابدى شين تعبير وجه غريب ، و سأل الفتاة : " هل انت متاكدة انك اسمك غياو هوانغهو ام ربما اخطات في السمع ؟ "

اجابته غياو هوانغهو حائرة : " صحيح اسمي هوانغهو ، هل هناك خطا بهذا الاسم ؟ "

و عندها قال شين : " لا لا لا ليس هناك خطا انه اسم جميل يناسب فتاة من مقام رفيع مثل اختي الكبيرة "

رغم انه قال هذه الكلمات كان واضحا من تعابير وجهه انه لا يعنيها .

وجه غياو هوانغهو اظلم عند ادراكها ذلك و اعتقدت انه فقط يسخر منها او يعتقد انها حمقاء ، بدا الجو بين الاثنين بالتوتر لتتدخل اخيرا غياو شياو و تقول ضاحكة : " يبدو ان لدى اخي الاكبر شين عادة سيئة في عدم القدرة على معرفة الاسماء من المرة الاولى "

و وجهت كلامها لاختها قائلة : " لقد سالني ايضا نفس السؤال "

بعد سماعها لتفسير غياو شياو ، غياو هوانغهو لم تقل شيء سوى انها اطلقت صوت " همف " مبدية عدم رضاها عن دفاع اختها الصغيرة عن الغريب .

في نفس الوقت كان قلب شين يزداد اعجابا بشجاعة عائلة الفتاتين و قدرتهم على تسمية اسماء كبيرة لبناتها دون خوف ، اولا غياو شياو و التي تعني كيوت ، ذكية و لطيفة ، و الان هوانغهو التي تعني ...

امبراطورة !

' هذه العائلة فعلا شيء اخر ' فكر شين في نفسه . لكنه اخرج نفسه من هذه الافكار ، و اخيرا اظهر تعبيرا جديا شبك يديه على طريقة رجل من الجيل الكبير مبديا نظرة غريبة جعلته يظهر اكثر غموضا و قال : " القدر فعلا شيء غامض ، عندما تقرر السماوات شيئا حتى جبال من السيوف و بحار من النيران لن تستطيع ايقاف هذا القدر من التحقق ، و هكذا جمعنا نحن ايضا القدر ، لذلك انا اتشرف بمعرفتك اختي الكبيرة غياو هوانغهو "

تغير شين المفاجئ صدم الفتاتين لكن اخيرا قالت هوانغهو : " لربما قدرنا لا يحمل الكثير لنا معا لكنني على اي حال اشكرك على انقاذ اختي الصغيرة و انا ايضا تشرفت بمعرفتك "

كلمات شين العميقة جعلت غوانغهو تفكر في حياتها و حياة اختها و عندها بدات ملامح حزينة تغطي وجهها و حتى غياو شياو بدت حزينة بعد سماعها لهاته الكلمات و لكنها سرعان ما غطت ذلك الحزن بابتسامتها العذبة و كل هذا لم يكن ليمر غير ملاحظ من شين الذي تنهد في قلبه ' يبدو ان لدى هاتين الفتاتين قصة تستحق السماع '

كلمات شين الغامضة جعلت انطباع غوانغهو عن شين يتحسن قليلا لذلك اظهرت له تعاملا الطف رغم انها في ذات الوقت ما زالت تظهر له البرود و البعد .

بعد قضاء بعض الوقت في الحديث في مواضيع مختلفة ، قرر شين انه وقت الذهاب و عندما اخبرهما بذلك تعلقت به غياو شياو و بدات تبكي رافضة السماح له بالذهاب مما جعل شين محرجا . النظر الى عيني غياو شياو الكبيرتين الباكتين كان يفطر القلب الى اقصى حد .

قال شين للفتاة :" لا تعتقدي ان اخاك الكبير سيختفي ساعود بالتأكيد لزيارتك اذا لم تكن اختك ستقتل-- اعني ان كانت اختك ستوافق على ذلك " و عندها نظر في اتجاه غياو هوانغهو و التي بادلته النظرة مبدية غضبها من شين فقد بدا لها من كلماته انه اراد ان يلقي باللوم عليها في حال عدم قدرته على زيارة اختها الصغيرة .

و عندها تحولت النظرة الراجية في عيني غياو شياو من شين الى غوانغهو و التي لم تستطع المقاومة و في اللحظة التي كانت ستفتح فمها مبدية موافقتها قالت غياو شياو بصوت حاسم : " حسنا علي فقط ان اقع في مشاكل مع اشخاص سيئين لياتي اخي الكبير و ينقذني من جديد اليس كذلك ؟ "

هذه الكلمات جعلت شين و غوانغهو يفتحان فمهما من الصدمة ، لم يكن الاثنان يعتقدان ان الفتاة الصغيرة اللطيفة تملك هكذا افكار و مخططات ، حتى ان هوانغهو شكت للحظة في ان يكون شين قد علم اختها ذلك و لكن عندما التقت عيناهما و كان كلاهما يحملا نفس التعبير من الصدمة و عدم التصديق ، طردت هذه الفكرة بعيدا .


2018/07/22 · 534 مشاهدة · 1422 كلمة
AKMACH
نادي الروايات - 2024