رحل كوجا من منزل رئيسة فيلق العنقاء...مباشرة بعد الحوار الذي طرأ بينه و بين رئيس فيلق لسان الأفعى....متجها نحو مكان غير معروف لحد الآن....مكان مهجور لا يسكنه البشر..؟ ذاك ما يبدو....و ذلك من أجل احضار شخص يعرفه جيدا قد يساعده في انقاذ مايا....فمن يكون هذا الشخص بالضبط يا ترى ؟ و هل حقا يمكن أن تصل قوته إلى قوة كوجا كما كانت تدعي الرئيسة ؟ هل حقا هناك من يستطيع مجاراة كوجا...الذي كان يمثل أقوى عميل في المنظمة من دون منازع ؟


انطلق كوجا نحو المكان المقصود...نحو المكان المظلم....نحو جزيرة صغيرة مهجورة...يسكنها شخص ما.... فاتجه نحو محطة القطار...من أجل أخذ القطار السريع الذي يتجه نحو الساحل الغربي للقارة الجديدة....كونه أسرع وسيلة للوصول إلى هناك من دون لفت الأنظار....فقام كوجا باستقالته...و وصل إلى هناك بعد أربعة ساعات من استقالته له....أي في منتصف الليل....
لقد كان المكان مهجورا تماما....كل ما بإمكانك رؤيته هناك...هو البيوت المحطمة....و بعض القبور هنا و هناك....قبور أهالي القرية الصغيرة المدمرة التي كان يقف كوجا في وسطها...

بينما كان كوجا يتأمل الساحل بهدوء...بعد أن غاب عنه لمدة طويلة....قال بصوت خافت :
" اااه....هذا المكان...لقد مر وقت طويل حقا !! لا أصدق أنني عدت إليه بعد الذي فعله ذلك الوغد "
التفت كوجا نحو اليمين بعد أن لفت انتباهه أمر ما....لقد كان عجوزا جالسا أمام زورقه....فتوجه كوجا إليه....و بعد أن صار واقفا أمامه قال :
" آه....مرحبا !! "
استدار العجوز نحوه بعد أن رآه يقف أمامه....فقال العجوز بابتسامة :
" ااه مرحبا يا بني !! غريب أن....."
فجأة....نظر العجوز في وجه كوجا وتمعن في قسمات وجهه جيدا....يبدو أن ملامح كوجا كانت مألوفة لديه
فقال العجوز بانذهال :
" مهلا...هل....هذا أنت يا.....صديق السيد ؟ "
تعرف كوجا على العجوز فاندهش هو الآخر قائلا :
" س...سيدي العجوز....هل هذا انت حقا ؟....هل ما زلت تحرس هذه الجزيرة المسكونة ؟ "
" نعم....لقد مر وقت طويل منذ أن رأيتك هنا آخر مرة.....لقد كنت تستقل مركبي كل يوم لتصل إلى جزيرة السيد....كان الجميع يرفض إيصالك خوفا من الاشاعات التي تحوم حول الجزيرة....هاهاها ااه !!"
ابتسم كوجا مجيبا العجوز باحترام قائلا :
" حسنا....أعتقد انني لم آت إلى هنا منذ عامين تقريبا.....و الآن هل يمكنك إيصالي إلى الطرف الآخر من فضلك ! ؟ "
" بالطبع ....فلتصعد يا بني !!"
صعد كوجا إلى مركب العجوز....فبدأ العجوز الابحار به نحو الجزيرة التي لا يتجرأ أحد الاقتراب منها....خاصة و الآن الجميع يطلق عليها اسم جزيرة الاشباح.....وبعد ربع ساعة من الإبحار وصل الاثنان إلى هناك...
" ااه ها قد وصلنا يا بني....هل انتظرك هنا ؟ " و ذاك ما قاله العجوز بعد أن أرسى بقاربه الخشبي
فأجابه كوجا قائلا :
" اااه كما تشاء....فانا لا أريد إرهاقك معي بالانتظار يا سيدي !! و المكان خطير هنا بعض الشيء "
رد العجوز :
" لا تقلق بشأني...فأنت تعلم جيدا أنني خادمه القوي الذي يحرص الجزيرة "
ضحك كوجا قائلا :
" أعتمد عليك إذا "


دخل كوجا الجزيرة المسكونة وهو مطمئن تماما...وبدأ المشي ملتفتا يمين يسارا....فوق و أسفل

" امم لقد نسيت الطريق بعض الشيء...الأعشاب غطت المكان تماما....لكن أعتقد أنني في الاتجاه الصحيح "
بعد مشي دام لمدة عشر دقائق وجد كوجا نفسه واقفا أمام منزل ضخم مبني بالحجارة السميكة....يحرسه شخص واحد فقط....فتاة في الخامسة عشر من عمرها ذات شعر بني و عينان سوداوتان....جسد صغير و لطيف....ترتدي ملابس طويلة تغطي جسدها النحيف....فجأة لمحت الفتاة حضور كوجا.....فاستدارت نحوه بابتسامة جميلة و لطيفة...قائلة بلطف :
" مرحبا بك مجددا...لقد مر وقت طويل....كوجا "
ذهل كوجا من رؤيته للفتاة....فقال بنبرة توحي بانذهاله الشديد :
" اا...اااه لا أصدق....دراكولينا....هل هذه حقا أنت ؟ كدت أن لا أتعرف عليك "
أجابت الفتاة بنبرة لطيفة :
" نعم....لم تتعرف علي لأن شكلي تغير بعض الشيء أليس كذلك ؟ هذا لأنك لم تزرنا منذ فترة طويلة "
" آه....تعلمين جيدا ما دار بيني و بين سيدك....لهذا أعتذر عن عدم زيارتي لكم منذ تلك المرة....لقد كان تصرفا طفوليا....لكن تعلمين كم آخذ الأمر على محمل الجد في ما يخص ذلك "
قالت الفتاة :
" نعم....فأنا لا ألومك...إن سيدي متعصب في قضية الفوز و الخسارة....على كل حال هل تود مقابلته ؟ "

أجاب كوجا :
" نعم...دعيني أمر رجاء "
قامت الصغيرة دراكولينا بفتح بوابة المنزل الضخم بيديها الصغيرتين و ببطء شديد....و بعد أن فعلت ذلك قالت بلطف :
" أدخل من فضلك "

دخل كوجا المنزل الكبير وبدأ بالمشي داخله باطمئنان و بحرية...متوجها إلى أحد غرفه المتعددة....كان المنزل من الداخل يبدو غريب الشكل....لكنه مصمم على طريقة النبلاء
و ما إن توقف بطلنا عن المشي و بعد أن صار واقفا أمام أحد الغرف الغريبة


*باااااام*
قام بركل باب الغرفة برجله وصرخ عاليا قائلا :
" هااااي أيها اللعين.....هل انت هنا...؟ "
فجأة...و بعد أن عم الصمت للحظات....سقط شخص من سقف الغرفة نازلا نحو الأسفل....بوجه شاحب يظهر عليه أثار النعاس الشديد....ذو شعر أبيض ؟ عيون حمراء ؟ و فوق هذا ذو جناحان كبيران يشبهان جناح الخفاش نفسه ؟ هذا غريب حقا.....لقد كان ذلك غريبا حقا....هل هذا بشر أم وحش ؟ واصل كوجا كلامه بنبرة باردة :
" هاااي أيها الاحمق إنه منتصف الليل.....و ما تزال نائما ؟ ليس من عادتك أن تكون كسولا "
فقام الطرف الآخر بالرد عليه وهو ما يزال في سكرات النوم....فقال و هو يقوم بمسح عيناه :
"آه....لقد سهرت النهار كاملا أقرأ كتب الكيمياء الجديدة التي اشتريتها.....م...مهلا من أنت....؟ "
ما إن نظر الطرف الآخر في وجه كوجا مدققا في قسمات وجهه....وعرف أنه هو....صاح بنبرة غريبة قائلا :
" م...ماذا...؟ الوحش الأحمر ؟ ما الذي تفعله هنا ؟ "
ثم واصل الطرف الآخر كلامه بنبرة استهزاء قائلا :
"هل أتيت لتعترف بهزيمتك الأخيرة ؟ "

فجأة صارت ملامح كوجا باردة تماما...فرد بصوت عال....
" هاي..ايها اللعين.....هل ما زلت تظن أنك غلبتني في تلك المرة ؟ "
" -باستهزاء- ماذا ؟ هل حقا أنت غاضب بعد سماعك للحقيقة ؟ "
قال كوجا :
" تعلم جيدا بأنني جاد في هذه الأمور....فلتعترف بالهزيمة و إلا سأرحل "
" يمكنك الذهاب منذ الآن....فعند آخر لكمة سددناها لبعضنا البعض في نفس اللحظة...كنت أنت أول من أغمي عليك...لهذا أنا الفائز في المباراة "
أجاب كوجا بغضب :
" لكنني أول من وجه تلك اللكمة إليك....لهذا فأنا الفائز...سحقا لك...لا أدري لما قصدتك أنت من بين الجميع "

فجأة استدار كوجا بعد أن نوى الخروج من الغرفة و الغضب الشديد يعتريه....لكن في آخر لحظة قام الطرف الآخر بإيقافه ممسكا إياه من ذراعه....قائلا بينما كان يمسح عينه التي كانت تلمع في الظلام....
" حسنا حسنا....لا تأخذ الأمور على محمل الجد....يمكننا تصفية الأمور لاحقا....و الآن...أخبرني...ما الذي أتى بك إلى هنا ؟ لا يبدو أنك أتيت لغرض النزال "
استدار كوجا الى الطرف الآخر بعد أن هدأ قليلا....ثم قال بهدوء :

" اسمعني جيدا....أنا....أتيت لاستئجارك يا....زيفو زيروسا "

تعريف :
الإسم الكامل : زيفو زيروسّا
الإسم بالحروف اللاتينية : Zevo Zerossa
العمر : 18 سنة

هذا الشخص كما تعتقدون تماما....هو من عشيرة المافيا زيروسا....ابتعد عن عائلته و هو في العاشرة من العمر...يمكن اعتبار هذا الشخص كأحد معارف كوجا القدامى....لكن لا يبدو أنه مجرد شخص عادي....نعم فهذا الشخص هو أكبر منافس لبطلنا....انهما متنافسان في القوة....لهذا فرغم هيبتهما إلى أنهما غبيان ليأخذا أمر النزال على محمل الجد....خاصة كوجا الذي يعتبر الربح و الخسارة مع هذا الشخص....مسألة جادة لا يمكن المزاح فيها...
أما ما حصل بينهما....فيبدو أن كوجا قد ربح هذا الشخص في آخر نزال بينهما...و رغم ذلك فلم يرد الطرف الآخر أن يعترف بهزيمته....لهذا هجر كوجا هذا الشخص لعامين كاملين من شدة الغضب...و لم يلتقي به منذ تلك اللحظة...إنه حتما غبي
أما بالنسبة للشيء العجيب و الغامض الذي يخص المدعو بزيفو زيروسا...الوحش الذي قصده كوجا.....فهو حتما شكله الغريب كما قلنا سابقا...ذو أذنين طويلتين نوعا ما...ذو عيون حمراء...ونابين طويلين جدا...جناحان طويلان يشبهان جناح الوطواط
كان ذلك غريبا حقا....من يكون هذا الشخص بالضبط ؟....و هل هو بشرحتى ؟

اذا كان الفضول يعتريكم فأدعوكم لمواصلة قراءة فصولنا القادمة التي ستشرح من يكون هذا الشخص...و ستروي لنا بعض القصص عنه

2019/08/30 · 324 مشاهدة · 1240 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024