اجتمع بعض من أعضاء الفيلق في غرفة الرئيسة بعد أن أغمي عليها و بعد أن قامت نائبتها كاترين بأخذها إلى هناك....لقد كان الجميع قلقا عليها....و ينتظرون استعادتها لوعيها...وفي الساعة السابعة مساء استفاقت الرئيسة...فلاحظ كوجا الأمر أولا...
" -بنبرة باردة- لقد استعدت وعيك أخيرا..."
استقامت الرئيسة في جلوسها بعد أن كانت مستلقية على سريرها...ثم مسحت عيناها قائلة :
"م...ما الذي جرى ؟ "
و ما إن قالت ذلك...لاحظ الجميع استفاقتها فاقتربوا منها أكثر للاطمئنان عليها
" رئيسة هل أنت بخير ؟ هل تشعرين بحال أفضل ؟ "
فجأة قفزت جريشا على الرئيسة بعد أن كانت تشعر بالقلق الشديد عليها...فتغرغرت عيناها بالدموع....قائلة بنبرة تدل على قلقها الشديد :
" رئيسة...حمدا لله على سلامتك....ظننت أنك لن تستفيقي مجددا "
فقامت الرئيسة بدفعها بقوة....فسقطت جريشا أرضا...ثم خاطبتها بغضب :
" جريشا أيتها اللعينة....كدت تقتلينني "
ثم واصلت كلامها بعد أن التفتت إلى جميع أعضاء الفيلق مخاطبة إياهم قائلة :
" ما الذي حدث بالضبط ؟ فليخبرني أحدكم ما الذي جرى ؟ "

صمت الجميع و لم يتجرأ أحد على إخبار الرئيسة بما حدث هناك....فحتما تلك...ستكون صدمة كبيرة لها...أن تستخدم تقنية المجرمين تلك لكن.....

" لقد قمت باستخدام تقنية الرايم مجددا....ونقضت وعدك للقائد..."

ماعدا النت دوغ الذي قال أكثر من اللازم بعد أن اقترب من الرئيسة قليلا...توسعت عينا الرئيسة بعد الذي سمعته.... و كأنها لم تتوقع ذلك...لا بل حقا لم تتوقعه.....رغم أن الأمر كان مجرد غلطة....و رغم أنها لم تكن في وعيها أنذاك...إلى أن الأمر أثر فيها لحد ما
" هذا...مستحيل...."
فصمت الجميع للحظة....و فجأة صرخت الرئيسة بصوت عال بعدما تذكرت أمر مايا....
" م...مايا ؟ ماذا عن مايا ؟ هل....قمتم بإنقاذها ؟ هل أنزلوها أرضا أولئك الأوغاد ؟ "
أجاب النت دوغ قائلا :
" و هل قطعوا كل تلك المسافة من أجل اللاّشيء حسب ظنك ؟ إن مايا مجرد وسيلة استدراج..."
لم يكمل النت دوغ كلامه حتى قاطعه كوجا مواصلا الحديث بدلا عنه :
" ما يريدونه الآن هو...أنا...لذلك سأذهب إليهم...."
فجأة...قام كوجا بإمساك الرئيسة من يدها مواصلا حديثه قائلا :
" و الآن....تعالي معي للحظة....هناك ما أرغب في التحدث معك بشأنه "

****

خرج الاثنان من الغرفة بعد أن رغب كوجا في التحدث مع الرئيسة في أمر ما...و في تلك اللحظة التي صارا يقفان فيها وحيدين بالقرب من باب الغرفة....قام كوجا بدفع الرئيسة نحو الحائط....و الضغط عليها بقوة كبيرة

" -بتألم- م...ما الذي تفعله يا كوجا....هذا مؤلم "
فأجابها ببرودة قائلا :
" لما لم تخبريني بأنه....كان أنت كل ذلك الوقت ؟ "
ثم أفلتها مستديرا نحو الجهة المعاكسة التي كانت تقف فيها الرئيسة....فأجابته هذه الأخيرة قائلة :
" آسفة....فلم تسنح لي الفرصة لإخبارك...."
فقال كوجا بغضب ليس بشديد :
" و فوق هذا...لا أصدق أن ذلك الأحمق قد علّمك تلك التقنية "
توسعت عينا الرئيسة فجأة...ثم قالت في ذعر :
" ل...لا تقل لي بأنني استعملت...."
قاطع كوجا كلام الرئيسة قبل إنهاءه فقال بهدوء :
" لقد أوقفتك قبل أن تدمري المدينة....لقد جن جنونك تماما "
أنزلت الرئيسة رأسها نحو الأسفل...من دون قول شيء....
ثم واصل كوجا كلامه قائلا بهدوء :
" أنا...أنتظر أوامرك...فلنذهب لإنقاذ مايا "

ارتسمت على وجه الرئيسة علامات الجدية الممزوجة بالغضب...ثم واصلت حديثها قائلة :
" نعم....فما يهم الآن هو استرجاع مايا....لهذا دعنا نعد إلى الداخل من أجل رسم خطة لاستعادتها "

أجاب كوجا بصرامة :
" علم.."

****

دخل الاثنان مجددا بعد الحوار الغامض الذي دار بينهما....ثم أمرت الرئيسة الجميع بأن يجتمعوا من أجل وضع خطة
" اسمعوني جيدا....ستكون خطتنا الرئيسية مقسمة إلى جزأين رئيسيين....الجزء الأول سيخص أفراد الفيلق الذين سيقومون بمرافقتي "
ثم التفتت الرئيسة إلى كوجا و هي تنظر إليه بحزم و ثقة....مواصلة حديثها :
" و الجزء الثاني سيكون خاصا بكوجا...."
بعد ذلك شرحت ما يتوجب على الجميع التقيد به و عدم مخالفته مهما حدث
" سنقوم بالهجوم نحن أعضاء الفيلق من الجهة الأمامية....لابد أن يكون المكان مليئا بالشرطة الزرقاء لهذا ستكون مهمتنا هي إلهاءهم "


واصلت الرئيسة حديثها قائلة :
"...بما أنكم فهمتم تقريبا ما ننوي فعله و فهمتم ما عليكم التقيد به...يمكنكم الانصراف الآن...لأن مهمة كوجا الرئيسية ستبدأ من الآن....دعونا لا نضيع الوقت "

صرخ الجميع بصوت عال و بنبرة تدل على استعدادهم التام لمهمة الإنقاذ

" علم أيتها الرئيسة "

****

استدارت الرئيسة إلى كوجا...بعد أن غادر أفراد الفيلق....
و ما بقي في الداخل سوى كوجا و النت الدوغ و معهم الرئيسة التي ستشرح باقي الخطة لكوجا...
" ماذا الآن ؟ و ما هي مهمتي بالضبط ؟ أنا سأذهب لوحدي...فأنا...أعلم جيدا ما يتوجب علي فعله...إنهم يريدونني أنا....و لهذا سينالون ما يريدونه " و ذاك ما قاله كوجا
فأجابته الرئيسة قائلة بهدوء :
"...اسمعني جيدا يا كوجا...أن تقاتل فرقة الحروف القاتلة لوحدك....إنما هي لفكرة سيئة لحد ما...."
قال كوجا باستغراب :
" ماذا...؟ ما الذي تقصدينه ؟ بإمكاني قتالهم لوحدي "
واصلت الرئيسة حديثها شارحة الأمر الأكثر…
" لن يكون الامر لصالحك ان كانوا يفوقنك قوة... "
" قلت...يفوقونني قوة ؟ "


ابتسمت الرئيسة ابتسامة عريضة مواصلة حديثها مجددا...
" نعم....فنحن....قد قيمنا مدى قوتكم منذ زمن بعيد جدا...و الآن أخبرني...هل تتذكر عملية الاغتيال التي حدثت قبل سنتين من الآن لسفير الجمهورية الزرقاء ؟ "
استغرب كوجا من كلام الرئيسة...هل قالت قامت بتقييم مدى قوة الحروف القاتلة ؟ هذا الأمر...عجيب...
فرد كوجا على الرئيسة قائلا :
" قمتم بتقييم فرقة الحروف القاتلة ؟ هل هذا يعني أنكم تعلمون عن مدى قوتي ؟ حسب كلامك...."
ثم فرك رأسه بعد أن استدار نحو الجهة الأخرى منزلا رأسه نحو الأسفل و بتردد قال :
" ن...نعم و أنا أتذكر عملية اغتيال السفير...و ما شأن ذلك في الموضوع...."
فقالت الرئيسة :
" جيد يبدو أنك ستفهم الأمر جيدا....قبل عامين من الآن تم اغتيال سفير الجمهورية الزرقاء ولا يدري أحد من الفاعل...حتى الآن أليس كذلك ؟ يقال أن الفاعل هما شخصان كانا في البناية المقابلة للبناية التي ألقى فيها السفير خطابه....الأولى فتاة ملثمة تبدو في نهاية العشرينات من عمرها كانت تحمل شيئا على ظهرها و كأنها قناصة أو ما شابه....و الثاني رجل قصير القامة يرتدي نظارات مربعة الشكل....فبعد خروجهما بكل هدوء من المبنى المقابل الذي حدثت فيه عملية الاغتيال....اختفيا فجأة و لم يراهما أحد بعد تلك الفاجعة "
قال كوجا بتردد :
" لكن الحقيقة هي...."
و لم يكمل كلامه حتى قاطعته الرئيسة مواصلة الحديث مكانه قائلة :

" لكن الحقيقة هي أن فرقة الحروف القاتلة من قامت بعملية الاغتيال "

تفاجئ كوجا بعدما قالته الرئيسة.... فقال بانذهال :

" كيف عرفت ذلك ؟ هل يعقل...أن تلك الفتاة التي ذكرها الاعلام أنذاك...كانت أنت ؟ "

أجابت الرئيسة قائلة :

" نعم.....تلك الفتاة التي تبدو في العشرينات من عمرها...و التي أُطلقت عليها كل تلك الإشاعات مع زميلها القصير صاحب النظارات.....كانا أنا و النت دوغ...."
ثم طلبت من النت دوغ أن يشرح التفاصيل أكثر
فبدا الحديث قائلا :
" لقد بدأ الأمر قبل خروجنا في مهمة رسمية و بعد أن قمت باختراق قاعدة بيانات مركز الأوامر التابع للمنظمة الخاصة....فقمت أنذاك بمقاطعة كل البيانات التي يتم تحويلها إلى مركز الأوامر....إن هذا ما أقوم به عادة عند إيجادي لثغرات أمنية في نظام المنظمة....لكن في إحدى المرات كان الأمر مختلفا تماما...لقد لاحظت أنذاك مرور إحدى البيانات المشفرة بشيفرة قوية يصعب فكها....لذلك انتابني الفضول لمعرفة ما تحتويه تلك البيانات و ما سبب تشفيرها بتلك الطريقة....بعد ساعات من دراسة الأمر...استطعت أخيرا فك الشيفرة و تحويل بياناتها من معطيات رقمية إلى ملف يسهل قراءته.....إن ما كان يحتويه الملف لصادم حقا...قوموا باغتيال سفير الجمهورية الزرقاء بعد شهر من الآن...."

ملاحظة للقارئ :
تقوم المنظمة بإرسال الأوامر الصعبة التي تتطلب السفر قبل شهر أو شهرين عن موعدها و ذلك لغرض إضافتها إلى جدول الأعمال و من أجل التجهيز الكامل لها "
مواصلة حديث النت دوغ :
" مدة شهر كامل كافية لتحضير خطة ما لإيقاف الاغتيال....و في نفس الوقت من أجل محاولة الإيقاع بفرقة الحروف القاتلة....عصفوران بحجر واحد...أليس كذلك ؟ نعم....ذلك ما ظنناه للأسف.....قام جهازنا الاستخباراتي بالاتصال باستخبارات الجمهورية الزرقاء من أجل تأمين حماية خاصة للسفير أثناء إلقائه لخطابه الذي كان بعد شهر...لكن بالطبع قد وَضعْت كل الاحتمالات التي قد تحدث أثناء عملية الاغتيال....كفشل عملية حماية السفير مثلا...لهذا أردت أن نستفيد قدر الإمكان من أجل الإيقاع بالفرقة و بأية طريقة ممكنة.....بعد تفكير طويل خطر في بالي أمر ما...و هو...محاولة اقتناء ذلك الجهاز الذي لا يوجد في العالم سوى خمس نسخ منه فقط.....جهاز ال إكس رام فايف Ex Ram 5 ....الجهاز الأكثر ندرة في العالم و حتى المنظمة الخاصة نفسها لا تملك مثل ذلك الجهاز....لكن بتعاون من نبلاء مدينة إزميليا استطعنا تأمينه و بصعوبة كبيرة "
إندهش كوجا من طريقة تخطيط النت دوغ....جعله ذلك يعرف أن قوات صائدي المجرمين....ليسوا بذلك الضعف الذي كان يظنه....
واصل النت دوغ شرحه لماهية الجهاز و ما الغرض من استعماله قائلا :
" على كل حال... يقوم جهاز الإكس رام فايف بإطلاق موجات لا مرئية على بعد ثمانين كيلومتر....يشبه القناصة في الشكل حيث يتم تصويب فوهته نحو مستخدم الرايم لغرض دراسة شرارات الرايم المنبعثة منه أو يمكن تحويله لمصدر التقاط شرارات الرايم تحت قطر أربعين كيلومترا عن طريق إيصاله بهوائي خاص... "
ملاحظة :
إن بنية بخار الرايم هي شرارت كهربائية من نوع عجيب و غير معروف....منساب خارج الجسد مشكلا بخارا مرئيا....و هذا سبب تكنية النت الدوغ لبخار الرايم بشرارات الرايم

فقال كوجا مخاطبا الرئيسة...و هو يضع سبابة يده اليمنى تحت شفاهه بعد أن قام بالتفكير لبرهة :
" مما يعني أن ذاك الشيء الذي كنت تحملينه على ظهرك أنذاك كان....جهاز الإكس رام فايف...أليس كذلك ؟ "
أجابت الرئيسة قائلة :
" نعم بالضبط....و الآن هل فهمت ما كنا ننوي فعله ؟ "
قال كوجا :
" دراسة مدى قوة فرقة الحروف القاتلة عن طريق دراسة هالة الرايم الخاصة بهم...من ثم الإيقاع بهم بعد رسم خطة محكمة "

فأجابت الرئيسة :
" بالضبط....و الآن دعني اطلعك عما حدث هناك بالتفصيل....حتى تفهم الخطة جيدا "

قصة جانبية مشوقة : عملية اغتيال سفير الجمهورية الزرقاء

في الثلاثين من شهر ماي لسنة 2115....قرر سفير الجمهورية الزرقاء إلقاء خطابة في ذلك اليوم.....كان المبنى أنذاك ممتلأ يعج بالحاضرين...احتضن الكثير من الرؤساء...السفراء...رجال السياسة....رجال أعمال مشهورين و زوجات و أولاد ما ذكرنا سابقا....و ذلك من أجل الاستماع إلى ما كان سيلقيه السفير أنذاك....استغلت الفرقة الخاصة كثرة الحاضرين لصالحها....
و قد كان كل الحروف العشرة يقفون على الرصيف المقابل للبناية...و كان حضورهم حادا و مرعبا جدا
و بعد أن كان الجميع مستعدا لعملية الاغتيال....نطق المستشار الخاص لفرقة الحروف القاتلة محاولا وضع خطة الهجوم....قائلا :
" إليكم الخطة سنتفرق...."
و لم يكمل الحرف بيتا كلامه حتى استوقفته الحرف أميكرون قائلة بنبرة تغطرس :
" لا تتذاكى علينا الآن أيها الأحمق...نعرف تماما الخطة....أول من يصل إلى السفير ينهي وجوده.."

كانت الحرف أميكرون أنذاك تبدو في السادسة عشر من عمرها....أميكرون أو بالأحرى كيم يِون kim Yewon هي فتاة متوسطة القامة....تعود أصولها إلى جنوب شرق جمهورية الدب القطبي....تفضل القتال بالسيوف الطويلة كسيف السبعة أفرع الغريب...وسيوف الساموراي....و هذه العميلة هي رفيقة كوجا في مهامه الثانوية كما قلنا سابقا...لكن هناك حتما أمر غريب يخص هذه الفتاة....تلك الذراع اليمنى التي تغطيها بضمادات طبية طيلة الوقت....و لم تسمح لأحد بأن يراها....إن ذلك حتما لأمر غريب .
" آه ...أنت حقا وجع رأس يا يون....هيا فلندخل فقط " و ذاك ما قاله الحرف دالتا بنبرة ملل
فردت عليه أميكرون بغضب قائلة :
" ماذا قلت يا دالتا المعتوه ؟ "
فجأة تقدم الحرف أميغا...و هو الحرف الأكثر غموضا في الفرقة....و الغير معروف رغم أنه لم يفشل و لا في مهمة واحدة من مهامه....فقال الحرف الغامض بنبرة صارمة :
" أنتما الاثنان....لم نأتي إلى هنا لإثارة المتاعب....لقد كان المستشار على حق....نحتاج إلى خطة ما....لكن نظرا لتأقلمنا السابق في القتال....ستكون استراتيجيتنا هي التفرق من أجل الإحاطة.....ستكون تشكيلتنا مشابهة لبيت العنكبوت...في حالة ما فشلت الخطة....سيموت جميع من علق في شباكها..."
وافق أعضاء الفرقة على اقتراح الحرف أميغا
" حسنا فلنفعها..."
و ذاك ما قالوه بهدوء...ما عدا كوجا الذي اكتفى بالصمت....بينما كان يقف و هو تارك مساحة صغيرة عن الفرقة
تسللت الفرقة الخاصة إلى الداخل بعد أن تنكر الجميع بلباس تنكرية غريبة لحيوانات ظريفة ؟....و ذلك لأن الساعة كانت تشير إلى التاسعة ليلا....و هذا يعني أن فقرة إبهاج أطفال الحاضرين قد بدأت....لقد ساعدت اللباس التنكرية أعضاء الفرقة في إخفاء أسلحتهم....لكن لنكون صريحين...فقد جعلتهم تلك الأزياء يبدون ظريفين... و كأنهم ليسوا بقتلة محترفين و اللذان كانا يبدوان أظرف هما....الحرف أميكرون التي كانت ترتدي لباس أرنب عملاق....و كوجا الذي كان يرتدي زي قط أسود لطيف .
بعد أن اجتمع الجميع في الداخل على تشكيلة متقاربة و هم يحدقون في الحاضرين بنظرات باردة جد حريصة....التفت الحرف دالتا إلى أميكرون ثم خاطبها باستهزاء....قائلا :
" هاي....يون تبدين ظريفة بهذا الزي "
فأجابت أميكرون بغضب :
" اسمع يا هذا....فلتصمت و إلا سألغي المهمة و أتكفل بحضرتك هنا "
فجأة قامت الحرف تو بوخز أميكرون قائلة بانزعاج :
" يون...توقفي عن ذلك فأنت تبالغين في ردّات فعلك...لا تثيري الشكوك من حولنا "
أجابت أميكرون الحرف تو و علامات الغضب بادية على وجهها قائلة :
" أ...أبالغ ؟...أخبريه أن يصمت يا ميلينا و إلا سأحطم رأسه الفارغ ذاك "

إعتاد الحرف دالتا على إزعاج أميكرون....لا شك أنه يستمتع بذلك....على كل حال بعد أن درست الفرقة الوضع في قاعة الإلقاء.....تفرق أعضاء الفرقة في القاعة على تشكيلات ثلاثية....في نفس الوقت الذي انتشرت فيه الفرقة كانت رئيسة فيلق العنقاء و النت دوغ قد وصلا إلى المكان و استقرا في البناء المقابل لمكان الاجتماع وبحوزتهما جهاز الإكس رام فايف....قام النت دوغ بتعديله على نظام الالتقاط المصوب....موصلا إياه بحاسوبه المحمول الصغير حتى تظهر البيانات على شاشاته....و حتى يستطيع دراسة مدى قوة شرارت الرايم لكل فرد على حدى....فقالت الرئيسة :
" هل كل شيء على ما يرام ؟ "
" أعتقد ذلك ..."
" سننتظر فقط...بعد أن أطلعنا قوات الجمهورية الزرقاء بما سيحدث...سيوقفون عملية الاغتيال حتما..."
أجاب النت دوغ قائلا :
" لكن بما أنهم مختلطين مع الحضور....حتما سيصعب ترصدهم...و ذلك بسبب ارتداء الحاضرين لهذه اللباس الغريبة....حتى أننا لا ندري ما إن كانوا بالداخل أم لا....أعتقد أن القوات الخاصة ستنتظر انتهاء هذه الفقرة قبل أن تبدأ في التحرك..."
" نعم أعتقد ذلك "
ثم واصل النت دوغ كلامه قائلا :
" في حالة ما....فشلت عملية الحماية....حتما ستحدث مجزرة هنا....سنقوم باستغلال ذلك من أجل دراسة شرارات الرايم فبتالي حتى لو لاذت الفرقة الخاصة بالفرار....فستكون لدينا كل المعلومات عن مدى قوتهم...مما يعني أننا نستطيع الإيقاع بهم لو قمنا بوضع خطة محكمة "
أجابت الرئيسة قائلة :
" هممم...لكن ماذا لو لم تستخدم الفرقة الخاصة تقنية الرايم ؟ "
و رد النت دوغ قائلا :
" ستفعل بلا شك...في حالة ما حدث أي شيء مريب في القاعة ستتدخل كتيبة القوات الخاصة التي لن تقل عن مائة رجل.....أتساءل ما الذي ستلجأ إليه الفرقة الخاصة أنذاك ما عدا استعمال تقنية الرايم...."
تنهدت الرئيسة قائلة :
" آه...فهمت...الآن علينا أن نصلي من أجل السفير حتى لا يحدث له أي ضرر..."

فجأة....و في تلك اللحظات دخل السفير إلى القاعة من أجل الترحيب بالحاضرين....لقد كان يرتدي لباسا تنكريا أيضا....هذا غريب حقا يبدو أن الخطاب الذي كان سيلقيه لم تكن له أي صلة بأمور سياسية...هذا الحضور غير رسمي البتة....و هذا ما أثار استغراب الحرف دالتا فخاطب أميكرون...قائلا :
" هاي يون أليس هذا غريبا ؟ "
أجابت أميكرون قائلة :
" ماذا ؟ ما الغريب ؟ "
" اللباس الغريبة التي يرتديها السفير....هل حقا هذا الحفل رسمي ؟ "
أجابت الحرف أميكرون بغضب قائلة :
" وما دخلي أنا ؟ فلتتوقف عن طرح الأسئلة الغبية....ولتركز في المهمة....سيقوم الحرف ثيتا بقطع التيار الكهربائي عند الساعة التاسعة و نصف....لم تتبقى سوى خمس دقائق فلتصمت إلى ذلك الحين و لتتوقف عن مضايقتي أيها اللعين "
رد الحرف دالتا في توتر شديد و كأنه شعر بالخوف من الحرف أميكرون...قائلا في ذعر :
" حسنا حسنا لقد صمت "
ثم واصل حديثه في نفسه قائلا :
"هذه الفتاة حتما تكرهني..."

لقد كانت الحروف القاتلة تراقب بحذر شديد حارصة على أن لا تختلط بالحضور و أن لا يلحظ أحد وجودها...فجأة صعد السفير فوق المنصة من أجل تحية الحاضرين فبدأ الخطاب المنتظر قائلا :
" مرحبا بجميع الحاضرين....لقد شرّفنا حضوركم هذا...إنه لمن المفرح أن نرى وجوه أطفالنا مبتهجة هكذا....إننا نتطلع لرؤية إنجازاتهم المبهرة في المستقبل....أنتم يا صغار أمل و مستقبل جمهوريتنا "
تأثر الحاضرون بافتتاحية السفير فراحوا يصفقون له بابتهاج....و ذاك ما أثار فضول الحرف أميكرون...فقالت بصوت خافت مخاطبة الحرف دالتا...
" هيه....دالتا الوغد....ما الذي قاله السفير للتو ؟ فأنا لا أفهم اللغة الإنجليزية..."
فأجابها دالتا باستهزاء :
" همم ؟ أنت غبية حقا...عميلة لا تتقن اللغات ؟ هذا غريب حقا "
" -بحرج- م...م...ماذا قلت ؟ ما الفائدة من ذلك ؟ أنا أتقن لغة الأرض الغامضة....لغة الفرانكا الحديثة....لما علي تعلم لغات أخرى ؟ "

معلومة للقارئ :

⦁ معلومة واقعية

لغة الفرانكا : هي لغة ابتكرها تجار البحر الأبيض المتوسط....كانت رائجة بين القرنين 15 و 19م....هذه اللغة هي خليط من عدة لغات مختلفة : اللغة العربية و الإيطالية و الاسبانية...استعملت كلغة اتصال و تجارة بين رواد البحر المتوسط خاصة عندما لم تتوفر لغة مشتركة بين المتحاورين....لهذا لجأوا إلى فكرة استعمال أكثر الكلمات المتداولة في اللغات المتوسطية...من أجل إيجاد لغة تفاهم مشتركة...لتسهل عملية التواصل بينهم .

⦁ معلومة تخيلية

لغة الفرانكا الحديثة : هي لغة الأرض الغامضة....و هي نفسها لغة الفرانكا القديمة التي كانت تستعمل بين التجار و البحارة في القرون الوسطى....اعتمد عليها سكان الأرض الغامضة بعد أن هاجروا من بلدانهم...و ذلك حتى يسهل عليهم التواصل فيما بينهم....كون المهاجرين من بلدان مختلفة من العالم....أما الاختلاف بين اللغتين...فهو اللهجة و عدد الكلمات....فلغة الفرانكا الحديثة من أغنى لغات العالم من حيث الكلمات .

عودة إلى القصة :
رد الحرف دالتا قائلا :
" هيه كما تعلمين يا غبية المقولة تقول من تعلم لغة قوم أمن شرهم.....أليس كذلك ؟ "
فجأة ارتسمت على وجه الحرف أميكرون سمات الضجر مخاطبة الحرف دالتا قائلة :
" هاي...اسمع يا هذا....لا تتمادى كثيرا...فلتتوقف عن مناداتي بالغبية و إلا.... "
" حسنا حسنا....تصبحين مخيفة عندما تغضبين "

واصل السفير خطابه :
" لقد أحضرتكم هنا اليوم يا جماعة من أجل الاتفاق على أمر مهم...التبرع لدور اليتامى بمبلغ لائق...فكما تعلمون لقد زاد عدد اللاجئين اليتامى في السنوات الأخيرة...وبصفتنا ممثلي الطبقة المرموقة في الجمهورية الزرقاء من واجبنا التكفل بالأمر...فمن سيفعل ذلك غيرنا ؟ "

" نعم أتفق مع السفير "
" السفير إنسان محترم....هذا الأمر مشرف حقا "
" من النادر رؤية شخص من طبقة مرموقة يملك صفات كصفات السفير "

قام الحرف دالتا بوضع إبهامه تحت شفتيه و هو يحدق في السفير بانزعاج...ثم قال :
" أعتقد أنه حفل تبرعي لليتامى اللاجئين "
" قلت حفل تبرعي ؟ إذا أليس ما سنفعله سيئا ؟ " و ذاك ما قالته الحرف أميكرون بعد أن سمعت ما قاله دالتا بصوت منخفض
فأجابها الحرف دالتا قائلا :
" لا أعتقد ذلك....جميع من في هذه القاعة تصل نفوذهم القذرة حتى إلى عشائر المافيا و الجماعات الإجرامية كعشيرة القتلة زيروسا وعائلة المافيا أنتوان نوسترا و الكثير من المنظمات العالمية المخالفة للقانون....أعتقد أن الغرض من هذا الحفل هو التشهير بشركات الحاضرين لا غير "
" هكذا إذا....سحقا لهم.....سأحرص على إبادتهم جميعا "
" لا تتسرعي....سنفعل ذلك في حالة ما فشلت الخطة فقط "

فجأة أشار الحرف سيغما بيده من بعيد....حتى يفهم الجميع أن العد التنازلي على انقطاع الكهرباء قد بدأ....فبدأت الفرقة العد بتنازل .

بيتا :
" 10 "
دالتا :
" 9 "
أميكرون :
" 8 "
سيغما :
" 7 "
ثيتا :
" 6 "
بي :
" 5 "
أميغا :
" 4 "
تو :
" 3 "
يوبسيلون :
" 2 "

و ختم الحرف إبسيلون العد النازلي قائلا بنبرة باردة و هادئة :
" الآن...... "

فجأة انقطعت الكهرباء عن القاعة التي كان فيها الحاضرون....وفي لمح البصر انطلق كل من الحرف إبسيلون و الحرف أميكرون بسرعة خاطفة في اتجاه السفير بعد أن أشهر كلاهما سيفهما....عنق التنين الخاص بكوجا و السيف الساموراي الطويل الخاص بيون....بغية اغتيال السفير
شعرت الرئيسة في تلك اللحظة بالتوتر الشديد....بعد انقطاع الكهرباء...فذلك الامر لم تكن تتوقع حدوثه...
" سحقا ما الذي يجري في الداخل ؟ " وذاك ما قالته مخاطبة النت دوغ


فأجاب قائلا :
" قاموا بتعطيل الكهرباء ؟ يبدو أنهم فعلوا ذلك من أجل تسهيل عملية الاغتيال...لكن من حظنا أن الإكس رام فايف مزود بتقنية الرؤية الليلية "

" ما الذي يحدث..."
" لما انقطعت الكهرباء ؟ "
" أنا خائفة جدا...أنا خائف يا أمي"

ما هي إلا خطوات حتى يقوم كل من الحرفين باغتيال السفير.....لكن يبدو أن الأمر لن يكون بتلك السهولة فجأة وفي لمح البصر سقط من فوق حوالي سبعة أشخاص مخترقين السقف من الخارج ساقطين فوق المنصة التي كان بها السفير....و في آخر لحظة قام إحدى السبعة بتصدي هجوم الحرفين بواسطة سيفه العملاق...لقد كانت فتاة شقراء...ترتدي ملابس القوات الخاصة...يبدو أن الدعم قد وصل...انسحب كل من الحرفين إبسيلون و أميكرون خطوات نحو الخلف .
فقالت الحرف أميكرون بحذر :
" ماذا ؟ قوات خاصة ؟ هذا يعني أن...."
التفتت الحرف أميكرون نحو كوجا مواصلة حديثها قائلة :
" كوجا....كن على حذر....سأترك أمرها لك...و سأتكفل بأمر الستة الباقين بنفسي "
فأجاب كوجا و هو ينظر في الفتاة بحرص شديد...
" حسنا "

*بوووووم*

في تلك اللحظة....تحطمت أبواب القاعة و دخل منها ما يقارب المائة و السبعين فردا من القوات الخاصة التابعة للجمهورية الزرقاء....ليحاصروا المكان تماما .
" فلينبطح الجميع ... و الآن " ذلك ما قاله رئيس الكتيبة بصوت عال...
لكن من شدة الهول لم يسمعه أحد....فواصل الحاضرون الركض في كل الاتجاهات و الخوف الشديد يعم قلوبهم
ابتسمت الحرف أميكرون بعد دخول الكتيبة إلى القاعة....و كأنها كانت ترغب في حدوث أمر كذاك....فقالت بنبرة استهزاء :
" ماذا ؟ هل أرادت المنظمة إرسالنا في مهمة انتحارية أو ما شابه ؟ لكن هذا غير كافي لقتلنا "

قال النت دوغ الذي كان يشاهد الأمر من بعيد بواسطة منظار جهاز الإكس رام فايف...
" ستبدأ الحفلة....أيتها الرئيسة "
فجأة قامت الحروف القاتلة بتفجير هالة الرايم تماما كما خطط النت دوغ...ما عدا حرف واحد فقط....و هو الحرف الغامض أميغا....ما الذي يخطط له هذا الشخص يا ترى ؟

****

بعد أن نزل المقاتلون السبعة قاموا بإشهار أسلحتهم....و هم ينظرون في كوجا و يون...ابتسمت الحرف أميكرون ابتسامة مرعبة و جنونية....قائلة بنبرة مخيفة :
"هاي...أنتم أيها الأوغاد....عرّفوا بأنفسكم "
فأجاب أحدهم...و يبدو أنهم قائدهم أو ما شابه...فقال :
" نحن نخبة عملاء استخبارات الجمهورية الزرقاء....قامت الاستخبارات بتشكيل فريقنا هذا من أجل انجاز المهام الصعبة من دون الفشل في اية واحدة منها....بفريق كهذا....إن نسبة خسارتنا هي صفر بالمائة....لذلك أنصحكم بالمغادرة....فنحن لا نريد أن نفسد علاقتنا مع المنظمة العالمية الخاصة المسيطرة على الأرض......"
قبل أن يكمل العميل كلامه قامت أميكرون بمقاطعته قائلة :
" ألم تكمل كلامك بعد ؟ سألتك أن تقوموا بتعريف أنفسكم فحسب.... فلتتجهزوا.....ستكونون خصومي "

لقد كان لون هالة أميكرون أزرق تماما كالسماء...يبدو أن ذوقها في القتل رفيع حقا...في تلك اللحظات قامت هذه الأخيرة بتكثيف هالة الرايم و نشرها على طول سيفها الحاد فصار يلمع كالبرق....
" و الآن....فلتتقدموا "

ما إن قالت الحرف أميكرون ذلك.....قام أحد العملاء النخبة برفع سلاحه الثقيل....موجها إياه نحوها...لقد كان رشاشا ضخما رباعي الفوهة من عيار 12.7مم....هل ذاك رشاش مروحية ؟ إن ذلك لا يبشر بالخير...لكن يبدو أن الأمر لم يزعج الحرف أميكرون....بل جعلها تبتسم تحمسا لما سيحدث .
فجأة....ضغط العميل على الزناد فبدأت رصاصات الرشاش في الانطلاق من دون توقف نحو الحرف أميكرون
لكن كل ما كانت تفعله هذه الحرف هو...التلويح بسيفها الطويل و بسرعة خاطفة لا بشرية...بواسطة يدها اليمنى متصدية لكل الرصاص الذي كان ينطلق نحوها....
هل هذا الامر غير منطقي ؟ لن يكون كذلك أمام مستخدم رايم ذو جسد أسرع من سرعة الرصاصة نفسها...تماما كالحرف أميكرون....كان العميل يطلق الرصاص و هو يضحك بهيستيرية...

" موتي....فلتموتي أيتها اللعينة "

حتى أتت تلك اللحظة التي نفذت فيها ذخيرة الرشاش...بعد أن غطى دخانه المكان تماما...و بعد أن....

تصدت الحرف أميكرون لكل رصاصة انطلقت منه....و هي تلهث بشدة...يبدو أن ذلك أرهقها نوعا ما .

صعقت فرقة العملاء مما رأوه.....و جعلهم ذلك يشعرون بتوتر شديد
" تلك الفتاة....قوتها خارقة للعادة....هل...هي بشرية حتى ؟ "

****
كانت الرئيسة و النت دوغ يرون ما كان يحدث في الداخل من البناية المقابلة...و الرعب يملئ قلوبهم...خاصة بعد رؤيتهم تحركات الحروف القتالية و قدراتهم العالية...كانت الحروف القاتلة ترقص في الداخل....قاتلة كل من يعترض طريقها....مما جعل ذلك من رئيسة فيلق العنقاء تشعر بالغضب الشديد و لم تستطع كبح غضبها

" هذا....هذا سيء علينا التدخل أيها النت دوغ "
أجابها النت دوغ قائلا :
" حتى لو تدخلنا فلن نستطيع إيقاف هذه الوحوش الكاسرة لوحدنا...ليس هناك ما بإمكاننا فعله سوى أن ندرس مدى قوة شرارات الرايم....و التخطيط للنيل منهم لاحقا "
" هذا جنوني أيها النت دوغ...هل سنسمح لهم بالموت فقط ؟ حتى أن دليل الاغتيال هو الآن في الداخل "
ما كانت تقصده الرئيسة هو أن الحاضرون هم الوحيدون الذين يستطيعون تبرير ما حدث في الداخل...و وصف وجوه المغتالين....حتى أن رئيس الاستخبارات الذي اتصلت به استخبارات صائدي المجرمين كان متواجدا في داخل القاعة مع الحاضرين الذين أتو من أجل الاستماع الى الخطاب....و موته يعني موت الأدلة كلها.....فقد قام بأمر رئيس الكتيبة أن يحضر أتباعه المائة و السبعين بالسر حتى لا تشيع الأخبار وتتوقف عملية الاغتيال...لقد كان رئيس استخبارات الجمهورية الزرقاء واثقا من اطاحته بالحروف القاتلة هناك
قال النت دوغ محاولا تهدئة الرئيسة :
" رئيسة...تمالكي أعصابك...فلنتقيد بالخطة من فضلك...ليست لدينا صلاحيات للتدخل...الآن يمكنني أن أرى أرنبا عملاقا يقوم بإمساك سيف مكثفا عليه هالة الرايم
" سحقا...ليس باليد حيلة افعل ما تشاء...على كل حال ذلك الأرنب الكبير إنها الحرف أميكرون "
قام النت دوغ بتوجيه فوهة جهاز الإكس رام فايف نحو الحرف أميكرون....وقام بتشغيله....
فجأة بدأت تظهر بيانات على شاشة الحاسوب المحمول...لقد كانت شحنة شراراتها تصل إلى المائة والخمسين ألف UI
ملاحظة :
UI : وحدة دولية
قال النت دوغ بهدوء :
" لا أدري إن كانت تلك النسبة كبيرة أم لا....فليس لدي أدنى فكرة عن وحدة قياس هذه الشرارات....على كل حال سأقوم بحفظ ملفها الخاص لدراسته لاحقا و سأواصل تعقب الآخرين...
لفت انتباه النت دوغ هالة قرمزية اللون كانت تنبعث من حرف يحمل سيفا صغيرا...و هو الحرف إبسيلون بالطبع.....فقام النت دوغ بتصويب الجهاز نحوه....ليحدث الأمر الأكثر غرابة على الاطلاق....

" م...من يكون ذاك الشخص ؟ إن معدل انسياب هالته نحو الخارج مختلف تماما عن الحرف أميكرون "
فردت الرئيسة قائلة :
" ذاك الحرف إنه حتما الحرف إبسيلون...هذا الشخص قوي حقا....لذلك فلتركز على معرفة كل شيء فيما يخص هالته "
بمجرد أن قام النت دوغ بتوجيه فوهة الإكس رام فايف و تصويبها نحو كوجا من أجل معرفة معدل قوته...

بدأت تظهر النتائج بعد لحظات بشكل غريب......

1000....
10000....
1000000...
1000000...

" ما....ما هذا بحق خالق الجحيم ؟ "

فأجابت الرئيسة قائلة في ذعر شديد :
" مهلا لحظة....هل هذا الرقم هو المليون ؟ ما هذا الفرق الشاسع....م...ما الذي يعنيه ذلك ؟ "

و فجأة و في تلك اللحظة.....توقف نظام الإكس رام فايف عن العمل......
فقال النت دوغ بينما كان يتفقد الجهاز باحتيار شديد :
" إن المليون هو آخر رقم يستطيع الإكس رام فايف استوعابه....فبمجرد بلوغ المليون....يعاد تشغيل نظامه مباشرة في حالة ما تعدت الشحنة التي يتحملها....هل يعقل أن........."
" شحنة شرارات الرايم الخاصة بكوجا قد تفوق المليون وحدة ؟ هذه القيمة....كبيرة جدا....بما أنها جعلت هذا الجهاز يتوقف عن العمل...و حتى أننا لا ندري إلى أي مدى قد تصل قوته... " و ذاك ما قالته الرئيسة و هي تكاد لا تصدق ما رأته
خاب أمل الرئيسة....توقف الجهاز الأكثر ندرة في العالم عن العمل بسبب هالة كوجا....ما الذي يعنيه ذلك ؟ و كيف سيقومون بالتصدي لهته الهالة المتوحشة ؟ هل حقا يمكن رسم خطة للإيقاع بتلك الفرقة ؟ في تلك اللحظات تحرك كوجا بسرعة خاطفة مهاجما الفتاة الشقراء.....و بضربة سيف واحدة فقط....تحطم سيف الفتاة طاعنا صدرها في نفس الوقت....تلك العميلة....لم تستطع رؤية تحركات كوجا حتى..
" س...سحقا....لقد خسرتْ "
كانت تلك آخر كلمات قالتها العميلة

في تلك اللحظة نظر كوجا إلى الحرف بيتا أو بالأحرى المستشار.....بنظرات أبرد من الجليد....مخاطبا إياه قائلا :
" أيها اللعين...لما تقف من دون حراك ؟ "
فأجاب المستشار :
" همم ؟ و لما علي التحرك و أنتم تقومون بكل شيء بدلا عني ؟ "
" أيها الوغد الحقير إنك حقا لا تصلح لشيء....."

****

بعد أن قامت الحرف أميكرون بتصدي كل رصاص رشاش العميل....ثارت فرقة نخبة العملاء غضبا بعد أن رأوا ما حدث لزميلتهم التي قام كوجا بقتلها...
" س...سحقا....جولي...لقد...."
فجأة اختفى كوجا من مكانه....بعد أن انتقل لقتل باقي الحاضرين....في الأخير لم يرد التدخل بعد أن اخبرته الحرف أميكرون بترك البقية الستة لها .
" هاي أنت انتظر...."
قامت أميكرون بإيقاف فرقة العملاء بعد أن حاولوا اللحاق بكوجا....قائلة لهم :
" هاي أنتم...أنا هي خصمكم هنا...."

فأجابوا بغضب :
" أ...أيتها اللعينة...لن نرحمك إذا "

بعد أن كان المكان شبه هادئ فوق منصة السفير....

" تفجير....هالة الرايم "

قام أعضاء فرقة نخبة العملاء بتفجير هالاتهم....

" ستندمين....لأنك استهنت بقوتنا أيتها اللعينة...نحن أقوى عملاء هذه الجمهورية....و تحديك لنا...يعد خطيئة كبيرة...." ذاك ما قاله رئيس فرقة العملاء....و هو يثور غضبا

حدقت الحرف أميكرون في هالة خصومها بنظرات باردة....ثم قامت برفع سيفها الذي كان مكثفا عليه بخار الرايم....و بدأت النظر فيه بهدوء و لبضع لحظات من دون قول أي شيء....
و بعد لحظات من التأمل الغريب....صوبت بصرها نحو العملاء قائلة بهدوء :
" فقط...ماذا تسمون هذا ؟ ما....هذه الهالة المتواضعة ؟ لا أصدق أنني....أشهرت هالتي أمام ضعاف مثلكم...."

فجأة...قامت أميكرون بتلويح سيفها بسرعة....موقفة انسياب بخار الرايم...و مشتتة البخار الذي كان يحيط بسيفها الطويل...مواصلة حديثها قائلة بهدوء :

" أنا.....سأقوم بقتالكم من دون استخدام تقنية الرايم "

تحرك أعضاء فريق العملاء بسرعة كبيرة....بعد أن قاموا بتشهير أسلحتهم اليدوية...

" نمط التكثيف...تنشيط "

مكثفين هالاتهم عليها...بينما كانت أميكرون تحمل سيفها منتظرة قدومهم الواحد تلو الآخر....

الأول....

" حركات بطيئة....و ثغرة "

فجأة...و من دون أن تتحرك الحرف أميكرون من مكانها....قامت بتلويح سيفها بسرعة كبيرة....قاطعة رئيس الأعضاء....فسقط مقتولا
" ثغرة "
ثم قامت بتلويح سيفها مجددا مرات عدة و بسرعة خاطفة....فقتلت العميل الثاني...ثم الثالث....ثم الرابع....و في النهاية....

" إن تحركاتكم...بطيئة جدا للأسف....يلزمكم عشرين سنة تدريب على الأقل حتى تستطيعون مجاراتي "

قامت بتلويح سيفها قبل أن يصل إليها آخر عضو....فقامت بقطعه و قتله....

****

كان النت الدوغ و الرئيسة يريان ما كان يحدث في الداخل بواسطة شاشة منظار جهاز الإكس رام فايف....فقال النت دوغ محاولا ضبط نفسه...
" بعد كل شيء....كانوا ضعافا أمامها....إن السفير من دون حماية الآن "

لفت انتباه الرئيسة أمر ما أثناء مشاهدتها لما كان يحدث في الداخل.......فخاطبت النت دوغ قائلة :
" هاي....أنظر إلى....إلى ذاك الشخص....كيف يفعل ذلك ؟ هل هو حرف قاتل ؟ أنا لم أره من قبل "

فرد النت دوغ قائلا :
" ما الذي تقصدينه ؟ اعتقدت أنك تعرفينهم "
قالت الرئيسة :
" ما عدا هذا الشخص...يبدو جديدا في المجموعة....ما...ما الحيلة التي يعتمد عليها يا ترى ؟ "
كانت الرئيسة تقصد بكلامها ذاك الحرف أميغا بلا شك...الوحيد الذي لم يقم بتفجير هالة الرايم....لقد كان يمشي في اتجاه السفير بخطوات هادئة متكررة....و كأنه جزء من شريط فلم قديم ؟ كان ذلك غريبا حقا....أما الأكثر غرابة فهو....أن جميع من كان حوله بدأت أجسادهم في التمزق من دون أن يحرك أصبعا....بينما كانت أوراق كتاب صغير تتطاير من حوله مشكلة زوبعة أو شيئا من ذلك القبيل.....كانت تبدو كأوراق كتاب رواية جيبية....
يبدو أن وحشا آخر قد ظهر من دون وجود أية إمكانية لقياس قوته الداخلية...فجأة صار الأخير يقف مباشرة أمام السفير الذي كان جسده مخدرا تماما...من هالة الرايم القوية التي كانت تسبح في فضاء القاعة....قام الحرف أميغا بمد يده نحو الأمام ببطء شديد و الحروف القاتلة تحدق فيه بعد أن قاموا بقتل كل الحاضرين...
" انتظر....انتظر أرجوك...لا تقتلني.....سأدفع لك ضعف ما دُفع لك من أجل......"
فجأة و قبل أن ينهي السفير كلامه....و بعد أن عرف أن لا فرصة سانحة له للبقاء حيا.... سقط هذا الأخير ميتا من شدة الخوف....جراء جلطة قلبية أصابته

شعرت الرئيسة بالغضب الشديد....غضب جعلها ترغب في الدخول إلى الداخل ومقاتلة الفرقة....كادت الرئيسة أن تفقد صوابها
" أنا...سأدخل.....سأدخل لقتل أولئك الحثالة "
قال النت دوغ بعد أن وضع يده على كتف الرئيسة :
" تمالكي أعصابك أيتها الرئيسة....هل أنت جادة فيما تقولينه ؟ ستموتين حتما...فأنت لست ندا لهم من دون استخدام الرايم....هيا فلننصرف لقد قمت بقياس شحنة الرايم الخاصة بالبقية...انتهى عملنا هنا "
نظرت الرئيسة في عيني النت دوغ بنضرات باردة و مخيفة قائلة :
" ماذا ؟ هل تظنني ضعيفة إلى ذلك الحد ؟ سأقوم بقتالهم من دون استخدام تقنية الرايم...عندها فليحدث ما سيحدث....أنا لم أعد أهتم بأمر إرجاعهم إلى وعيهم بعد الآن.....إنهم مجموعة من السفاحين لا غير "
نظر النت دوغ في عيني الرئيسة....فكانتا تبدوان كعيني قاتل متعطش لسفك الدماء...لقد كانت رغبة القتل واضحة على وجهها...
فخاطبها النت دوغ بهدوء قائلا :
" أعلم أن بإمكانك قتل اثنان منهم على الأقل من دون استخدام تقنية الرايم...لكن....ما الذي ستفعلينه أمام الحرفين إبسيلون و ذاك الحرف الجديد ؟ هل ستستطيعين حقا قتالهم من دون تفجير هالتك ؟ إن شهوة القتل ستتملك....فعدنها لن تتمكني من التحكم فيها حتى ترضيها....و لن ترضيها حتى تفجري هالة الرايم....فكري في الامر مليا...لقد وثق فيك قائدك في الماضي و وضع كل آماله فيك فلا تخيبيه رجاء "
قامت الرئيسة بإنزال رأسها نحو الأسفل و الغضب يسيطر عليها قائلة :
" سحقا....لنرحل فحسب "

نهاية القصة الجانبية

كانت هذه هي قصة ما حدث في البناية التي تم اغتيال السفير فيها....
" اذا...أنتم أصحاب الحضور الغريب الذي شعرنا به أنذاك...." ذاك ما قاله كوجا مخاطبا الرئيسة و النت دوغ
فأجابت الرئيسة قائلة :
" قلت....أصحاب الحضور الغريب ؟ "
رد كوجا :
" على حسب ما أتذكره....قبل دخولنا إلى البناية استشعرنا أمرا غريبا....كان حضورا حادا لمستخدمي رايم.... و اتضح أنه كان لكما....لم نلقي له بالا لأنكما لم تتدخلا "
" م...مستحيل...ألهذا السبب....لم يفجر ذاك الحرف الغريب هالته ؟ أيعقل أنه عرف ما كنا نخطط له ؟ "
" قلت الحرف الغريب ؟ تقصدين أميغا....انه حرف قاتل جديد....مجرد حرف مستأجر....تقوم المنظمة باستئجاره في المهام الصعبة فقط....و هو ليس عضوا رسميا في الفرقة.....لهذا لا ندري ان كان مستخدم رايم حتى....فحضوره خفيف جدا يصعب معرفة ما إن كان مستخدم رايم حقيقي أم لا....و لا تقلقوا بشأنه....فما يحدث لا علاقة له به....لذلك استبعد تدخله "

واصلت الرئيسة حديثها :
" هو الحرف....أميغا إذا....ذاك الحرف القاتل...متأكدة من أنه قد لاحظ حضورنا في البناية المقابلة....و حدّق في النت دوغ للحظات ثم واصل التقدم.....لدي حدس بأنه عرف ما كنا نخطط له.... "
قال كوجا :
" هكذا إذا....لكن كما قلت لا داعي للتفكير بشأنه الآن....حتى أنه لم يكن على متن المروحية أنذاك.....على كل حال بخصوص...هالة الحروف الأخرى قلتِ بأنكم قد استطعتم تحديد قوتها "
تقدم النت دوغ من كوجا ثم فتح حاسوبه المحمول....بعد ذلك دخل في ملف الأرشيف و أظهر النتائج أمام كوجا قائلا :
" أولا دعني أعلمك مسبقا أن وحدة القياس ما تزال مجهولة حتى الآن....لأن علماء الطاقات الداخلية لا يعلمون شيئا عن الرايم و لا عن أصله....و لا يعرفون كيف ظهرت هذه القدرة الغريبة....يعني أننا لا ندري ما تعنيه تلك الأرقام و لا ندري ما إن كانت تمثل قيما كبيرة أم لا....لذلك سنلجأ إلى المقارنة.....لقد كانت القيم كالتالي :


الحرف أميكرون : 150,000
الحرف بيتا : 1,000
الحرف دالتا : 100,000
الحرف سيغما : 30,000
الحرف ثيتا : 17,000
الحرف بي : 80,000
الحرف تو : 20,000
الحرف يوبسيلون :90,000
مما يعني أن المجموع هو أربعمائة و ثمانية و ثمانون ألف وحدة...أي أن قوتهم لا تصل نصف قوتك حتى...في حالة ما افترضنا أن قوة شحنة هالتك تقدر بمليون تماما... "
ثم واصلت الرئيسة كلام النت دوغ قائلة :
" لكن المشكلة الآن كما تعلم هي أن حضور المستشار زاد حدة عن السابق....و أظن أنه....صار نوعا ما مقاربا لحضورك....لا ندري ان كان اكثر حدة من حضورك ام لا لكنه قريب منه بشكل كبير و هذا قد يشكل عرقلة في طريقك "
قال كوجا :
" نعم....أعلم أنه حضوره زاد حدة...و أنه في تزايد مستمر...و هذا سيء نوعا ما....سحقا لا أدري من أين اكتسب تلك القوة...لكنه لن يشكل إعاقة لي....و لست خائفا من حثالة مثله....بإمكاني انقاذ مايا حتى و لو تعرضت للضرر "
ردت الرئيسة :
" قلت لك لا تتسرع....إن طيشك سيأدي إلى لقاء حتفك و حتف مايا....فنحن لا نريد أية أضرار....و الآن حاول أن تركز معي "
ثم واصلت حديثها بعد أن فكرت للحظة....
" اسمعني....ماذا لو كان هناك اثنان من كوجا على ساحة المعركة ؟ الأول يقوم بقتال المستشار الذي اختطف مايا...و الذي ينوي نزالك....بعد ذلك ينقذها....و كوجا الثاني يقوم بحماية كوجا الذي انطلق من اجل انقاذ مايا و ابعاد الحروف القاتلة عنه حتى لا يقوموا بالتدخل و قتل كوجا المنقذ من الخلف.... "
رد كوجا بعد أن فهم ما كانت تقصده الرئيسة :
" فهمت قصدك....تريدون أن أذهب مع شخص يماثلني في القوة من أجل ضمان الفوز في هذه المعركة...أليس كذلك ؟ "
" نعم بالضبط....هذه هي خطتي التي أريد منك تنفيذها ان فهت ما كنت أقصده "
" لكن....هذا غريب حقا....و لا ادري لما بنيت خطتك على امر غريب كهذا....شخص يماثلني في القوة ؟ لا اعرف شخصا كهذا....فعادة ما كنت أنهي مهامي مع الحرف أميكرون و هي الآن عدوة لي.... "
أجابت الرئيسة بتعجب :
" همم ؟ ما الذي تقصده ؟ ظننت أنك فهمت قصدي جيدا....فماذا عن صديقك...........؟ انا متأكدة من أن حضوركما متطابق تماما....ذاك الشخص قوي حقا "
فجأة شعر كوجا بنوع من الغضب....بعد أن ذكرت الرئيسة اسم شخص ما.....فقال بصوت عال و بنبرة غبية :
" م....ماذا ؟ قلت....ذاك الشخص ؟ لا...انا حتما لن اطلب منه ذلك....و أيضا ما الذي تقصدينه بأن حضورنا متطابق ؟ هل تعنين أنه في مثل قوتي ؟ "
تنهدت الرئيسة....ثم فركت رأسها قائلة :
" آه....يبدو أنك لم تعترف له بقوته بعد أليس كذلك ؟ على كل حال أنا متأكدة من أن ذلك الشخص هو الوحيد الذي بإمكانه مساعدتنا.....فكما تعلم نحن لا نعرف الكثير من مستخدمي الرايم....و جميعهم أعدائنا..."
" لا لا....أنا لم أحادثه منذ أكثر من عامين....لا أدري لما علي الذهاب معه هو بالضبط "

" اسمعني يا هذا....ان مايا في خطر....و ان لم نسرع في انقاذها فلن يتردد أولئك الاوغاد في قتلها....لهذا علينا التحرك بسرعة....فنحن لا نعرف الكثير من مستخدمي الرايم في هذه القارة....و جميعهم أعداء لنا...لذلك فلن نخسر شيئا لو أخذناه معنا....متأكدة من أنه سيساعدنا على استرجاعها....لا أدري ما الذي دار بينكما بالضبط لكنني متأكدة من أنك ستصلح الأمر "
تنهد كوجا قائلا :
" سحقا....لا اصدق أن علي مقابلة شخص كذاك....لكن اظن ان علي تحمل ذلك...."

أنهى الثلاثة الاجتماع....واتفقوا على أمر ما نزال نجهله بالضبط....لكننا نملك فكرة عما يحاول هؤلاء فعله....احضار شخص في مثل قوة كوجا من أجل مساعدته على انقاذ مايا....لكن من يكون ذاك الشخص بالضبط...هل قالت الرئيسة أن حضوره مطابق لحضور كوجا ؟ هل حقا يوجد من لديه قوة رايم منافسة لقوة كوجا المرعبة ؟
تحرك كوجا من مكانه خارجا من منزل الرئيسة الذي يقع في الطابق الأرضي....و ما إن فتح باب المخرج....صادف قدوم....
حوالي خمسة أشخاص ذوي هيئات غريبة
" همم ؟ من أنتم ؟ "
فأجاب أحدهم على سؤال كوجا بتغطرس قائلا :
" همم ؟ بل من تكون أنت ؟ لم نرك من قبل في هذه المدينة....و هل قلت لتوك....من نحن ؟ ألست صائد مجرمين ؟ كيف لا تعرف من نكون ؟ "
فجأة تقدمت الرئيسة نحو الباب بعد أن رأت ما حدث....فتحدثت بالنيابة عنه قائلة :
" نعم...هذا الشخص حديث الانتماء إلى فيلقي....هل هناك ما....يريده رؤساء اقوى فيالق صائدي المجرمين في المدينة ؟ "

لقد كان الخمسة بعضا من رؤساء فيالق صائدي المجرمين....حضروا إلى منزل الرئيسة لسبب ما...فما هو يا ترى ؟

" اذا كان كذلك فعلّميه الاحترام....فنحن لسنا مجرد أشخاص يتحدث معهم بهذه الطريقة "

يبدو أنهم لم يتعرفوا على كوجا....كما أن كوجا لم يلقي بالا على ما قالوه.....

هؤلاء الأشخاص لا يختلفون كثيرا على باقي رؤساء فيالق صائدي المجرمين......فجميعهم....يقاتلون من اجل مكانتهم بين سكان القارة.....يقاتلون من أجل الاسم فقط.....لذلك هم في رأس قائمة الفيالق...
ففي نهاية الامر يحصل المرء على ما يريده....

....

واصل رئيس فيلق لسان الأفعى حديثه مخاطبا رئيسة فيلق العنقاء قائلا :

" و الآن...هلا شرحت لنا ما حدث ؟ "
" إن الأمر لا يخصكم....انها قضية تخص فيلقي لهذا أتمنى أن لا تتدخلوا في الموضوع....سنحل المشكلة لوحدنا "

أجاب الرئيس باستهزاء :
" قلت....تحلون المشكلة لوحدك ؟ سمعت أن المهاجمين كانوا نفسهم فرقة الحروف القاتلة...أتساءل ما الذي سيفعله أضعف فيلق في المدينة أمام أقوى فرقة عملاء تبنتها المنظمة الخاصة....اسمعيني يا هذه....لقد اعتدوا علينا و دمروا جزء من سور المدينة....هذه القضية لا تخصكم لوحدكم لهذا...."

قالت الرئيسة في نفسها :
" هيه....يحاول فرض نفسه علي أنا أيضا ؟ لو شارك في ما سيحدث متأكدة من أنه سيكون أول الفارين من ساحة المعركة "

" أنا سأدفع ثمن الخسائر...لهذا...نتمنى أن لا تتدخلوا فيما لا يعنيكم..." وذاك ما قاله كوجا و هو ينظر في رئيس الفيلق بنظرات باردة....بعد ذلك رمى اليه بطاقة بريدية و واصل حديثه قائلا :

" اسحب المبلغ الذي تريده و أعدها لي لاحقا "

دهش الرؤساء....و سقط فمهم نحو الأسفل من شدة الذهول....هل قال....سيدفع ثمن السور ؟ هل هذا الشخص جاد فيما يقوله ؟ ذلك يكلف ملايين العملات...هل حقا يملك ذلك الثمن ؟ ثم التفت كوجا نحو الرئيسة مواصلا
حديثه بصرامة :

" رئيسة....أنا ذاهب "

فردت عليه :
" آه...حسنا رحلة موفقة...نلتقي في المكان المعهود "

بينما كان كوجا راحلا من المكان...قال تلك الكلمات التي تكشف الكثير من الأمور عن هؤلاء القادة التي تبدو تصرفاتهم مختلفة عن تصرفات باقي صائدي المجرمين:
" معظم هؤلاء الرؤساء لديهم نفوذ مع المنظمة الخاصة في السر....لذلك سأهتم بأمرهم فور عودتي من هذه المهمة "

2019/08/30 · 334 مشاهدة · 6471 كلمة
zeedo
نادي الروايات - 2024