26 - الباحث المجنون {3}

بعد دقائق من أخذه الحقن

.

شعر أوزمي بألم حاد يشعر ان جسده يتحلل من الداخل

صاح بشدة

قالت مي " بابا ارجوك أوقف ما تفعله "

والدها الذي كانت تحلم فيه يعذب صديقها، لم تتخيل أمر مثل هذا من قبل

شعرت مي بالتعب الشديد وتنفسها أصبح أثقل لم تعرف ما سبب هذا الأمر

رد الباحث المجنون " لا أستطيع التوقف يا أبنتي العزيزة، السعي نحو طريق العلم يتطلب التضحيات، نحن نعيش في عالم متوحش كلما أقوم بتطوير شيء جديد يساعد البشر على التطور واكتساب قوة أكبر تظهر وحوش قوية تجعل جميع اكتشافاتك عدمية الفائدة امام هذه القوة المهيمنة... "

استمر في التحدث ووصف معاناته والضغط الشديد الذي يطلبه الناس منه في تطوير طرق تمكنهم من البقاء أحياء

بعد حصوله على المكانة العالية والاحترام الكبير لم يكن هناك ما يقف أمامه، هذا الشعور سيطر عليه

حبه الشديد للعلم ومساعدة الناس وصل الى نهايته في اخر مشروع له وهو تضخيم الطاقة واجبار الوحوش على التحول من أجل الحصول على كرستالات ذات مستويات أعلى بدون مخاطر

شعر لأول مره بالعجز لم يستطع تحقيق إنجازات جديدة وصل الى طريق مسدود، ولكن كان هناك سؤال يراوده

تخضع الوحوش لعملية اختراق وتتغير أجسادهم وهذا الأمر يحدث للبشر أيضاً في كل مرحلة اختراق

مراحل تطور الوحوش مثل تطور البشر لماذا لا نستطيع ان نصبح مثلهم بالقوة؟ لماذا لدينا مقاومة؟ على مر القرون كان هذا السؤال يخطر لجميع الباحثين ولم يجدوا أجابة له

بدلاً من مساعدة الجسد على امتصاص الطاقة السحرية لماذا لا نبحث عن شيء يغلي هذه المقاومة؟

لذا قرر صنع جرعة طاقة من أجزاء الوحوش ممزوجة بالكرستالة تحفز الجسد على التحول وتقلل من المقاومة

بسبب انه لفت انظار الملك ولم يرد ان يتم اعتقاله استطاع صنع كمية صغيرة واخفائهم قبل أغلاق مشروع تضخيم الطاقة

اختفى الباحث المجنون من الأضواء لفترة من الوقت بسبب تخبطاته المستمرة

في يوم من الأيام في بلده صغيرة ذهب الى منطقة تدريب تقع في أطراف البلدة

وجد شابة متوسطة الجمال بشعر أحمر قصير تبدوا في منتصف العشرينات كانت تتدرب بجد واجتهاد

استمر الباحث المجنون في مراقبتها يوم بعد يوم لم يكن لديه ما يفعله سوى البقاء في الساحة كل يوم ومراقبة هذه الشابة التي تدعى لورا

بعد مرور الأيام تعرفت أليه وأصبحت علاقتها معه قوية

شعر بالشفقة نحوها

كانت لديها مقاومة عالية جداً حتى بعد مرور سنوات لم تخترق المستوى الأول، ولكن أرادتها لم تثبط ابداً واستمرت في التدرب

لذا قدم لها جرعات تساعدها الامتصاص وتقديم تقنيات الامتصاص والكرستالات

كانت محتاجة لهذه المساعدة لم تكن في موقف لا تستطيع الرفض فيه، لذا تشعر بالامتنان وتكونت اول مشاعر حميمة تجاهه

ولكن هذه الأشياء التي قدمها لها كانت نتائجها ضعيفة

بعد مرور أيام وأسابيع

كان هناك أمر يشغل تفكير الباحث المجنون الجرعات التي يقدمها لها والكرستالات كانت كمية تسمح لها بالاختراق ولكن جسدها يقاوم هذا التطور بشكل كبير

لذا قدم لها الجرعة التي صنعها، كانت مشبوه ولكنها وثقت به

لحسن الحظ كانت هذه الجرعة مخصوصة لمن يملك عنصر النار

ولورا لديها عنصر النار

بعد مرور أسبوع كان هناك تحسن ملحوظ جداً جعل لورا تبكي من الفرح مقاومتها السحرية أصبحت أضعف

أصبحت ممتنه للباحث المجنون وهذه المشاعر تحولت الى مشاعر حب

بعد مرور أسابيع

استطاعت لورا الأختراق بسهولة للمستوى الثاني، كانت سعيدة بتواجدها معه لم يمضي الكثير حتى انتهت هذه العلاقة بالزواج

أصبحت لورا حامل بمي كانت تخشى ان الجرعات قد تؤثر في مي لذا أوقفتها دون علمه

بعد مرور شهور كان الباحث المجنون في حالة من الذهول لم تكن هناك أي أعراض وزوجته حامل لذا أيقن ان هذا الاختبار ناجح وحان الوقت لتحدث عنه

تقدم بسرعة الى برج الساحر وطلب اجتماع جميع المسؤولين

بسبب ان الباحث المجنون أصبحت عليه ملاحظات كثيرة كان هناك الكثير من الشخصيات البارزة الموجودة والقادة حضروا هذا الاجتماع

عندما أستعرض الجرعة والاختبار واظهر النتائج كانت ردت الجميع في حالة من الأثارة

وقف ياسوغي كاناي وقال بحزم " يجب انت تحضر تلك الفتاة أمام أعيننا، لديك حتى الأسبوع القادم " يعتبر هو زعيم قرية الساحر ورئيس برج الساحر وابنه دودة الكتب يوني

كانت مصداقية الباحث المجنون في محل شك وسمعته في تدهور كبير

وافق الباحث المجنون، لو فعلاً صدق في كلامه سوف يستعيد مكانته وشرفة، وليس هذا وحب بل يفتح باب جديد للعلم

كان سعيداً، عندما عاد للمنزل كانت لورا حامل في الشهر الثامن

تفقد الجرعات المتبقية أراد ان يتأكد ان لورا تقدمت كثيراً، الاختراق وحده ليس كافياً فهيا لم تخترق منذ سنوات وقد يصفه بالبعض انه استغل لحظات ذروتها في الاختراق وانسبه الى جرعته

كان عدد الجرعات أكثر من التوقع شعر بالارتباك وسئل لورا

اخبرته انها تخشى على مي لذا أوقفتها منذ مده

تفحص طاقت لورا كانت منخفضة في المستوى الثاني لم تتقدم كثيراً

أخبرها انها يجب انت تأخذ الجرعات وأنها لن تؤثر على مي

رفضت لورا، أصبح الباحث المجنون متوتراً جداً ان آخر ما تبقى له سوف يفشل بسبب خوفها

لذا حاول ان يجبرها بقوة على أخذها، ولكنها القت بالجرعة في الأرض وتحطمت

كانت لورا تشعر ان هذه الجرعات ليست طبيعية فيه تسبب لها الهلوسة في بعض الأحيان ورغبة شديدة في القتل وتارة تأكل اللحم من دون طهي ويتغير مزاجها كثيراً ولكنها لم تخبره بهذه الأعراض كانت تخشى ان يجبرها على الإجهاض وأنها أثرت على الجنين لذا أوقفت الجرعات مبكراً

غضب الباحث المجنون بشده وتذكر كيف ان العالم يقف ضده مهما بذل من جهد لا أحد يشكر جهوده، الجميع يتطلع له وفي أقرب خطأ يرمونه ويحتقرونه

قام بوضع الجرعة في حقنه وحقن لورا، كانت ترفض بشده واخبرته انها تسبب لها الكثير من المشاكل لكنه لم يصدقها واعتبر الأمر مجرد أعذار للتهرب

قام بتقيدها واعطائها الحقن كل يوم، شكل هذا الأمر ضغط شديد على الجنين

وفي الليلة التي تسبق الاجتماع كانت لورا تشعر بتقلصات أيقنت انها سوف تلد مبكراً

لذا توسلت الى الباحث المجنون بجلب أحد يساعدها على الولادة

احضر الباحث المجنون بعض النساء المتخصصات في الولادة

ولكن عندما شاهدوا جسد لورا أدركوا انها في حالة سيئة جداً وتتعرض لسوء معاملة

قررت احداهن الخروج ولكنه منعها وأخبرهم ان يركزوا على الولادة فقط

بعد ساعات

صراخ طفلة ملئ المكان، خرجت النساء على عجل، كانت الطفلة تحتاج الى عناية شديدة رفض الباحث المجنون واخذها منهم وقال "انا سوف اعتني بكل شيء اخرجوا "

عندما خرجن توجهن الى الحراس وأخبارهم بما يجري ولكن ظهر مغتال وقتلهم قبل هذا

كان جسد لورا واهن جداً الكثير من العروق السوداء على جسدها وتتركز في صدرها عند حجر الغوشينيت، القت نظرة على مي وكانت هذه آخر النظرات

ابتسمت بضعف وقالت " مي كوني سعيدة " قطرات من الدموع نزلت من عين لورا

انتشرت عروق سوداء على جسد لورا بسرعة كبيرة وتحولت عينها الى اللون الأحمر وأصبحت تشبه عيون الوحوش

جلدها بدأ بالتغير واكتسبت حراشف سودا ونمت لها ذيل

خضعت لتغير وجسدها بدأ يتحول الى وحش

راقب الباحث المجنون تغيرات التي تحدث لها

ابتسامة اعتلت وجه الباحث المجنون، نظراته كانت لا تصدق ما يراه

شعر بالذهول وصاح قائلاً " من كان يتخيل ان المقاومة السحرية هي الفاصل بين كونك بشري ووحش، لو استطعت التحكم بهذا التحول سوف نقضي على كل الوحوش "

منذ التقاء بها لم يهتم بالمشاعر الحب كل ما يريده هو تحقيق إنجازات في بحثه العلمي، أدركت لورا طبيعته ولكن تكتمت حول هذا الأمر ربما في يوم من الأيام قد يدرك مشاعر الحب

كانت لورا يتيمة وولدت في بلدة صغيرة بلا موهبه ولا مال

بالكاد استطاعت العيش واجاد قوت يومها

حتى قابلت الباحث المجنون الذي استطاع ان يمنحها حياة طبقة الأغنياء، كانت سعيدة ولم تهتم بمصيرها، أرادت ان تعيش أبنتها حياة جيدة بعيداً عن الفقر

ولكن حياة لورا انتهت وتركت أبنتها بين أيدي وحش لا يعرف الرحمة ولا يملك ضمير في قلبه

كان جسد لورا يتطور بسرعة كبيرة جداً ولكن هذا التحول لم يكتمل وسرعان ما بدأ يتشوه وأصبح جسد لورا كتلة من اللحم والطاقة غير منتظمة

أدرك الباحث المجنون أن جسدها سوف ينفجر في أي وقت لذا غادر وهرب ومعه مي

الطاقة التي تصدر منها كانت عنيفة جداً ولا تصدر من بشر، جذبت بسرعة انتباه الفرسان أدركوا انها طاقة وحش، لذا وبعجل أرسلوا رسالة الى الفرسان الملكي

انتهى الفصل

--------------------------------------

لا تنسوا كتابة أرائكم وشكراً لكم

2021/08/18 · 216 مشاهدة · 1272 كلمة
exile
نادي الروايات - 2025