حسنا لي من لايزال مهتم بإكمال الرواية(أشك أنه يوجد)
فقد بدئة في نشر الفصول المعدلة على ويب نوفل و سأستمر ب النشر هناك مستقبلا
رابط الرواية
إنسى تذكرة أنه لايمكنك نسخ الرابط من الفصل سأضعه في التعليقات
وهذا الفصل الأول بعد التعديل لي من مهتم بقرائته و سيكون آخر شيء أنشر هنا
-----
كم من الناس يحلمون بفرصة أخرى؟
فرصة للبدء من جديد، لتصحيح الأخطاء، لإعادة كتابة مصيرهم؟
كم منهم يلعنون حظهم، متمنين لو أنهم ولدوا في ظروف أفضل؟
أجمل، أغنى، أقوى... لكن هل كانت حياتهم لتصبح أفضل حقًا؟
أفكار كهذه كانت تجول في خاطري و أنا مسلتق على سريري المهترئ أنظر إلى سقف الغرفة الملفوف بالظلام.
ظلام دامس يلف الغرفة المهترئة بأكملها، ليخفي سطحها وجدرانها المتشققة المليئة بشباك العناكب وخربشات المستأجرين السابقين.
رفقة صرير الفئران و أصوات شتائم المستئجرين الآخرين و صراخ حارس المبنى.
وخطوات متعجلة توحي بأن مطاردة ما تجري في الممرات.
كل هذه الأصوات إندمجة معا لي تخلق سيمفونية من الأصوات المزعجة التي زادت من حدة صداعي.
منظر بائس للاستيقاظ عليه، لكني اعتدت عليه بعد ثلاث سنوات من العيش هنا.
لا زلت أتذكر أول يوم لي في هذه الشقة كما لو أنه كان أمس. حينها لم أستطع النوم بسبب صرير الفئران الذي بدا أشبه بهمسات الشياطين في أذن نفسي الأصغر سنًا.
و مع ذالك لم أمتلك خيارا آخر فلولا إمتلاك روايتي لي بعض الشهرة في بدايتها ربما لم أمتلك المال لي إستئجار أية نوع من الشقق.
أما الآن، فقد اعتدت على هذه الحياة البائسة، لكن للأسف لم أستطع بعد التعود على ألم العظام والصداع اللذين أصبحا رفاق استيقاظي الدائمين.
ربما أستطيع جعلهم يختفون إذا غيرت من حياتي قليلًا، وبدأت في ممارسة الرياضة والتوقف عن السهر. ومع ذلك، كنت أعرف أني لن أفعل.
كل هذا الألم و التشائم جعلني أرغب في الاستلقاء لفترة أطول، أو ربما الاستمرار في النوم. لكن هذا اليوم كان مميزًا.
إذا سمع أحدهم هذا، ربما ظنني خارجًا في موعد غرامي، أو ربما حصلت على وظيفة يمكن أن تجعل حياتي أجمل.
لكن الأمر كان أبسط من ذلك. لقد كان اليوم هو اليوم الذي سأنهي فيه روايتي التي قضيت أكثر من أربع سنوات أكتبها.
حسنًا، أظنه عليّ الشرح أكثر.
ليس الأمر كما لو أني شخص مميز. ربما الشيء الوحيد الذي يجعلني أبرز عن الآخرين هو حبي للقصص الخيالية.
منذ كنت صغيرًا، كنت أعشق شيئًا يسمى القصص الخيالية، ربما لأنها كانت الشيء الوحيد الذي يبعدني عن واقعي البائس، ويجعلني أعيش مغامرات خيالية لا أستطيع عيشها سوى في أوهامي الجميلة.
وكلما كبرت، وكلما أصبحت حياتي أصعب، أصبح إدماني أقوى.
حتى أصبحت أعيش حياتي بأكملها في الخيال والأحلام الجميلة.
لقد أهملت دراستي، أهملت صحتي، أهملت حياتي بالكامل، وكل ما فعلته هو أنني غصت في عوالم لا تنتمي لهذا الواقع. لكن عند مرحلة معينة، بدأت أشعر بالملل.
أنظر، عندما تصل إلى مرحلتي، حيث تابعت وقرأت عددًا هائلًا من الأعمال الترفيهية من مختلف الأنواع والتصنيفات.
تبدأ الأعمال في أن تشبه بعضها البعض، وتبدأ الأفكار الجديدة في النفاذ، ويصبح كل شيء متشابهًا. في البداية لم ألاحظ الأمر.
لكن عند قراءة نفس القصة، ورؤية نفس الشخصيات لمرتين... ثلاث مرات... خمس مرات... يصبح الأمر لا يُطاق.
لذا بعدما مللت من القصص القمامة، قررت كتابة قصة بنفسي.
لكني لم أكن كاتبًا عبقريًا، لست قادرًا على بناء عالم خيالي رائع مثل عالم أغنية الجليد والنار، أو تقديم نظام قوة معقد وفريد مثل نظام الجرعات في لورد الغوامض.
رغم أن الشيء الوحيد الذي امتلكته في حياتي كان الخيال، إلا أن حتى هذا الشيء لست موهوبًا فيه.
لذا بدلًا من محاولة كتابة شيء ثوري، قررت كتابة شيء بسيط، شيء ممتع، شيء يجعلني أبتسم.
وبهذا بدأت رحلتي مع سجلات النهاية.
كنت أنشر الفصول ببطء شديد—ليس بسبب الانشغال، بل فقط لأنني كنت كسولًا. ومع ذلك، دفعت نفسي للاستمرار حتى وصلت إلى هذه اللحظة.
اللحظة التي أُنهي فيها قصتي.
نهضت من سريري و بدأة في المشي ببطء في غرفتي التي تشبه الزنزانة.
متجها نحو كومبيوتري الموضوع في أحد زوايا الغرفة المظلمة.
هذا إذا كان يمكن تسميته كمبيوتر بشاشته المليئة ب الخدوش . لقد كان شيئًا قديمًا وبائسًا بالكاد يعمل، لكنه كان الشيء الوحيد الذي أمتلكه.
في الواقع، لقد كان عالمي بأكمله.
ضغطت على زر تشغيل ، ثم انتظرت.
بدأت الشاشة تضيء شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت مضيئة بما يكفي لتعكس وجهي.
وياله من منظر غير سار لرؤيته ببشرتي الشاحبة والمصفرة التي تشبه بشرة المرضى.
وعيوني الجاحظة مع هالات سوداء سميكة، رفقة جسد نحيف يجعل كل من يراني يظنني أعاني سوء تغذية، وهو ما ليس بعيدًا عن الواقع.
إن كنت سأصنع قائمة لأكثر الأشياء التي أكره رؤيتها، فسيكون وجهي في المركز الأول دون منازع فقد كان دوما يذكرني كم أنا إنسان بائس عديم الفائدة.
بعد سبع دقائق تقريبًا، اكتمل تشغيل الكمبيوتر أخيرًا. من حسن حظي لم أحتج الكثير من الوقت من أجل نشر الفصل الأخير، حيث كنت قد كتبته قبل عدة أيام ولم ألمسه منذ وقتها. ربما كنت أكثر كسلاً من تعديله، أو ربما رأيته مثاليًا، أو كلاهما، لا أعرف.
لكن المهم هو أنه، والآن، ها أنا ذا أنشر آخر فصل من روايتي سجلات النهاية بعنوان
[فوز ملك الشياطين]
بعد نشر الفصل، بدأت في الانتظار... والانتظار... قبل أن أشعر بالملل. ثم قررت الذهاب لتحضير وعاء من الأندومي.
ثم عدت لقراءة رواية خفيفة لعدة ساعات قبل العودة للتحقق من روايتي، وبالفعل كان هناك عشرات التعليقات. هو رقم كبير نوعًا ما.
أظنه أمرًا متوقعًا بما أن الجميع كان متحمسًا للنهاية. وأتمنى أن تعجبهم مثلما أعجبتني.
والآن، ها أنا أحشر وجهي في شاشة الكمبيوتر لقراءة تعليقات القراء على الفصل الأخير
- [نهاية قمامة]
- [هذه هي حرفيًا أسوأ نهاية يمكن أن يحصل عليها أي عمل خيالي. إنها حتى أسوأ من نهاية هجوم العمالقة.]
- [هل يعرف أحدكم أين يعيش الكاتب؟]
- [في الواقع، أنا أصفق لك أيها الكاتب. أنت هو أول شخص يمكن أن يحول عملًا جيدًا إلى قمامة بفصل واحد.]
- [أيها الكاتب، أدعو أن لا نلتقي لأنه لو فعلنا فسوف...]
- [لقد كانت قرئه هذه القصة منذ أول فصل نشر لقد كانت أحد أقضل القصص التي قرئة الشخصيات و العالم لم يكونو مكررين لاكنك أفسدت كل شيء في النهاية .]
نظرت إلى التعليقات بصمت،بينما أشعر بألم خفيف في قلبي.
توقعت الانتقادات، لكن ليس بهذا الشكل.
تنهدت، بتعب. في النهاية، لقد فشلت في الشيء الوحيد الذي أجيده التخيل. من بين عشرات التعليقات على الفصل الأخير، لا يوجد تعليق واحد أعجبته النهاية.
في النهاية إبتسمة بسخرية.
"حسنًا، في النهاية، لم أكن أبدًا من النوع الذي يهتم بآراء الآخرين. أو لم أكن لأكون في هذا الوضع المزري."
لذا لم أهتم برأي القراء. لقد أعجبتني النهاية وهذا يكفي. رغم أنه لدي قليل من الندم حول القصة ككل، إلا أن الأوان فات لتغيير أي شيء.
ومع تنهد متعب، أطفأت كمبيوتري وتوجهت بخطوات بطيئة لسريري من أجل أخذ غفوة خفيفة لعلّي أتخلص من هذا الصداع المزعج.
الآن، بعد إنهاء سجلات النهاية، لدي وقت فراغ لا نهائي.
ربما أبدأ رواية جديدة...
إستلقيت على سريري و أغمضت عيوني بتعب بينما أتذكر جميع أحداث سجلات النهاية وحالتي عند كتابتها و لي أول مرة منذ أشهر نمت خلال دقائق.
أغمضت عيني، أسترجع ذكرياتي مع هذه الرواية منذ بدايتها وحتى هذه اللحظة. ولأول مرة منذ أشهر، وجدت نفسي أنام بسهولة.
لكن فجأة، شعرت بشيء غريب.
وكأن العالم كله بدأ بالدوران، ببطء في البداية، ثم بسرعة جنونية.
حاولت فتح عيني، لكني لم أستطع.
شعرت بالغثيان، كما لو أن معدتي ستنقلب، لكنني لم أتقيأ.
ثم، وبشكل مفاجئ، توقف كل شيء.
الهواء حولي أصبح ثقيلًا... ثم خفيفًا دفعة واحدة، كأن الكون كله انكمش وتمدد في لحظة.
وفي تلك اللحظة، توقفت عن الشعور بأي شيء.