تقترب أنيكو ببطء …

رأت أيري ما تزال ممسكة بسيف الخشبي بعد أن نجحت بغرسه في كايتو في لمح البصر …

توجهت نحوها بخطوات مـثقلة …

وصلت عندها … أمسكتها و بدأت تحاول إخراجها من عالم كايتو الأحمر … و هي تنادي …


أيري … أيري … أيري … أيري …

بدأت الدموع تنهمر منها … و هي تواصل المنادات على أختها الصغير … أيري …

لم تأبى التوقف … و هي تنادي وتنادي … و في لحظة …

أيري … تفيق على شهيق … أين تمسك بصدرها … و هي تقول … كان ذلك مرعبـًـا …


أنيكو … لقد عدتي … كانت تبكي من الفرحة … و بدون أن تحس وجدت نفسها تعانقها …

رفعت أيري رأسها لترى أختها … عندها … لم تفهم ما الذي يحدث … و لم تدري ما الذي ستفعله …

فها هي الآن في آحضان عدوتها ... و التي هي أختها

لكن مع ذلك … كونها فتاة … كانت قادرة على فهم أن تلك الدموع كانت نابعة من قلب أنيكو


رفعت رأسها … لترى الجميع … سقط أرضــًا …

وقفت … و هي تقول ما الذي حدث هنا ؟؟؟


أنيكو : لقد مات الجميع

أيري : ماذا عن أشيرو ؟؟

أنيكو : و هي تبكي … يوي قتلته …

أيري و هي تصرخ في وجهها …. هل تمزحين … يوي … قتلته …

أنتي و يوي واحد … ماذا الآن … ستأخذين حياتي بعد أن أخذت حياتك أخيك الكبير و الصغير


وقفت أنيكو … في صمت حائر … لم تدري ما الذي ستقوله … هل ستأخذ اللوم كما فعلت قبل 7 سنوات

هل ستقول الحقيقة … هل ستصدقها … فهي في نظر أختها … ليست سوى قاتلة للعائلة

بدأت بالبكاء مرة أخرى


أيري : ماذا الآن … ستــتحولين من قاتلة إلى طفلة بكاءة … ها… نظرت إلى سيف الخشبي في يدها

وهو مغطًا بالدماء … أين راحت تبتعد متوجهة نحو التابوت


أنيكو : لا تفعليها … لا يمكنك فعلها … لا يوجد عودة من الموت … لا يمكنك إعادة أيكا للحياة

لسنا سوى دمى … في يد المقنع … ألا ترين ذلك … نحن نقتل بعضنا … هنا


أيري : أين هو مقنعك … أليس الميت هنا … أي دمى تتحدثين عنه … لست سوى قاتلة العائلة


بقيت أيري مواصلةً خطواتها نحو التابوت


في تلك اللحظة … تحرك كايتو و أمسك بيد أنيكو … و هو يقول … أوقفها … أوقفها …

و إلا ستعيده …

أنيكو : تعيد من … تعيد من … كايتو … كايتو … أجبني

كان قد سقط في غيبوبة … و أنيكو تحاول إيقاظه … لكن دون فائدة


أنيكو : تعيده … تعيد … أيكا … هل من الممكن … إذا لماذا يحاول منعها … لا يمكن


قبل 8 سنوات … أي قبل سنة من الكسوف الأحمر

كان حماة طوكيو الثلاث و قبل اختيار إسمهم يتوجهون نحو مخبئهم السري عن الغابة

عندما رأو … شخصـًـا يرتدي … ملابس غريبة …

قبعة و رداءًا ... أسودين

حينها و بسرعة

اختبأوا خلف بعض الأشجار الصغيرة


أيكا : هل يمكن أن يكون ساحر ؟

جين : أجل أجل … أنظر إنه يحمل كتاب … لا بد أنه ساحر

أيري : لا … أنا خائفة … يبدوا مريبـًـا

أيكا : هيا … لنراقبه … و نرى إلى أين سيذهب


كان الأطفال الثلاث يتعقبون الرجل الذي كان يمشي في وسط الغابة ...

إلى أن وصل إلى حقل من الزهور …أين كان هناك قبر … وقف عنده …


أيكا : أنظر … أليس ذلك قبرًا …

جين : ما الذي يفعله قبر في وسط الغابة ؟

أيري : أنا خائفة … هيا علينا العودة … ماما ستقلق

أيكا : هاي … إنتظري قليلاً … أريد أن أعرف ماذا سيفعل


نطق الرجل : لن أفعل … شيء … أنا هنا لزيارة قبر صديق قديم …


إرتعب الأطفال … و لم يدروا ما يفعلون …

هاي هاي … لقد رآنا … كان ذلك كلام أيكا أنذاك


أكمل الرجل … لا تخافوا … لن أؤذيكم …

و نعم ... أنا ساحر … أو شيء من ذلك القبيل هههه


توقف الأطفال … ثم قال جين … إذا فعل أي شيء لي فعليكم بالهرب …

خرج جين و هو يقول … ما الذي تهدف له … أيها الغريب …


الرجل … لا عليكم … لقد أخبرتكم … لن أقوم بأذيتكم … ألم تتبعوني لتروا بعض الأعمال السحرية …

خرج أيكا أنذاك : أجل … أجل … هل يمكنك أن ترين بعضها …

الرجل : أجل … لكنكم لم تعرفوني بأنفسكم


نطق كل من أيكا و جين بأسمائهم … ثم قال الرجل … ماذا عن الفتاة المختبئة هناك …

إنتفظت في مكانها … و إنطلقت نحوه مسرعة وأخذت تضربه … على أحد أرجله …

نطق قائلاً … ألم أخبرك أنني لن أقوم بأذيتكم … تراجعت آيري الصغيرة … و قالت آسفة

قال الرجل لا عليكي … ماذا عن إسمك ؟

أيري : إسمي ... أيري ...

نطق الرجل … يا له من إسم جميل … إذا ما الذي تفعلونه في الغابة من الأساس …

جين : هل من الجيد إخباره ؟؟

أيكا : أم ... أم (كاين يهز رأسه أنذاك) ثم أعقب قائلاً لا بأس … فهو يبدوا مثيرًا للاهتمام

قال جين : لقد كنا متوجهين إلى قاعدتنا … عندما رأيناك في الغابة …


الرجل … إذا هذا ما حدث …

جين : ألم تكن تعلم بوجودنا منذ البداية …

الرجل : لا … كل ما في الأمر … أنني سمعت همساتكم من خلفي عندما وصلت للقبر …

أيكا : ماذا … لست ساحرًا في النهاية إذا … يا له من أمر مم ... إعتقدناك ساحرًا … هيا أيري لنذهب …


و عندما كان الثلاثة على وشك المغادرة … قال الرجل : هوكناي

تجمدوا في مكانهم عاجزين عن الحركة


الرجل : من قال أنني لست ساحر … هههه …

نطق هوكناي مرة أخرى و تحرروا …


أيكا : مذهل … ما كان ذلك …

الرجل : إنها قدرة … أو لعنة … لا أدري …


أيكا : هل يمكنك تعليمنا ذلك …

الرجل : لا … لا يمكنني ... إنها شيء امتلكته عندما كنت في عمركم … لا أعرف مصدره

ربما في يوم من الأيام ستستيقظون و أنتم تمتلكونه


جين : مذهل … ما الذي يمكنك فعله ؟

الرجل : اممم … لنرى … كان يضع سبابته على ذقنه و يدعي التفكير ...

أعقب قائلا : لنرى ... أجل ... يمكنني أن أرى المستقبل مثلاً

أيري : حقـــًــا … لطالما تمنيت أن أمتلك شيئـًـا كهذا …


أيكا و هو يقولها بإستهزاء : : يا له من شيء ممل … لن يفيدك في معركة …

الرجل : لا تنخدع … فأحيانا … قدرات مثل هذه هي من ستنقذك في قلب معركة …


جين : معركة … هل خضت معركة …

الرجل و هو يبتسم : نعم … العديد منها … حتى أنني لا أتذكرها كلها …


أيكا : يبدوا ذلك … فهو يمتلك سيفـًـا هو الآخر

الرجل : آه … هذا … (كان يسحبه من غمده) … لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة إستخدمته فيها

حتى … أنني لا أتذكر … تلك المشكلة عندما تصبح قويـًـا جدًا ... حتى تنسى طعم الهزيمة


أيري : ماذا عن ذلك الكتاب ؟

الرجل : آه … هذا … عليك أن تكوني مميزة جدًا … ليتم إختارك لحمله …

… لا يوجد منها سوى سبعة في العالم أجمع … وهو يحتوي العديد من التعاويذ السحرية ...

أيري : إذا أنت مميز

الرجل : يمكنك أن تقولي ذلك …


جلس الأربعة … يتبادلون أطراف الحديث حتى … إقترب المغيب

أراهم فيها … العديد من الخدع السحرية … وتعاويذ البسيطة …

… و حكايات عن معارك لم يسمعوا بها من وقت الإيدو …


أيري : لقد تأخر الوقت …

أيكا : أجل … علينا العودة … هل ستكون هنا غدًا


الرجل : لا أعتقد ذلك … فكل ما في الأمر أنني جئت أزور صديقـًا قديم …

كان يقولها بوجه حزين و هو ينظر إلى القبر

إلتفت بعدها نحوهم و هو يضحك و يقول: لكن أنظروا ... يبدوا أنني كونت أصدقاء جدد …


أيري : أنت ساحر … ألست كذلك … لماذا لا تعيده إلى الحياة …

لقد رأيت تعويذة في كتابك يمكنها إعادة الموتى … أليس كذلك ؟


الرجل : ها … هل فعلا لاحظت ذلك … لكن لا أستطيع فعلها

أيري : لماذا ؟؟

الرجل : لأنني لا أمتلك كل ما يلزمني لذلك …

يقال أن هناك عجوزًا في جبل تسوكوبا … يمكنها مساعدتي … لذلك أنا ذاهب إلى هناك


كان الأطفال على وشك الرحيل … قال الرجل … أخبرتموني أنكم … تمتلكون قاعدة سرية …

فما إسم فريقكم …


كان الأطفال ككل زمان وفي كل زمان أن يصنعوا مكاننا يسمونه قاعدة سرية …

و يعطون أنفسهم ألقابـًا بطولية


أيكا : إسم … مممم … لم نضع واحدًا بعد

الرجل : مممم … ما إسم تلك المدينة هناك …


أيكا : طوكيو …

الرجل : إذن أنتم حماة طوكيو …

أيكا و جين و أيري … ينظرون إلى بعضهم البعض … و هم يقولون حماة طوكيو …


أيكا : يبدوا إسم جميلاً …

جين : أجل …

أيري : أجل … أجل …


بدأ الثلاث بالرحيل و هم يغنون .. حماة طوكيو … حماة طوكيو …

عندها … إلتفت أيكا يقول … هاي … أيها الساحر … ما إسمك … أنت لم تخبرنا بإسمك …


الرجل … ها … آسف … لقد نسيت تماما … أنا … آكيهيتو هيهاتشي …


أيكا : حسنـًا … وداعا … آكيهيتو …

كتب على القبر الذي خلف الرجل …

أكيهيتو هيهاتشي


في الصباح التالي ... إنطلق أيكا مسرعـًــا نحو الغابة ... يأمل أن يجد ذلك الرجل هناك ...

لكن ... لم يجد أحدًا ... لم يجد القبر ... لم يجد أي شيء ... و عند عودته إلى قاعدتهم السرية ... و هو محبط

وجد سيفـًـا خشبي ... مكتوب عليه ... " السيف هو مفتاح الحقيقة " ... لم يفهم أيكا الأمر ... لكن

كان سعيدًا جدًا ... بحصوله على شيء من ذلك الساحر الغريب


على أرض معركة التابوت … كانت أيري … تضع التابوت في منتصف دائرة كبيرة …

… رسمتها على الأرض …

… وأخذت ترسم بعض الرسومات الغريبة …

… كانت نجمة خماسية تحيط بها دائرتين و بينها بعض الرموز الغريبة …

… كانت تلك الرموز ذاتها التي ظهرت في كتاب ذلك الساحر في الغابة آنذاك …

… كانت رغبتها الشديدة لإعادة أخيها التوأم … هي ما تدفعها لتذكر كل تفصيل


إنتهى


2017/07/09 · 442 مشاهدة · 1664 كلمة
KazaMoho
نادي الروايات - 2024