هاااا ...! أين أنا ؟ ...

يلتفت لليسار ليجد طفلاً صغيرًا ممسكـًـا به ... يقول له : أنظر هناك …

يرفع رأسه بتلك العيون الحائرة …

يقابله بابٌ أحمر ... يعود ببصره التائه نحو ذلك الطفل …

... ليتفاجئ بأعينه الحمراء القرمزية الزجاجية هذه المرة …

... يسحب نفسه مفزوعـًـا مصدومًا ليصدم بذلك الباب …

من أمامه طفل صغير لم يتعدى العشر سنوات … و هو يكرر …

إنه خطأك … إنه خطأك …

يسقط أرضـًا بعد فتح الباب من خلفه ...

و ذلك الصفير المزعج من الإحتكاك بأرضية …

يُـفتح الباب لتخرج الأيادي الحمر الملطخة بالدماء

الطفل من أمامه : لماذاااااااااا ؟ ... لقد أخذته مني ... إنه ملكي … لماذا ؟؟؟؟؟

و تلك الأيادي تسحبه … نحو الغرفة المظلمة من خلف الباب الأحمر


صوت رنين المذياع … يوقظني من فراشي … مرعوبًا … و أنفاسي تهرب مني … عاجزًا على إمساكها….


هذا الفصل سيكون بلـسان كايتو


أصبحت هذه عادتي أستيقظ كل يوم على نفس الحلم… أو الكابوس إذا ما صح التعبير …

أصبح لا يفارقني … طفل صغير يلومني كل مرة…

أستيقظ بـ أعين حمر … لا تلبث حتى تختفي بعد بضع دقائق …

لا أغادر فراشي حتى ترحل …و أرى العالم بألوانه الحقيقة …

هاه … بضحكة ساخرة يتبعها قائل … الأمر أشبه بعمى الألوان


... أصبحت هذه حالتي منذ عودتي إلى طوكيو بعد مغادرة لها وأنا بعمر … الثانية عشر ...


اليوم هو أول يوم لي بثانوية طوكيو الشرقية، نعم هذه حالة طوكيو بل اليابان كاملة بعد تلك الكارثة

… الذي ضربتها منذ سبع سنوات … حيث تغيرت بشكل كامل و لم تصبح اليابان التي نعرفها …

مع ذلك أبقى الوحيد الذي لا يمتلك ذاكرة عن تلك الحادثة كل ما أعرفه ... هو ما سمعته ... أو ما روي لي …

إذا ما صح التعبير

مع ذلك تبقى تحضرني بعض الومضات عن تلك الجثث والدماء المتناثرة في كل مكان...

… نفس روتين كل يوم … ، نفس الحلم الذي استيقظ عليه ... أغتسل وأتناول فطوري …

… لكن اليوم كان مختلفًا …

… بدأت الدراسة ... كان يومًا زخمًا …


والدة كايتو : هاي كايتو … إستيقظ … ستتأخر عن المدرسة …

كايتو : أنا قادم …


في طابق العلوي … غرفة كايتو … و هو ينظر للمرأة و أ عينه الحمراء … تأبى أن تفارقه…

… زادت المدة هذه المرة … في عادة الامر يستغرق دقيقتين اليوم كان عليه الإنتظار لـ 7 دقائق …

كان في حالة رعب … لا يدري هل ينزل و يرى والدته و هو على هذه الحالة … أم يخفي نفسه و يدعي المرض…

بقي في تلك الحالة … حتى رأى تلك النبتة الخضراء … خضراء من على شرفته خلف النافذة …

… ليدرك في ذلك اليوم معنى أن تتنفس الصعداء … أحس بطعمه الحلو …

… إستيقظ كايتو و ارتدى ملابسه … و هو خارج من منزله …

لاحظ طفلة صغيرة في عمر الـ 15 سنة … بردائها الأسود تحدق فيه باستمرار …

… حاول الاقتراب منها … لكن …


… بعد ذلك … و على طريقه للمدرسته … لمح مشاجرة بين بعض الطلاب بأحد الأزقة …

... كان ثلاث شبان يحاولون الإعتداء على أحد الطلبة ... محاولين سرقته … هذا ما حضر في ذهنه في تلك اللحظة …

… كان عراكُا شديدُا برغم كونه واحد ضد ثلاثة ... قرر التدخل محاولاً مساعدته…

أقدم على ضرب أحدهم ليلتفت الآخرون … إليه تقدم أحدهم مهاجمًا إياه في حين أقدم ذلك الطالب على ضرب آخر …

… كان ذلك الشجار الملتهب بحرارته … كما هو شجار الشوارع … لينته بانسحاب الفتيان الثلاث …


إلتفت كايتو لشاب الذي ساعده في معركته … ليصدم من تلك العين اليسرى …

… كانت تشع حمرةً …

كايتو و هو واقف في مكانه و كل ما يحضر لـ ذهنه

… هااااا .. ما الذي يعنيه هذا …

… رحل الشاب دون أن ينطق شيئـًا …

أمسك بأحد عدسات الأعين الساقطة أرضًا …

… إلتفت قائلاً فلتنسى ما رأيت اليوم …

… في المرة القادمة … لا تتدخل فيما لا يعنيك…

بعد رحيله أشعت أعينه من جديد حمرة … و لم تنطفئ إلا بعد سبع دقائق


بعد فترة من الزمن … و… على باب المدرسة …

... شاهد كايتو تلك الفتاة الصغيرة مرةً أخرى قبل وصوله للبوابة …

كانت تبتسم هذه المرة ابتسامة خبث بارز على وجهها


بعد مراسيم إفتتاح

و بداخل الفصل


… بينما يجلس كايتو بمقعده المجاور للنافذة لمحها من جديد و هي تدخل نحو المدرسة كانت تستقل السلالم ...

لم تفارق عينيه … كاين يرصدها حتى صاحَ فيَ الأستاذ في تلك اللحظة …

… كايتو إتشوارا…

بأي عالم أنت ؟ … أتمنى ألا أكون قد أيقظتك من عالم أحلامك … كان الجميع يضحك في تلك اللحظة …

الأستاذ : بما أنك في عالمنا فلماذا لا تواصل القراءة … إن كنت تستطيع

حمل كايتو الكتاب … و هو يبتسم …

كايتو : رائع … إنها حصة الإنجليزية في نهاية … ليس هناك مشكل …

فبعد كل تلك السنوات بأمريكا …. الإنجليزية ليست بمشكلة بالنسبة لي …

… إنها اللحظة الحاسمة … سأكون البرنس …

هااا … لكن … هااااا … من أين سأواصل القراااااااااااااااااااااءة …

!!!!!!


دق جرس انتهاء الحصة


دخل ذلك الطالب ذو العين الحمراء … فصل كايتو ... فوجئ عندما رآه …

…. كان ينظر له بعين حازمة ...


الطالب في قرارة نفسه يقول : إياك والتحدث عما رأيته …

كايتو يحدث نفسة : هااااااي كيف يمكنني ذلك …

الطالب في قرارة نفسه يقول : ستكون تلك نهايتك …

كايتو يحدث نفسة : هاي مهلاًااا .. هل تفكر في قتلي …


... على سطح البناية … كان كايتو يتناول فطوره …

... وهو يشاهد الطلبة باحثــًـا عن تلك الفتاة الصغيرة …

... لكن لا أثر لها ...


...أنتهى اليوم بشكل طبيعي…

وكل ما يشغل باله ابتسامة تلك الفتاة والعين الحمراء التي رآها...كانت مختلفة نوعًا ما عن التي رآها بالحلم ...

أقل داكنة ... كأنها عين زجاجية حمراء ... خلال مغادرته الفصل اقتربت منه فتاة زميلة له بالفصل …


الفتاة : كايتو أليس كذلك؟

كايتو: نعم ، كيف عرفت إسمي ؟

الفتاة : الفتى من عالم الأحلام

( تذكر كايتو أن الأستاذ ذكر إسمه بشكل واضح خلال الدرس)

ابتسم كايتو ... و قال لها: كيف يمكنني مساعدتك ؟ ..

أجابت إسمي روج ROG صديقة بوك Book الطالب الذي ساعدته صباحـًا

( آه هذا هو اسم ذلك الوحش ذو العين الحمراء هذا ما قاله كايتو في ذهنه)

أكملت قائلة ... أعتذر على فظاظته فهو حاد الطباع دومـًـا وهذا ما سبب له بعض المشاكل أرجو أن تعذره

... لكنه طيب رغم ذلك …

كايتو: لا عليكي …


وصلت للمنزل ... أخذت نفس الطريق لكني لم أجد الفتاة الصغيرة…

دخلت المنزل حيث والدتي قد أعدت العشاء … رغم شهيتي الكبيرة … لكنني لم أكل كثيرًا في تلك الليلة …

أمضيت الليل بطوله أقلب صفحات الويب حيث أقوم بالبحث عن عيونٍ حمرْ …

لم يجد سوى ما يتداول في الأنمي أو بعض التفاسير الأحلام التي لم تقنعني…


كايتو : قمت نحو فراشي بخطوات معدودة كانت تلك سبع خطوات قبل أن أصل إليه

عازما على فتح الباب هذه المرة

... و أبدأ رحلة البحث في أحلامي عن الجواب ...


2017/06/29 · 457 مشاهدة · 1139 كلمة
KazaMoho
نادي الروايات - 2024