كانت تلك الخطوات السبع … مفتاح التغيير … فقد اختلف الحلم هذه المرة
… لم يكن على تلك الشاكلة التي عهدتها عليه …
… أو على الأقل لم تكن بنفس النهاية … أحسست هذه المرة أنه يمكنني التحكم في النسق …
… رغم البداية الصعبة … لكن النهاية كانت مخالفة لتوقعات …
… استيقظت مرعوبًا كل ما يجول بداخلي هو ما رأيته من إختلاف في حلمي هذه المرة …
… ما كان يقتل تفكيري هو سؤالين … الأول … ما الذي حدث حتى يتغير الحلم عن ما عهدته ؟
والثاني … ( لحظة صمت )
لم يكن الإختلاف في الحلم فقط بل تعدى ليمس الهيئة التي استيقظت عليها … فقد كانت أعيني أشد إحمرارًا
… مما عهدته… كنت قادرًا على إدراك ذلك من حدة اللون الأحمر ... الذي يعم كل ما آراه …
… فما كان لونه أسود الأشد حمرةً أما الأبيض فأخفاه … و كل ما تبقى اتخذ تدرجًا لونيا …
… هل يا ترى هذه الصورة التي يراها بوك هو الآخر بتلك العين الحمراء
… لم يكن ذلك الاختلاف الوحيد ... فقد أصبحت مريضًا بالحمى ...
… قاومتها محاولا القيام والنزول إلى طاولة الإفطار …
… وقبل أن أدرك ذلك … لمعت عيني من جديد بتلك الحمره وسقطت مغمىً علي …
__________________________________________
كان بوك Book يلم بالخروج، متجهـًـا نحو مدرسته، حيث وجد جده خارج البيت يسقي النباتات …
… تلك التي لم نعد نراها إلاً نادرًا منذ دمار طوكيو بعد الكسوف الأحمر ...
… قال الجد : هل مازلت تلتقي بتلك الفتاة ؟ ( يقصد روج ROG ) ...
'' للأسف لا يوجد حرف G في العربية سوى بصغة الجيم "
بوك : أجل
الجد : تعلم جيدًا أنني لست موافق عما تفعلونه … لقد حذرتكم …
بوك : جدي إنها مختلفة عنهم
الجد : لا تعتقد أن ما فعلته لأجلك في ذلك اليوم سيغير شيئًا … سيبقى العدو عدوًا …
لا أعرف فيما يفكر فيه ذلك الغبي … كان بإمكاننا معالجة المشكلة وحدنا ...
بوك : جدي … لا يمكننا مواصلة ذلك الصراع إلى الأبد … أنظر لما آلت له الأمور … لم يبقى شيئ …
حتى الإيدو … إختفت … و مزال ذلك الرعب الأحمر يلاحقنا …
جده : أنت لا تدرك شيئـًا … هل تعتقد أننا من أردنا ذلك …
… إنه قدرنا …
(سأتكلم بصفة بوك في هذا الجزء)
يواصل بوك طريقه نحو المدرسة ... و هو يقول : أحترم جدي كثيرًا فعلى عكسنا نحن أبناء هذا الجيل
… الذين إخترنا عدسات الأعين لإخفاء تلك الحمرة المشؤومة في أعيننا ...
…كان هو من القلائل القادرين على التحكم فيها ...
… حاولت كثيرًا أن أكون مثله ... لكن طبعـي الحاد لطالما كان سببًا في بقائها …
… عندما نولد نحن الـ كوغا … بتلك الأعين حمر … يقال لنا اننا … نحن أحفاد أيامي أكان كوغا …
… علينا حمل هذه الحمرة إلى الأبد … فهذا إختيار جدنا الأكبر …
… لكن القليل الذي يدرك معناها … البعض يقول أنه الذنـب اقترفه جدنا … و عوقب عليه …
… تلك الحمرة التي يحملها هو و أبناؤه و أحفاده … للأبد … ما يسمونه
… حمرة الذنب ...
… و البعض الآخر يعتقد أنها الثمن الذي دفعه لأجل الحصول على تلك القوة الرهيبة …
… القوة التي غيرت مجرى اليابان … في عهد إيدو …
… وقليلون هم الذين يعلمون الحقيقة …
لقد عانت قبيلتنا كثيرًا بسبب هذه الأعين … فلم نكن قادرين على التعايش مع قبائل أخرى …
فكنا وما زلنا مجتمعا منغلـقًا … الوحيدون الذين يعلمون حقيقتنا … هم ما يسميهم جدي …
بالأعداء الطبيعيين … قبيلة الـ إيغا …
… فنحن القبيلتين الوحيدتين اللتان استطاعتا الصمود إلى هذا الزمن …
محافظين على سر الكسوف الأحمر … السر الذي كان يندثر تدريجيًا مع كل يوم يمر …
… إلى أن جاء … هو بنفسه … وأعاد إلينا الرعب …
كنت في عمر الثامنة عندما التقيت بها لأول مرة … فمنذ صغري … لم أكن الشخص المحبوب …
فالبعض يجدني غامضًا ... و الآخرون يهابونني ... لم يكن ذلك بسبب أعيني … على العكس
فالعديد من أبناء قبيلتنا استطاعوا التعايش … في مجتمع متخفين بكل إحتراف …
بل طبعي الحاد … و عصبيتي التي تميزت بها منذ صغري كانت السبب …
… فحتى أبناء عشيرتي… يهابونني … حتى أنهم قالوا مرة لوالدي …
... ألا تخاف أن ينجرف مثل جده الأكبر …
… لم أفهم في ذلك الوقت ما كانوا يقصدونه … ومازلت كذلك …
كنت آنذاك في الحديقة … أشاهد الأطفال و هم يلعبون … و أنا أجلس على الأرجوحة …
… إقتربت مني في هدوء … و هي تقول لماذا لا تلعب معنا ؟ أم أنك خجول ؟
هل أنا كذلك ؟ لم أعرف ما الذي علي أن أقوله … كنت أحاول التهرب … لكنها هزمتني في تلك اللحظة …
عندما مدت يد المصافحة … لم أجد نفسي إلا وأنا أصافحها … لا أعرف حتى كيف قمت بذلك …
تخرج تلك الكلمات التي حفرت في ذاكرتي … وهي تقول … يا لها من أعين جميلة … كانت ستناسبني …
هاي عن ماذا تتحدث هذه المجنونة ؟ هل يعقل أنها أدركت أعيني ؟ حاولت التحرك … لأجدها تقول …
… إسمي روج ROG … ماذا عنك ؟ … أأأأ … قلت في تردد … دايكي …
… ماذا … من أين أتى هذا الإسم …
أصبت بالشلل … سحبت يدها وهي تقول … لا تقلق … فـسرك في أمان … تعال لنلعب …
كانت … تلك … حاملة الكتاب … روج …
كان موعدنا في الإستراحة ... أنا و روج ROG و ذلك لتحدث لذلك المستجد ( كايتو )
روج : يبدو أنه لم يأت اليوم ...
بوك : هل يعقل أنه أحس بشيءٍ ما ؟
روج : بدا لي كالتائه … يبدو أنه لا يدرك حتى من هو أو من نحن …
بوك : ربما يتخفى … لكي لا ندركه ...
روج : لا أعتقد ذلك … فأصحاب القدرات ليسوا من النوع الذي يختبئون تحت ستار…
... لطالما كانوا مغرورين …
بتلك الطاقة التي يمتلكونها … و تحكمهم المكاني …
بوك لـنحافظ على هدوئنا و نحاول التقرب منه .. و نرى ما الذي سيحدث …
توجهنا للإدارة … و سألنا … قالوا لنا أن والدته اتصلت و قالت أنه سيغيب اليوم لأنه مريض …
روج : حسنـًا، سنمر عليه بعد المدرسة … هل يمكننا الحصول على عنوان …
موظف الإدارة : تفضلوا … من الرائع أن نرى مستجدًا … يحصل على أصدقاء…
هاه … أصدقاء … كلمة لم أعرفها إلى أن إلتقيت حاملة الكتاب …
أنهينا يومنا الدراسي … توجهنا لمنزله … سألنا جيرانه هناك فقالوا أن منزله في آخر الشارع على الجهة اليمنى …
… يحمل الرقم 107 …
.. لكننا لم نجد أحد بالمنزل … صادف و ان مر أحد الجيران … وبعد سألناه …
… أخبرنا أنه تمنى نقل فتى هذا الصباح إلى مستشفى طوكيو الجامعي …
روج : ما الذي علينا فعله ؟
بوك : أعتقد أنه علينا الذهاب و رأيته … فبعد كل ما قطعناه … لم تبقى إلا خطوة …
… توجهنا إلى هناك …كان متواجدًا بالغرفة 11 …
لنجد والدته بجانبه … أحست بنا … قامت من مكانها …
روج وهي تنحني أمامها : أهلاً سيدتي … نحن زملاء كايتو … سمعنا أنه مريض …
… فأردنا زيارته … للإطمئنان عليه
بوك و هو ينحني كذلك : أهلا سيدتي … نعتذر عن قدومنا بدون سابق إنذار …
تمهلت الوالدة مدة من زمن ثم قالت تفضلوا … كانت تنظر لـ روج
... لم أعتقد أن كايتو شكل أصدقاء بهذه السرعة …
بوك في نفسه ( هاه أصدقاء … أن لا أتحمل ذلك المزعج قط )
… وقفنا خارج الغرفة …
الوالدة : إذن أنتم زملاءه … لم أتصور أنه سيحصل على زملاء بهذه السرعة
روج : أنا أدرس معه بنفس الفصل … أما بوك فهو يدرس بصف مخالف …
بوك : أخبرتني … روج عنه قالت لي … أنه شخص مميز …
الوالدة : نعم لطالما كان مميزًا …
بوك : كيف هي حالته الآن ؟
الوالدة : إنها … بعض الحمى … جاء الطبيب صباحًـا … و قدم له بعض الأدوية …
… ليس بالشيء الخطير … تنتظر إفاقته … ليرى طبيب إذا كان يمكنه مغادرة المستشفى ...
روج : أتمنى … أن يقوم بالصحة … و العافية …
الوالدة : أعذروني … علي القيام بشيء ما … هل يمكنكم مراقبته …
دخلا الغرفة …حيث يرقد كايتو وحيدًا … كان طريح الفراش …
توجهت روج ROG نحوه …لوضع يدها على جبهته …
ليمسك يدها بوك : ما الذي تحاولين فعله ؟
روج : أتفحص حرارته …
بوك : سأتفحصها أنا …
روج : تعلم أنه لا يمكنك ذلك … لا نعلم ما الذي يمكن أن يحدث ... إضافة ليس وقت غيرتك
وضعت روج يدها على جبهته … في تلك اللحظة تمامـًا قفزت من مكانها نحو الباب
فتحت كتابها وبدأت بترديد بعض من كلمات كتابها … ذهل بوك … فهو لم أرى روج ROG بتلك الدرجة من الرعبة …
حاملة كتاب في وضعية دفاعية بحتة … ما الذي يحدث هنا ….
كانت تنطق وهي مترددة خائفة لا تأبى الكلمات عن الخروج من فمها
لتنطق في كلمة واحدة :
… إنه اكوما Akuma …
… بمجرد ما سمعت الكلمة لم أستطع أن أحرك ساكنـًا …
كانت صاعقة مدويةً في كل عظمة في جسدي في تلك اللحظة استيقظ كايتو بوجه مرعب و عيون حمراء
أشد دكانتًا من عيوني حتى و بوجهه بسمة مليئة بالشر لم أفاجئ بنفسي إلا وأنا أقفز نحو الباب …
بمجرد ابتعاد عنه … أغمي عليه من جديد ...
كانت تلك اللحظة، أرعب ما مر في حياتي … أن أتواجد بجانب اكوما نفسه إنه الرعب بعينه …
… لم أقابله أبدًا … لكن الصورة التي تركها في ذلك اليوم … كانت كفيلة بهز عزيمة جيش كامل …
.. حاولت روج إخراجي من الصدمة و هي تقول : هي ساعدني لاعادته كما كان ...
لا داعي لأن يعرف أحد
( لم أحرك حتى لساني، كيف سأحركه، هل جننتي ؟؟ )،
إقتربت هي و كتاب مفتوح يحوم حولها …
جائتنا والدة كايتو و اعتذرت على تأخرها ( كنت أقول في نفسي ... لا يهمني تأخرك أريد الرحيل فقط)
إستأذنا بسرعة و خرجنا.
ما العمل الآن روج ؟ سألتها
قالت : لا تخبر أحدًا ... سينشر ذلك الرعب و بالإضافة
روج : سنعاود الزيارة غدًا وعندها نقرر
بوك : نعود غدًا هل جنـنتي …
روج : ليس وقت النقاش الآن … لندع الأمر للغد و نفكر في ذلك … حسنـًـا، الآن وداعـًـا
لم أستطع النوم تلك الليلة كاملة ... وإسم اكوما في بالي لا يغادره ...
خلال تواجد كل بوك و روج … في غرفة كايتو …
والدة كايتو نارومي … غادرت المشفى نحو هاتف عمومي … أجرت المكالمة التالية
كان الرقم هو 107
نارومي : ألو
في جهة المقابلة في خط الهاتف : نعم سيدتي فيما أستطيع أن أخدمك ؟
نارومي : أريد مكالمة رقم 7
في الجهة المقابلة :ما لون السماء اليوم سيدتي ؟
نارومي : حمراء
ينقطع الإتصال ، تغلق المكالمة
ليرن الهاتف العمومي بجوارها، تتوجه نحوه و تجيب
شخص ما يلقب بـ سيفن : ماذا هناك ؟
نارومي : سيفن Seven ، لقد عاد
سيفن : من ؟
نارومي : إنه اكوما … كايتو في حالة حرجة …
سيفن : حسنـًا سآتي حالاً …
... يتبع …