تحت نور ذلك القمر …

وصل ياماتا … إلى جسد أيامي … المثقل بالجروح …

حملاً إياه … و منطلقـًا به بسرعة … نحو القرية …


يبدوا أن هناك بعض الحراس … عند البوابة … يسمعون شيء يقترب

الأول سحب ذلك السيف من غمدة … في حين أن الثاني أمسك برمحه


مع وضوح الرؤية أدركوا أنه ياماتا إبن المعلم … مر سريعًا … جسد أيامي على ظهره …

منطلقًا مسرعًا نحو منزل طبيب القرية … و هو يفكر في والده الذي تركه خلفه …


و مع وصوله إلى منزل الطبيب … وضع جسد أيامي … على الفراش … أقدم الطبيب يعالج جروحه

و إذا بصوت أحدهم ينادي … ياماتا .. ياماتا … تعال بسرعة …


تركًا أيامي بجروحه … و الطبيب يهرول هنا و هناك ليحضر عقاقيره و معداته …

خرج ياماتا مسرعًا … و هو يقول … ماذا … ه .. ن … ا .. ك … تلك الكلمة خرجت بحروف متقطعة

و هو يرى البدر الذي تركه أبيض منيرًا … أحمرًا مستديرا … كانت تلك أول مرة يرى فيها … الكسوف الأحمر


في أعلى قمة الجبل …

العجوز ذو الرداء الأحمر … يفتح يديه على مصرعيها … و يتمتم بكلمات غير مفهومة …

السيف الخشبي أمامه مغروسو في الأرض … و جسد المعلم ورائه متأكًا على الشجرة … مثقلاً بالجروح هو الآخر

نتيجة معركة بينه و بين العجوز


و حيث جميع من في القرية … بل جميع من في اليابان … ربما كل من في العالم … خرج يشاهد هذا المشهد …

غير مدركين لكمية الشر القادم لهم … كان العجوز في الجبل بتمتماته الغير المفهومة لهم … ينقذهم …

و يوقف كل محاولة من أكوما … من المرور عبر بوابة الكسوف الأحمر … إلى عالم البشر …


في تلك الأثناء … يبدوا أنه سيطر على جسد المعلم … الذي وقف من خلفه … وراح يقول …

…. هل تعتقد أنك ستنقذهم ؟ لن أتوقف … و سيأتي يوم تموت فيه و لكن يكون هناك منقذ … سأدمرهم


و بكلمة سحرية من العجوز … تحرر جسد المعلم من سيطرت أكوما …

و معه مر الكسوف الأحمر بسلام على البشرية

حتى ذلك اليوم المشؤوم …


====

اليابان في زمن الحاضر


أنيكو : ما قصة تلك السيوف المعلقة في الجدران …

نارومي : تلك … إنها تعود لجدي … إنها إرث عائلتنا … هل تعلمين لماذا أحضرتك إلى هنا ؟

أنيكو : أليس من أجل ذلك الشخص في العبوة ؟

نارومي : أجل … لكن لأنني سأبدأ في تدريبك على فنون السيف


أنيكو : هااااا …. ماذا ؟

نارومي : أجل …

أنيكو : هل سنواجه أكوما بالسيف

نارومي : لا … لكننا سنواجه أيكا أو بالأحرى … هاتوري هيهاتشي بالسيف

بعد لحظات من الصمت …

نارومي : هل تعلمين … بالرغم من وصول البشرية إلى أعلى مستويات التطور

حتى أنه تم تفجيرنا بقنابل نووية … لكن مع ذلك يعتبر السيف السلاح الأروع

عندما …. إخترع المسدس أول مرة … قال صامويل كولت الآن تساوى الجبان و الشجاع


لكن مع ذلك مزال البشر يعشقون السيوف … لأنه السلاح الوحيد الذي يجب أن تكون شجاعا لحمله

فذلك السيف يستمد قوته من حامله …

عندها لا يمكن أن يكون الجبان شجاعًا

=====

اليابان في سنة 640 م

بعد هدوء الأمر … و عودة القمر إلى نوره الساطع …

شخص يتقدم هو الآخر … يبدوا حاملاً شخص ما …


و مع وضوح الرؤية … يتضح أنه العجوز برداءه الأحمر … و هو يحمل جسد المعلم …

و الجميع يشاهده في ذهول … و مع وصوله إلى قرب منزل الطبيب … لمحه ياماتا قادمًا

و بسرعة توجه له … ممسكا بوالده و سائلاً مابه ؟ … ما الذي فعلته به ؟ … نطق العجوز :

لقد كان شجاعًا … أسلوبه في السيف مميز … يجب عليك التعلم منه … لقد قدم لي معركة رائعة …

وضع يده على جسد المعلم … و يبدوا أن جراحه تشفى


واصل بخطوات واثـقة إلى منزل الطبيب … وسأله أين الشاب الذي تم إحضره

أشارت له إبنة الطبيب أنه في الغرفة المجاورة … مع دخوله … وضع يده على جسد أيامي …

و بكلماته السحرية شفي من جروحه هو الآخر …


إلتفت إلى الطبيب قائلاً فلتعتني به …

و هو يغادر القرية توقف أمام … ياماتا و قال له : لقد عقدنا هدنا … لا مزيد من الدماء …


في اليوم الموالي إستيقظ أيامي ... يفتح أعينة ببطئ ..

. حيث أشعة الشمس مزالت جديدة على أعينه

بعد نوم عميق في ظلام كاحل ... و هو يلمح شخص جالسًا هناك في الطرف


و تدرجيًا ... يستيقظ قائمًا ... يتفطن له ... المعلم و يطلب المنه الهدوء

و البقاء في مكانه فمزال يحتاج إلى الراحة ...

لكنه يقوم ... و يبدوا عليه كأنه لم يصب أبدًا هو الآخر ...


يتشارك الإثنان حديثًا بسيطــًا

المعلم : حتى و إن كنت بخير عليك بالراحة ... أنت ضيف عندنا

أيامي و هو ينحني : أشكرك أيها المعلم ... سعيد بهذه الإستضافة

و أعتذر على اللقاء في مثل هذه الظروف


المعلم : من أين أنت ؟

أيامي : أنا من قرية صغيرة في الشمال ... تشتغل في الزراعة


يبدوا أن هناك بعض الناس تتجمع أمام منزل المعلم ...

يخرج في هدوء ... أين يجد إبنه يتعارك مع بضع شباب


المعلم : ماذا هناك ؟

ياماتا : إنه بعض الذباب الذين إعتقدوا أنهم يستطيعون هزيمة مدرستنا بسبب خسارتنا أمام العجوز

المعلم : إسمعوا جيدًا أنا المعلم أوغن إيغا ... هزمت البارحة على يد عجوز في الجبل

لست الشخص الأقوى الآن ... لكني بالتأكيد أقوى منك .. فكفوا عن إزعاجنا إذا كنت ستهزمون كالذباب


قد يبدوا أن المعلم إعتقد أنه أطفىء نار كانت ستشتعل في وجهه

لكنه أشعل نيرانا أكثر في قلب إبنه ... فهو لا طالما كان يرى نفسه على بعد خطوة من أن يكون الأقوى

و ها هو الآن يصنف مع الذباب


في الخلف كان أيامي يشاهد في هدوء ...


بعد مرور يومين …

كان العجوز جالسًا … يتناول لحم الأرنب الذي إصداده … و إذا بشخص قادم من خلفه


نطق العجوز : هل أتيت لتنبح في وجهي من جديد

ياماتا : أتيت لأتعلم أسلوب نباحك ... لكي أهزمك



2018/05/26 · 575 مشاهدة · 975 كلمة
KazaMoho
نادي الروايات - 2024