رحل ياماتا مغادرًا القرية نحو الجبل ... باحثًا على العجوز ذو الرداء الأحمر ...

فقد رأى مستوى قوته ... و أعجب بها ... لذلك رغب في تحصل على تلك القدرات و ذلك المستوى من القوة

لكن العجوز صد طلب ياماتا رافضًا تدريبه …

العجوز ذو الرداء الأحمر : لا يمكنني أن أعلمك شيئًا …

ياماتا : و لكن لماذا ؟؟؟ ألا تفكر في نقلك أسلوبك إلى الأجيال القادمة ... فأنت كبير في السن ...

و مهما كنت قويًا ... سيأتي يوم ستتغلب عليك الحياة ... إسمح لي أن أكون ورث أسلوبك

العجوز ينفجر ضاحكـًا ...

ياماتا : ما الشيء المضحك الذي قلته ؟

العجوز : هل تسائلت لماذا أمتلك هذه النوع من القوة ... أنا المصدر … ياماتا

و لا يمكن أن يوجد مصدريين في كون واحد … فإذهب لوالدك و أخبره أن يعلمك فن السيف


يبدوا أن رد العجوز ... لم يعجب ياماتا ... و جعله تائهًا في فهم إجابته ... و هو يفكر ما الذي يعنيه بالمصدر

و هو متوجه للمنزل … يمر على مدرسة والده … لكن يبدوا أنه لا يوجد أحد … و في وسط صمت رهيب


يسمع صراخـًا … أو بالأحرى مع وصوله هناك يجد أنه هتافٌ للطالب الجديد … أيامي كوغا …

الذي إنتصر على إحدى أعتى التلاميذ في المدرسة …


و في حضرت والده معلم السيف … و جميع الطلبة … كان يقف بسيفيه الإثنين …

و بنظرت إستحقار … من أيامي له … صرخ قائلاً : ما الذي يحدث هنا ؟


نطق والده … يبدوا أن أيامي … يريد أنه يريد أن يتعلم تقنيات سيفنا …

و قد تخطى إختبار القبول هذا الصباح … حتى أنه تفوق على كل من أكيرا و سوزوكي


فما رأيك يا ياماتا ؟ هل يمكنه أن ينقل تقنيات السيف الخاصة بنا إلى الأجيال القادمة ؟


في تلك الأثناء … و في وسط صمت رهيب … بدا الذهول على وجه الجميع …

فالولد الذي من المفترض أن يكون وريث السيف

هل هذا التصريح يعني ... التخلي عنه رسميا … لصالح شخص غريب قادم من مكان بعيد …


نطق ياماتا … ينقل ماذا ... و كأني سأ سمح له أن بفعل ذلك … إن كان هزم تلاميذك الأغبياء …

( يقولها و هو ينظر إلى أكير و سوزوكي بإستحقار )

أنا في مستوى آخر بالنسبة لهم … أيامي ... دعني أريك … ما هو فن السيف الخاص بي …


تقدم ياماتا في هدوء نحو وسط الحلبة … حملاً سيفين خشبيين طويلين …


و بدأ أحد التلاميذ و هو يحدث صديقه … هاي … هل تعتقد أنه سيقاتل بأسلوب السيفين ؟؟

يرد شخص آخر … إذا كان سيفعل ذلك … لا أعتقد أن أيامي ستكون له فرصة له


مع تقدم الإثنين .. رمى ياماتا سيفه الثاني و إختار القتال بسيف واحد …

لم يكن ذلك لكونه واثقـًا من فوزه … بل لأنه إستحقر أيامي …

فهو يرى أنه لا يستحق حتى أن يواجهه بسيفيه


إبتدأت المعركة بتقدم ياماتا … يقال أن الخطوة الأولى هي التي تحدد الفائز …

و الشخص الأول الذي يتحرك هو من يتحكم بأرض المعركة و مجرياتها

لكن عندما تكون ترلك الحركة تحمل معها العديد من المشاعر المضطربة …


في وسط صراع السيوف … بدا للجميع إندفاع ياماتا … حتى أن أيامي وجد نفسه في وضعية دفاعية بحتة

كل ضربة من سيف أيامي كان تحمل معها فكرة في رأسه … ما قصة والده الذي قرر تخلي عنه ؟

لماذا بعد سنوات طويلة من تدريبه لكي يكون وريثه ... ذلك والده المغرور و الأناني … يقرر الآن التخلي عنه ؟

ذلك الوالد الذي أشبعه بخطابات قبيلته الإيغا التي إنتصرت في الحروب … و جده الأول المؤسس لها

ذلك الوالد الذي قتل أمه أمام أعينه …حتى أن دمائها كانت تسيل تحت قدميه


و في وسط كم من الأفكار … مندفعا نحو أيامي … بكل قوته … غير مدرك لما يفعله …

و بحركة سلسة … ينجح أيامي … في جعل ياماتا يخسر سيفه … في حين أنه يحاول سحب سيفه الثاني

لا يجده … فهو إختار أسلوب السيف الواحد منذ البداية …


في حين أن أيامي موجها سيفه بين عيون ياماتا المشتعلة بنيران الغضب … معلنا بذلك إنتصاره


يعم الصمت ...


الجميع مندهش … يتقدم والده نحوه … واقفا أمامه و مردد على مسامعه :

رفضت حمل أسلوب سيفي … و إخترت أسلوب السيفين …

لذلك تمسك بأسلوبك حتى النهاية فهو فخرك …

و إياك أن تسحتقر خصمًا أبدًا …


مر بجانبه في هدوء … يتبعه أيامي … أمسك ياماتا بيده … و راح يسأله : ما الذي تحاول فعله ؟

رد أيامي : أنا مجرد شخص يبحث عن أسلوبه … و سأتشرف بتعلم أسلوبكم في السيف …

ملتفتًا لـ ياماتا و إنحنى له …

و قال : سأتشرف بمعركة أخرى … أريد أن تريني أسلوب السيفين في المرة القادمة


———


قبل تلك المعركة بـ يومين … بعد أن خسروا أمام العجوز ذو الرداء الأحمر


إستيقظ أيامي … ليجد المعلم جالسًا و هو ينظر إلى تلاميذه و هي تتدرب

المعلم : يبدوا أن تعافيت بسرعة أنت كذلك ...

أيامي : يبدوا كذلك

المعلم أتسائل ما قصة ذلك العجوز ... و ما الذي يفعله في أعلى ذلك الجبل

بعد لحظات من الصمت

المعلم ( والد ياماتا ) : هل يمكنني أن أطلب منك شيئًا … أيامي ؟

أيامي : الأمر يعتمد ؟

المعلم : هل يمكنك مساعدتي في تأديبي إبني ؟

أيامي : ما الذي تعنيه ؟

المعلم و هو يرى إلى السماء الزرقاء : لقد تغيرت علاقتنا ... منذ تلك الليلة … لم أصبح والده و لم يصبح إبني

بل أصبحت خصمه نهائي ... و هو أصبح خصمي الأخير ... لكنه مزال بعيدًا على الإطاحة بي ...

و يبدوا أنه لم يبقى لي الكثير من الوقت ... لذلك أريد أن أكفر عن ذنبي ... و أحرره من لعنة الغضب التي تملكته

أيامي : و ما هو ذنبك أيها المعلم ؟

المعلم : أنني قتلت والدته

أيامي : يبدوا أنك أب سيء

المعلم : يبدوا أنني كذلك ... منذ تلك الليلة … كنت أمام خيارين هل أخبره أن أمه خائنة و باعت أسرار قبيلتنا الإيغا للأعداء … أم … أجعله يكره والده

بعد لحظة صمت … واصل …

في نهاية إخترت أن أكون الشخص المكروه فهو لا طالما أحب والدته … و لم أرد أن أدمر تلك الصورة التي رسمها في ذهنه

أيامي : لهذا علاقتكما ليست جيدة

المعلم : في نهاية إختار أن يعيش حياة مختلفة … رفض حمل أسلوبي في السيف … و راح يلوح بسيفيه

في نهاية … أصبح الشبل الصغير … أسدًا بأنيابه الحادة … و صار من الصعب ترويضه … خاصة أنني أصبحت كبيرًا في السن

المعلم : فهل يمكنك مساعدتي في ترويضه من جديد ... و جعله أقوى

أيامي : و لماذا أنا من عليه فعل ذلك ؟

المعلم : رأيت أسلوب قتالك ضد ذلك العجوز في الجبل … إنه أسلوب قرى الشمال أليس كذلك

أيامي يشتاط عضابًا : ما الذي تعرفه ؟

المعلم : كانت هناك قرية في أرض الشمال ... عرفت بكونها قوية ... لم تكن تستخدم السيف كثيرًا

بل تعتمد على قدرتها الجسمانية ... في الإطاحة بأعدائها ...

في إحدى الليالي تم العثور عليهم مقتولين جميعًا

صوت خرير المياه من خلف المنزل ... و عصفورة تتوقف أمام المنزل ... ينقب الأرض يبحث عن ديدان لأبنائها

المعلم : بالحكم على أسلوبك في القتال ... أنت الناجي الوحيد ... فإما أنك تبحث عن الإنتقام ... أم أنك القاتل

أيامي : هاهاها (منفجرًا بضحكة هستيرية) ... طوال سنتين لم يتعرف علي أي أحد ...

أنت الوحيد الذي فعلها ... أيها المعلم ... أنت والد رائع ... أنا أقبل مساعدتك

2018/05/30 · 610 مشاهدة · 1205 كلمة
KazaMoho
نادي الروايات - 2024