خرج ياماتا من المدرسة عائدًا إلى الجبل …

و بعد مسيرة طويلة وسط الغابة … عجر عن إجاد العجوز …

أو حتى القبر … و يبدوا أن الظلام حل … و مع غضبه الشديد من ما حدث له

رفض العودة للقرية … و إختار النوم خارجًا …


داخل أسوار القرية

أيامي : يبدوأ أنه لم يعد إلى الآن … ماذا الآن … هل ستتركه يرحل ؟

المعلم : إنه كبير كفاية ليتخذ قرارته … في نهاية يجب أن يعرف حدوده و حدود العالم

فلا يمكننا مواجهة شيء أكبر و أعتى منا …

فنحن لسنا سوى كتل من اللحم … مجرد ذبابة قادرة على قتلنا نحن البشر

أيامي : لست أفهم ما الذي تحاول الوصول إليه … قد يبدوا أسلوبك في سيف جيدًا …

لكنك صاحب أفكار فلسفية


في وسط ظلمة تلك الليل يضرب برق في وسط الغابة … يجعل ياماتا يفيق مرتعبًا … و بسرعة يتفطن …

ينطلق مسرعـًا ... نحو مكان الذي ضرب به البرق … و يبدوا أنه وجد ضالته …

القبر أين كان العجوز ذو الرداء الأحمر …

إ قترب نحوه …

لم يفهم ما كان مكتوبًا عليه … فالكتابة كانت بحروف يجهلها …

و بشكل خافت … خطوات العجوز من خلفه … و هو يتوجه نحوه و هو يقول


إنه قبر صديق قديم … ظل طريقه … و إنتهى به الأمر في هذا المكان …

و لأنني لم أكن أعرف المكان جيدًا … إخترت أن يكون مكان مماته هو مكان قبره … و دفنته هنا


ياماتا : هل كان صديقــًا جيدًا ؟

العجوز : أعتقد أنك يمكنك نعته بالغريم … أو الصديق الخصم … الذي تحترمه و تحبه …

و لذلك ستكون أنت فقط القادر على قتله

ياماتا : هل تنهي أمورك دومًا بسفك الدماء ؟

العجوز : ليس دومًـا … لكن أحيانا يكون عليك القيام بأمور لا تفخر بها


و بعد ضربة برق أخرى … أضاءة المكان …لتتلوها ظلمة يكرسها سطوع القمر …

نطق ياماتا : بحثتك عنك طويلاً لكن دون فائدة ... و ها أنت تظهر بسهولة

العجوز : لا عليك ... كل ما في الأمر أنني رحلة لإرشاد فتاة إلى هدفها

ماذا عنك ... ما الذي أحضرك هذه المرة ؟؟

ياماتا : اممم ... إستمع جيدًا ... لا أهتم بتفاصيل التي أخبرتني في المرة الفائتة …

عن كونك المصدر … و الكون ... وما إلى ذلك

ما أريده هو أن أمتلك تلك القوة التي هزمتنا بها ؟

العجوز : امممم …. يمكنني إعطائك ... جزءًا منها إذا أعطيتني سببًا لرغبتك الشديدة بها ؟

ياماتا : هناك شخص يجب أن أجعله يعترف بي و آخذ إنتقامي منه


في لحظة صمت … يتقدم العجوز نحو القبر …

واضعا يده عليه و هو يقول : يبدوا أنك من تبحث عن سفك الدماء هنا


ياماتا لا يرد …

العجوز : أعتذر لم تعطني سببًا مقنعًا ... أحتاج شيئًا أقوى


ياماتا : لست سوى شاب نشأ في عشيرة تعتقد أنها الأقوى … و في منزل عجوز مغرور يعتقد أنه الأكثر قوة

لكنني أريد أن أريه أن غروره أعماه عن حقيقته ... أنه مجرد والد سيء

العجوز : ماذا الآن ... هل ستخبرني عن والدتك و جدك و عائلتك و عشيرتك ... و شجرة عائلتك


ياماتا : في إحدى الليالي و أنا في عمر العاشرة … كانت ليلة صعبة … لم أستطع النوم … أصابني الأرق …

حاولت الإستقاظ لكني لم أستطع و كأن شيء ما كان يمسك بي … حاولة الصراخ و لكن دون فائدة

كان الأمر مرعبًا … بدأت أسمع صراخا من غرفة والدي … و بعد صراع طويل تحررت … و ليتني لم أفعل

… وصلت أمام الباب و كانت الدماء تسيل من أسفل الباب نحو قدمي الصغيرين …

شعرت بالرعب الشديد … ضربات قلبي لم تتوقف … غمرني إحساس بأنه على وشك الإنفجار …

بيدي الصغيرتين المترعبتين ... فتحت الباب لأرى والدي يحمل سيفه الطويل

المليء بدماء والدتي الملقات أمامه … في تلك ليلة كرهت نفسي لأني لم أستيقظ ... و ...

منذ تلك الليلة قررت أنني لن أقبل تلك الصلة به … فوالدي مات في تلك الليلة بجانب والدتي


العجوز : مزال الوقت مبكرًا عليك ... فلترحل ...


2018/05/31 · 489 مشاهدة · 654 كلمة
KazaMoho
نادي الروايات - 2024