الفصل 201:

في البداية، تمكن آشبورن من صدّ جنود المشاة من تايجريس، لكن تفوقهم القمعي لم يدم طويلًا، إذ استولى السحرة على زمام المعركة.

هطلت أمطار من كرات النار على رجال آدم، لتقذف العديد منهم من فوق الجدار!

حاول بعضهم صدها بدروعهم، لكنهم تعرضوا لهجومٍ مفاجئ من مشاة دجلة.

اندفع آدم بين صفوفهم بغضبٍ وحشي، وساطوره يحصد الأرواح بلا رحمة، تتطاير الجثث يمينًا ويسارًا.

حتى من صفعهم بجسده تحطمت دروعهم وانكسرت عظامهم!

"كافٍ!"

بوم!

وقف ساحرٌ يرتدي رداءً أزرق خلف جنود دجلة على الجهة اليمنى، وضرب عصاه بالأرض، فاندفعت عاصفة هوجاء دفعت الجنود المتهورين إلى التراجع.

رفع عصاه وأخذ يُلوّح بها بسرعةٍ مذهلة، تاركًا خلفه آثارًا ضبابية.

تعالت ترانيمه وهو يتقدم نحو آدم، الذي استدار ببطء بعدما شعر بارتفاع كثافة المانا خلفه.

وحين رأى الساحر، سحب خنجرًا من خصره وألقاه نحوه.

بوتشي!

ترنح الساحر إلى الوراء، ثم اختفى داخل الضباب.

سووش!

هبت ريحٌ قوية جعلت آدم يلتفت يسارًا، لكن الوقت كان قد فات.

تشكلت الرياح على هيئة نمرٍ بخمسة ذيول — وحشٍ أسطوري مرتبط بعنصر الرياح — وضربت آدم بقوة، فأسقطته من على الجدار الشاهق الذي بلغ ارتفاعه خمسةً وعشرين مترًا.

وفيما كان يسقط، كانت الرياح الحادة تضربه مرارًا وتكرارًا، تزيد من سرعة سقوطه حتى بدت قادرة على قتل فارسٍ مدرّع.

وفجأة، في أسفل الجدار، تفجرت الرمال صعودًا، وظهرت شخصية ترتدي درعًا ذهبيًا بأجنحةٍ مشرعة.

رفرفت أجنحتها بقوة، لتغلق المسافة وتلتقط آدم في اللحظة الأخيرة، وتطير مبتعدة بينما كانت قذائف الساحر تتساقط خلفهما.

بوم! بوم!

دوت الانفجارات من ورائهما، وتطايرت الصخور والحجارة وسط غمامةٍ كثيفة من الغبار طاردت نيرو وآدم.

هبطا على الأرض، واستدار نيرو يواجه الضباب بعينين حادتين.

سويش! سويش! سويش!

انطلقت سهامٌ من داخل الضباب، مرت بجانب ذقنه وأصابت بعض الذئاب المقفرة التي تأثرت بانفجار المقذوفات.

تصدّى آدم لبعض السهام بساطوره، بينما بقي نيرو واقفًا، تحيط به هالةٌ تمنع أي سهمٍ من الاقتراب.

وحين كادت الأسهم تصيبه، انحرفت فجأة مبتعدة، إذ اصطدمت بحاجزٍ ذهبيٍّ خافتٍ يغلف درع نيرو.

سويش! سويش!

وخزت أذنا نيرو.

انطلق سهمان من خلفه، انحرفا أمامه، واختفيا داخل الضباب، ثم سُمِع صوت أجسادٍ تسقط أرضًا.

التفت نيرو، فرأى بولس يشد وتر قوسه، ورؤوس سهامه تتلألأ.

سويش! سويش!

أطلق موجةً غامضة مع سهامه، فاختفى صوتها داخل الضباب، ثم عادت السهام ملطخةً بالدماء.

"إلى الأمام!"

على بعد مئات الأمتار، رفع أليك رمحه نحو السماء، وصوته الجهوري يتردد في أرجاء الميدان.

صرخ الجنود خلفه بحماسةٍ واقتحموا الضباب.

كانوا قد انفصلوا عن رفاقهم، وبدون آدم كانت حالتهم يُرثى لها.

هدير!

زأر آدم بقوة، مُبددًا جزءًا من الضباب، كاشفًا عن الجثث التي طرحها بول أرضًا، ولم يتبقَّ سوى القليل.

أطاح زئيره بالبقية كأنهم دمى.

وبينما بدأ يتسلق الدرج الترابي الذي صنعه ساحر الأرض، رفع رأسه فرأى نيرو يطير فوقه.

كان الصبي هادئًا على نحوٍ غريب، وكأنه ينظر إلى طفلٍ آخر.

أليس هذا هو الطفل الذي بكى عندما تأكد موت آشر؟

انطلقت السهام المشتعلة من خلف أسوار طبريا، وانحنت في الهواء قبل أن تمطر الآلاف من الجنود.

ارتدت عن الدروع لكنها أحرقت العباءات والريش، فتراجع الجنود وهم يحاولون إخماد النيران.

طار الساحر الذي أسقط آدم في الهواء، محاولًا الارتفاع أكثر، لكن توازنه كان مضطربًا.

رفرفت لحيته البيضاء بينما رفع عصاه ليستدعي إعصارًا من السحب!

بذل الكهنة كل ما لديهم من مانا، مكوّنين حاجزًا أزرق صدّ الإعصار قبل أن يدمر القوات.

وعندما رأى نيرو أن الجنود في أعلى الجدار يُدفعون إلى الخلف، وأن سحرتهم الذين يحافظون على الدرج الترابي في خطر، طار خارج الحاجز.

"نيرو!"

صرخ أليك، مادًّا يده نحوه.

عبس لامبرت ولورا — الرجل الثاني في قيادة إريتريا — وهما فوق خيولهما يشاهدان الإعصار المهيب.

لم يكن هناك شك في أنهما يواجهان ساحرًا من الطراز الرفيع.

كافح نيرو ليبتعد عن الإعصار، لكن قوته كانت تدفعه مرارًا نحو الأرض.

خرج آدم من الحاجز، قبضتاه مشدودتان، وخلع خوذته لتتناثر خصل شعره.

اشتعلت عيناه بالحمرة، ثم فتح فمه.

هدير!!!

انفجرت الأرض تحت قدميه من شدة الزئير، وكان صوته مرعبًا لدرجة أن الإعصار تشتت وتبدد تحت وطأة القوة التدميرية الأعظم.

ترنح آدم وسقط على ركبةٍ واحدة، يتصبب العرق ويتدفق الدم من أنفه، وبرزت عروقه على رقبته.

كان وجهه يقطر ألمًا، لكنه تمتم بصوتٍ مبحوح:

"لـ... سيادته..."

جمع ما تبقى من قوته، قبض على ساطوره الكبير، ونهض واقفًا.

"لسيادته!!"

هز صوته الوحشي الميدان، باعثًا الرعب في قلوب الأعداء، والحماسة في نفوس جنوده.

حتى من كانوا على الجدار قاتلوا بقوةٍ متجددة، يدفعون ويضربون رغم صرخات أجسادهم المرهقة.

...

في ساعات الصباح الأولى، بينما كانت الشمس لا تزال خلف الأفق، وقفت امرأة ترتدي ثوبًا أبيض على أسوار طبريا، تتأمل ساحة القتال التي تحولت إلى مجزرةٍ دامية.

نجحوا في إيقاف قوات آشبورن، رغم إرادتهم الفولاذية وقوتهم الجبارة.

استمرت المعركة أكثر من خمس ساعات، ومع ذلك، لم ترَ سوى بضع مئاتٍ من جثث آل آشبورن...

بينما خسروا هم قرابة ثلاثة آلاف!

نطقت بصوتٍ بارد:

"الفيكونت سوريا كان على حق... هذا آشر يشكّل تهديدًا حقيقيًا."

بصقت صوفيا على الأرض، ثم رفعت عينيها نحو الخيام البيضاء الكثيرة الممتدة في الأفق.

||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||

[المترجمة: شرايكم بلترجمه الفصل زهقت روحي بترجمته ان شاء الله بالمستقبل هيج ترجمه تكون اذا كان اكو اخطاء اتمنى تخبروني بلتعليقات للتصحيح+تم اضافة فصل 0 للمصطلحات والرتب والخ..]

[المترجمة: Rose]

2025/10/09 · 106 مشاهدة · 809 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025