الفصل 533:

"سوف يقتلونا… سيقتلوننا جميعًا!" صرخ جندي، صوته يئن من اليأس وسلاحه ينزلق من يديه المرتجفتين ويسقط على الأرض. قبل أن يتمكن من الهرب، اندفع أليك وضرب يد الجندي على وجهه، مغشيًا عليه بضربة واحدة وحشية.

"البشرية تقف خلفنا! إذا سقطتم، فسوف يهلك كل ما تعرفونه، كل ما تحبونه. لا يمكن الاستسلام لمثل هذه الشرور. أفضل أن أموت مقاتلًا!"

صاح أشر، صوته يمتد عبر أرض المعركة كموجة ذهبية. هذا الصراخ مزق الضباب الخانق، محطمًا موجة الخوف التي أطلقتها سايليكس.

استدار مالرات، خوذته تلمع بخفة في الضوء الخافت. تحتها، عيون حمراء تتوهج بالجوع الخبيث، مركزة على أشر كما لو كانت تحدده للموت.

حتى مع ثقل الحزن لفقدان أثاناتوس، لم يتردد أشر. سنواته في هذا العالم القاسي جعلته صلبًا كالحديد. قلبه، الذي كان ضعيفًا يومًا، أصبح متصلبًا، مغطى بالندوب المحفورة بالخوف، الكراهية، الدم، والرعب المستمر.

رفع كريوس رمحه عاليًا، صوته كالأمر الرعدي. انفجر الصقيع عند نداءه، وظهر عملاقان شاهقان من الجليد، أجسامهما الهائلة تتلألأ كالبلورات.

فوقهما، ظهر قرص مسطح من الثلج المضغوط، مليء بالأشواك الحادة، يمتد أكثر من ثلاثين مترًا.

بحركة واحدة لأسفل، انقضت هذه السلاح الجليدي على صفوف مالرات. انقسمت الأرض تحت قوته، محطمة آلاف جنود سايليكس الفاسدين. شظايا الجليد تمزق إلى الخارج في عاصفة قاتلة، تقطع اللحم والعظام، تمزق من لم يسحق تحت الوزن الهائل.

لكن مالرات لم يُقهر بسهولة. تحطم الجليد، وانفجر من بقايا الثلج بسماكة ثلاثة أمتار، ناشرًا أجنحته العتيقة. بضربة قوية، ارتفع الوحش ذو الرؤوس الثلاثة، حاملًا سيده إلى السماء.

تقدم إيليوس، جسده مشتعلاً بنار مقدسة. استنشق نفسًا عميقًا، وانطلقت نيران تبتلع المئات في لحظة.

"سأحرقكم حتى لا يبقى منكم شيء!" صرخ. التواءت النيران حول جسده، ملتفة إلى السماء المظلمة بالعاصفة، حتى تشكلت إعصارًا من النار.

بأجنحة مغطاة بالغضب الملتهب، انطلق نحو مالرات، كل رفرفة تضرب الهواء بغضب إلهي.

اندفع أنيكيتوس كانهيار جليدي حي، جسده المدرع يقسم الأورك، الجوتن، العمالقة، وكل وحش فاسد يعيق طريقه. انهاروا أمامه كما لو كانوا دمى هشة، متناثرين على الأرض الملطخة بالدم.

وراءه، استمر أبوليون وفرسان الموت في التقدم بعزم قاتل، جدار من الفولاذ والموت يخترق صفوف الهاوية بعمق.

اندفع كريوس بجانب أنيكيتوس، عملاقاه الجليديان يسيران عبر الفوضى كآلهة حرب باردة.

كل خطوة تهز الأرض، وكل ضربة تطيح بالجوتن. على عكس أعدائهم من اللحم والعظم، لم يعرف هؤلاء العمالقة الجليديون الألم.

الشفرة التي تخترق أجسامهم المتجمدة لم تفعل شيئًا، تعافت في لحظات، الجروح المتكسرة تعود للتجمد كما لو لم يلمسها شيء. كانوا آلات قتل أبدية، سحق الجوتن وتحويل الأعداء إلى خراب.

"يجب أن نصل إلى سايليكس، وإلا فهذه المعركة خاسرة! أعدادها ستغرقنا جميعًا!" صاح زيناس، صوته يصل حتى بين الصرخات واصطدامات الحرب المدوي.

رفع أشر نظره إلى الدخان الأسود المتماوج الذي يخنق الأفق. هناك شيء ضخم مخفي وراءه.

اشتعلت عيناه اليمنى بتوهج أعمى، والبرق يزحف على جسده كأفاعي من نار بيضاء.

هزت الغيوم فوقه في إجابة، وسقطت أول قطرات المطر الجليدي، تصدر صوتًا حادًا عند ملامستها للأرض المكسرة المحمّاة.

"احموه!" صرخ زوره، عائد إلى جانب والده. شد القديسون الحديديون وآشبورن تشكيلتهم، واندفعت خيولهم في دائرة فضفاضة حول أشر، وسيوفهم ومخالبهم تمزق كل من يقترب.

"حدود قوتك تقريبًا بلا نهاية!" صاح زيناس، وجسده يغرق في البرق بينما ارتفع في السماء المليئة بالعواصف. "توقف عن كبح قوتك، أطلق كل شيء!"

تعتمت السماء أكثر، والرعد يتضخم كقرع طبول الحرب عبر الخلق. اجتمع البرق أعلاه في دوامة من الضوء والغضب، وتحت قيادة زيناس، سقط.

انقسم العالم بوصوله. ضربت الصاعقة أشر كأنها مطرقة إلهية، حتى أن القديسين الحديديين وآشبورن انطلقوا بعيدًا.

صرخ أشر، ملتقطًا العاصفة ودافعًا بها للأمام. احترق جلده من الداخل، وأوردة جسده توهجت بالبرق حتى بدا أن جسده على وشك الانفجار.

التهمه الألم، ألم أعظم من أي شيء عرفه. لكن في ذلك العذاب، اخترقت رؤى عقله: سافيرا، زوجته الحبيبة. أتريدس وميرلين، أبناؤه. كيلفن، ماري، وجوه من وثقوا به، من دعوا آشبورن وطنهم. شعبه. مملكته.

رعد!

انقسمت السماء بصوت عاصف أرجواني. سقطت الصواعق كالمطر، كل واحدة بحجم رمح بليستا.

ألقى الانفجار بزينا أميالًا بعيدًا، حفرت الحفر المدخنة في الأرض الصلبة كالصخور المنصهرة. وفي مركز كل ذلك، وقف أشر، محاطًا بالبرق الإلهي، وزئيره يتحدى العاصفة نفسها.

اندفع الانفجار. ملايين الجنود الفاسدين محيت على الفور، بعضهم تحول إلى عظام، وبعضهم إلى غبار أسود، صرخاتهم انقطعت قبل أن تغادر حناجرهم. انتشرت العاصفة كمد مدمر، تمزق جحافل الهاوية حتى اصطدمت بالسحب السوداء نفسها.

انكسر الحجاب. وما وراءه، ظهر أخيرًا، القلعة، حصن قديم، جدرانه السوداء ترتفع كجبل من الحجر والظل. ضربه البرق، محطمة الأبراج والأسوار، محطمًا حجارة صمدت لآلاف السنين. انهار قسم كامل من الجدار بين كل برج وآخر، وسقط في عاصفة من الحطام.

صر أشر بأسنانه، انحنى والتقط إيثامار. احترقت عيناه بالبرق، وعباءته ترفرف في رياح العاصفة. بدأ في التقدم ببطء وثقل نحو الفتحة التي صنعها.

وراءه، صرخ جيش الأعراق. انضمّت أصواتهم معًا، تتدحرج كالرعد عبر السهل. رفعوا أسلحتهم عاليًا، واندفعوا عبر أرض المعركة المليئة بالجثث، متجهين نحو الجدار المكسور للقلعة.

[المترجمة: Rose]

2025/11/07 · 86 مشاهدة · 764 كلمة
Rose
نادي الروايات - 2025