الفصل 10: ألغاز بدأت بالظهور


" سأذهب لمقابلتهم أيتها السيدة صوفيا.. "

أماءت له بالإيجاب بابتسامة هادئة وأخبرته أن ينتبه لنفسه فخرج مسرعا، وبعد لحظات من خروجه يظهر ماكس وكأنه كان مندمجًا بالجدار بجانب السرير..

" هل لاحظت هذا يا ماكس؟! "

أماء ماكس لها بالإيجاب ثم تحدث..

" إنه جيد في التمثيل ولكن هالته السحرية قد فضحته "

" نعم.. كنت أتساءل عن ردة فعله الغريبة عندما أخبرته عن والده وعن سرعة تفهمه للوضع ونسيانه لموتهم أمام عينيه.. إنه لا يملك قلبا يحركه بكل تأكيد "

تغيرت ملامح ماكس ليصبح متجهمًا..

" إنه لا يرى في حياته سوى نفسه.. يجب أن نراقبه جيدا فأنا غير مطمئن لطبيعته الباردة هذه "

لم تعلق صوفيا على كلامه وفضلت الصمت..

(في ساحة المدرسة)

" أحسنتم جميعا.. لقد قمتم بعمل جيد، والآن أنتم تنتظرون النتيجة، والنتيجة هي أنكم جميعا قد تم قبولكم في الأكاديمية.. "

حل صمت ودهشة مما سمعوه..

" نحن هنا لنربي فيكم السحر حتى يصبح أقوى، نحن لا نحتاج لأشخاص جاهزين بل نحن من سنصنعهم.. ليس من المنطقي أن نقيم اختبارا لقبول الجاهزين لكي ينضموا ونشاهدهم يلعبون.. نحن هنا أكاديمية 7 M ننشئ الموهبة والقوة بداخلهم.. كل ما نحتاجه منكم هو الاستعداد للموت وعدم الخوف منه، وهذا ما قمنا به في بداية الأمر لأنكم ستكونون درعا لهذه المملكة، وسيفها الذي سيقاتل كل من يفكر أن يضرها ولهذا سنحولكم أيتها الكتل الحديدية القابلة للتشكيل لسيوف ودروع لهذه المملكة.. أرجو منكم الانتظار حتى يتم أخذ قياساتكم لتجهيز أزيائكم ثم ستأتون غدا لاستلامها وبدء حياتكم في هذه الأكاديمية.. "

ابتسم جميع المشتركين وشعروا براحة كبيرة، فقد كانوا يحملون هم أن يتم قبولهم..

وصل روماف إلى الساحة فرأى إيميلي وأرثر معًا..

" أحسنتم في القتال ضد ستاين.. "

نظر كلاهما للخلف ليجدا روماف خلفهم فزادت فرحتهما بوجوده..

" كيف حالك يا روماف؟ هل تحسنت؟! "

استغرب روماف من السؤال..

" هل هذا سؤال يستحق الإجابة؟ إن لم أتحسن فكيف لي أن آتي إلى هنا؟! "

احمرت إيميلي خجلا من شدة غبائها..

" أنا آسفة.. لا أعلم كيف سألت هذا السؤال "

" أوه لقد أتيت أخيرا سيد روماف "

نظر روماف خلفه ليجد توماس قادم نحوه..

" من أنت؟ "

" هذا توماس ألبرت.. هو من وضع خطة انتصارنا على ستاين.. "

كرر روماف سؤاله لتوماس بوجه متجهم فاستغرب كل من إيميلي وأرثر ..

" لا تكن هكذا يا روماف حتى لا أجعلك تندم "

بابتسامة تعلوها الشر والمكر نظر توماس إلى روماف الذي هدأ وقرر أن يستجيب لتهديده..

" ها؟ هذا فقط؟ ألن تغضب وتتحداه فيأتي معلم يفصل بينكم؟! "

التفت روماف إلى أرثر بوجه يعلوه الهدوء..

" نحن لسنا في أنمي شونين يا فتى "

" أريدك على انفراد يا روماف.. "

كان توماس يريد أن يتحدث إلى روماف منذ البداية ولكنه استعان بإيميلي وأرثر ليصبح الأمر أكثر سهولة، فوافق روماف وذهبوا لجانب الساحة بمفردهم وعل مرأى كلّا من أرثر وإيميلي..

" أخبرني ما هو مخططك من انضمامك لهذه الأكاديمية؟ "

أخبره روماف بهدفه بسهولة دون تردد بأنه يريد تغيير النظام في هذه المملكة ويجعلها أكثر إنصافًا، ولكنه واجه تكرارًا من توماس لسؤاله ولكنه لم يبدِ أي تفاجؤ من ردة الفعل هذه وأعاد إجابته.. تسبب هذا بجعل توماس يضحك بصوت عالٍ حتى هدأ..

" يعجبني هدوءك ونظراتك الباردة التي تمثل شخصيتك.. "

" أعتقد أن الأمر لا يستحق أن تتحدث فيه يا توماس "

ارتسم على وجه توماس ابتسامة خبث بعد رد روماف..

" أتعلم أن عائلتي تعتبر سلاح المملكة السري في الاغتيالات؟ "

لم يرد روماف عليه منتظرا أن يكمل حديثه..

" سأعتبر صمتك إعلاما لي أنك تعلم هذا.. نحن نقوم بتطهير كل من يشكل إزعاجًا للمملكة مهما كان مكانه داخلها أو خارجها.. نسير في الظلام ونتسلق الظلال لنستدعي ملك الموت ليأخذ روح ضحيتنا المسكينة حتى وإن كانت عائلة كاملة "

وهو يصرح بأنهم قد يقتلون عائلات إن كانوا خطرا على المملكة ارتسمت ملامح الشر واعتلت ابتسامة مليئة بالشر والخبث على محياه..

" ماذا بعد؟ "

" لا تمثل دور الجاهل.. أنت تعلم أنني أقصد أن من كتب على عائلة ستيوارد بالفناء هم نحن يا روماف.. العائلة التي اختفت من الوجود في ليلة واحدة وجاء مكانها عائلة أرثر.. "

لم يظهر على روماف أي ملامح صدمة أو خوف بالرغم أنه لم يكن يعلم هذا..

" نعم نعم لقد نسيت أنك منزوع المشاعر.. لقد أعجبني تمثيلك كثيرا.. الاهتمام والضحك والابتسام وكذلك تمثيلك لدور الطفل البريء عندما التقيت بالسيدة صوفيا.. لا أعلم أيضا كيف خدعت إيميلي وعائلتها ليقوموا برعايتك، ولكني ما أنا متأكد منه أنك اختلقت قصة درامية حزينة مع القليل من البكاء الجيد والنظرات البريئة المكسورة.. "

ضحك قليلا توماس بعد حديثه ثم أكمل..

" كم أحب هذه النظرات عندما أقوم باغتيال طفل ما.. أتساءل كيف سيكون الأمر إن قمت بقتل إيميلي وعائلاتها؟ أووه أم من الممكن أن أنهِ حياة السيدة صوفيا؟ أعتقد أنك لا تحتاج لها.. "

عندما سمع روماف حديث توماس الأخير بدأت تتغير هالته السحرية وتضطرب، فتغيرت نظرات روماف الباردة إلى الغضب والتهديد..

" إن فكرت فقط أن تمس شعرة منهم فلن أجعلك تعش للحظة أخرى في هذا العالم.. "

ضحك توماس ضحكًا خفيفا وهو مغلق العينين..

" لا تقلق لن أقترب منهم ولكن.. "

وفي هذه اللحظة ظهرت ولأول مرة نظرة غضب وتوعد..

" إن فكرت للحظة أن تؤذي هذه المملكة فلن أجعل لأمثالك ذكرى في عقل أي أحد.. يا ابن سيماف "

وفي هذه اللحظة انصدم روماف من معرفة توماس لاسم أبيه، فشعر وكأن هناك يحاول الخروج من صدره ويحاول تحطيم شيء ما بداخله ولكنه لم يكن يعلم ما هذا الشعور.. لقد كان يعلم أن الأمر فقط أن الأمر يؤلمه كثيرا مما جعله يضع يده على صدره متألما..

" أنا عادل لا أحب أن أظلم أحد، فأنا لن أقتل أحدا ليس له علاقة بأي أمر يضر بالمملكة.. لا تنسَ كلامي وإلى اللقاء "

بمجرد ذهاب توماس أتى كل من أرثر وإيميلي مسرعين للاطمئنان على روماف بعد ما وجدوه قد مال قليلا مع وضع يده على قلبه ممسكا بملابسه التي تغطي هذه المنطقة..

" روماف! ما بك؟! "

لم يجب روماف على إيميلي فهو لم يكن معهم في هذا الوقت، فلقد كان يسبح في أفكاره حول هذا الألم الغريب ولكنه لم يجد إجابة فهدأ واستعاد رباطة جأشه ناظرا إلى إيميلي مبتسما..

" لا تقلقي.. لقد أصبحت بخير "

" ماذا حدث بينك وبين توماس.. "

عندما سمع روماف حديث أرثر نظر إليه قليلا في صمت ثم أخبره أنه لا شيء يذكر وأخبرهم أنه يحتاج الذهاب للمشفى قليلا، فعرضوا عليه مساعدته لكنه أخبرهم بأنه بخير..

بدأ يفكر روماف بما قال له توماس وهو يسير باتجاه المشفى، فظل يتذكر حديثه عن عائلته وعن قتلهم لأي أحد يسبب خطرا للمملكة، فقد كان يفكر إن كانوا هكذا ووالده كان مصدر إزعاج فلمَ لم يقتلوه هو وعائلته بما فيهم هو؟! هل كانت عائلة ستيوارد تخطط لانقلاب أم لثورة؟! ولماذا؟ لقد كان الأمر يشغل تفكيره ولكنه فجأة توقف عن التفكير وعادت عيناه لنظرات البرود وأكمل سيره..

(في الساحة عند أرثر وإيميلي)

" إن روماف يتصرف بطريقة غريبة كأنه شخص آخر "

" ما الذي تقصدينه يا إيميلي؟! "

" لم أره منكسرا هكذا منذ زمن.. ظننت أنه قد تخطى كل شيء وهذا بسبب أني لم أرَ ابتسامته تنزاح من وجهه.. دائما ما تختار وجهه لتطل علينا، ولهذا أشعر وكأنه شخص آخر "

كانت إيميلي حزينة من هذا التغير المفاجئ له، فلقد كانت تظن أن فوزها سيجعل روماف سعيدًا أكثر وسيجعله أكثر راحة ولكنَّ الأمر لم يكن هكذا..

" لماذا أنتم واقفون هنا؟! "

استدار أرثر وإيميلي ليجدا فيكتور قادم إليهم..

" أين كنت طيلة هذه المدة؟! "

" أعتذر عن هذا يا إيميلي فقط كنت أقوم ببعض الأعمال لتنظيم هذه المسابقة.. ولكن هل هناك شيء؟ "

أخبرته إيميلي عن روماف وتغيره الغريب بعفوية دون أن تتذكر أن فيكتور يحتقر روماف كثيرا، وفي نهاية كلامها أفاقت وتذكرت هذا فتوقفت ووجهها يعلوه الخجل، فقررت أن تخبره ألا يهتم ولكن قبل أن تفعل هذا وجدته يضع يده على رأسها وهو يبتسم لتنصدم برؤية فيكتور يبتسم لأول مرة منذ معرفتهم به..

" أنتِ تثقين بروماف وتريدين مساعدته، فلم لا تجعلين هذا هو أول اختبار لك معه في مساعدته؟ فبالتأكيد هناك شيء خارج عن سيطرته جعله بهذه الحال.. كوني بجانبه وساعديه وسأحاول مساعدتكم في معرفة حالته.. "

وقفت مصدومة من حديثه.. فيكتور الشرس والذي يحتقر كل شخص ليس من عائلة نبيلة يحاول مساعدتها ويعطيها النصائح!! كان الأمر أشبه بالحلم فكانت أول كلمة تقولها له وهي مصدرومة هي: " ها؟ "

" ماذا؟! "

استغرب فيكتور من ردة فعلها هذه، فلم يكن ليفكر أن ترد عليه هكذا..

" ألم تكن تحتقرنا وتكرهنا وبالأخص روماف؟! "

نظر بصمت قليلا ثم أبعد يده من فوق رأسها ثم تنهد..

" حسنا نعم هذا ما قد حدث ولكني علمت بعد ذلك أني كنت مخطئًا، وأن هذا يقلل من مكانتي كفرد من عائلة نبيلة، ولكني لم أستطع الاعتذار له بالطريقة المثلى فأنا خجول في هذه الأمور، فأنا لم أكن أعتذر لأني كنت قليل الخطأ وأرسل لهم اعتذاراتي بأفعالي وليس بأقوال وكلمات.. أمم لست بالشخص السيئ كثيرا في نهاية الأمر "

في هذا الوقت الذي أنهى فيكتور حديثه تذكرت كلمات سكارليت عن فيكتور بأنه شخص طيب القلب وليس سيئا فاستعادت هدوءها..

" ستكون عونًا كبيرا إن قمت بمساعدتنا يا فيكتور "

ابتسم فيكتور بعد حديث إيميلي وسأل عن أرثر الذي كان يقف بجانبها..

" أه هذا أرثر ألين لقد كان في فريقي في آخر اختبار.. "

" أرثر ألين.. العائلة التي حجزت مكانا بين العائلات الكبار.. هذا جيد تشرفت بمعرفتك "

" الشرف لي ولكنا لا نعلم من أي عائلة أنت؟ "

صمت فيكتور قليلا وكأنه يفكر بما يقول..

" أنا من عائلة ستيوارد التي تم إنهاء وجودها وتبنتني عائلة زووي.. "

انصدم الاثنان من إجابة فيكتور، فلم يكونوا يفكروا أنهم من الممكن أن يقابلوا أحد من تلك العائلة قد نجا من هذه المذبحة..

" لا يعرف أحد هذا سوى سكارليت والمديرة فلا تخبروا أحدا من فضلكم.. "

" ما الذي جعلك تثق بنا لدرجة إخبارنا بهذا السر؟! "

ضحك فيكتور قليلا ثم أجاب..

" ليس هناك سبب مقنع فقط اعتبرته وكأنه اعتذار غير مباشر أن أشاركك سر لي.. "

تعجبت إيميلي وسألته عن علاقة أرثر بالأمر فقد أخبره بالرغم من أنه لا علاقة له بالأمر، فتغيرت ملامح لملامح المصدوم..

" ها؟ أكنت تتخيله روماف أم ماذا؟! "

بنبرة استهجان تحدثت إيميلي بعد أن وجدت أنه قد نسي أن أرثر لا علاقة له بالأمر مما جعل أرثر يضحك حتى هدأ..

" لا تقلقوا حيال هذا الأمر لن أخبر أحدا بهذا السر فأنا أعتبر حليفًا لكم الآن ويجب أن أحافظ عليكم "

" حقا.. حقا؟! "

سأله فيكتور بلهفة فأماء له أرثر بالإيجاب فتنهد وقد ارتاح باله أن سره لن ينكشف..

" كيف لك أن تنجو طيلة هذه المدة بأفعالك هذه؟ "

بنبرة استغراب لأمر فيكتور وجهت إيميلي سؤالها لفيكتور الذي اعتذر عن قلة تركيزه التي كانت قد ستجعله يقع في مشاكل هو في غنى عنها..

" أيها المستجدين فلتأتوا لأخذ مقاسكم.. "

استجابت إيميلي وأرثر لنداء أحد العاملين واستأذنوا من فيكتور الذي سمح لهم بالذهاب ثم أكمل سيره..

وهو يسير تغيرت ملامحه للجدية فجأة وبدأ يتذكر لقاءه مع سكارليت منذ قليل..

(في أحد ممرات الأكاديمية منذ قليل)

" سكارليت إلى أين أنتِ ذاهبة؟! "

استدارت إليه سكارليت وهي تنظر ليه نظرات جدية..

" لدي عمل سأقوم به ثم سأعود "

صمت فيكتور قليلا متوترًا حتى تحدث..

" منذ وصول روماف وأنتي تتصرفين بغرابة وتراقبينه.. ما الذي تفكرين فيه يا سكارليت؟! "

ظلت سكارليت تنظر لفيكتور لبعض الثواني ثم اختار لسانها الحديث..

" لن أفعل شيء سيضره أو يضر هذه الأكاديمية يا فيكتور، فلا تقلق حيال هذا الأمر.. "

" ولكني سأقلق عليك وعلى أفعالك الغريبة هذه فلا أعلم ما تفعلينه وماذا ستكون الأضرار بسببها وهل حقا سيكون لديك المقدرة على أن تمنعي أي ضرر سيصيب روماف او الأكاديمية أم لا؟! "

" حتى وقتنا هذا فلن يكون هناك ضرر مما أفعله تأكد أن هذا في صالح روماف أكثر مني.. ستفهم كل شيء قريبا يا فيكتور.. "

أكملت سكارليت سيرها بعد أن أنهت حديثها حتى ابتعدت على مرأى فيكتور وعقله منشغل بماذا تقصده بكل هذا وماذا تخطط..

(في الوقت الحالي في الساحة)

سار فيكتور حتى وجد فتى يقف في الساحة فقرر سؤاله إن كان يحتاج للمساعدة..

" انت أيها الفتى أتحتاج لمساعدة ما؟! "

ذهب فيكتور إليه بابتسامة هادئة حتى استدار هذا الفتى له فتتغير ملامحه للصدمة وكأنه رأى شبحًا..

" أوووه هذه الأعين ورسمة الوجه تذكرني بعائلة ما.. هممم من هي يا ترى؟"

بنظرات الخبث نظر توماس إلى فيكتور الذي أصبح في خوف وصدمة جمدت الدم في عروقه..

" أأأأه نعم نعم أنت تذكرني بعائلة ستيوارد.. لقد ماتوا فجأة واختفوا لسبب غير معلوم يا لهذه الصدفة أن تجد شخصًا يشبههم.. "

حاول فيكتور تجميع شتات نفسه حتى يستطيع الرد..

" نعم لقد أخبرتني عائلتي أني أشبههم بشكل غريب لكني لم اهتم كثيرا بهذا "

" أوه نعم نعم فقد تم التأكر أنه لم يظل أي أحد منهم فبالتأكيد أنك لست منهم فلم ينجُ أحد منهم.. "

ضحك فيكتور وأيَّد حديث توماس، فابتسم توماس وأخبره أنه لا يحتاج لشيء وذهب وتركه، فتنفس فيكتور الصعداء وكأن الموت كان ينظر له..

(هذه الأعين.. إنها مماثلة لذلك الفتى قبلًا.. إنها عيني القاتل الذي قتل والدي..)

عندما رأى فيكتور هاتين العينين تذكر الشخص الذي كان ينظر لواحده بهذه النظرة وهو يضع السيف الكهربائي في قلب والده..

(من المفترض أن أغضب وأهجم عليه لأقتله انتقاما لأبي، ولكنني لم أستطع.. الخوف والرهبة كانت تحاول نزع قلبي من مكانه.. مازال المشهد يتكرر في عقلي، وكلما رأيته أزداد خوفا لا غضبًا.. يبدو أنه أصبح لدي عقدة مع هذه الذكرى ولن ينزاح خوفي ويتحول لغضب انتقامٍ حتى أتغلب عليه..)

استعاد فيكتور هدوءه وقرر أن يكمل سيره..

(في المشفى في غرفة روماف منذ لحظات)

" لا تتعجل يا ماكس، فلا أعتقد أن روماف سيكون خطرا بهذا الشكل.. "

نظر ماكس إليها ولكنه لم يهدأ..

" لا أستطيع الهدوء هكذا، إن كان لا يملك مشاعر فكيف لنا سنثق أنه لن يخوننا من أجل حياته؟! "

ظلت السيدة صوفيا تنظر لكتابها التي تقرؤه بهدوء..

" من المشاكل التي تواجهها في شخصيتك أنك تترك غضبك يتحكم بك بالرغم من خبرتك.. ألم تلاحظ أنه عندما رأى إيميلي متضررة تحركت مشاعره واضربت هالته السحرية بشكل كبير؟! هذا بالإضافة أنه ولأول مرة يتحدث بصدق عني وأنه غاضب مني لأني تركت أهله يقتلون.. هناك شيء به يجعله على هذه الحال.. "

هدأ ماكس قليلا بعد سماع حديث السيدة صوفيا..

" هل تقصدين أنه اضطراب نفسي حدث له بسبب تلك الحادثة؟! "

رفعت صوفيا رأسها ناظرة إليه..

" وقد لا يكون قد حدث أي شيء من هذا.. "

تغيرت ملامح ماكس للصدمة حينما سمع تصريح السيدة صوفيا.. هل كان روماف يكذب؟!! هذا ما جال بخاطره..

" ما الذي تقصدينه؟!! "

" ما أقصده أنه بعد أن جلست مع روماف تواصلت مع من أعرفهم وقريبين من قيادات جيش المملكة إن كان هناك كتيبة مرت من الطريق الذي كان فيه روماف وعائلته ولكنهم أخبروني أنه لم يمر أي أحد من هناك وهذا ما جعلني أفكر في الأمر.. "

استعاد ماكس هدوءه وبدأ بالتفكير..

" ولماذا لم تفكري أن الملك قد أمر أحد القيادات بالقيام بهذا دون إخبار أحد آخر وتكتموا على هذا الأمر؟ "

" من المستحيل أن يحدث هذا لأن كل شيء في جيش المملكة يحدث بموجب موافقة أغلب القيادات حتى وإن كان الأمر قادم من الملك، فالجيش له إدارته الخاصة التي تهتم بعدم إضرار درع وسيف هذه المملكة.. "

" إن كلامك متضارب وتناقضين نفسك.. كيف لك أن تخبري سيماف عن أنهم يريدون قتله والآن تقولي إنك اتصلت بهم لتتأكدي إن كانت هنالك كتيبة ذهبت لذلك المكان.. "

" لأن الحادثة حدثت بالقرب من مدينة لم يعش فيها سيماف من قبل.. "

وفجأة صرخ ماكس..

" هل تمزحين معي؟!! عقلي سينفجر من كثرة التفكير.. "

تنهدت صوفيا ثم أجابت..

" عندما اتصلت به كان قبل تلك الحادثة بأسبوع ولم أعلم ما حدث بعدها لأني لم أستطع التواصل معه، وعندما اتصلت بالحارس أخبرني أنه وجد فتى وحكى لي قصته فظننت أنه من الممكن أن يكون ابن سيماف فأخبرته أن يأتي به إلى الأكاديمية.. لأصبح صادقة عندما قابلته ورأيت ردة فعله بعد حديثي عن والده سعدت كثيرا وشعرت أن السيد سيماف يقف أمامي ولكني بعدها عدت لرشدي وقررت تطبيق المنطق في تصرفاتي وقررت التأكد.. "

" حسنا وماذا بعد هذا؟ أتريدون زيادة شيء آخر؟ "

تفاجأ كل من ماكس والسيدة صوفيا بدخول روماف عليهم وهم يتحدثون والعيون الميتة تنظر إليهم، فهدأت صوفيا وأخذت زمام المبادرة..

" يبدو أنك قد استمعت لحديثنا يا روماف.. "

فجأة تغيرت ملامحه وعادت الحياة لأعينه وبدأ يضحك حتى هدأ..

" لا لم أسمع شيئا فقط قررت أن أمثل هذا الدور منذ زمن.. "

بابتسامة واسعة تحدث إليهم روماف فاستغرب الاثنان من هذا السبب، ولكنه فجأة أصبحت ملامحه حزينة..

" ولكن لدي مشكلة.. أشعر وكأني لا أشعر بشيء.. قد تأتي أوقات أشعر أني خائف على شخص ما أو لا أريد أن يتأذى ولكن عندما تعلق الأمر بأبي شعرت وكأن هناك شيء يصطدم بصدري ويحاول كسره للخروج.. لا أعلم ما هذا ولكني أريد أن أشعر مرة أخرى.. "

تركت السيدة صوفيا الكرسي الذي تجلس عليه وذهبت لروماف وعندما وصلت له وضعت يدها على صدره وبدأت يدها بالتوهج، وعندما قامت بهذا شعرت بما بداخله، كان هناك صندوق سحري محيط بقلبه فحاولت تفكيكه ولكنه رد عليها ليجعلها تبعد يدها بسرعة..

" ماذا هناك سيدة صوفيا؟! "

نظرات القلق على وجه روماف وهو ينظر لصوفيا ولكنها أخبرته أن يطمئن وبدأت توضح له الأمر..

" إن بداخلك سحر ختم يسمى بـ(قابض المشاعر)، إنه ختم يختم المشاعر ولا يخرجها بقدر المستطاع لهدف ما ولكن لا تقلق سأجد حل له وسأعالجه لك ولكن لا تخبر أي أحد بهذا الأمر أرجوك.. فالأمر خطر ولا نريد أن يعرف أحد عن هذا الأمر كي لا يؤذيك.. "

أماء روماف بالإيجاب فأخبرته السيدة صوفيا بان يذهب ليأخذوا قياساته وباركت له على انضمامه للأكاديمية، وعندما ذهب روماف اقترب ماكس من السيدة صوفيا..

" ما الذي حدث يا صوفيا فأنا أشعر وكأنك قد أخفيتي عنه بعض الأمور.. "

لم ترد صوفيا لبعض الثواني وبعدها بدأت بالتحدث..

" هذا الختم قد قام به سيماف.. أنا أعرف قوة سحره جيدا لا يستطيع شخص مثلي مجابهة قوة سحره "

تفاجأ ماكس من هذا الامر وسألها عن سبب هذا الفعل..

" لا أعلم حقا ولكني أعلم جيدا أنه قد فعل هذا ليخفي شيئا بداخل روماف لا يريده أن يظهر ولهذا لا يجب أن ينكسر هذا الختم فلا نعلم ما الذي سيحدث إن تحطم.. "

الأجواء أصبحت متوترة بعد معرفة صوفيا بهذه الأمور الجديدة..

(في مبنى ما)

سكارليت تسير في ممر طويل داخل ذلك المبنى ويبدو أنه مزخرف ومطرز بالنقوش كما أنه كبير الحجم مما يوحي انه قصر كبير.. أكملت سكارليت السير حتى وصلت لباب، فوقفت للحظات ثم طرقت الباب لتقوم بفتحه بعدها.. سيدة تجلس في غرفة مظلمة لا تساعد على رؤية ملامح تلك السيدة ولكنّ ملابسها راقية.. نظرت سكارليت إليها للحظات ثم تحدثت..

" إن روماف حي يا سيدتي.. "

يتبع...

2018/09/26 · 320 مشاهدة · 2991 كلمة
Sakata_Gintoki
نادي الروايات - 2024