رواية الممالك السبعة

الفصل 3 : سيماف

يصمت قليلا روماف ثم يبتسم

" نعم أنا ابن سيماف الذي تم قتله .. "

فجأة تجلس السيدة تشيو على ركبتيها فتضمه وتبكي ..

" أنا آسفة .. لو كنت معكم لما حدث هذا .. حقا آسفة "

(ها؟ ما هذا ؟ لماذا تبكي ؟ هل تعرف أبي؟! ولماذا تعتذر ؟؟! ما الذي يحدث هنا ؟!! )

يتساءل روماف بداخله .. بينما الجميع مستغربون مما يحدث ..

" لا تبكي أيتها السيدة .. لا أعلم ماذا هناك ولكن لا تقلقي فأنا الآن أصبحت أقوى .. "

بصوت هادئ ورصين يتحدث ..

تتوقف عن البكاء السيدة تيشو .. وتقف ممسكة بيد روماف ..

" تعال معي يا سيدي روماف أريدك في مكتبي .. "

تتحدث إلى روماف بابتسامة تملؤها الحنية .. والجميع منصدم من قول السيدة تيشو سيدي لهذا الفتى الصغير ..

" حسنا أيتها الآنسة .. سآتي معك لكن أريدك أن يخبر أحدهم العم أكيوشي أني معك كي لا يقلق علي .. "

يتحدث روماف بوجه بريء ..

" حسنا سيدي .. أزامي اذهبي لأكيوشي وأخبريه بهذا "

تنصدم أزامي وتقف وقفة استعداد وثبات ..

" ح .. حاضر سيدتي تيشو سأخبره في الحال .. "

وبعدها تجري أزامي لتلتقي بأكيوشي ..

يذهب كل من تيشو وروماف إلى مكتبها .. ونظرات الغضب والكراهية بوجه بوتان تتجه لروماف وهو يتذكر كلمات روماف له منذ قليل ..

( هل تمزح معي ؟! مثلك أنت أيها الطفل يتجرأ ويقول لي هذا الكلام .. سأقضي عليك يوما ما .. أعدك بهذا أيها الحثالة .. )

الجميع مستغرب من الاسم الذي تم ذكره ..

" سيماف ؟؟ أليس ذلك الاسم الذي يهابه الأعداء ؟؟ لكنه تقاعد منذ فترة .. وقيل أنه قد مات هو وعائلته فكيف يكون أن يكون هذا ابنه .. "

" حسنا إذا فكرنا قليلا فقد يمكن أنه قد نجا .. فكما قلنا أن شكله ليس من العامة بالرغم من ملابسه .. "

يصلان تيشو وروماف للمكتب الخاص بها ..

" تفضل سيدي اجلس مكاني .. "

تنحني تيشو وهي تتحدث ..

" لا تكوني رسمية هكذا فأنا على الرغم أني لا أفهم شيئا لكني لا أحب هذه الأشياء .. فلتعامليني كفتى صغير فقط لا غير .. "

يتحدث إليها بنظرة انزعاج .. تستقيم تيشو وتنظر له بنظرة سعادة ..

" أنا آسفة .. أنت مثل والدك لا يحب هذه الرسميات "

تتحدث له بإعجاب ..

( تتكلم عن أبي وكأنها تعرفه كثيرا .. )

يتحدث روماف لنفسه ..

تجلس تيشو على مكتبها وأمامها روماف ..

" إذا روماف لقد كبرت حقا .. "

" إذا كيف تعرفيني سيدة تيشو .. "

بنظرة استغراب يتحدث روماف ..

" نعم أنت لا تتذكرني فقد كنت صغيرا .. أنا أعتبر خادمة لأبيك سيماف .. ولكن تم إبعادي عنه عن طريق تعييني هنا كمديرة جديدة لهذه المدرسة .. ولم يرفض الفكرة سيدي سيماف رغم أني كنت أرفض هذا وأعلم أن هناك حيلة خلف هذا .. "

تشرح لروماف علاقتها بأبيه ..

" حسنا لماذا كنتي تعتذري إذا ؟ ومن هو أبي كي تمجديه هكذا .. وكيف للناس أن تعرفه .. لقد سمعتهم يتهامسون فيما بينهم عن أبي منذ أن قلتي اسمه .. "

يوجه لها عدة أسئلة لكي يحصل على إجابات واضحة لتساؤلاته ..

" حسنا بني .. والدك يعتبر أقوى ساحر ظهر في القارة ويمكن أن نقول في العالم كله .. وكان يعمل بحسب فكره ولا يهتم لحديث القادة الفسدة .. فكان ينقذ الناس حتى وإن قال قائده ألا يفعل ذلك وقد عوقب كثيرا بسبب هذا .. وأنا كنت ممن تم إنقاذه .. ومن يومها وأنا أحترمه كثيرا وأمجده .. وسبب إبعادي عنه هو أني كنت ورقة رابحة له ضدهم فقد كنت قوية وأستطيع حمايته منهم وقت ضعفه .. فهو أصبح ضعيفا عندما قاموا بغدره وأعطوه حقنة تدمر روابط السحر داخله .. فلم يستطع القتال بعدها وتقاعد .. وهذا كان بسبب أنه ظهر واشتهر بسرعة رغم أنهم لا يريدون هذا ويكرهونه وكان من عائلة كبيرة التي أنت تحمل اسمها .. فلم يجدوا سوى هذه وعندما تركتم المدينة وذهبتم كان بسبب أنه علم أنه سيتم تدمير بيتكم ويقولوا أنه العدو من فعل هذا .. أنا من أخبرته بهذا وطلبت منه أن آتي وأكون معه ولكنه رفض بشدة كي لا يؤذيني وقرر الرحيل .. ولكن مع الأسف فقد كان الجيش يتراجع والقائد رآه وأنت تعلم ما حدث لهذا السبب اعتذرت لك لأني لم أكن موجودة وأنقذهم .. أنا حقا آسفة .. "

تغمض عينيها ويظهر على وجهها الأسى لكن روماف لا يظهر أي تعابير ..

" ولماذا تعتذري؟ أبي من رفض قدومك لهذا هذا ليس ذنبك .. كما أنك أخبرتيني عن أبي وجعلتيني أفتخر به أكثر مما سبق .. لهذا فقد تم تعليمي في البيت هذه الأمور كي أكون مثله .. لا تقلقي لقد تغلبت على الحزن .. أصبح الأمر دافعا لي وليس عائقا .. والآن أصبحت أكثر إصرارا على هدفي .. "

( أبي لقد كنت كبيرا في نظري دوما .. والآن أصبحت أكبر بكثير عن قبل .. )

" اسمعي سيدة تيشو .. سأنتقم لأسرتي .. دماؤهم لن تجف على الأرض حتى أنتقم لهم وأجعل هذا العالم عالما أفضل بدون الحكام الفسدة .. "

يقولها وعيونه تشتعل حماسة وثقة .. وتيشو تدمع بسعادة ..

( سيدي سيماف .. إن ابنك يخطو خطوات قوية على طريقك .. فلتكن سعيدا بهذا يا سيدي .. )

يتبع ...