يوم مليئ بالضباب ، بصراحة إنه الضباب كثيف لدرجة أنك لن تتمكن من رؤية من رؤية ما تفعله مؤخرتك في اﻻحمام..


وسط غابة مليئة بأشجار الصنوبر و بين حديقة من الجماجم والهياكل العظمية القذرة حيث أنك لن تستطيع استنشاق الهواء من شدة تلك الرائحة النتنة في ذلك المكان..


للأسف من تسبب يتلك الرائحة ليست تلك الهياكل العظمية الممددة بل رائحة بطلنا الذي لم يستحم لخمسة سنوات


يستفيق "جاو لونغ" وهو يتثائب بلا خجل و كأنه نام ليلة البارحة فقط ، لكنه سرعان ما يفتح عينيه ببطئ..


حينما فتح أعينه بدأ يسأل نفسه عما حصل وفورا استدار رأسه ليرى ذلك العدد الكبير من الجثت الممددة إلى جانبه...


حينها تذكر ما حصل و إنتابه غضب عارم و شعور سيء ، لكنه عاد يتساءل حول موته ، "كيف أصبح رفاقي في هذه الحالة و أنا ما زلت على ما يرام"


يشتم ملابسه ثم يقول ، "ما عدا رائحتي النتنة" ، يتذكر حينها أنه قد مات بالفعل ، "كيف ذلك لقد مت لكن ما الذي حصل؟"


نهض "جاو لونغ" وحمل سيفه المقوس و العريض من الأمام واضعا إياه في قالبه الخشبي الموجود على خصره..


ظل يسير في الغابة التي يحفظ كل شجرة من أشجارها حتى وصل إلى بئر ماء ليستحم باستمتاع و كأن شيئا لم يحصل له..


أنها حمامه وارتدى ملابسه ثم توجه لأحد القرى الصغيرة و المملة في نظره ، دخل مقهى صغير و جلس بتفاخر..


طلب كوب شاي و بدأ في شربه بلا مبالاة رغم أن جميع من في المقهى ظلوا يراقبونه كوافد غريب و بالأخص فتاة حسناء تجلس بطاولة قريبة له..


ما إن وقعت عينه على الفتاة حتى نسي الشاي و المقهى و من فيه ، أصبحت أعينه شبه جاحظة لكنه لم يرغب في إبراز إهتمامه بها..


أكمل شايه و نهض بتفاخر و توجه إلى الخارج بخيلاء ، قبل وصوله أوقفه صاحب المقهى..


صاحب المقهى من النوع ذي القامة القصيرة وفمه لا يتلفظ سوى بكلام بذيء ...


صرخ صاحب المقهى بصوته الذي يشبه لصوت الماعز و قال له ، "أيها الوغد لم تدفع الحساب بعد ، أتريد التهرب"


أجابه "جاو لونج" بابتسامة مستفزة و هدوء مريب ، "سجله على حساب المعلم لينغ"


صمت صاحب المقهى قليلا لينفجر من الضحك هو و كل من في المقهى ما عدا الفتاة ، "قلت المعلم لينغ ؟ من أين لوغد حقير لا يملك المال ليدفع حتى كوب شاي أن يعرف أعظم المعلمين"


نهض شخصان لديهم بنية قوية و يحملون سيوفا وسكاكين وتوجهوا نحوه و شكلهم يدل على ليسوا من النوع المتفاهم..


استدار لهم ، "جاو لونع" ليهاجمانه الأول من اليمين والثاني من اليسار محاولين قطع يديه بسيوفهم ..


فور وصولهم له عارض هجومهم بسيفه و بيد واحدة دون عناء ، صوت احتكاك شديد..


احمرت وجوه الشخصين اللذين هاجما "جاو لونغ" و هذا الأخير كان جد مرتاح لدرجة أنه قد أخذ كوب شاي بيده الأخرى من طاولة مجاورة و بدأ يستمتع في شربه


بعد لحظات من الإحتكاك قطع سيف "جاو لونغ" السيفان الآخرين وسط دهشة الجميع..


أعاد "جاو لونغ سيفه لخصره ثم باشر في إبراحهم ضربا حتى انتفخت وجوههم حينها من شدة الضرب..


أصيب كل من من في المقهى بالذهول بحركة كسر السيف هي واحدة من الفنون السبع و هو فن "التبييض"


نظر للفتاة و قال بابتسامة يظن أنها تزيده وسامة ، حسنا أكره قول هذا لكنها تزيده وسامة فعلا ، "إلحقي بي"


لحقت به الفتاة و استمرت بالمشي خلفه إلى خارج القرية حتى وصلوا لمسكن مهجور..


إلتفت "جاو لونغ" وقال بثقة ووقاحة ، "هيا يا قطتي ، أدخلي نلهو قليلا"


إقترب منه الفتاة وعلامات الغضب بارزة عليها ، ما إن وصلت إليه حتى قامت بصفعه بشدة قائلة ، "أيها المنحرف اللعين ما الذي تظن نفسك فاعلا"


لم يتوقع هذا إطلاقا لذلك كل ما فعله هو النظر كالأبله ، "لكن لماذا لحقت بي ؟ ولماذا كنت تنظرين إلى في المقهى"


قالت وغضبها في إزدياد مستمر ، "لأن الجميع ينظر لشخص غريب يدخل إلى قرية صغيرة ، إن كانت المسألة متعلقة بالنظر فلماذا لم تسحب أحد الرجال إلى هنا ؟ "


رد عليها بتوتر واضح و بصراحة هو في موقف لا يحسد عليه ، "أنا لست شاذا ، إذن ماذا عن لحاقك بي إلى هنا"


قالت وقد تحول غضبها إلى ثقة وإصرار ، "سمعتك تتحدث عن المعلم "لينغ" و شاهدتك كيف تقاتل ، لا شك أنك أحد مساعديه أو تلاميذه أريد أن أصبح تلميذته أنا أيضا خذني إليه"


كلامها فاجئ "جاو لونغ" ، حري بي أن أقول أن إصرارها قد أذهله ، رفض في البداية..


لقد أخبرها بخصوص المخاطر التي ستواجهها لاسيما أنه يوجد احتمال كبير أن لا يتم قبولها من طرف المعلم..


إنه متقلب المزاج كما أنه صعب المراس لكن رغم كل هذا أصرت بل وألحت أيضا ليضطر إلى قبولها في النهاية..


"حسنا لقد قبلت لكنك لم تقولي لي اسمك بعد"


(أجابت الفتاة بحماس و عيناها تلمعان من الفرح)


"هوان ، إسمي هو هوان"


(صمت قليلا وقال لها إسمه أيضا)


"وأنا ، جاو لونغ لنذهب ستبدأ رحلتنا إلى المعلم من هذا الطريق الطويل "


(أجابته "هوان" بنبرة صارمة)


"لكن سأخبرك من الآن إياك و أن تقوم بتصرف منحرف"


(إنفجر "جاو لونغ" من الضحك)


"لا تقلقي لست وغدا لتلك الدرجة" .

2017/10/20 · 491 مشاهدة · 814 كلمة
MooN
نادي الروايات - 2024