إنطلقت رحلة "جاو لونغ" و الفتاة الجميلة "هوان" منذ ثلاثة أيام تجاوزوا فيها العديد من المخاطر كصعود الجبال الشاهقة و قتال الحيوانات المفترسة وتجاوز الجسور الخشبية الهشة..


في المساء قرر "جاو لونغ" و "هوان" المبيت في أحد دور الضيافة بعاصمة مقاطعة "شيانغ"..


اضطرت "هوان" البقاء في نفس الغرفة مع "جاو لونغ" وهذا لأنها من دفعت الحساب فاللعين استفاق بعد خمسة سنوات وهو مفلس بالكامل..


يدير دور الضيافة عجوزان طيبان مع رعاية حفيدهما الفضولي المزعج "دونغ" ، هذا الأخير اهتم كثيرا بضيوفه فقد كانوا النزلاء الوحيدين الموجودين تلك الليلة..


في كل مرة ظل يتفقد أحوالهم وأصبح الأمر مزعج حقا..


طرق طرق


فور طرق الباب إستاء "جاو لونغ" على الفور وقال بوجه محمر ، "ذلك الغبي أزعجني سأقتله حقا"


ردت "هوان" باستهزاء ، "على الأقل هو ليس مرعب وضخم مثلك كما أنه وسيم بعض الشيء وقد أعجبتني تسريحة شعره المائلة للجانبين أجدها لطيفة"


بمكر يقول لها "جاو لونغ" ، "إذن لما لا تتزوجينه"


انزعجت "هوان" حقا من كلام "جاو لونغ" فهي فتاة مازالت صغيرة ومازالت تحرجها مثل هذه ال...


طرق طرق


أوه تبا هذا الوغد "دونغ" لم يدعني حتى أنا الراوي أكمل سرد هذا الفصل اللعين ، فتح له "جاو لونغ" الباب ونظر إليه وهو يبتسم بوجه ملائكي بريء..


لكن "جاو لونغ" كان جد مستاء ، لكن وبعد أن سقطت عينه على ذراعي "دونغ" التي تحملان علبة حلوى تبدد كل استياءه ورحب به داخل الغرفة بنفاق تام..


"جاو لونغ" وهو يبتسم حتى آخر ضرس في فمه ، "لم تقل لنا ماهو إسمك عزيزي"


يرد عليه الفتى ، "إسمي دونغ وأنا حفيد هذين العجوزين اللذين في الأسفل أي أنني حفيد أصحاب.."


تتدخل "هوان" بغضب ، "يكفي لقد سألك عن إسمك وفي حقيقة الأمر هذا العجوز لا يهتم سوى لعلبة الحلوى التي بيدك


يجيب "دونغ" ببراءة تامة ، "أوه هذه الحلوى ، في الحقيقة هي علبة حلوى لكن ليس بداخلها حلوى إنها مجرد مناشف من أجلكم"


يلتفت "جاو لونغ" لهوان ووجهه لا يمكن تفسيره ، "هل دفعت الإيجار مسبقا؟؟"


تجيبه مستغربة ، "أجل لماذا!!؟"


في هذه الأثناء قد ركل "جاو لونغ" مؤخرة "دونغ" هو ومناشفه إلى الخارج..


غدا صباحا الجو ينبئ باقتراب الأمطار ، يستفيق "جاو لونغ" و "هوان" اللذان ناما في زوايا الغرفة مبتعدين عن بعضهم البعض..


يصلهم صوت صراخ في الأسفل لذلك ينزلان بسرعة ليجدان العجوزان و "دونغ" تحت تهديد خمسة أشخاص من الواضح أنهم من العصابات..


أحدهم يضرب جد "دونغ" وحينما يتدخل هذا الأخير يضربه أيضا ، يصرخ شخصا آخر منهم طالبا المال وهنا يتدخل "جاو لونغ"


"اتركوهم وشأنهم"


ينظرون له باستغراب وأكبر شخص من الناحية الجسدية بينهم يتدخل بصوت خشن فيقول ، "ومن أنت بحق الله"


يجيب جاو لونغ بعجرفة ، "لاحاجة لك في معرفة إسمي كل ما يجب أن تعرفونه أنه إن لم تغادرون هذا المكان على الفور سأجعلكم تمرون منه في المرة القادمة و رؤوسكم منخفضة"


أثار هذا الكلام غضبهم لهذا قاموا بمهاجمته ، الأول من الأعلى والثاني من الأسفل والآخرين من الجوانب..


هذا الهجوم يعلمه "جاو لونغ" جيدا ويسمى بـ قطيع الضباع ، يعتمد تنفيذه على محاصرة الخصم من جميع الجهات في آن واحد ..


بسيوفهم هم الآن يستهدفون "جاو لونغ" ويقتربون منه ، "هوان" "دونغ" والجدين اجزموا أن "جاو لونغ" سيفقد شيئا جراء هذه الحركة..


بقي "جاو لونغ" ثابتا دون حراك حيث أوقف سيفه بشكل عمودي بين أعينه وقبل أن يصلوا له وبحركة واحدة إلى الأمام إنتشرت الرياح في المكان..


لقد تم رمي الخمسة خارجا وما إن نهضوا حتى لاذوا بالفرار وحركة "جاو لونغ" هذه كانت إحدى فنون السيوف السبعة


☆ فن تسيير الرياح ☆


تنفس "دونغ" وجديه الصعداء حيث أنهم قد تعرضوا للتنمر من هؤلاء الأشخاص لعدة مرات..


حان وقت الرحيل والوداع وهذه المرة أعطى "دونغ" علبة حلوى حقيقية لوداعهم ، حسنا أو هكذا ظن "جاو لونغ"


ذهب "جاو لونغ" و "هوان" في طريق مستقيم وغادروا المدينة ، أثناء مرورهم من إحدى الغابات شعر "جاو لونغ" بشيء ما في الخلف..


أخرج سيفه وذهب إلى أحد الأشجار من حيث يأتي الصوت ليجد أمامه "دونغ" وهو يحمل متاعه


باستغراب تام سأله "جاو لونغ" ، "ما الذي تفعله هنا أيها الوغد؟"


أجابه ببرود تام ، "سأذهب معكم ، أريد الذهاب معكم إلى حيث تذهبان سأكون كظلكم تماما"


سألته "هوان" وهي منزعجة ايضا ، "لماذا؟"


هذه المرة إختفت إبتسامة "دونغ" وأصبح أكثر جدية وقال ، "رأيت قوة السيد جاو لونغ أريد أن أصبح مثله أريد أن أتعلم أنا أيضا فن السيوف السبع لأحمي جداي وأحمي نفسي كذلك"


ركع "دونغ" أمام "جاو لونغ" وقال ، "أرجوك خذني معك سيدي ، أنقذني من الضعف والعجز الموجود عندي"


تطلع إليه "جاو لونغ" بشفقة وقال له ، "حسنا سأصطحبك معي ، تبا هذا ما كان ينقصني"


لمعت أعين "دونغ" بشدة لم تسعه الدنيا من فرحته لكن كان لهوان رأي آخر ، "التجول مع منحرف عجوز ومراهق ليست فكرة سديدة ، ليست فكرة سديدة على الإطلاق"


انطلق اﻻثلاتة من تلك الغابة للعثور على المعلم "لينغ" ، إستغرقت الرحلة ثلاثة أيام أخرى ، عبروا من خلالها شلالات عملاقة عن طريق قوارب خشبية صغيرة ومرتفعات و غابات موحشة وحتى الطقس كان جد ممطر ومضطرب..


لكنهم أصروا إلى أن وصلوا سفح شديد الإنحدار و يرتفع نحو السماء وعلى قمته يوجد معبد المعلم "لينغ"


يقول المعلم "لينغ" ، "يتطلب الإصرار على تعلم فن السيوف السبع نفس الإصرار لتجاوز المنحدر و الوصول لي"


صعد الثلاثة متسلقين ذلك المنحدر الوعر بإصرار تام ، الأمر كان في غاية الصعوبة فأدنى خطأ تكون نتيجته الموت..


مرات و مرات وفي كل مرة ينقذ "جاو لونغ" "هوان" أو "دونغ" من السقوط المحقق..


بعد أربعة ساعات لعينة وصلوا إلى القمة منهكين تماما وما إن إرتفعت أعينهم حتى شاهدوا أمامهم ذلك المعبد الأحمر المرتفع ، معبد المعلم "لينغ" .

2017/10/21 · 326 مشاهدة · 893 كلمة
MooN
نادي الروايات - 2024