طلعت الشمس الحارة على تلك الكتيبة التي عسكرت أمام الأسوار, كانت منطقة عسكرتهم خلف تلة التطور, أعرف أن هذا الوصف متأخر قليلا لكن لا بأس.

كانت المنطقة أمام تلة التطور كلها غابات كثيفة.

كان المكان هادئاً جداً إلا من منير الذي استيقظ وبدأ بإيقاظ الجنود, كان الكل قد نام بلا استثناء.

بدأ منير بتنظيم الفرق لأن الغرض من تلك التقسيمة وما إلى ذلك ليس فقط الحماية, بل البحث عن مقرات تجمع الوحوش للقضاء عليهم بأسرع وقت ممكن, لسبب ما غير رأيه, ربما لأنه يريد العودة بأسرع ما يمكن.

قد يكون هذا هو السبب وربما لا.

"حسنا إذا تقرر الأمر, فليذهب كل شخص مع الشخص الذي يريد" قالها منير بعد أن مل من محاولاته لعمل فرق متوازنة, أو على أقل تقدير لا أحد متضايق منها.

ما توقعه منير –وهذا ليس غريبا بالنسبة لقارئ شره مثله- هو أن نسبة كبيرة من الجنود توجهوا إليه.

كان ناحية آسيا عدد لا بأس به , أما حازم ورامي فكان لديهما النسبة الأقل.

برؤيته لهذه التقسيمة غير العادلة قال منير "اعتبروني غي موجود بينكم, واختاروا من تريدون غيري أن يقودكم"

برغم الاعتراض فلا أحد تكلم, لسبب ما.

كانت التقسيمة بعد أن أعادوا الترتيب أكثر عدلا بالنسبة لمنير.

ولنقل بالأعداد الدقيقة

آسيا: ألف وخمسمئة جندي

حازم: ثلاثة آلاف جندي

وأخيراً رامي كان معه: ألفين وتسعمئة شخص.

أخذ منير من كل فرقة خمسمئة جندي عدا فرقة آسيا التي أخذ منها مئتين وخمسين جنديا.

ذهب منير بفرقته تجاه الغابة من الأمام وحازم وآسيا من اليمين واليسار.

ولعدم ثقته بقوة رامي –بالطبع لم يقل له هذا- طلب منه البقاء للحماية تحسبا إذا جاءت الوحوش مرة أخرى.

توجهوا إلى هناك وهدفهم الوحيد هو إيجاد أماكن تجمع تلك الوحوش والقضاء عليهم.

ولتخطي الأمور غير الضرورية, فهم لم يجدوا ما قد أملوه من الأعداد, فقد كان عدد تلك الأشياء التي قتلت على الأكثر جدا خمسمئة, كان الجنود سعداء بهذا النصر؛ فقد كانت أول حملة لهم وقد نجحت بشكل كبير وتمكنوا من قتل عدد كبير من تلك الوحوش.

لكن منير هو الوحيد الذي لم يكن سعيدا, لأنه أراد أن يقتل أكبر عدد من الوحوش, لم يكن هذا القدر يكفيه أراد قتل المزيد و المزيد, أراد أن يعود أسرع إلى منزله, لكن بسبب ذلك نسي الشيء الأهم, نسي خطأه الكبير.

كان منير يفكر بعد أن عاد وعسكر "الآن كيف لم نجد الكثير منهم؟... كيف؟ لقد كانوا كثراً منذ أقل من يوم , إذن ما الذي تغير؟ لحظه..... " فتح فمه قليلا وضرب رأسه بيده بقوة "كيف لم ألحظ هذا الشيء الواضح, لقد كان أمامي طوال الوقت, كيف لم أفكر بأنهم سيهجمون على الكتائب الأخرى"

2018/11/09 · 445 مشاهدة · 409 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024