30 - الناجي الوحيد

" تباً..... ألم نصل بعد..."

في وسط الصحراء القاحلة التي تمتد إلى مالا نهاية كنت واقفاً أتذمر, بعد استخدام كل تلك الكمية من القوة السحرية دفعة واحدة لكي أصل إلى القرية بأسرع وقت, الإنسان كائن اجتماعي بطبعه, لذا يجتمعون مع بعضهم في تجمعات , تختلف مسميات تلك التجمعات بحسب القرابة بينهم والصلات والتاريخ المشترك وبالطبع بحسب عددهم وحجم قطعة الأرض التي يستعمرونها.

وددت أن أصل بسرعة إلى هناك على أي حال لأنني كنت أريد تأمين نفسي من الجوع والعطش, وإذا لم يرغبوا بإعطائي أي شيء فأنا أثق بقوتي .

الآن أنا كنت أقف منهكاً جائعاً وعطشاً, بدأت مسيرتي بينما كانت الشمس في كبد السماء, أما الآن فهي على وشك الغروب, عندما أنظر خلفي لا أرى المكان حيث تم تفكيك تحجري ..... حسناً لم تكن هناك أي علامة تميزه سوى تلك الصخور.

تذكرت شيئاً هاما " صحيح أيها الظل, قلت أنني تحجرت لألف سنه ,صحيح؟"

" أجل"

" إذا, هل انتهى وان بيس؟"

سمعت صوت تنهد حزين قبل أن يقول " لا تبقى أركان آخران إلى أن تنتهي"

" تباً لك يا أودا" تذكرت أحد أصدقائي وهو ينصحني بأن أنتظر انتهاء هذا العمل لكي أبدأ بمشاهدته, لكن ... ألف سنة وتبقى أركان أيضاً , لا يبدوا أنني سأعيش لنهايته.....

" إذن كم تبقى لكي نصل إلى قرية البشر القريبة تلك؟"

" همم, بحسب حسابات عالمك..... مئة كيلومتر أخرى"

سقطت على ركبتي .... كل هذه المسافة , إذا قلنا أنني كنت أسير بسرعة مئة كيلومتر في الساعة ( وهي سرعة مستحيلة على الإنسان العادي) إذاً هذا يعني أن البشر تفرقوا وابتعدوا مسافة بعيدة جداً.... أنا لا أعرف حتى ملامح هذا العالم لكن أعتقد أنه سيكون على الأغلب مثل هجوم العمالقة حيث أن المكان الذي أنا فيه هو المهدد فقط.

حسناً بعيداً عن كل الأشياء من العالم القديم الآن أنا حقاً متعب جداً..... كما أنني لا أعرف أي نوع من الأسحار التي تجعلني أتمكن من بناء شيء يحميني من الوحوش..... حسناً بما أنها نهارية أنا أعتقد أن..... حسناً أنا أحتاج على الأقل إلى مكان يحميني من شمس الصحراء على الأقل... الجو يكون حاراً في الصباح.

أيجب علي إذن أن أنام هنا؟....... ’’تنهد ‘‘ حسناً أظن أنني مجبر.

ذهبت إلى أقرب صخرة وجدتها ( وهي أول واحدة رأيتها منذ الصباح) وتمددت بالقرب منها, حسناً كانت صخرة ضخمة لذا قد... من المحتمل أن تساعدني في الاحتماء من الشمس.

تمددت على الأرض متوسداً ذراعي اليمنى ولم تمضي سوى دقائق معدودة حتى نمت....................

*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*

" كم مضى ؟"

بعد المشي لأيام , لم يكن أمامه سوى التساؤل , كما لو كان أح سيجيب, لم يكن سوى رجل ذا طول متوسط وبشرة سمراء من أثر الشمس, كما كان يتميز بنظرة عادية تماماً على وجهه.

لم يكن متفائلاً أو متشائماً, بل كان يريد فقط أن يجد طعاماً أو شراباً, أو حتى إنساناً ليتحدث معه.... كان يسير منذ ذلك الوقت محاولاً إيجاد أي شيء, لكن.... لم يكن ذا حظ كاف.

تنهد بنوع من اليأس " لقد انفك تحجري منذ أيام .... لكن, اللعنة... لم يكن هناك أحد, يا ترى كم كانت المدة , لم يكن هناك شيء, أهذا يعني أننا خسرنا؟"

كان يتمشى ليلاً لذا كان لديه القدرة على المواصلة قليلاً قبل أن ينام.

ليل تلك الليلة بلا قمر أو نجوم كنوع من نذير الشؤم عليه.

في وسط مشيه رأى صخرة كبيرة لاحظها بطريقة ما, لذا قرر الاتكاء بينما ينام.....

*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*(*)*

حل الصباح, ما يعني أن علي الإكمال لكي أصل إلى ذلك المكان, حيث يوجد البشر.

استيقظت ونفضت التراب من علي, نظرت إلى جانبي فوجدت شخصاً غريباً.....

اقتربت منه وقلت له " أنت استيقظ "

كنت متحمساً لسماع قصته أو من أين أتى أو أي شيء من هذا, أعني أنا كنت أريد أن أرى البشر في أقرب وقت .

فتح عينه ولسبب ما شعرت بعيناه تتوسعان ثم شهق شقة بنوع من الصدمة بعدها قال " القائد منير؟"

على ما يبدو أنني لم أكن الناجي الوحيد........

2019/07/26 · 332 مشاهدة · 615 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024