4 - البطل القديم

مرت فترة منذ ذلك الحادث وتم تكريم ابني على شجاعته وما إلى ذلك, ومع ذلك أنا عماد سيد, أشعر أن هناك شيئا غريبا وإن سألتموني ما هو سأقول أن الأمر برمته هو الغريب.

ابتداء بذلك الفتى الذي قتله ابني, حين تم السؤال عنه كان الكل يشيد به وبأخلاقه, وهؤلاء الناس الذين كانوا معه ذلك اليوم, كلهم أعداء لبعض في المقام الأول ومعظم الذين جاءوا يساندون منير لا يتذكرون أنهم ذهبوا من الأساس, أعلم أنني أصبحت عجوزا لكني لن أكون خرفا إلى تلك الدرجة .

ما يقلقني أكثر أن منير استيقظ أول مرة وهو يتذكر كل شيء عنا, وبعدها فقد وعيه وعندما استيقظ لم يعد يتذكرنا , هل هذا نوع من القصص الرخيصة أم ماذا.

لا يهم أنا الآن ذاهب إلى نعيم طبيب المخ والأعصاب الأشهر هنا مع منير الذي كنت كلما أخبرته باسم شخص يتذكره ويتذكر تاريخه الشخصي معه.

وصلت إلى منزله حيث يقضي أجازته السنوية كعادته, أشعر بالحزن لإزعاجه لكن سيتفهم الأمر كون لديه ولد مقارب لعمره.

دخلت عنده .

مرحِّباً بي قال نعيم الذي كان بدأت التجاعيد تأكل وجهه: يا مرحب يا مرحب البيت نور يا عماد.

حسنا لا أريد قول ذلك لكن انا أعتبر سببا لما وصل له من شهره, فبعد أن تم علاجي نشر تقريراً عن كيف استطاع إيجاد سبب لأحد أكثر الأمراض المجهولة, لم أتضايق ولم قد أفعل فقد وصل لكل هذا بجهد صادق.

المهم أنني قلت له مبعدا كل الترحيبات: لدي مشكلة وأحتاج مساعدتك

تغيرت ملامح وجهه وقال: ماهي؟

-هي تتمثل في سؤال واحد

-ما هو

-هل من الممكن أن يستيقظ الذي ضرب على رأسه بقوة وهو بذاكرته السليمة ومن ثم يفقد الوعي ليستيقظ بذاكرته وهي مفقودة

-كلامك عجيب

-سأقول لك الأعجب, وقبلها قدمه تكسر ومن ثم في أقل من يوم تكون سليمه كأن لم تصاب

-فعليا هذا مستحيل بكل المقاييس

-حسنا كل هذا حصل مع منير ابني

-يبدو أن ظلاً آخر قد ظهر لابنك) قالها وقهقه

-أنا لا أمزح) قلتها بغضب

تغيرت ملامحة وقال: ولا أنا.

كنت جالسا استمع لقصة حياة أحد الأشخاص كما أفعل كل يوم بما أنني طبيب نفسي , وبعد أن انتهى وصفت حالته كما أفعل دائما ووصفت له علاجاً.

يأتي الآخر وقد جاء عدة جلسات من قبل , اخبره بدواء أقراص فلا يقتنع ويقول أن الطب النفسي يحتاج لدواء نفسي لا لدواء بيولوجي, ومن ثم يرحل بعد أن يدفع ثمن الجلسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع, وكأنه يريد أن يدفع أو ربما هو يعالج لكنه غير مقتنع.

كانت تلك حياتي بعد ظل عماد, أصبحت عجوزا لكن عقلي يعمل كالآلة.

جاء زائر غير متوقع في هذا اليوم, كان عماد جاء وقال لي أنه يود أن يسألني بضعة أسئلة كان أولها : هل من الممكن أنه من توتر الشخص أن يفقد الذاكرة؟

والثاني هل من الممكن أن يرتبط حلم بشخص ما

كان هذا أحد أغرب لقاتي بعماد, وضعت عدة احتمالات عن ما قد يكون سبب هذه الأسئلة لكن كلها لم يقبل بها عقلي.

2018/09/13 · 514 مشاهدة · 464 كلمة
aasdfa
نادي الروايات - 2024