كان إدوارد جالسا على طاولة الافطار اليوم كالعادة مع عائلته لكن كان من الواضح أن الأطباق اليوم كانت ألذ و أكثر من الأيام العادية

لأن اليوم كان موعد الاختبار الذي طال إنتظاره

"كل جيدا إدوارد، لا يمكنك أن تجتاز الاختبار بمعدة فارغة بعد كل شيئ هاهاها" أدلى 'بنيامين' والد إدوارد بتعليق ساخر و هو يأخذ قطعة من اللحم و يحشوها في فمه

"إدوارد بني،.عليك فقط أن تبقى هادئا و أثق أن كل شيئ سيمر بخير"كانت أمه روز تحاول أن تشجعه و تخفف من توتره،لكنها لم تكن تعلم أن إدوارد سبق و أن إستشعر الطاقة الروحية منذ بضعة أيام و لن تصدق أيضا إن أخبرها بذلك

لم يكن إدوارد خائفا بشأن الإختبار بعد الآن، كان كل شيئ يمر بسلاسة الآن، تبقى فقط أن يجتاز الاختبار

كانت أكاديمية الفرسان تخصص للذين نجحوا في الإختبار سكنا دراسياً يستطيعون البقاء فيه حتى التخرج، بالإضافة إلى لموارد و تقنيات الفرسان و ما إلى ذلك...

عندما سمع إدوارد كلام أبويه خرج من سلسة أفكاره هذه و أومئ برأسه و هو يجيب

"انن، سأبذل كل ما في وسعي للقبول في الأكاديمية بشكل رسمي و الحصول على شهادة الفارس"

أكاديمية الفرسان التي إلتحق بها إدوارد منذ صغره كانت تدرس و تكون الأطفال منذ صغرهم حتى يصبحوا في السادسة عشر من العمر للترشح للإختبار، الآن يمكن إعتبار إدوارد و من هم في نفس عمره مجرد "تلاميذ عاديين"، من يجتاز الاختبار يصبح تلميذا رسميا لدى الأكاديمية و تصرف عليه الموارد و القوة البشرية و تزوده بمعلومات عن الفرسان لا يمكن إيجادها خارج الأكاديمية

و أيضا هناك أساتذة مختصون يوجهون التلاميذ في طريقهم نحو الفروسية ليقطعوا هذا الطريق بشكل سلسل و بدون مشاكل، كما يحصل الطالب على شهادة الفارس من الأكاديمية ، يكتب فيها إسم الأكاديمية و إسم التلميذ، درجة موهبته،تاريخ الإزدياد، و المعلومات الشخصية الأخرى...

كان هذا هو هدف إدوارد هذا اليوم و هو واثق من أنه سيحققه

أنهى إدوارد وجبته و رتب نفسه جيداً لبس لبسه المعتاد الذي كان عبارة عن قميص رسمي أزرق مع سروال طويل من نفس اللون الذي كان يتناسق بشكل مثالي مع لون عيونه الزرقاوتان و شعره الأسود الطويل يتدلى حتى كتفيه

خرج من المنزل تحت توديعات أهله

"حظا موفقا إدوارد"

"أثق في أنك ستجتاز الإختابر، أخي الأكبر"

"فلتحافظ على هدوئك المعتاد في الإختبار أيضا"

"نعم أمي، أبي،أنا ذاهب الآن..."

و هكذا ذهب إدوارد ماشيا لمدة نصف ساعة كالعادة و وصل إلى الأكاديمية

يمكن أن يلاحظ أن الأكاديمية أكثر حيوية اليوم من العادة و لقد كان السبب واضحا

أثناء وقوفه في ساحة الأكاديمية حيث سيجري الإختبار سمع إدوارد مناقشات بعض الطلاب تدخل أذنه

"لقد أتى اليوم الموعود أخيرا! سوف أصبح تلميذا رسميا للأكاديمية و أتمتع بكل الإمتيازات و الموارد، عندها هل ستبقى عائلتي تنظر لي بإزدراء؟!" قال شاب ذو ملامح عادية و هو يتحدث مع زميله الذي كان يمشي بجانبه

"هاهاها، بمجرد أن أجتاز الإختبار سوف أرى إن كانت حبيبتي السابقة لن تعود إلي و هي تجري كالكلب! همف، سأجعلها تندم، سأجعل الجميع يندم" شاب أخر بدى و كأنه مجنون أثناء الصراخ في الساحة ببعض الهراء

راقب إدوارد هذا المشهد بدون رد فعل كبير، كان كل ما يفكر فيه أن هؤلاء الأشخاص يستهينون حقا بالإختبار، هل يظنون أن بمقدورك تجاوزه كشرب المياه؟

حالياً إدوارد ذهب إلى ركن كان مكتوب فيه رقم "1" لقد كان هذا هو فصل إدوارد ، وصل إلى هناك و رأى وجوها مألوفة كانو كلهم زملائه في الفصل

تم تقسيم الساحة إلى عدة مجموعات، كل مجموعة لفصل معين ، كان هناك 6 فصول ترشحت إلى الإختبار هذه السنة،الشيئ الذي لاحظه إدوارد هو أن في كل صف كان هناك طاولة كبيرة موضوع عليها حجر غريب ، كان ذاك الحجر يتكون من خمسة خطوط تم رسمها باللون الأسود لتكون واضحة ، لقد عرف إدوارد أن هذا الحجر يسمى"أداة القياس" يكون موجودا عند كل اكاديميات الفرسان و يعتبر من الأساسيات و الضروريات لهم

كان كل فصل يحتوي على 30 تلميذ، بمعنى آخر كان هناك 180 مترشحا هذه السنة لإجتياز الاختبار

وقف إدوارد في الصف و هو ينتظر حضور مشرف الإختبار الذي سيرشدهم

بعد دقيقة أو أقل من الوقوف منتظرا لمح إدوارد إمرأة وصلت و وقفت أمام الطاولة و هي تهتف بصوت عال"إنتباه جميعا! أنا المسؤولة هذه السنة على الصف "1" أدعى المشرفة 'ميرندا' ، يرجى التعاون معي و أضمن لكم أن كل شيئ سيمر بخير

كانت امرأة ذات شعر أحمر و عيون بينة عسلية و قامة طويلة بالنسبة لإمراة، يبدو أنها كانت حوالي 1.86

تزامنا مع كلام ميرندا وصل المشرفون على الصفوف الأخرى و بدأوا في القيام بنفس ما فعلته ميرندا

بالعودة إلى ميرندا كانت تشرح الآن عن الإختبار و هي تنظر إلى المراهقين أمامها،"هذا الحجر في يدي يدعى "أداة القياس" و كما هو مذكور في الإسم فهذه الأداة ستساعدنا في معرفة مستوى موهبتكم، ينبغي أن تعرفوا جميعا ما هي درجات الموهبة نظرا لتدريسها لكم من طرف أساتذتكم

لكن قبل ذلك سوف أساعدكم في إستشعار الطاقة الروحية، نظرا لأن "الإيقاظ" لا يمكن أن يحدث إلا إن كان "الموقِظُ" يجرب إستشعار الطاقة الروحية بجانب أداة روحية

أما عن الأدوات الروحية فلا فائدة من أن تعرفوها و أنتم لم "توقٓظوا"بعد،أيضا سوف أعطيكم مجموعة من الارشادات لأساعدكم في هذه العملية ، طبعا إن كنت لا تزال لا تستطيع أن تستشعرها فلا فائدة منك و ستفصل مباشرة!

بدون كلام أكثر، سوف أنادي عليكم بالأسماء، يرجى أن تتقدم إلى الأمام عند سماع إسمك...

"داميان، تقدم" صرخت ميرندا بإسم أحد الطلاب و خرج مباشرةً شاب ذو شعر بني و طول متوسط يبدو عليه التوتر و الإضطراب و هو يمشي نحو الطاولة

"أغمض عينيك و ركز و حاول تخيل طاقة بيضاء، تخيلها كأنها خصلات بيضاء رقية من النار الأبيض،إبقى مغمضاً عينيك و انت على هذه الحالة لمدة دقيقة، قبل ذلك ضع يديك على الحجر، إن مرت دقيقة و لم يتم ملئ أي خط في الحجر بأي طاقة روحية فستعتبر فشلت في الإختابر بسبب عدم قدرتك على إستشعار الطاقة الروحية "

مرة ثانية، ثانيتان، ثلاث ثوان، عشرة ثوان...

مع كل ثانية تمر كان وجه الطالب يعبس أكثر و أكثر و بعد مرور خمسين ثانية بالظبط أصابه الهلع و الحزن ، بعدها جاء صوت ميرندا البارد

"فشلت، ليس لديك المؤهلات لإستشعار الطاقة الروحية، التالي!" عند سماع هذا أحس الطالب كأن عالمه ينهار أمامه و إهتزت قلوب بعض التلاميذ الغير واثقين في أنفسهم بشكل طفيف...

"فشل،التالي!"

"فشل،التالي!"

"نجاح!، درجة موهبة منخفضة، التالي!" أخيرا بعد فشل ثلاثة أشخاص على التوالي نجح أحدهم أخيرا لقد لكن شابا ذو شعر أسود و جسر أنفس مرتفع لقد بدى سعيدا بشكل لا يمكن السيطرة عليه رغم درجة موهبته المنخفضة، عندما رأى التلاميذ الذين فشلوا هذا لم يستطيعوا كبح الحسد في أعينهم

بدأت المشرفة ميرندا تنادي إسما واحدا تلوى الأخر بسرعة كبيرة ، عندما رأى إدوارد هذا لم يستطع إلى أن يظن أنها شخص يفتقر للصبر أم أنها سئمت من مثل هذه الاختبارات المملة...

"فشل،التالي!"

"نجاح،درجة موهوبة متوسطة،التالي!" أخيراً بدأت المواهب الأكثر بروزا في الضهور الواحدة تلوى الأخرى

"نجاح، درجة موهبة متوسطة،التالي!"

"فشل،التالي!"

...

إستمرت ميرندا بالهتاف كالمجنونة حتى مرت بعضة دقائق لقد نجح 12 شخص من أصل 23 شخص أجروا الإخبتار

"لينكون،تقدم" صرخت ميرندا بإسم إخر مجددا

"إنه لينكون! الإبن الأكبر لعائلة ريخت النبيلة، لينكون ريخت!"صرخ أحد التلاميذ من الحشد

"لقد سمعت أن هناك فرصة كبيرة أن يكون ذو موهبة عالية أو حتى ممتازة! فبعد كل شيئ هو ينتمي إلى عائلة يترأسها فارس نبيل!"

لقد كان الفارس النبيل هو أقوى رتبة للفرسان بعد الفارس الأسطوري مباشرة!

"بشكل مفاجئ كان هذا اللينكون ينحدر من أصل نبيل كهذا" فكر إدواد و هو ينظر إلى شخصية لينكون

لقد كان شاباً بمظهر ودود كان ذو شعر أصفر مع عيون خضراء جميلة كانت ملامحه تبدو لطيفة و بشوشة، لكن إدوارد لا يحكم على الناس من المظهر فقط

تقدم لينكون تحت هتاف كل من في الفصل تقريبا يبدو أنه قد كان شعبيا جدا لكن إدوارد لم يكن مهتما به أو بغيره ، بالأحرى لم يكن مهتما بأي أحد في الفصل كان يركز الآن على إجتياز الإختبار فقط و الحصول على امتيازات التلميذ الرسمي

وضع لينكون يده على الحجر و بعد عشرون ثانية تقريبا ارتفعت طاقة بيضاء إلى الخط الثالث في الحجر!

"نجاح، درجة موهبة مرتفعة!"صاحت ميرندا و قد بدت عليها ملامح الفرح يبدو أن المدرسة إكتسبت نجما صاعدا جديدا!

مباشرة بعد أن أعلنت ميرندا النتيجة بدأت موجات التملق تنهمر على لينكون من كل حدب و صوب...

"كما هو متوقع من السيد لينكون! أنت حقا المثل الأعلى لكل من في الجيل الشاب لهذه السنة! أرجوا أن تعتني بي مستقبلا!" تملق أحد التلاميذ الذين اجتازوا الإختبار لقد كان واضحا أنه يريد أن يحصد بعض المزايا عن طريق العدل تحت جناح أحد "النجوم الصاعدين" في المردسة لهذه السنة

"همف! من أنت حتى يعتني السيد لينكون بك؟ إذهب للعب بعيدا أيها القرد!" صاحت إحدى الفتيات و من الواضح أنها أيضا كانت تريد "ميزة" من هذا اللينكون

"كياااا، سيد لينكون أنا أحبك!"

"سيد لينكون أنا مستعد للعمل معك و اكون مخلصا لك في كل ما تريد!" أعلن أحد التلاميذ بشكل مفاجئ يبدو أنه قد فقد كل منطقيته و بدأ يصيح عندما رأى أن هناك من يريد "خطف السيد لينكون بعيدا"

إبتسم لينكون إبتسامته الودودة و هو يقول" حسنا يا أصدقاء يرجى الهدوء الآن لا نريد أن نخرب جو الاختبار الآن و إلى سنغضب المشرفة"

"لكن سيد لينكون نحن..."

سيد لينكون أنا ادعى -"

"صمتا!"

تم مقاطعة هذه الضوضاء بصراخ بارد من ميرندا و هي تقول " يمكنك أن تنافشوا شؤونكم مع بعضكم بعد الإختبار يا أطفال أما الآن فدعونا نكمل!"

إستأنف الإختبار و فشل بضعة أشخاص في حين نجح البعض الآخر

"إدوارد،تقدم" سمع إدوارد إسمه اخيرا و خرج من الحشد الذي كان قد تقلص الآن بشكل كبير و هو يمشي بينهم كانت نظراتهم له كلها إزدراء أو لامبالاة

فبعد كل شيئ، إدوارد كان دائما ينام في الفصل و شخصيته الغريبة تلك التي لم تساعده في تكوين صداقات جعلت الناس ينبذونه لكن إدوارد بدى أنه لا يهتم و تابع المسير حتى وصل إلى الطاولة

قالت المشرفة 'ميرندا' " أعتقد أنني لا احتاج أن أعيد كلامي مرة أخرى،فلتبدأ!"

تظاهر إدوارد أنه يغلق عينيه و هو يصطنع وجها متألما و كأنه يبذل قصارى جهده ليجعل التمثيلية تبدو حقيقية و بعد خمسين ثانية تقريبا، كثف إدوارد الطاقة الروحية التي كان يتظاهر بإستشعارها، حاول تكثيفها بكل جهده هذه المرة و لم يكن يتظاهر، أحس بدوار خفيف في رأسه و بعدها سمع إدوارد صوتا انثويا حساسا بجانبه و هو يصرخ

"نجاح، درجة موهبة منخفضة،التالي!

2023/06/16 · 41 مشاهدة · 1637 كلمة
Truck-san
نادي الروايات - 2025