103

( الأرك الثالث : مجازر )

{ شـجـرة الـحـيـاه 1 }

فى اليوم الثانى مائة مدينة بـ مئة مليون شخص توجهوا نحو الأبدية.

بطبيعة الحال حركة بمثل هذه الضخامة لن تهرب من عيون القوى الأخرى وسرعان ما وصلتهم المعلومات.

" لقد سقطوا للأبدية ".

" 10.000 نسر عاصف.. كيف حصلوا عليهم ؟ ".

" تباً... الأبدية أصبحت خطراً على الجميع وعلينا إبادتها ".

لم يكن هذا مجرد كلام وإجتمع لوردات العديد من القوى لمناقشة هذا بينما كانت الأبدية تستقبل مواطنيها الجدد.

سابقاً... صمت ديفيد لفترة بعد ضم البلدان العشرة ، ليكشف عن قوة قوية حصل بها على عدد ضخم من الأشخاص ولكن هذا نشط غريزة الخوف فى قلوب كل اللوردات.

سابقاً قبل إزالة الحدود لم يكن هناك أى خطر على الأبدية ولكن الأن بإنعدامها فربما حتى كل الصين قد تهجم على الأبدية ، ما لم ينضم نخبة من الدول المجاورة وصدقاً مع سر مهم كـ سر تنقية بلورات الطاقة فمن لا يريد معرفته أو بمعنى أخر لن يهرب ديفيد من الطمع أقصد الغضب العالمى.

تجاهل ديفيد كل هذا وإستقبل الوافدين الجدد.

كانت الأبدية معدة لكل شئ من المنازل إلى الأعمال إلى ترتيب الجيش وكأنهم كانوا يتوقعون كل ما حدث.

*****

فى قاعة الأبدية جلس ديفيد على العرش وأمامه السيد وى.

" شكراً على تمثيلك " ديفيد.

" العفو جلالتك ولكن أنت لم تكن تمثل " سيد وى.

" مقياسى العكسى لا يجب أن يُمس " ديفيد.

كما إتضح من كلامهم أن كل هذا كان معداً والخطة كما حدثت بالفعل وخاصة الجزء الأخير من حيث فرض ديفيد هيمنته والتراجع لإعطاء بعض الوجه للسيد وى مما يجعلهم مدينين له أو بمعنى أخر للأبدية والتى يُمثلها ديفيد ولكن بسماع سب إمه لم يتحمل ديفيد وقتل أحد اللوردات ، رغم أن هذا كان خارج السياق المتفق عليه ولكن لم يكن أكثر من اللازم.

أماء السيد وى بهدوء وإنحنى وغادر ولكنه توقف أمام الباب وقال دون أن يستدير " أنا أيضاً لم أكن أمثل " ثم غادر.

فهم ديفيد مقصد السيد وى ولم يجادل ، كان يعرفه جيداً ويفهم شخصيته لذلك كان متوقعاً هذا الكلام.

*****

بعد ثلاثة أيام.

" جلالتك " ظهرت لحظة وهى تنحنى على ركبة واحدة.

" كيف يجرى الإستيعاب ؟ " ديفيد.

" كل شئ كما هو معد ومع ذلك سنحتاج إلى ثلاثة أيام أخرى تقريباً لإستيعابهم تماماً فى الأبدية " لحظة.

لقد أعد ديفيد كل شئ بالفعل سابقاً من تحديد المهام وتوزيع القوات وحتى بناء البيوت وتوسيع الجدران أو الحدود لتشمل كل هذا العدد داخلها ، رغم أن هناك بعض الإختلافات الصغيرة ولكن النتيجة العامة واحدة.

أمر أخر وهو أن الحالة النفسية للسكان الجدد كانت خوفاً وليس غضباً أو كرهاً والسبب هو أنه رغم أن النسور كانت تهجم على المدينة وتعيث فيها فساداً إلا أنها دمرت البيوت والحدائق ومواقع العمل وغيرها من الأماكن والتى قد تم إخلائها بالفعل من قبل جنود القوى المختلفة ، بالطبع كان هناك حوادث ومات الألاف ولكن ما قيمة الألاف أمام 100 مليون أو حتى مليون واحداً.

" جيد " ديفيد.

" ومع ذلك هناك مشكلة " لحظة.

" أنا أعلم بالفعل " ديفيد.

" إذا ؟ " لحظة.

" لا تقلقى سوف أرسل لهم الرد المناسب قريباً ، الأن نحتاج فقط للذهاب إلى مكان ما... إتبعينى " أمر ديفيد وهو ينزل مِن على العرش.

*****

فى إحدى المناطق المحظورة.

منطقة شجرة الحياه.

واحدة من أكثر المواقع المحظورة أهمية وحراسة وقيمة للأبدية.

دخل ديفيد ومعه لحظة إلى هذا المكان ليستقبلهم شاب من الأورك.

" تحياتى جلالتك " إنحنى الشامان بإحترام " تحياتى للجنرال المظلم ".

فى المعتاد لا تملك لحظة المؤهلات للدخول إلى هنا ولكن بوجودها مع ديفيد فلم يقل الشامان شئ كما لم يظهر الجنود فى الظل أى إشارة للقيام بحركة.

" كيف حالك هذه الأيام ؟ " سأل ديفيد وهو يتقدم نحو المركز.

تبع الشامان ديفيد ولحظة وقال " كل الشكر لجلالتك على ما أنا فيه ".

" هل هناك شئ أحتاج إلى معرفته ؟ " ديفيد.

" لا " هز الشامان رأسه " لم تتغير الشجرة منذ أخر زيارة لجلالتك فقط كما قال جلالتك فى تلك المرة أن الوقت لم يكن مناسباً ".

أماء ديفيد ولم يتحدث وأكمل سيره إلى ان وصل إلى المركز وهناك وقفت شجرة شاهقة بطول أكثر من ألف متر.

تبدو عريقة ونبيلة كما لو أنها شئ لا يجب أن يوجد فى هذا العالم.

لم يكن هناك أى إختلاف بينها وبين شجرة عادية ولكن هالتها كانت مختلفة ، بدت آثيرية ولا تُمس ككائن سماوى لا يُفترض أن يوجد فى عالم البشر.

إقترب ديفيد من الشجرة وإبتسم ونظر إلى لحظة " هل كل شئ معد ؟ ".

" نعم " ردت لحظة وأخرجت ورقة من يدها ولوحت بها مما حولها إلى ضوء ومض وأختفى منسجماً مع الهواء ومحلقاً بسرعة كبيرة نحو مكان أخر محظور فى الأبدية.

*****

تحت الأرض كان السيد وى يقف فى مركز مصفوفة معقدة ملئية بالكثير من النقوش والعلامات بلغة غريبة ، وفى أكثر من مائة موضع جلس مائة من الأشخاص يرتدون عبائات سوداء بكابتشو يُغطى رؤوسهم ويخفى وجوههم.

ظهر خط من الضوء فى الهواء ، أمسكه السيد وى وفحصة للحظة قبل أن يصرخ " لنبدأ ".

بوووووووووووووووووووووووووم

إنفجار كبير دوى مِن إعطاء السيد وى الأمر وفجأة مائة خزانة مليئة ببلورات الطاقة متصلة بـ مواقع التشكيل المائة إنفجرت بطاقة مخيفة.

كمٌ سخيفٌ من الطاقة إندفع مِن تدفق طاقة البلورات عبر التشكيل.

تألق التشكيل بضوء أبيض قوى أعمى الجميع ولكن لم يحتج الموجودين إلى إستخدام أعينهم على كل حال ، كونهم مزارعين لمسار الروح فحتى لو أغلقت حواسهم كلها لازال يمكنهم الرؤية والشم واللمس وغيرها طالما كانوا أقوياء بشكل كافى ، لا حاجة للحديث عن قوة السيد وى من تشكيلة الذى صنعه فى وقت سابق أما هؤلاء المائة فقد كانوا فى المرتبة الثانية بعد السيد وى كأسياد مصفوفات.

لم يتحرك السيد وى فوراً وإنتظر حتى تصل الطاقة إلى المستوى المطلوب وحينها صرخ " الأن ".

بدأت يده بتشكيل الكثير من الأختام المختلفة وكذلك فعل البقية وحينها تألقت المصفوفة بضوء أكثر قوة بدأ ينتشر من الأرض إلى جدران الأبدية ثم فوقها ليُشكل قبه بيضاء فى سماء الأبدية.

2021/05/20 · 267 مشاهدة · 958 كلمة
نادي الروايات - 2024